ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-03-2019, 08:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية

ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية (1)

(العقل والشهوة)

عادل عبدالوهاب عبدالماجد

المخلوقات التي خلَقها الله تعالى من التنوُّع والكثرة، بحيث لا يُحصيها حساب، ولا يَجمعها كتاب؛ كما قال الله - عز وجل - عن نفسه: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾ [الحجر: 86]، و(الخلاَّق) صيغة مبالغة تُفيد كثرة الخلق، فهو - عز وجل - يَخلق ما يشاء متى شاء وكيف شاء، ومع ذلك فهو (العليم) بخلْقه، لا تَخفى عليه خافية، والعليم بما تفرَّق من أبدانهم، وتحلَّل من أجسادهم بعد موتهم، وهذا فيه تقريرٌ للمعاد.

ومخلوقات الله - عز وجل - منها المرئي، ومنها الخفي؛ لذلك أقسم الله بها، فقال: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الحاقة: 38، 39]، ومنها: المعلوم، ومنها: المجهول؛ كما قال الله - عز وجل -: ﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8].

وكل مخلوقات ثنائية العدد، فإن لها أنواعًا أربعة، لا خامسَ لها من حيث القسمةُ المنطقية، وسأتناول في هذه السلسلة مجموعة من هذه الثنائيات بحول الله وقوَّته.

فمن حيث العقل والشهوة، تنوَّع خلْق الله تعالى إلى أنواع أربعة:
النوع الأول: له عقل وليس له شهوة، وهم الملائكة، فهي مخلوقات كريمة عاقلة مُدركة، لكنها لا تأكل ولا تَشرب، ولا تلهو ولا تلعب، ولا تتكاثر ولا تتناسَل، ولا تنام، وهم مفطورون على العبادة، خلَقهم الله من النور، ولهم وظائف مختلفة في هذا العالم، ومن الآيات المتكلمة عنهم قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 26 - 28].

النوع الثاني: له شهوة وليس له عقل، وهي الدوابُّ والأنعام التي تأكل وتَشرب، وتلهو وتلعب، وتتكاثَر وتتناسل، ولكن ليس لها عقول مُدركة تَحجزها عن القبائح، أو تدعوها إلى الفضائل، وإنما لها غرائزُ تحرِّكها لجلْب ما ينفعها، ودفْع ما يضرها؛ لذلك فهي غير مُكلَّفة، ولا تَدخل جنة ولا نارًا، بل يقول لها الله تعالى يوم القيامة: "كوني ترابًا"، وعندها يقول الكافر: ﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40]، ويَلحق بها النباتات التي تتغذَّى وتَشرب وتتكاثر، وكلٌّ من الحيوانات والنباتات لها من الأنواع والفصائل، والوظائف والطبائع، ما يَبْهَر العقول، ويُحيِّر الألباب، وفي كل يوم يتمُّ اكتشاف المزيد منها، وهي مخلوقة للإنسان؛ ليستعين بها على طاعة الله، ويُسخِّرَها لمصالحه في هذه الحياة، ومن الآيات الموضِّحة لجانب من حكمة خَلْقها قوله تعالى: ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 5 - 8].

وهي مع ذلك تصلي لله وتُسبِّحه وتعبده؛ كما قال الله - عز وجل -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [النور: 41]، وكما قال - جل في علاه -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18].

النوع الثالث: ليس له عقل ولا شهوة، وهي الجمادات، ومنها: الأرض والسماء، والكواكب والنجوم، والبحار والأنهار، وهي كذلك مسخَّرة للإنسان؛ كما قال الله - عز وجل -: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحج: 65].

وهي أيضًا تعبد الله وتُسبِّحه؛ كما قال تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44]، وأخبر الله تعالى بسجودها له، فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18].

ونسَب الله لها الخشوع، فقال: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].

وهي تَغضب على أعداء الله تعالى، حتى تكاد تَنشَق وتَنفطر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 88 - 92].

وهي تبكي لفِراق الطائعين، ولا تبكي لفراق العاصين؛ كما قال - جل وعلا - عن فرعون وقومه: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾ [الدخان: 25 - 29].


وهي تدعو لأهل الخير، وتصلي عليهم؛ كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أبي الدرداء، قال: سمِعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنه ليَستغفر للعالِم مَن في السموات ومَن في الأرض، حتى الحِيتان في البحر))؛ رواه ابن ماجه وغيره، وعن أبي أُمامة الباهلي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله وملائكته وأهل السموات وأهل الأرض، حتى النملة في جُحرها - يُصلون على معلِّم الخير))؛ رواه الترمذي وغيره.

وهي أُمم وأجناس وفصائل مثل البشر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].

