رحلتي إلى جنوب أفريقيا // ذكريات لا مذكرات //

[الفراشة المتألقة]

هو حلم راودني وأنا في الصف الثاني ثانوي تحديدا ، ولم أحدث به أحدا لأني أعلم إستحالة تحقيقه ، فقط سألته عطاءً وهبة من الكريم ربي ، وها هو حلمي قد تحقق ..

كم وددت الذهاب لقارة أفريقيا ، وبعد سنين طوال قضى الله الأمر وتحقق الحُلم ..


في يوم الأحد 9 / 8 / 1432هـ سافرت في السادسة عصرا إلى جنوب أفريقيا في رحلة دعوية ، و يوم الأحد 29/ 8 / 1432هـ عدتُ إلى أرض الوطن .

وها أنا ذا أجلس مع قلمي لأسطر أروع الذكريات ، وأجمل ما رأته عيني في تلك البقعة من الكرة الأرضية ، ليستفيد من حبر قلمي من يريد الإستفادة ، وترى الأعين ما حدث للمسلمين هناك على مر الزمان .

[الفراشة المتألقة]

من جدة إلى الدوحة

يوم الأحد 9/8/ 1432هـ هو يوم الرحلة

عند الساعة الثانية ظهرا بدأنا في الإستعداد لنقل الحقائب إلى المطار ، وخرج أبي مع أخي لإنهاء إجراءات شحن الأمتعة ، ومن حظنا الجميل أن الجو في هذا اليوم كان مُغـْبـَرْ ، فبدت الدنيا وكأنها مغيمة ، فالتراب في السماء يحجب حرارة الشمس ، فلم تؤذينا الأشعة الحارقة التي نعرف شدة حرها في هذا الوقت بالذات .

عند الساعة الرابعة عصرا إتصلنا بخالي فؤاد فقد أصرّ على إيصالنا للمطار بنفسه – جزاه الله خيرا – وقبل وصوله إتصلنا بجدتي أم بابا وسلمنا عليها هي وجدي وودعناهما ، ثم خرجنا من المنزل متوجهين لمنزل ستي للسلام عليها وتوديعها.

في أثناء خروجنا عاد أبي من المطار ليجهز نفسه ، ونحن انطلقنا لتوديع ستي ثم عدنا إلى المنزل لإصطحاب أبي و إنطلقنا مسرعين نحو المطار ، فقد حدثوا أبي بأنهم يريدون إغلاق الجوازات الساعة 4:30 ولم يكن معنا سوى ربع ساعة .

بقينا طوال الطريق قلقين ، ولكن يسر الله أمرنا ووجدنا بالصدفة (( ريان )) ولد عم ماما ، وأخذ جوازاتنا وأنهى متطلباتها ، والحمدلله بعد القلق ما وجدنا إلا الراحة والسعادة .

أقلعت الطائرة من مطار الملك عبد العزيز بجدة الساعة 5:30 عصرا ، وتناولنا وجبة الغداء في الطائرة بعد الإقلاع مباشرة .

في تمام الساعة الثامنة إلا ربع بتوقيت مدينة جدة هبطت الطائرة في مطار مدينة الدوحة عاصمة دولة قطر ، وهو نفس التوقيت في الدوحة حيث لا يختلف أبدا عن توقيت مدينة جدة في المملكة العربية السعودية ولا بدقيقة .

سبب ذهابنا إلى الدوحة هو أن الرحلة على الخطوط القطرية ترانزيت.

نزلنا في فندق موفنبيك على حساب الخطوط القطرية ، وأرسلوا لنا باص الفندق لإيصالنا .

لم تكن شوارع الدوحة تختلف عن شوارع مدينة جدة إلا أن العمائر شاهقة ومرتفعة ما شاء الله ، والطرقات غير مزدحمة كما عندنا في جدة رغم أن وقت وصولنا للفندق كان في الساعة التاسعة مساءا وهو وقت الإزدحام عندنا ، و الشاطئ خالي ليس كشاطئ جدة نهائيا وهذا ما لفت انتباهنا .

