أهمية علم الداعية بأسباب صدود المدعوين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التذكّر... في لحظة الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          لماذا نرغب بما مُنعنا عنه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عشرة أشفية للحزن في القرآن العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          العمل الصالح .. صاحبك الذي لا يخذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عزلة مؤقتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خواطر بلا صخب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الممحاة الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حين تُرِبِّت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          العنوان : أفرأيتم الماء الذي تشربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رحلتي مع الكمبيوتر من صخر إلى الذكاء الصناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2020, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,434
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية علم الداعية بأسباب صدود المدعوين

أهمية علم الداعية بأسباب صدود المدعوين
د. هند بنت مصطفى شريفي



لما كانت الدعوة تقوم بشكل أساسي على عرض الدعوة ومبادئها بشكل حسن، وكان من أهداف الداعية تبيين سبيل المؤمنين للناس، والتأثير في نفوسهم، وإرشادهم وهدايتهم، كان من المهم للداعية، معرفة الأسباب التي تصد الناس عن الاستجابة لها رغم حسن عرضه لها، وبذله الجهود في نشرها.

فيكون الداعية كالطبيب الذي يسعى في طلب الشفاء للمريض، فيقف على علته المرضية، بسؤاله عن تاريخ مرضه، ومراقبة أحواله لمعرفة الأسباب التي أدت به إلى هذه العلة، فيعمل حينها على إزالة هذا السبب ما استطاع، ثم يختار له الدواء الأصلح والأنفع، ويضع منه المقدار المناسب فوق الجزء المعتل، حتى يتحقق له الشفاء بإذن الله، ثم في مدة نقاهته من المرض، يجنبه الأسباب التي قد تؤدي إلى انتكاس حاله، وهو لما يسترد كامل عافيته بعد.

فيظهر مما سبق أهمية معرفة السبب وإزالته، لتحقق الفائدة وحصول الشفاء بإذن الله، لأن (قبول المحل لما يوضع فيه، مشروط بتفريغه من ضده، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان، فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات، فإذا كان القلب ممتلئًا بالباطل اعتقاداً ومحبة، لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع)[1].

وعلم الداعية بأسباب الصدود عند المدعوين يحقق الفوائد التالية:
1- إذا عرف الداعية هذه الأسباب حرص على إزالتها، أو التقليل من أثرها السيء في نفوس المدعوين ما أمكنه ذلك، لتصبح نفوسهم مهيأة للنبت الجديد بإذن الله[2]، فإذا أهمل الداعية إزالة الأسباب - الممكن إزالتها - كان كالذي يبني دارا على أرض هشة لينة قد تنهار به في أي لحظة.

2- إن معرفة هذه الأسباب تساعد الداعية في اختيار الأسلوب الأفضل والوسيلة الأجدى في الدعوة، فأسلوب دعوة من امتلأ عقله بالمفاهيم المنحرفة، مختلف عن أسلوب دعوة من تبين له الحق، ولكن تعلق قلبه بالدنيا، وغلبت عليه شهواتها.

3- إن معرفة أسباب الصدود في بيئة ما، يساعد على التخطيط الجيد عند إعداد الدعاة، وتثقيفهم وتعليمهم، بما يتناسب مع المجتمع الذي يدعو فيه، فيتسلح الداعية بما يساعد على الدفاع عن الإسلام عند أصحاب الشبهات، ويتحلى بسعة الصدر ولين القول، وحسن التعامل، ليتخطى عقبة كراهية الحق ومن يدعو إليه، ويتزود بما يكسب به مودة الناس وصداقتهم ويؤلف قلوبهم.

4- في بعض المجتمعات قد يكون من الأفضل أن يتصدى للدعوة من يتمكن من أن ينال ثقة الناس واحترامهم، لأن احتقار المدعوين للداعية وازدراءهم له وضعف ثقتهم به، أو بعلمه، أو نظرتهم له نظرة دونية، كل ذلك يحول دون الإنصات له والاستجابة لما يدعو إليه، ولعل من الأنسب أن تراعى المكانة الاجتماعية، والمستوى المعيشي والثقافي.

