تأملات بين الماضي والحاضر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4953 - عددالزوار : 2056060 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4528 - عددالزوار : 1323924 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-02-2020, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات بين الماضي والحاضر

تأملات بين الماضي والحاضر


عقيل حامد







قبل أكثر من عقد بقليل كانت الدعوة السلفية ماضيةً على قدم وساق وهي في أوج فورانها وقوة علمائها؛ حيث بلغت الآفاق، وتخلَّلت الأعماق، فراجت قبولاً واسعًا بين الناس؛ كل ذلك بسبب تلاحُم علمائها ودعاتها، ووحدة الرؤى والأهداف، وحصر الآراء والخِلافات، وإنهاء القيل والقال المولِّد للأزمات، فسارت الدعوة وسار أهلها بكل عزم وثبات، موقنين بصِدقها وصِدق علمائها، وإخلاص القائمين عليها وعلى نشرها، فبُنيت المساجد وانتشرت في كل مكان حتى في موسكو أرض الشيوعيين، ولم تبقَ عاصمة في العالم إلا وفيها مسجد أو مساجد، إلا طهران عاصمة الصفويين، وهكذا انتشر العلم فيها،ودخل الناس في دين الله أفواجًا مُهلِّلين مُكبِّرين العلي القدير.

ولكن بعد وفاة الكواكب الثلاثة: العلامة المحدث الألباني، وابن باز، وابن عثيمين - تغيَّر الحال كثيرًا، فكَثُرت الخلافات، واشتدت الصراعات، وبرز القيل والقال، وأصبح الولاء والبراء لفلان وعلان، فضُربت الدعوة في صميمها، وتقهقرت إلى الوراء تقهقرًا عجيبًا غريبًا لم تشهده منذ عقود، وأسيء إلى عقيدتها ومنهجها، وطُعن دعاتها وحَمَلتها، فاستغرب العوام مما يحدث بها ولها، بل تضارب وحار حتى أتباعُها، فكان للعاقل المنصف أن يقف ويتأمل بكل صدق وإخلاص ويقارن الماضي بالحاضر ويربطه بالمستقبل؛ عسى أن يجد الخلل فيُصلِحه ويُعالِجه، أو يزيله بالكلية ويَبني مكانه أصلاً جديدًا مُستمَدًّا من القرآن والسنَّة وهَدي سلف الأمة؛ ليعود الحال كما كان، وتعود الأُلفة والمحبة بين علمائها وأتباعها، فلم يبقَ من العمر إلا القليل، فلنَقضيه كسابقه بذاك العهد الجميل، ومن نتائج تأملي ونظري ومقارنتي بين العهدين وجدت أن من سبق كان حريصًا على كتم الخلافات، وقول الحق الذي يراه في المسألة دون التعرُّض للمُخالِف وتشهيره وطعنه واتِّهامه، وإذا سأله طالب علم حقيقي أو متطفِّل قال له: هذا قولنا وذاك قولهم، فاختر ما شئت منهما، وبذلك يُنهي الخلاف ويسدُّ الطريق والباب على من أراد شرًّا به أو بمُخالِفِه؛ ولذلك لم نسمع يومًا طعنًا وتَشهيرًا بينهم، على الرغم من شدة الخلافات وسَعة المفارَقات، فكل واحد منهم يقول: ذاك أخي ذاك العالم الرباني، ولم يسمحوا لأحد فضلاً عن طلابهم بالتكلُّم على مَن خالفهم، بل لم يشجعوا حتى طلابهم على التصدُّر للدعوة والإفتاء ما لم يُكمِلوا ويَضبِطوا أصول العلم وقواعده، وأمروا الجميع بالاعتكاف على طلب العلم وتهذيب النفس بالتربية على قاعدة التصفية والتربية، فالعمر بعده طويل أمامهم، ولكن بعد وفاتهم جاء بعدهم مَن وسَّع الأمر وشجَّع الجميع على التصدر للتدريس والإفتاء مهما كان عِلمُه وحَجمه، على قاعدة لا يُكلِّف الله نفسًا إلا وسعها؛ ظنًّا منهم أن هذا من العلم والدين، وأن هذا يَخدم الدعوة وأهلها، فاختلَط الحابل بالنابل، فهذا يُفتي، وذاك يردُّ، وهذا يُصحِّح، وذاك يُخطِّئ، وهذا يقرِّب، وذاك يُبعِد، حتى وصل الأمر إلى المُنابَذة والطعن والتشكيك بكل من خالفهم، حتى وإن كان الخلاف معتبرًا قديمًا وحديثًا، فلم يَسعْنا العلم؛ لأننا جهلاء؛ لأن العلم كما يُقال يسَع، ومَن جَهِل شيئًا عاداه، وما أجمل قول الشاعر:
تصدَّرَ للتدريس كل مُهوِّس
بَليد تَسمَّى بالفقيه المدرِّسِ

فحقَّ لأهل العلم أن يتمثَّلوا
ببَيت قديمٍ شاع في كل مَجلِسِ

لقد هَزُلت حتى بَدا مِن هُزالها
كُلاها، وحتى سامها كلُّ مُفلِسِ


وبسبب تصدُّر هؤلاء انتشرت الفتن وحدَثت الأمور العِظام، ورأينا العجَب العُجاب منهم، فهذا يفتي بقصر صلاة المغرب للمسافر، وذاك يحتجُّ بآية المُحارَبة على كفر الساحر ووجوب قتله، وذاك يغلق أربعة جوامع في قريته ليجمع الناس حوله ويترك مسجدًا لأهل البدع مفتوحًا؛ لأنه لا طاقة له بغلقِه مُبرِّرًا فعله بدعوى أن السنَّة جمع الناس في جامع واحد، وهذا حق، ولكن ألا يُحدِث ذلك شرًّا أكبر وضررًا أخطر، وأي شر وضرر أعظم من الإساءة إلى الدعوة وأهلها، فمسجده صغير وغير مكيَّف، ومسجد أهل البدع كبير ومكيف، فإلى أين يذهب الناس في الحر الشديد والبرد القارس؟ من الطبيعي أن يذهبوا إلى حيث تكون راحتهم، فهذا بجهله أجبر الناس على الذهاب إلى أهل البدع، فكثَّر عددهم فيه وقلَّلهم عنده، وحرم باقي المناطق من إقامة الجمعة في جوامعهم، ومنَع جيران تلك الجوامع من النساء والعجَزة من نَيل خيرِ سماع الخطبة وموعظتها، بل إني عشتُ في تلك القرية، ووجدت أنه إذا أمطرت السماء خيرَها فبعض الطرُق لا يُمكِن المرور بها حتى من خلال السيارات، فكيف سيَذهب إلى مسجده مَن لا سيارة عنده؟ وكيف يصل إليه الصغار والكبار والعجَزة؟ مما أدى إلى تذمُّر الناس منه ومن دعوته، بل وصل الأمر إلى أن يترك الصلاةَ بعضُهم لبُعدِ بيته عن كِلا الجامعَين، فإلى الله المُشتكى من صنيع هؤلاء الجهَلة، وما أجمل وأصدق قول العلامة الألباني - رحمه الله -: "إننا كنا نعاني من التقليد، فإذا بنا نعاني الآن من الانفلات"، فقد شخَّص الشيخ الداء في عصرِه، فماذا سيَقول لو عاش إلى الآن وقد هاجَمنا التقليد والانفِلات معًا؟ بل أصبَحا شعارًا لنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.79 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]