صلينا المغرب والعشاء جمع تأخير ، وتناولنا وجبة العشاء ونمنا من شدة التعب .

في الرابط التالي تجد/ي الصور المصاحبة لهذه الرحلة
http://www.4shared.com/document/dNWebdVL/___.html

[الفراشة المتألقة]

من قطر إلى جنوب أفريقيا

يوم الإثنين 10/8/ 1432هـ

عند الساعة الرابعة والنصف صباحا من يوم الإثنين اتصل بنا الفندق غرفة غرفة ليوقظونا كي نستعد ، وكان الإتفاق من الليل أن الباص سينطلق نحو المطار عند الساعة الخامسة صباحا .

وبالفعل ، انطلقنا نحو المطار عند الخامسة ، وأكملنا إجراءات الصعود للطائرة ، وصعدنا .

عند الساعة السابعة صباحا أقلعت الطائرة ، وفي تمام الثامنة قدموا لنا وجبة الإفطار .

وفي تمام الساعة 12:30 قدموا لنا القهوة .

وفي تمام الساعة 1:30 قدموا لنا ساندويش و عصير ( تصبيرة )

في تمام الساعة 2:30 هبطنا في مطار جوهانزبرج ، وكانت درجة الحرارة 13 درجة مئوية ، والجو غائم جزئي .

بقينا في الطائرة لساعة ، ثم أقلعت الطائرة نحو كيب تاون وهي هدفنا ، ولأن الجو غائم كان الإقلاع ممتع ، وكأننا في ألعاب الأطفال التي تصعد وتهبط بسرعة ، فالطائرة كلما دخلت داخل الغيمات اهتزت صعودا ونزولا ، مما سبب الخوف والدوار عند البعض من الركاب ، وأنا تكاسلت عن ربط الحزام واهتميت بالتصوير ، فكنت أطير كلما اهتزت الطائرة .

بعد أن أقلعت الطائرة قدموا لنا وجبة الغداء ، ثم جلست أراقب الغيوم من النافذة إلى أن هبطت الطائرة في مطار كيب تاون في تمام الساعة 5:45 بتوقيت كيب تاون ، وهو متأخرعن توقيت مدينة جدة في السعودية بساعة واحدة فقط .

عند الساعة الثامنة مساء بالضبط دخلنا الفندق ، حيث كان بإنتظارنا سائق مسلم اسمه (( ياسين )) إتفقنا معه من مدينة جدة أن يوصلنا وقت وصولنا .

عند الساعة التاسعة والنصف تماما بتوقيت كيب تاون – أي 8:30 بتوقيت جدة - كان الجميع نيام من شدة التعب ، واعتمدنا على وجبة الغداء التي تناولناها في الطائرة .


في الرابط التالي تجد/ي الصور المصاحبة لهذه الرحلة
http://www.4shared.com/document/fbT-3_mZ/____.html

[الفراشة المتألقة]

حرصتُ على إدراج الصور كما صوّرتُها ، وعلى طبيعتها بلا تغير نهائيا ، وأتمنى أن تكونوا قد شاهدتوها :d .

كان الهدف عندي أن يعرف الجميع أننا بقينا بحجابنا ونقابنا ، لم تقم إحدانا بهتك عفافها لأننا سافرنا ، فالله عز وجل موجود في السعودية وخارج السعودية أيضا .

كم إعتصر قلبي من الحزن على مناظر رأيتها من نساء العرب ، إحداهن دخلت الطائرة تلبس الحجاب و النقاب ثم ذهبت إلى حمام الطائرة وبدلت وعادت لا فرق بينها وبين الغربيات وللأسف ، وكأنها ستسافر إلى مكان لا يراها الله فيه .

لن أذكر الدولة التي تنتمي لها هذه الشخصية فليس هذا من طبعي ، ولدي قناعة أؤمن بها وهي :
إن كان في الدولة شواذ هذا لا يعني أن كل سكان الدولة بهذا الشذوذ ، فأصابع اليد الواحدة لا تتشابه .