5- إن معرفة الداعية لأسباب الصدود مفيد في إنجاح العملية الدعوية وإزالة العراقيل من طريقها، فإذا تمكن الداعية بحكمته تفادي الصدام مع هذه الأسباب مباشرة، وذلك بأن يبتعد عن إثارة النعرات العصبية والشخصية عند المدعوين - حال كُمون هذه الأسباب - وتأجيل ما يمكن تأجيله منها حتى ينشرح صدورهم للهدى، لأن الغالب أن يثور المدعو وتأخذه العزة بالإثم عند إثارة هذه النعرات.

6- إن بصيرة الداعية المؤمن بمكائد الشيطان ووسائله في صد الناس عن اتباع الهدى، يدفعه إلى التوقي والحذر أن يقع يوما في حبائله، فلا يسلطه على عقله ليبث فيه الشكوك والأوهام، ولا على قلبه فيزين له الدنيا ويزخرف له متاعها، أو يلوث أخلاقه بأنواع الانحرافات الخلقية.

7- أخيرا إذا أخلص الداعية، وبذل غاية وسعه، وقدم ما يمكنه من جهد ووقت ومال لنشر دين الله، ولم ير استجابة ثم راجع نفسه وحاسبها، وأعاد الدعوة كرات وكرات، فليعلم أن هناك مانعا عن الاستجابة للحق، لا يملك هو أمامه إلا الدعاء - مع الاستمرار في بذل الأسباب - بالهداية لمن كتب الله عليه الضلالة.

وقد قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36] [3]، وقد حقت الضلالة على من تمادى في الطغيان والصدود من أهل مكة، فمنهم من لم يؤمن بالبعث والنشور والجزاء، ولم يستقبلوا القرآن بنفوس صافية وعقول واعية، بل كانوا متحفزين دائما لرفض هذا الدين، ومهيئين لعدم الإصغاء إليه، ومتطوعين للحيلولة بينه وبين أن يصل إلى أسماع الناس،[4] حتى قال تعالى فيهم ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴾ [الإسراء: 45، 46] [5].

فيحرص الداعية ألا يصيبه الإحباط أو اليأس من هدايتهم، لأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وقد قال تعالى ﴿ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾[6]، فالله تعالى ( قد أوضح السبل، وأرسل الرسل، وانزل الكتب، وأزاح العلل، ومكَّن من أسباب الهداية والطاعة، بالأسماع والأبصار والعقول، وهذا عدله، ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه أن يعينه ويوفقه، فهذا فضله، وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله، وخلى بينه وبين نفسه، ولم يرد سبحانه أن يوفقه، فقطع عنه فضله، ولم يحرمه عدله، وهذا نوعان:
أحدهما: ما يكون منه جزاء للعبد على إعراضه عنه، وإيثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه، وتناسي ذكره وشكره، فهو أهل أن يخذله ويتخلى عنه.

والثاني: أن لا يشاء له ذلك، ابتداء كما يعلم منه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية، ولا يشكره عليه، ولا يثني عليه بها، ولا يحبه، فلا يشاؤها له، لعدم صلاح محله)[7].

ونوع ثالث: من عرف الله تعالى أنه ليس مهيَّأً بعدُ لاستقبال الخير والحق والهدى، فيريد الله تعالى تأخر هدايته حتى تحدث له أمور وابتلاءات متنوعة، تبين له طريق الحق وتكشف له عن فساد ما كان يدين به، فتنجلي الشبه عن قلبه ويقبل على الحق.

وخلاصة هذه الفوائد أن معرفة الداعية لهذه الأسباب، تعينه على مراعاة أحوال المدعوين، بما يهيئهم أفضل تهيئة للاستجابة، وهذا ما سنتناوله في المقالات التالية بإذن الله.


[1] الفوائد ص 43.

[2] للاستفادة انظر: دوافع إنكار دعوة الحق في العهد النبوي، وسبل علاجها من ص 285- 371، وقد قسم المؤلف سبل علاج هذه الموانع إلى خمسة أقسام هي: الحسية والعقلية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية، وانظر: أصول الدعوة من ص 426 - 436.

[3] سورة النحل آية 36.

[4] بتصرف، تأملات في سورة الإسراء: د. حسن محمد باجودة ص 191، دار الاعتصام القاهرة، ط: بدون 1395هـ.

[5] سورة الإسراء الآيتان 45- 46.

[6] سورة الرعد جزء من آية 31.

[7] الفوائد ص 38.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.39 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]