القدوة وتصحيح الأخطاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بيان خطأ تفويض معاني آيات وأحاديث الصفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 4 )           »          بيان القرآن وتبيينه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أهمية منصات التعلم الإلكترونية في التنمية المهنية للمعلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الستر في زمن الفضائح الرقمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أخلاق التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إنَّا سنُرضيك في أُمتِك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بيان الربا وأحكام بيع الذهب والفضة وصرف العملات النقدية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان الأحكام الشرعية بنصوص واضحة ودون ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          دوشة التعليقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          في مديح الصُحبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2020, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,874
الدولة : Egypt
افتراضي القدوة وتصحيح الأخطاء

القدوة وتصحيح الأخطاء
سعيد بن محمد آل ثابت


يدرك الجميع أن الخطأ من طبيعة البشر، وعند الترمذي: "كل بني آدم خطاء..." الحديث.

ولكن كيف يعالج هذا الخطأ؟
وما هو الخطأ الذي يعالج؟
ولأهمية هذا الموضوع في حياة الناس وتأثيره لا سيما من القدوات أفردته مع أنه جزء من لوازم القدوة من سبيل حسن الخلق والفقه الدعوي، إذ التخطئة لا بد أن تبنى على دليل وليست مزاجاً، وكل خطأٍ بحسبه، فخطأ عقدي وآخر خلقي وثالث من قبيل العادات، فخطأ من قالوا: اجعل لنا ذات أنواط، وخطأ من قالوا: ما رأينا اليوم أكذب من قرائنا، تختلف عن الأعرابي الذي تبوّل في المسجد، ومن ثم لا بد من اعتبار موقع الشخص وبيئته وعلمه وجهله، فالأعرابي الذي جبذ رسول الله عليه والصلاة والسلام ليسأله مالاً وأثر ذلك في عاتقه فابتسم له رسول الله وأمر له بعطاء، ليس كالذي يقول: يا محمد اعدل، ثم يغضب رسول الله ويسرد خبره وخبر أتباعه.

ولا بد أن يفرق بين المجاهر والمستتر، وأخطاء الصغار والكبار، ومن ثم استخدام الطريقة المثلى في ذلك كله بعد تقدير الخطأ؛ لأن الغاية هو إصلاح الخطأ وتعديل السلوك وليس إثبات الحالة وإقرار المخطئ بخطئه.

وسأكتفي بعرض مشهد نبوي أحسبه من أعظم مشاهد التربية النبوية على مدى تاريخ البشرية، إذ سطّر فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام أعمق معاني التربية وأرسى به أوثق عرى القيم النبيلة، وأترككم مع المشهد ثم نأخذ منه ما تيسر.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأى نُخامةً في القبلةِ، فشقَّ ذلك عليه، حتى رُئِيَ في وجهِه، فقام فحكَّه بيدِه، فقال: إنأحدَكم إذا قام في صلاِته، فإنه يناجي ربَّه، أو إن ربَّه بينَه وبين القبلةِ، فلا يَبزُقَن أحدُكم قِبَلَ قبلتِه، ولكن عن يسارِه أو تحتَ قدمَيْه. ثم أخذ طَرَفَ رِدَائِه، فبصقَ فيه، ثم ردَّ بعضَه على بعضٍ، فقال: أو يَفْعَلْ هكذا. رواه البخاري. ويؤخذ من الحديث ما يلي:
1) امتعاض النبي صلى الله عليه وسلم لشدة ما رأى ومشقته على نفسه، فلم يتكلف إخفاءها من سنحات وجهه الشريف، ولم يرشد أحداً أنه كان ممتعضاً بل كانت إيماءاته تتحدث بصدق وجلاء وكانت أعمق من مئة عبارة وكلمة، وهذا ظاهر في هديه عليه الصلاة والسلام كما مر، فمواقف يحمر وجهه غضباً، ومواقف يبتسم حتى تبدو نواجذه، ومرة يتصبب عرقاً، وأخرى تذرف عيناه، وهكذا كان عليه الصلاة والسلام صادق المشاعر واضح السريرة.
2) مباشرته عليه الصلاة والسلام إصلاح الخطأ ولم يأمر أحداً بإصلاحه بدلاً عنه أو اكتفى بالوعظ فقط.

3) توضيح السبب وإبانته للجميع حتى لا يترك ذلك الامتعاض والنهي استفهامات، وربما يُنشئ التعتيم مغالطات معرفية في المستقبل.


4) إيجاد بدائل أخرى في حل الأمر، وظهر ذلك في توجيه أماكن البزق، ومنها الرداء.

5) البدء بالنفس في التعليم والتصحيح حيث بصق في ردائه أمامهم ليعلمهم الطريقة الصحيحة وليكسر حاجز الممارسة الفعلية ويسهل لهم ذلك مستقبلاً ولا يجعل حرجاً على أحد.

6) نلحظ أنه عليه الصلاة والسلام لم يسأل من الذي بصق، ولم يسبه حتى غيابياً، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على مراد المربي الحقيقي وهو التصحيح وليس الإقرار.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.37 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]