والفتاة التي أقصدها ليست سعودية حتى لا يقول قائل هي تدافع عن دولتها وتخفي ما تراه على أبناء بلدها

الحديث قادم فلا تستبقوا الأحداث .

[الفراشة المتألقة]

[الفراشة المتألقة]

اليوم الأول (( قلعة البرلمان ))

يوم الثلاثاء 11/8/1432هـ

نزل أبي ليشتري لنا جالون ماء وخبز كي نفطر ونخرج ، وكان قد نزل بثوبه السعودي لم يرتدي البنطال كجس نبض لأهل البلد ، وقد علمنا أنه لا مشكلة في ذلك من قبل أن نحضر.

وجد الكل يرحب به ويسلم ويلقي التحية ، لم يؤذيه أو يتعرض له أي أحد ، ولم يجد التكشير والنفور من أي شخص والحمدلله ، وكانت هذه بشارة ممتازة

بعد الإفطار ، وقرابة الساعة التاسعة صباحا أتى السائق لأخذنا في جولة حول المدينة ، وكانت المفاجأة أنه ارتدى الثوب السعودي والكوفية .

ما أثار دهشتي أن الشوارع في جنوب أفريقيا تعتمد على قاعدة (( سواقة ع اليمين )) .

1- مكان السائق في السيارة على الجهة اليمنى وليس اليسرى مثلنا .
2- طريقة السير في الشوارع هي : الخط الأيمن للمسرعين ، والأوسط للسرعة المتوسطة ، والأيسر للبطيء ( عكسنا ) .

و رأيتهم يحترمون المشاة ، فتتوقف السيارات كي يعبر الماشي ، ونحن نحتاج لبعض التركيز على هذه النقطة .

وأكثر ما سرق لُبّي (( الورود على حافة الطريق )) إلى أن وصلنا للقلعة التي يسمونها قلعة البرلمان ، والبعض منهم يسميها قلعة الأمل الجميل .

في الرابط التالي تجد/ي الصور المصاحبة لهذه الرحلة
http://www.4shared.com/document/W4a8jCO3/__online.html

فوق القلعة 5 أعلام وليس علم واحد كما هو متعارف .

في الرابط التالي تجد/ي فيديو يوضح معنى كل علم من الأعلام الموضوعة أعلى أسوار القلعة
http://www.4shared.com/video/whVcrhQP/05062010106.html

[الفراشة المتألقة]

[الفراشة المتألقة]

اليوم الثاني (( حديقة البطاريق ))

يوم الأربعاء 12/ 8 / 1432هـ

كان الجو في هذا اليوم ضبابي ، فالضباب كان يغطي المدينة ، وكلما نذهب إلى مكن نجد أن الضباب أتى معنا ، وعندما نرحل يرحل معنا ، فكان السائق يقول:
Mist plays with us

خرجنا منذ الصباح الباكر لنأخذ جولة بالسيارة حول مدينة كيب تاون .

طبيعة خلابة ، و جو ضبابي ، وبحار ، وجبال.
أشياء تأسر القلب لجمالها ، و تجبر اللسان على أن ينطق بـ سبحانك ربي خلقتَ فأبدعْت .

مررنا بضواحي مدينة فش هوك Fish hoek فأخبرنا السائق بأن أغلب سكانها من طبقة الأغنياء البيض ، ونسبة المسلمين فيها قليلة لأنهم مضطهدون هم والأفارقة .

بعدها سرنا على جبل يسمونه جبل الفيل Mount Elephant لأن شكله يشبه شكل الفيل الجالس سبحان الله .

ما يميز هذا الجبل أن الجو فيه مقسوم إلى قسمين : في جزء منه الجو ضبابي وشديد البرودة ، وفي جزئه الأخر مشمس ودافئ ، وهو على هذه الحال طوال السنة سبحان الله .

نزلنا في منطقة Imhoff farm وهي في الجزء الدافئ من جبل الفيل ، ودخلنا إلى مشتل ثم إلى حديقة التماسيح والثعابين .

