من مشاهد اليوم الآخر وأحداثه الشفاعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122406 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2020, 01:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي من مشاهد اليوم الآخر وأحداثه الشفاعة

من مشاهد اليوم الآخر وأحداثه

الشفاعة


أ. د. مصطفى مسلم


شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.

تعريفها في اللغة:
الشفع هو ضم الشيء إلى مثله، والشفاعة هي الانضمام إلى آخر، ناصراً له وسائلاً عنه، وأكثر ما تستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعة في القيامة[1].

فهي تطلق في اللغة على الوسيلة والطلب، وتطلق في الاصطلاح على سؤال الخير من الغير للغير[2]. والمقصود بها في الآخرة: سؤال الله الخير للناس، فهي نوع من أنواع الدعاء المستجاب.


وتدور الشفاعة حول أربعة:
1- شافع.
2- مشفوع عنده.
3- مشفوع له.
4- مشفوع فيه.

ويشترط لقبولها في الآخرة ما يلي:

1- أن يأذن المشفوع عنده (وهو الله سبحانه وتعالى) للشافع (وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره) وأن يقبل شفاعته، فهو وحده سبحانه صاحب الشفاعة ومالك أمرها يقول تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ... ﴾ [البقرة: 255]، والشافع إذا قبلت شفاعته صار مشفعاً، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا أول شافع وأول مشفع)[3] أي أول من يطلب الشفاعة وأول من يقبل.


2- أن يكون المشفوع عنده - سبحانه - راضياً عن الشافع، وأن يكون الشافع مرضياً عنده بأن يكون له منزلة عنده.


3- وأن يكون المشفوع له أهلاً لأن تقبل له الشفاعة، وأن يرتضيها المشفوع عنده (وهو الله سبحانه) يقول تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ﴾ [طه: 109].


ويقول عن الملائكة: ﴿ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28]، ويقول عنهم أيضاً: ﴿ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ﴾ [النجم: 26].


4- وأن يكون المشفوع فيه أمراً قابلاً للشفاعة، ومما يدخل في دائرة الشفاعة، فلا يجوز أن تتم الشفاعة في أمور لا تكون موضع شفاعة لأحد، ولا يرتضي الله الشفاعة إلا لمن يستحقون العفو على مقتضى العدل الإلهي، وتكون الشفاعة لإظهار كرامة الشافع، ومنزلته عند ربه، تنفيذاً للإرادة الإلهية، عقب دعائه وطلبه من الله، وليس فيها ما يدعو إلى الغرور أو التهاون في ترك ما كلف الله به من إيمان تزكو به النفس، وعمل صالح يصل بالإنسان إلى كماله المنشود[4].


أنواع الشفاعة:

1- الشفاعة الأولى (وهي العظمى)، الخاصة بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين - صلوات الله عليهم أجمعين -: حيث يسأل الله سبحانه أن يقضي بين الخلق؛ ليستريحوا من هو الموقف، فيستجيب الله له، فيغبطه الأولون والآخرون، ويظهر بذلك فضله على العالمين.


ورد في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع"[5] أي مقبول الشفاعة فيكون مقدماً على غيره من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين.


فإنه حين يشتد الهول بالناس، ويعظم الكرب عليهم، ويتمنون الانصراف ولو إلى النار، يلهمون أن الأنبياء قد يشفعون لهم عند الله عز وجل حتى يتم الفصل بينهم، فيذهبون إلى آدم عليه السلام فيقولون له: أنت أبو البشر فاشفع لنا فيقول: لست لها، نفسي نفسي لا أسأل اليوم غيرها، ويعتذر بالأكل من الشجرة، فيذهبون إلى نوح عليه السلام ويسألونه الشفاعة فيعتذر لهم.. وهكذا بين كل نبي ونبي ألف سنة، حتى يذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويسألوه الشفاعة فيقول: أنا لها أنا لها، فيسجد تحت العرش، فينادى من قبل الله: ارفع رأسك واشفع تشفع فيرفع رأسه، ويشفع في فصل القضاء، وحينئذ يفتح باب الشفاعة لغيره، وهذه الشفاعة العظمى هي مختصة به صلى الله عليه وسلم قطعاً، وهي أول المقام المحمود المذكور في قوله تعالى: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ﴾ [الإسراء: 79]، أي يحمدك به الأولون والآخرون، وآخره استقرار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار[6].


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس تدنو يوم القيامة، حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم فيشفع، ليقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب (أي باب الجنة) فيومئذ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم"[7].


2- النوع الثاني: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب، ويستشهد لهذا النوع بحديث عكاشة بن محصن حين دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب[8].


3- النوع الثالث: الشفاعة في رفع درجات من يدخل الجنة فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم، وقد وافقت المعتزلة على هذه الشفاعة مع الشفاعة العظمى وخالفوا فيما عداهما.


النوع الرابع: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الكبائر من أمته ممن دخل النار، فيخرجون منها، حيث تواترت بهذا النوع الأحاديث، ومنها حديث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"[9].


[1] راجع المفردات للراغب الأصفهاني، ص457-458.

[2] راجع شرح الجوهرة، ص236.

[3] رواه الترمذي (3616)، وابن ماجة (4308) وأبو داود (4673)، والبيهقي وقال أخرجه مسلم.

[4] راجع العقائد الإسلامية للشيخ سيد سابق، ص275، دار الكتاب العربي، 1406هـ-1985م.

[5] رواه مسلم رقم (2278) باب تفضيله صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق، 4 /1782.

[6] راجع شرح الجوهرة، ص236-237، والأحاديث المطولة في الشفاعة مذكورة في شرح الطحاوية، ج1، ص349-354، والحديث رواه الحاكم في المستدرك، رقم (228) وقال: صحيح على شرط الشيخين.

[7] رواه البخاري، رقم (1405)، باب من سأل الناس تكثراً، عن عبدالله بن عمر، 2 /536.

[8] انظر شرح الطحاوية، ج1، ص355، والحديث رواه البخاري رقم (5420) ومسلم رقم (216).

[9] حديث صحيح بطرقه وشواهده، ويذكر شارح الطحاوية أن المعتزلة والخوارج خالفوا بذلك جهلاً منهم بصحة الأحاديث وعناداً ممن علم ذلك واستمر على بدعته، راجع ج1، ص356.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.29 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]