النوع الرابع: له عقل وشهوة، وهم الإنس والجن الذين قال الله عنهم: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وهم المخاطبون بقوله: ﴿ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ﴾ [الرحمن: 31]، وسُمُّوا بالثَّقَلين؛ لأن لهما ثِقَلٌ ووزن أحياءً وأمواتًا، أو لأنهما مُثقلان بالذنوب، فقد ركَّب الله فيهم العقل، وامتَحنهم بالشهوات؛ كما قال - عز وجل -: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14].

العقل يدعو إلى الرشاد والفضائل، وهو القائد والمتحكم في البدن، عن طريق الفكر والنظر، واتخاذ القرارات، وتوجيه الأعضاء والجوارح، ومن القواعد المهمة في السيطرة عليه: مراقبة الخواطر والهواجس، وتوجيهها إلى المسار الصحيح؛ كما قال الحكماء في قواعد البرمجة الذاتية: "راقِب أفكارك؛ لأنها ستُصبح أفعالاً، وراقِب أفعالك؛ لأنها ستُصبح عادات، وراقب عاداتك؛ لأنها ستُصبح طباعًا، وراقِب طباعك؛ لأنها ستُحدِّد مصيرك".

والشهوات تجر إلى الغي والرذائل، وكل شهوة لها طريق محرَّم لإشباعها، وآخر مُباح؛ مثل: شهوة البطن والفرْج، والنظر والسمع واللسان، وغيرها، فمن سلَك الطريق المحرَّم أثِم، ومَن سلَك الطريق المباح، سلِم.

والشهوات المباحة هي أساس الاستقرار واستمرار الحياة؛ مثل: شهوة الزواج، والأكل والشرب من الطيِّبات، وأما الشهوات المحرَّمة، فهي سبب الاضطراب والخراب؛ مثل: شهوة الزنا، وشرب المُسكرات، وأكْل الربا، ونحوها.

والصراع مستمر بين العقول والشهوات، فمَن حكَّم العقل، كان شبيهًا بالملائكة، ومَن حكَّم الشهوة، كان شبيهًا بالدوابِّ والأنعام، أو دونها.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: كما قال أبو بكر عبدالعزيز من أصحابنا وغيره: خُلِقَ للملائكة عقولٌ بلا شهوة، وخُلِق للبهائم شهوة بلا عقل، وخُلِق للإنسان عقل وشهوة، فمَن غلَب عقلُه شهوتَه، فهو خيرٌ من الملائكة، ومَن غلَبت شهوتُه عقلَه، فالبهائم خيرٌ منه"؛ مجموع الفتاوى، (15 / 428 - 429).

ونواصل حديثنا في ثنائية أخرى بمشيئة الله، وهو الموفِّق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-03-2019, 08:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية

ثنائيات رباعية في العلوم النقلية والعقلية (2)

(العقل والشهوة)

عادل عبدالوهاب عبدالماجد
الذكر والأنثى


انقسم البشر من حيث الأصل إلى أنواع أربعة: النوع الأول: بلا أنثى ولا ذكر، وهو آدم عليه السلام؛ حيث خلقه الله - تعالى - من العدم؛ كما قال - عز وجل -: ï´؟ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ï´¾ [الإنسان: 1]، وتكريمًا لآدم خلقه الله بيده؛ كما قال لإبليس: ï´؟ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ï´¾ [ص: 75]، والمادة التي خُلق منها آدم هي التراب؛ كما قال الله - عز وجل -: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ï´¾ [الحج: 5]، وذكرت الآيات أنه خُلق أيضًا من طين، ومن صلصال، وهذه مراحل خَلْقه؛ قال الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب: قوله - تعالى -: ï´؟ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ ï´¾ [الحجر: 26]: ظاهر هذه الآية أن آدم خُلق من صلصال؛ أي: طين يابس، وقد جاء في آيات أُخر ما يدل على خلاف ذلك؛ كقوله - تعالى -: ï´؟ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ï´¾ [الصافات: 11]، وكقوله: ï´؟ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ï´¾ [آل عمران: 59]. والجواب: أنه ذكر أطوار ذلك التراب، فذكر طَوْره الأول بقوله: "مِنْ تُرَابٍ"، ثم بُلَّ فصار "طينًا لازبًا"، ثم خمر فصار "حمأً مسنونًا"، ثم يبس فصار "صلصالاً كالفخَّار"، وهذا واضح، والعلم عند الله تعالى؛ اهـ. وقد جاء في حديث أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله - تعالى - خلق آدم - عليه السلام - من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمرُ والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل والخشن، والخبيث والطيب، وبين ذلك"؛ أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه ابن حبان. وهذا الحدث الكبير - وهو وجود الإنسان الأول - لم يشهده البشر؛ كما قال - تعالى -: ï´؟ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ï´¾ [الكهف: 51]. لكن العلم الحديث جاء ليؤكد لنا علاقة الإنسان بالأرض، والتي هي مثل علاقة الجنين بالأم، وتتمثل في الآتي: 1- اللون: فألوان البشر هي ألوان التربة؛ فمنهم الأبيض والأسود والأحمر والأسمر، وبين ذلك من الألوان. 2- العناصر: فجميع العناصر المكونة لجسم الإنسان - وهي تقريبًا اثنان وعشرون عنصرًا - كلها موجودة في التربة، أو القشرة الأرضية، ومنها الحديد والكربون والهيدروجين والأكسجين والكبريت والفوسفات والفوسفور والصوديوم والبوتاسيوم والمنجنيز والكالسيوم، وبعضهم حصرها في المقادير التالية: في جسم الإنسان كمية من الحديد تكفي لصناعة مسمار متوسط الحجم من الصلب، وكمية من الكربون تكفي لصناعة سبعة أقلام رصاص، وكمية من الفسفور تكفي لصناعة بعض أعواد الثقاب، وكمية من الشحوم والدهون تكفي لصناعة 7 ألواح من صابون الغسيل، وحفنة من الملح، وبعض المواد الاستهلاكية البسيطة، وهذه الأرقام تدل على أن قيمة الإنسان ليست بجسده ولا مادته، وإنما بروحه وعقله، وصدق الشاعر حين قال:
يا خادمَ الجسم، كم تشقى بخدمته
أتطلب الرِّبح مما فيه خسران

