الشتاء ورقة قلب المؤمن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التدريب على العجز!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2019, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي الشتاء ورقة قلب المؤمن

الشتاء ورقة قلب المؤمن




عادل بن عبدالعزيز المحلاوي

الحمد لله الرحيم الرحمن ، والصلاة والسلام على أرحم الخلق بالخلق سيد ولد عندنا ، وبعد..

فمن رحمة الله بعبده أن يجعل قلبه رقيقاً رحيماً بالعباد ، يُؤلمه ما يُؤلمهم ، ويشعر بضعفهم وحاجتهم للمعونة ، وصاحب القلب الرحيم من أهل الجنّة ، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام :
" « أهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ - وذكر منهم - وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ» .." رواه مسلم .

يأتي الشتاءُ ببرده وزمهريره ليتذكر الموسِر حاجة الفقير لغطاء وكساء ودفء ومؤنة .
فلئن كان فئام من النّاس يعيشون رغد العيش من أكسية تكسو أجسادهم ، وأغطية تدفيء صقيع أبدانهم ، ففي النّاس من يئن تحت برده ، وصقيع منزله الذي لا يواري عنه برودة الجو والمكان .
لقد ذكر الله عباده المؤمنين بأنّهم :
( {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} )
فتأمّل - إنفاقهم المال على حبه - فهم مع حاجتهم لهذا الطعام يؤثرون غيرهم عليهم ، فكيف بمن عنده من أغطية البرد ، ومؤنة الشتاء ماتكفي العشرات من عباد الله !


إخوتي...
إنّما يحمل المتصدقون والباذلون لإخوانهم في الشتاء - الرحمةُ التي سكنت قلوبهم - فأصبحوا لا يقرّ لهم قرارٌ إلا بكفاية إخوانهم ، فهم رحماء ويرغبون في نيل الرحمة من الرحيم الرحمن .
وفي الحديث :
" «إنّما يرحم اللهُ من عباده الرحماء » "
و" «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْض يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ » " .

وفي فصل الشتاء أيضاً - تشتد حاجة بعض الأسر التي قد ضعف عائلها عن التكسب ، وقلة حيلته في تأمين قوت أهله ، فيأتي أصحاب القلوب الرقيقة لسد حاجة المعوزين والمحتاجين يحملهم على ذلك إرادة الأجر والثواب ، ففي نصوص الكتاب والسنة مايدعو النفوس لتسارع في هذا الباب .

المتصدقون والمحسنون هم أصحاب الميمنة ، الفائزون بالجنّة والدرجات العلى ، فقد رقت قلوبُهم في أيام المسغبة والشدة والحاجة ، قال تعالى :
{ {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ؛ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ؛ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ؛ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ؛ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} }
فهم يريدون هذه الجنّة التي وعدهم الله دخولها بسلام .
فمن ( أطعم الطعام ، دخل جنّة ربه بسلام ) كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ويحملهم الخوف من النار ، ويوقنون أنّ في الإطعام حجاب منها ومن لظاها ، ففي الحديث :
" «اتّقُوا النّارَ ولَو بشِقّ تَمرَة» " [رواه البخارى ومسلم] .
ونفوسهم تتوق لئن يصيروا من خير النّاس ، ففي الحديث :
يقول صلى الله عليه وسلم :
" «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ » " [رواه أحمد] .
ويخاف أحدُهم أن يكون ببخله قد بلغ مبلغاً عظيماً من الذم فهرب من هذا ، ففي الحديث :
يقول صلى الله عليه وسلم :
" مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِه " رواه الطبراني .
لقد أحب هؤلاء المتصدقون المنفقون الأجرَ من الله ، وانتظروا العوِض منه ، فسارعوا لكل عمل يرضى به اللهُ عنهم ، ولم يتأخروا عن سد حاجة إخوانهم المعوزين ( تجارةً مع ربهم )

فاللهم أخلف عليهم خيراً ، وبارك لهم في أموالهم وصحتهم وذرياتهم .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.22 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]