وباء هذا العصر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058366 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326872 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2019, 01:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي وباء هذا العصر

وباء هذا العصر


فاطمة الأمير
مع انفتاح العالم، ودخول هذه الأجهزة ذات الشاشة الصغيرة إلى كل منزل، بات التواصل سهلًا، وفعل المعاصي والذنوب متاحًا.

لقد أصبحت كل يد تمتلك هذا الصغير ذا اللمسات والطرقات الخفيفة؛ فأصبحت جميع القارات كأنها قرية واحدة، أو كمنزل صغير ذي حجرات كثيرة، ننتقل فيه من حجرة إلى حجرة بدون رقابة، بضغطة إصبع، وفي طرفة عين، تجد عالَمًا آخر يُفتح أمامك، ويَجذبك بكل ما فيه بدون إدراك، عالَمًا تتغير فيه كل المبادئ والقيم والعادات.
إنه عالم إما أن تكون أنت قائده، وتتحكم في تجوُّلك فيه، وإما أنه سيجذبك ويجعلك مسلوب الإرادة، تفعل كل ما يُمليه هو عليك.
لقد سهل هذا الانفتاح على كل نفس ضعيفة فعلَ المعاصي، وارتكاب الكثير من الكبائر والصغائر من الذنوب!
بل هناك من استصغر الذنوب في عينيه، وبات يُحقر من الصغائر، وما هي إلا لحظات قليلة حتى يقع في فعل الكبائر؛ فتُغويه النفس وتهمس له بأنه لا ضرر في اختطاف نظرات سريعة في ذاك الموقع، ولا بأس بالنظر إلى بعض المقاطع الإباحية التي ليس وراءها إلا الخسارة وكتابة مزيدٍ من السيئات في صحائفه!
قد تتساءل الأنفس: هل أفعالي تعد من الكبائر أم من الصغائر؟! وكأننا نسأل عن أيهما أخف ضررًا للنفس في ارتكاب المعصية، والدخول إلى عالم مليء بالشبهات، والخروج منه بأقل الخسائر!
وفي زحام الحياة، وفي غياب جميع أنواع الرقابة، انجذبنا إلى كل ما هو دنيء، وقد جعلَنا هذا الصغير ننسى أن هناك رقابة إلهية تسترعي منا الانتباه، واتخاذ وقفة حاسمة في استخدام هذه التكنولوجيا، بل هذا الوباء الذي انتشر في عالمنا بسرعة البرق!
تُرى هل تذكرت عدد المرات التي صحبك فيها هاتفك المحمول إلى داخل حجرتك، ظنًّا منك أنْ لا أحد يراك؛ فتظل تنتقل من هذا إلى ذاك المقطع، متلذذًا بما ترى عيناك، وتسمع أذناك، وقد أوهمتك نفسُك أنْ لا أحد يراك، وقد نسيت أن هناك ملائكة تسجل كل حركاتك، وأن هناك ربًّا قادرًا على رؤيتك مهما أغلقت على نفسك من أبواب؟!
هل نسيت أن هناك زائرًا ليس له وقت معلوم، سيأتي ويطرق أبواب حجرتك المغلقة عليك؛ فكم نفس فاضت روحها وهي جالسة على هاتفها تفعل وتشاهد كل ما هو قبيح، ولم تستحي من الرقيب؟
تؤلمني حقًّا هذه التكنولوجيا في عالمنا؛ لأنها وبكل بساطة وباء هذا العصر، وباب فتنة اقتحم كل العقول، هناك من تحصن منه، وهناك من غفل وانقاد وراءه! هناك من راعى ربه وأخلاقه؛ فسار على الدرب الصحيح، وهناك من انبهر بهذا العالم، وأصبح وقته كله مقعدًا أمامه تاركًا لكل الفرائض، وأوقات العبادات تتسرب من بين يديه!
تُرى هل نسيت أن تذكر نفسك أن الأنفاس معدودة، فإما الموت على حُسن أو سوء خاتمة، ولكل منا حق اختيار لحظاته وأنفاسه الأخيرة؟!
انظروا كم تلوثت أعيننا وآذاننا، ونسينا أن جميع جوارحنا شئنا أم أبينا ستأتي ذات يوم، وعلى جمع من الخلائق؛ لتشهد علينا بفعل ما اقترفنا من ذنوب، ظننا أننا وحدنا من يعلم بها؟!
قال تعالى: ﴿ {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ﴾ [النور: 24].
أنها طرقات خفيفة بسيطة، ولكنها تفتح لك إما أبواب المعصية، أو أبواب الخير والطاعة.
ولننظر إلى حال تلك الأصابع التي امتلكت نفس هاتفك، ولكنها نصبت أمام أعينها الرقابة الإلهيةَ، وفعلت بداخل هاتفها رمز الرقابة والخوف من الخالق؛ فكلما أتت أمامها الفرصة مع سهولة الدخول إلى عالم المعصية، ارتعدت خوفًا من الرقيب؛ فاستغفر اللسان، ورفعت تلك اللمسات والطرقات، وابتعدت عن هذا الطريق، وباتت تستغل هذا العالم الكبير في ترك الأثر الطيب، وحصاد مزيدٍ من الحسنات.
لقد اتخذ الكثير من المسلمين من هذه التكنولوجيا مجالًا للدعوة والإرشاد، وتوعية العقول، والسير بالكثيرين إلى طريق الطاعة.
فهذا فتح بابًا لغيره في تثبيت وقراءة وردٍ من القرآن؛ فجمع من حوله للقراءة والتدبر، وتلك اختصت من وقتها لمن أراد حفظ آيات الله، وهؤلاء باتوا ينشرون ويذكرون الناس بقيمة الإسلام، وما أنعمه الله علينا من فرض الكثير من العبادات.
وهناك الكثير والكثير ممن سلكوا وأبحروا، يجاهدون أمواج وفتن هذا العصر، يحذرون الناس من الانخراط في دروب لن تكون نهايتها إلا الحسرة.
إنها أعمال ستكون شاهدة إما لك أو عليك؛ فإن كانت خيرًا فهنيئًا لك، وإن كانت شرًّا فلنعدل من مسار حياتنا.
إن هذا المقطع وهذه الصور إن كانت خيرًا، ستُثقل ميزان حسناتك، وستكون سببًا في إرسال الكثير من الدعوات إليك عند رحيلك، إنها عداد الحسنات لديك، وإن كان كل ما تسجله على جميع صفحات التواصل الاجتماعي فيه شر - كنشر صور النساء، أو تبادل لبعض مقاطع الفيديو التي لا تحمل بداخلها إلا كل ما هو قبيح - فإنها صِدقًا عدادٌ من السيئات الجارية لك في حياتك، وبعد مماتك، حينها ستقول: ﴿ {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} ﴾ [الفجر: 24]، وفي ذلك قمة الحسرة على التفريط في الأعمال الصالحة، وما ضيعت النفسُ من أوقات كان الأفضل أن تكون فيها الأنفسُ في عبادة دائمةٍ!

فلنحذر من وباء هذا العصر، ولنتقِ الله في جميع جوارحنا، ولنجعل طرقات أصابعنا في طاعة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.64 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]