شرح حديث أبي هريرة: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          إدانة التدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نحن ضعفاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مزاجية المبادئ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف تكون سعيدًا طوال حياتك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أئمة التابعين وزهادهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2020, 07:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,629
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي هريرة: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام

شرح حديث أبي هريرة: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام


سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ الله، مَنْ أكرمُ النَّاس؟ قَالَ: «أَتْقَاهُمْ»، فَقَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نسألُكَ، قَالَ: «فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ ابنُ نَبِيِّ اللهِ ابنِ نَبيِّ اللهِ ابنِ خليلِ اللهِ»، قالوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نسألُكَ، قَالَ: «فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلوني؟ خِيَارُهُمْ في الْجَاهِليَّةِ خِيَارُهُمْ في الْإِسْلَامِ إِذَا فقُهُوا»[1]. متفق عليه.

و«فقهوا»: بضم القاف علي المشهور، وحكي كسرها؛ أي: اعلموا أحكام الشرع.

قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
قوله: «من أكرم الناس؟، قال: أتقاهم»؛ يعني: إن أكرم الناس أتقاهم لله عزَّ وجلَّ، وهذا الجواب مطابق تمامًا لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]؛ فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى الناس من حيث النسب، ولا من حيث الحسب، ولا من حيث المال، ولا من حيث الجمال، وإنما ينظر سبحانه إلى الأعمال؛ فأكرم الناس عنده أتقاهم له؛ ولهذا يمد أهل التقوى بما يمدهم به من الكرامات الظاهرة أو الباطنة؛ لأنهم هم أكرم خلقه عنده، ففي هذا حثٌّ على تقوى الله عز وجل، وأنه كلما كان الإنسان أتقى لله فهو أكرم عنده، ولكن الصحابة لا يريدون بهذا السؤال الأكرم عند الله!.

«قالوا: لسْنَا عن هذا نسْألُك»، ثم ذكر لهم أن أكرم الخلق يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فإنه عليه الصلات والسلام كان نبيًّا من سلالة الأنبياء، فكان من أكرم الخلق.

«قالوا: لسْنَا عن هذا نسْألك، قال: «فعن معادنِ العرب تسْألوني؟».
معادن العرب؛ يعني: أصولهم وأنسابهم!.

«خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»؛ يعني: أن أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول، هم الخيار في الجاهلية، لكن بشرط إذا فقهوا؛ فمثلًا بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش في الإسلام، لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله، وأن يتعلموا من دين الله، فإن لم يكونوا فقهاء فإنَّهم - وإن كانوا من خيار العرب معدنًا - فإنهم ليسوا أكرم الخلق عند الله، وليسوا خيار الخلق.

ففي هذا دليل على أن الإنسان يُشَرَّف بنسبه، لكن بشرط أن يكون لديه فقه في دينه، ولا شك أن النسب له أثر؛ ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس وأشرفهم نسبًا، ومن ثَمَّ كان منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف الخلق؛ ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]؛ فلولا أن هذا البطن من بني آدم أشرف البطون، ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يُبعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في أشرف البطون وأعلى الأنساب.

والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن أكرم الخلق أتقاهم لله»؛ فإذا كنت تريد أن تكون كريمًا عند الله وذا منزلة عنده، فعليك بالتقوى، فكلما كان الإنسان لله أتقى كان عنده أكرم. أسال الله أن يجعلني وإياكم من المتقين.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 /521 - 523)



[1] أخرجه البخاري (3353)، ومسلم (2378).










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.93 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]