قرار التقوى ... والخطوات إليه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الافتراء والبهتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          (المنافقون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التأثير المذهل للقرآن على الكفار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ما يلفظ من قول... إلا لديه رقيب عتيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نهاية الرحلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من غشنا فليس منا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات مع اسم الله العدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تبرؤ المتبوعين من أتباعهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2020, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,827
الدولة : Egypt
افتراضي قرار التقوى ... والخطوات إليه

قرار التقوى ... والخطوات إليه

خالد رُوشه



أهم ما يبتدىء به أي ناصح حول التقوى هو باب العقيدة في الله , فهي أول ما ينبغي أن يتفقده المؤمن إذا أراد ولوج باب التقوى , فالقلب السليم الذي هو مدار التقوى عماده الاساس نقاء العقيدة , والبعد عن الشبهات , والإيمان بصفات الله واسمائه , وأعمال القلوب التي اساسها الثقة بالله سبحانه واللجوء اليه .

ثم يهمني ههنا أن أؤكد على خطوات اساسية في سبيل التقوى قد توفر على الإنسان وقتا طويلا وبحثا مرهقا , فالمرء إذا ذهبت به مدارات الحياة بعيدا عن التقوى استشعر فقدانا ما في قلبه , وتجويفا فارغا في صدره , لا يدري سببه ولا يفهم كيف يسده , فيبقى متقلبا بين وجهات مختلفات , يبحث فيها عن شفاء لعلته فلا يجد .

ذلك المرء يحتاج أن يكون صادقا مع نفسه , واضحا بشأن حاله , وعليه أن يقرر بكل حزم , هل هو يحتاج إلى القرب من الله سبحانه , والولوج في كنف التقى , أم إنه سعيد بحياته التافهة الهشة الفانية تلك التي يحياها باحثا عما يشتهيه مكتفيا بالقرب على استحياء من معاني الاستقامة ؟

فإن قرر السعي النوراني المخلص قربا من مرضات الله سبحانه , فليعلم أن لذلك تبعات ومسئوليات , أهمها تقديم محبات الله سبحانه ومرضاته على شأن الحياة وما فيها , والسعي بشكل تصاعدي نحو العبودية التامة لله رب العالمين , والتطهر من كل ذنب مضى , والندم عليه , والعزم الأكيد على الإصلاح المستقبلي مستعينا في ذلك بالإخلاص لله والمتابعة لنبيه صلى الله عليه وسلم .

الدافع الذي يمكن أن يستعين به هذا الساعي نحو التقوى , ليخرجه من حال الركون إلى الدنيا إلى حال السعي للجاد للعبودية , هو الإيمان باليوم الآخر , ووضعه نصب عينيه , والعمل له , والاستعداد للموت والرحيل عن الحياة في وقت ما , لا أقول ههنا أن يدع دنياه وينطوي أو ينزوي عنها بالكلية , بل يأخذ منها ما يصلح آخرته , من إصلاح فيها وإيجابية نحوها ونحو الناس من حوله فيما يرضي الله سبحانه ويكون عونا له في طريقه .

يأتي ههنا دور المراجعة الذاتية للنفس , ومحاسبتها , والوقوف على مدى تقصيرها في جنب الله سبحانه , ومن ثم المسارعة الى التوبة النصوح والاستغفار المتكاثر المتتابع الملح , حتى يستشعر من نفسه أنه وضع قدمه على باب الطهارة القلبية , والنقاوة انفسية ..

عندها يلجأ إلى المناجاة بالدعاء والرجاء لربه الرحمن الرحيم سبحانه , معترفا صادقا مخلصا , يسأل ربه من كل خير , ويستعيذ به من كل سوء , ويتوكل عليه في كل شأنه , متبرئا من حوله وقوته إلى حول الله سبحانه وقوته .

إنها خطوات غير منقطعة , بل متداخلة , ومستمرة , ودائمة , ومتجددة , والمرء في كل خطوة يستطيع أن يرتقي في درجات تطبيقها أكثر فأكثر تبعا لمدى إخلاصه وصدقه وجديته نحو هدفه .

ولاشك أنه عبر سيره ستعترضه العوائق وتعتوره العلائق , لكنه عندئذ يستعين بربه لجوئا ورجاء ودعاء أن ينصره على تلك العوائق , ويقويه على تخطي العلائق , فإن هبط به مسار الإيجابية في طريق الاستقامة ساعة فلا ينزعج , بل يسارع بالتوبة والاستغفار , ويحزم أمره , ويعود الى السبيل من جديد , فالإيمان يزيد وينقص , وللشيطان لمة وللملك لمة , فلينتهز لمة الملك ويستعيذ بالله من لمة الشيطان .

ذلك المؤمن الجاد سيجد قلبه بعدها يبتدىء بالاستشعار بلذة التقوى وأثر سريانها في عروقه , قال سبحانه :" والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " ... فيثبت على الخير الذي بلغه , ويسأل الله الزيادة , ويتعلم العلم الذي به يحافظ على صواب الأداء في العبودية , ويتخذ الخطوات التي بها يؤكد جديته في قرار التقوى ... فالصلاة نور , والصدقة برهان , والصبر ضياء , والقرآن حجة , والأخلاق شعار الإيمان , وذكر الله أكبر .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.46 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]