وقفات تربوية مع الاعتكاف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2020, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي وقفات تربوية مع الاعتكاف

وقفات تربوية مع الاعتكاف
شروق محمد



يأتي بعد حين من الانتظار تترقبه النفوس، وتسعد به القلوب، وتعلو من أجله الهمم، وتشحذ به العزائم

إنه شهر رمضان الذي يبدأ فيه الجميع موسم العبادة والطاعة بحماسة وقوة، ثم يغشى النفوس ما يغشاها من شعور الألفة والاعتياد حيث تهدأ النفوس، وتفتر العزائم، وتضعف الهمم إلا من رحم الله من عباده.

ولكن حتى لا يمضي رمضان ويتسرب من بين أيدينا دون إدراك منا لعظيم القيمة، تأتي العشر الأواخر لتنتفض العقول والقلوب، تسري روح جديدة، تدفع من نسى إلى التذكر، ومن فتر على التجدد، ومن بعد إلى العودة.

إنها العشر الأواخر من رمضان إنه موسم الاعتكاف والتعبد، إنها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، إنها الأيام الأخيرة أيام العتق من النار والتي على الجميع أن يلحق بها ويغتنمها قبل أن يرحل رمضان.

الاعتكاف وقفة تربوية مع النفس:

هذه النفس التي دأبت طوال العام على الانخراط في مشاغل الدنيا، والانغماس في شؤونها، والأخذ من صنوف مباهجها، لابد لها من وقفة مطولة ليس فقط بالامتناع عن الطعام والشراب لساعات معدودة، بل بالخروج من دائرة الأعمال اليومية والفتن المحيطة والانفراد في خلوة من نوعٍ مختلف، يقترب فيها العبد من ربه خاضعاً فيناجيه معترفاً، وينصرف بها عن الدنيا فتزكو نفسه وتسمو ليصبح إنساناً ربانياً.

الاعتكاف سنة نبوية:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعتكف كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً. رواه البخاري.

فالاعتكاف هو العبادة التي حرص الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليها رغم انشغاله بشئون الدعوة وميادين الجهاد حتى وفاته، وقد ضرب لنا في هذا المثل في أهمية الانقطاع لله -عز وجل- والتحرر من المشاغل والمسؤوليات أياً كان نوع هذه المشاغل وحجم تلك المسؤوليات.

الاعتكاف قيمٌ تربوية:

ولأنها سنة نبوية ثابتة فقد اشتملت على العديد من القيم التربوية التي تساعد في الارتقاء بالنفس وتهذيبها والعلو بشأنها ومن هذه القيم:

- زيادة الصلة بالله -عز وجل- والتقرب له، فالإنسان حينما يترك مشاغله وشئون حياته ويخلِّف ورائه من يحب من أعماله وأسرته وأصدقائه ومعارفه، فسوف يتعاظم في نفسه الهدف الذي من أجله ترك كل هؤلاء واخلص استخلص نفسه إليه، إنه التقرب إلى الله والتعبد له ومناجاته ما أعظمها من غاية وما أجله من هدف.

- تهذيب النفس والارتقاء بها في مراتب العبودية، فالاعتكاف فرصة لاستدراك كل نقص، وتعويض كل تقصير يحصل للمرء في علاقته بالله تعالى من جراء كثرة الانشغالات والعلائق الدنيوية كالزوجة والأبناء والوظيفة.

- التعايش مع تجربة مختلفة من هجر مباهج الدنيا والزهد والتشبه بحياة الأولين من السلف الصالح، هذا كله فيه مران للنفس على الاستغناء عن ترف الحياة، ومواجهة أية ظرف صعبة أو طارئة يواجهها المرء في حياته.

- الاعتكاف فرصة للتخلص من العادات السيئة كالتدخين أو الإسراف في الطعام أو النوم لأوقات متأخرة أو لساعات طويلة، أو إدمان التلفاز أو الحاسوب وغيرها من العادات السيئة التي لا تتناسب مع هذه العبادة.

- الاعتكاف فرصة للتأمل في شئون الخلق والخلائق؛ فالاستغراق في واقع الحياة يجعل المرء يعتاده ولا يدرك الكثير من تفاصيله ومكوناته بينما الانخلاع عنه والانعزال عنه يعطي فرصة للتأمل وإعادة ترتيب وتنسيق مكونات هذا الواقع، مما يجعل المرء يخرج برؤية جديدة ومرتبة لشئن حياته وحياة من حوله.

- شحن ملكات العلم والتعلم؛ فالمكوث في المسجد لن يكون بغرض نشر الكسل والتراخي والعزلة بلا تفكير أو إعمال للعقل، ولكن الاعتكاف فرصة لتدارس القرآن وتعلم العلم الشرعي وحضور الدروس الدينية والحلقات العلمية التي تعقد في المسجد.

- المواظبة على الصلاة في أوقاتها وفي جماعة، مما يجعلها تصبح عادة يومية لدى الفرد، كما يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية على الانتباه أثناء أوقات الصلاة.

- الاقتراب من المسجد كمؤسسة دينية اجتماعية مما يساعد فيما بعد على المشاركة فيما يتم من خلاله من أنشطة خيرية وعلمية ودعوية.

- توطيد العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم، ففترة الاعتكاف بما فيها من تجاور وتلازم وتجرد من المظاهر الدنيوية، تعمق أواصر الأخوة الإيمانية وتزيل المسافات بين المعتكفين، بل وتكشف عن حقائق النفوس ومعادن الناس مما تلونه الحياة في الخارج وتغير حقيقته.

- الاعتكاف موسم عظيم للدعاة والمربين لشحن طاقاتهم وسد النقص الذي اعتراهم لانشغالهم بالخلق، واستغلال الفرصة للرقي بالمستوى الإيماني والتعبدي عند المدعوين والمتربين.

وينبغي أن نشير إلى أن الاعتكاف المطلوب لتحقيق ما سبق وغيره ليس الاعتكاف الذي يجعل المساجد مهاجع للنائمين، وعناوين للمتزاورين، وموائد للآكلين، وحلقات للتعارف وفضول الكلام.

بل إن الاعتكاف المطلوب هو ذلك الذي ينقل المرء إلى مشابهة حياة السلف الصالح في كل همسة ولفتة، الذي ويسعى فيه صاحبه جاهداً لئلا تضيع من ثواني هذه الأيام لحظة واحدة في غير طاعة؛ إنه الاعتكاف الذي يحقق مفهوم التربية الذاتية لمشابهة المحسنين يستغله المرء ليصل إلى مرتبة عالية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.49 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]