بعدها أردنا الذهاب إلى حديقة النعام ، ومررنا في الطريق بمنطقة Scarbo كان القرود فيها يسرحون ويمرحون ، ويمشون على الطريق وأمام السيارات التي تتوقف من أجلهم كي يعبروا .

ووصلنا إلى حديقة النعام ، وكان الجو بااااااااااااااااارد والضباب كثيف ، خرجنا قليلا لنتفرج على النعام ثم سرنا نحو حديقة البطاريق .

حقيقةً لم تعجبني النعامات ، شعرتُ في مشيتها بالغرور والكبرياء ، وأنا لا أحب هاتين الصفتين ، ولا أطيق أصحابها .

في الرابط التالي تجد/ي الصور المصاحبة لهذه الرحلة
http://www.4shared.com/document/i02PkMYx/__online.html

حديقة البطاريق هي منطقة سياحية تتميز بها مدينة كيب تاون بدولة جنوب أفريقيا ، حيث أن البطاريق لا تعيش إلا في الأقطاب - القطب الشمالي و الجنوبي - إلا أنهم يوجدون أيضا في هذه البقعة لبرودة جوها ، وهو الجو الملائم للبطاريق .

أكثر ما يعجبني وأعجبني في البطاريق هو طريقة مشيها

فمشي البطريق يشبه طفل صغير في خطواته الأولى ، وصوته يشبه بكاء الطفل سبحان الله .

في الرابط التالي تجد/ي صور حديقة البطاريق
http://www.4shared.com/document/ydM53VgZ/__online.html

وفي الرابط التالي تجد/ي فيديو لبطريق صورته وهو يمشي ، مع أصوات بقية البطاريق في الحديقة
http://www.4shared.com/video/sOxdpkkz/06062010133.html

بعد أن تناولنا وجبة الغداء في مطعم الحديقة خرجنا لصلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا ، وذهبنا لمسجد يعتبر من أقدم مساجد مدينة كيب تاون ، بني من عام 1923م .

كم كان المسجد نظيفا براقا ، وسجاده ليس عليه ورقة ولا شعرة دليل الإهتمام والإعتناء ، ونظافة مرتاديه.

قابلنا المؤذن وكان يتحدث العربية الفصحى بطلاقة وهذا ما أدهشنا ، حيث كان أول شخص نقابله يتحدث العربية .

رحب بنا أشد الترحيب ، ثم قدّم أبي للإمامة وصلينا جماعة .

بعد الصلاة عرفنا بنفسه:
اسمه محمد .

درس في السودان وتخرج ، ثم ذهب إلى ليبيريا مسقط رأسه فترة وبنى فيها مسجدين ، فحاربوه هناك ، فخرج وأتى إلى جنوب أفريقيا وجدد بناء المسجد الذي نحن فيه ، وأخبر أبي بأنه ينوي بناء مسجد في قرية بها عدد كبير من المسلمين ولا يوجد فيها مسجد ، ومسلمو تلك القرية يأتون كل جمعة لأداء الصلاة لكنهم لا يستطيعون الحضور مع كل فرض ، فعمل جاهدا على توفير بناء المسجد فوجد رجل يعرض فيلا للبيع ، ففكر أن يشتريها لتكون مسجد لأهل تلك القرية ، ولكنها تكلف 2000 رند ، أي ما يعادل 4000 ريال سعودي ، وطلب من أبي المساعدة على إتمام بناء المسجد .

وعده أبي خيرا وأخذ رقمه ، وإلى الآن هو على تواصل معنا .

خرجتُ من المسجد وأنا أتساءل في نفسي يا ترى ماذا قدمنا لديننا ؟

هذا الرجل حورب وأُخرج وما زالت همته في أوج نشاطها ، فماذا عنا نحن ؟

ومَنْ لمساجدنا التي تشكو منا ومن أعمالنا ؟!!

في الرابط التالي تجدي تصوير للمسجد من الداخل
http://www.4shared.com/file/EgRNciZ1/___online.html

أعتذر على التصوير الغير جيد لأن جوالي انتهى شحنه واستعرت كاميرا لأصور المسجد .

[الفراشة المتألقة]