الداعية وتقديم المصالح الخاصة على العامة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح مسلم الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 509 - عددالزوار : 63077 )           »          السنة في ليلة العرس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مسّ الحائض والجُنُب المصحف بِلا حائل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حُكم التعزية قبل الدفن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الحلال والحرام في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السّجود للتلاوة على غير السّجادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الزكاة على العملات القديمة أو الجديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إعادة صلاة الجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي التعازي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 7860 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2020, 08:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,792
الدولة : Egypt
افتراضي الداعية وتقديم المصالح الخاصة على العامة

الداعية وتقديم المصالح الخاصة على العامة
د. هند بنت مصطفى شريفي



تقلّ مكانة المعلمة الداعية عند طالباتها، ويضعف تأثيرها إذا دأبت على تكليفهنّ بقضاء أمورها الشخصية، أو تحقيق مصالحها الخاصة من خلال الأنشطة الدعوية، أو تقديم مصالحها الخاصة على المصالح العامة، مما يضعف أثر توجيهها لطالباتها، لأن نظرة الاتهام الموجهة لها من طالباتها تولد في نفوسهنّ الرفض لها ولدعوتها، والإعراض عن قبول نصائحها وإرشاداتها دون أن يفرقن بين مصالحها ومصالحهنّ، ودون أن يفكرن في سلامة الأعمال التي تدعوهنّ إلى القيام بها أو أن يبحثن فيما تجلبه لهنّ من خير ونفع[1].

فعلى أي مسلم يقوم بالدعوة (أن ينزه علمه عن جعله سلّماً يتوصل به إلى الأغراض الدنيوية من جاه أو سمعة أو شهرة أو خدمة أو تقدم على أقرانه... وكذلك ينزهه عن الطمع في رفق من طلبته بمال أو خدمة أو غيرهما بسبب اشتغالهم عليه وترددهم إليه)[2]، إلا أن تكون هذه الحاجات عامة غير شخصية، وفي اشتغال الداعية بها تضييع لوقتها، فلا حرج عليها من الاستعانة بإحدى طالباتها للمنفعة العامة التي يتعدى نفعها للآخرين بما لا يعود على الطالبة بالضرر.

إن التجرد عن المصلحة الخاصة هو منهج الرسل الكرام، فقد كان لسان حالهم ومقالهم، قال تعالى: ﴿ يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [هود: 51] [3]، وقال عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾ [الشورى: 23] [4]، قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: (لا أسألكم على هذا النصح والبلاغ لكم مالا تعطونيه؛ وإنما أطلب منكم أن تكفوا شرّكم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي، وإن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة)[5].

والداعية الناجحة هي التي تنفذ أهدافها الدعوية وتكسب المكانة والمنزلة الرفيعة عند طالباتها عندما يكون افتقارها إلى خالقها ورازقها، استغناءها عما في أيدي الناس، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: (والعبد كلما كان أذلّ لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له؛ كان أقرب إليه وأعزّ له وأعظم لقدره، فأسعد الخلق: أعظمهم عبودية لله، وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره... فأعظم ما يكون العبد قدرا وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه، فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم؛ كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم-ولو في شربة ماء- نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك لهم)[6]، وما أحوج المعلمة الداعية إلى ما يرفع مكانتها ويعظم حرمتها عند طالباتها!


[1] ينظر: فقه الدعوة إلى الله: عبد الرحمن الميداني 1 /507، والمدرس ومهارات التوجيه: محمد الدويش ص 67 دار الوطن للنشر، الرياض، ط:4، 1421هـ/2000م.

[2] باختصار: تذكرة السامع والمتكلم : العلّامة بدر الدين ابن جماعة الكناني ص 19.

[3] سورة هود: آية 51.

[4] سورة الشورى: جزء من آية 23.

[5] تفسير ابن كثير 7 /187.

[6] باختصار: مجموع الفتاوى 1 /39، وينظر نفس المرجع ص 51.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.91 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]