أقبلْ على النفس واستكمل فضائلَها
فأنت بالرُّوح لا بالجسم إنسان

3- الطبائع والصفات: فالأرض منها الأرض الخبيثة والأرض الطيبة، وكذلك البشر، ومنها الأرض القاسية والأرض اللينة، وكذلك بنو آدم، والأرض المنتجة النافعة والأرض الجرداء التي لا نفع منها، وكذلك الإنسان. 4- المصير والمآل: فيدفن الإنسان في الأرض، ويتحلل إلى عناصره الأولية ليعود من حيث أتى؛ كما قال الله - تعالى -: ï´؟مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىï´¾ [طه: 55]. النوع الثاني: من ذكر بلا أنثى، وهي حواء - عليها السلام - خلقها الله من ضلع آدم الأيسر؛ قال - تعالى -: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ï´¾ [النساء: 1]، جاء في تفسير ابن كثير من سورة النساء في قوله - تعالى -: ï´؟ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ï´¾، وهي حواء - عليها السلام - خُلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم، فاستيقظ فرآها، فأعجبته، فأنس إليها وأنست إليه"؛ اهـ. كما جاء في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "استوصوا بالنساءِ خيرًا؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَع أعوجَ، وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاه، فإنْ ذهبتَ تقيمه كسرتَه، وإنْ تركتَه لم يزلْ أعوجَ؛ فاستوصوا بالنساءِ خيرًا"؛ البخاري، ومسلم. والمعنى أن المرأة بها عيوب لا تفارقها، وليس هذا من باب التنقيص للنساء؛ لأن الرجال كذلك لهم عيوب لا تفارقهم؛ كما في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ, وخيرُ الخطَّائينَ التوَّابون"؛ أخرجه الترمذي وابن ماجه. والله - جل وعلا - جعل من بعض النساء قدوة للمؤمنين رجالاً ونساء في الشجاعة والإيمان فقال: ï´؟ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ï´¾ [التحريم: 11، 12]، فكثير من النساء يَفُقْن الرجال كرمًا وتقوى؛ كما قال الشاعر - وهو المتنبي يرثي والدة سيف الدولة -:
ولو كان النِّساء كمَن فَقَدنا
لفُضِّلت النساءُ على الرجال

فما التأنيث لاسمِ الشمس عيبٌ
ولا التذكير فخرٌ للهلال

جاء في أضواء البيان: "قد دلَّت هذه الآيات القرآنية المذكورة على أن المرأة الأولى كان وجودُها الأول مستندًا إلى وجود الرجل وفرعًا عنه، وهذا أمر كوني قدري من الله، أنشأ المرأة في إيجادها الأول عليه، وقد جاء الشرع الكريم المنزل من الله ليُعمَل به في أرضه بمراعاة هذا الأمر الكوني القدري في حياة المرأة في جميع النواحي، فجعل الرجل قائمًا عليها، وجعلها مستندة إليه في جميع شؤونها؛ كما قال - تعالى -: ï´؟ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ï´¾ [النساء: 34]، فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق؛ لأن الفوارق بين النوعين كونًا وقدرًا أولاً، وشرعًا منزَّلاً ثانيًا - تمنع من ذلك منعًا باتًّا. ولقوة الفوارق الكونية والقدرية والشرعية بين الذكر والأنثى، صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لعن المتشبه من النوعين بالآخر، ولا شك أن سبب هذا اللعن هو محاولة من أراد التشبه منهم بالآخر؛ لتحطيم هذه الفوارق التي لا يمكن أن تتحطم، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "لعن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال". وقد قدمنا هذا الحديث بسنده في سورة بني إسرائيل، وبيّنا هناك أن مَن لعنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو ملعون في كتاب الله؛ فلو كانت الفوارق بين الذكر والأنثى يمكن تحطيمها وإزالتها لم يستوجب من أراد ذلك اللعن من الله ورسوله. ولأجل تلك الفوارق العظيمة الكونية القدرية بين الذكر والأنثى، فرَّق الله - جل وعلا - بينهما في الطلاق، فجعله بيد الرجل دون المرأة، وفي الميراث، وفي نسبة الأولاد إليه. وفي تعدد الزوجات دون الأزواج: صرح بأن شهادة امرأتين بمنزلة شهادة رجل واحد في قوله - تعالى -: ï´؟ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ ï´¾ [البقرة: 282]، فالله الذي خلقهما لا شك أنه أعلم بحقيقتهما، وقد صرح في كتابه بقيام الرجل مقام امرأتين في الشهادة"؛ اهـ ج7 ص415. النوع الثالث: من أنثى بلا ذكر، وهو عيسى - عليه السلام - حيث كان ميلاده خارقًا للعادة، وآية من آيات الله - عز وجل - فجبريل - عليه السلام - بشَّر مريمَ - عليها السلام - بميلاد عيسى - عليه السلام - بعد أن تمثل لها بشرًا سويًّا، فسألته متعجبة: ï´؟ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا ï´¾ [مريم: 20، 21]، وقد ضل النصارى في اعتقادهم أنه ابن الله، تعالى الله عما يزعمون، وقد رد عليهم القرآن هذا الافتراء؛ فقال - عز وجل -: ï´؟ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ï´¾ [التوبة: 30]. وأخبرهم القرآن أن خَلْقه كخَلْق أبيه آدم فقال: ï´؟ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ï´¾ [آل عمران: 59]. وبعض النصارى نظروا إلى معجزاته، وأنه يحيي الموتى، ويحوّل الجمادات إلى أحياء فزعموا أنه الله، ولم يستوعبوا أن هذه معجزات أيده الله بها، فكفَّرهم الله بذلك فقال: ï´؟ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ï´¾ [المائدة: 72]. ويوم القيامة يتبرأ منهم عيسى - عليه السلام - كما قال الله - عز وجل -: ï´؟ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ï´¾ [المائدة: 116، 117]. النوع الرابع: من ذكر وأنثى، وهم سائر الخلق؛ كما قال الله - تعالى -: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ï´¾ [الحجرات: 13]. وهذه الآية إعلان لمبدأ الإخاء الانساني؛ فالبشر كلهم لآدم، وآدم من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، والعلة من هذا التباين العرقي، والتنوع الإنساني، هي التعارف والتعاون والتكامل، لا التباهي والتفاخر والتخاصم؛ كما قال الله - عز وجل -: ï´؟ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ï´¾ [الزخرف: 32]، وصدق الشاعر حين قال:
والناسُ للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض، وإن لم يشعروا خدم

أما الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب، فهو من عادات الجاهلية، وصفات الجاهلين، ولله در القائل:
الناس من جهة التمثال أكْفاء
أبوهمُ آدم والأم حواء

فإن يكنْ لهم في أصلهم نسب
يفاخرون به، فالطين والماء

ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ
على الهدى لمن استهدى أدلاَّء

ففُزْ بعلم تعشْ حيًّا به أبدًا
الناس موتى وأهل العلم أحياء

وقدرُ كل امرئ ما كان يُحسنه
والجاهلون لأهل العلم أعداء

فالبشر في هذا العالم كإخوة في بيت كبير، آدم أبوهم، وحواء أمهم، والأرض مسكنهم، والسماء سقفهم، والشمس سراجهم، والقمر نورهم، والمطر شرابهم، والنبات غذاؤهم، والدواب مراكبهم. ويمكن تشبيه القارات بالمجمعات السكنية، والدول هي الأحياء، والمدن هي الحجرات. أما أخوّتهم الدينية فتتمثل في أن إلههم الحق واحد، والرسول المبعوث إلى العالمين جميعًا واحد، والكتاب واحد، والقِبلة واحدة، والمصير والجزاء واحد؛ ï´؟ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [النحل: 97]. وما أروع قول الشاعر:
وما المرءُ إلا بإخوانه
كما تقبض الكفُّ بالمِعْصم

ولا خير في الكفِّ مقطوعةً
ولا خيرَ في الساعد الأجذمِ

ونواصل حديثنا في ثنائية أخرى، والله الموفق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.57 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]