قنوات وقنوات.. وقنوات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 501 - عددالزوار : 8524 )           »          فضائل المعوذتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          قِيمَةُ العَمَلِ في الإِسْلَامِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 102 )           »          الاختلاف المثمر بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          مقبرةُ القرارات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          أن يكون القرآن حيّا في جوانبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أخلاقُك تُعرف مِن كلماتك لا مِن هيئتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          خطوات الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          وقفة مع الخشوع في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          مع فتية الكهف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-11-2010, 05:57 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,882
الدولة : Egypt
افتراضي قنوات وقنوات.. وقنوات

قنوات وقنوات.. وقنوات

"ما لك إلا هيفا"


بسم الله أبدأ وأقول، بعد صلاتي على الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وعلى مَن تَبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وعنَّا معهم أجمعين، وأُثنِّي بالسلام، في البداية والختام، على مَن قرأ أو اطَّلع أو نقل هذا الكلام، وأسأل الله لي وله حسن الختام: السلام عليكم.

هذه القنوات الفضائية "يا سادة يا كرام" التي لم تدَعْ لنا فرصة للتمتُّع بالوقت على سجيَّتِنا، وبمشاركة الأبناء والزَّوجة والجيران والأصدقاء، لَمْ يعد ذلك ممكنًا إطلاقًا للغالبية من أفراد المجتمع الذين يُدِيرون ظهورهم عَنْوة لِمَجالس الأُلْفة، تلك المجالس الَّتي تنمِّي وتؤصِّل التكافل والتقارب الاجتماعي والمودَّة والرَّحْمة.

لقد كثرت أعداد هذه القنوات "يا سادة يا كِرَام" وأصبح الفضاء مزدَحِمًا بها، بل ومُتْخمًا من كَثْرتِها، وبتلك الفِتَن التي تنشرها، وبذلك الْهُراء الذي تبثُّه هذه القنوات التي نعدُّها ملتزمة، ناهيك عن تلك الأخرى التي لا حدَّ ولا رادع لما تبثُّه، إضافة إلى الوقت الضَّائع، الفارغ من كلِّ ذِكْر واستغفار، وقد تبثُّ المفيد تغطية للباقي، ولِتَتستَّر به؛ لتتفتح أشواك الفِتَن الأخلاقية والعقائدية التي يَنْعِق مقدِّموها من خلالها بكلِّ وقاحة ولا مبالاة؛ ليصوِّروا الحقَّ في صورة الباطل، والباطل في صورة حق.

أصبَحْنا كالنَّعام ندسُّ رؤوسنا في تُرْبتها البَرَّاقة الملساء القذرة، الفاقعة الألوان، الَّتي لا ينبت عليها إلاَّ كلُّ مُنْكَر ومُحرَّم ومكروه، إلاَّ ما شاء الله، لقد أصبَحْنا في متاهتها الَّتي لا تعترف بالاتِّجاهات ولا بالمسافات، وكأنَّنا نَدُور في حلقة شيطانيَّة ممتلئة بالنَّاعقين والمروِّجين والمُدَلِّسين، محفوفة بالفِتَن والشهوات.

لقد تمادينا "يا سادة يا كرام" كثيرًا بعد أن استنفَذْنا جَميع الحلول الوقْتِيَّة التي تُراعي عجْزَنا، واستهلكنا كلَّ الأعذار والتبريرات التي نغطِّي بها حُبَّنا للفِتَن الدُّنيوية، نتعلَّل بِحُبِّ الاطِّلاع والثقافة، وأي معرفة وثقافة تُرْجى من غانية، أو ناعق ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداء.. وفتنة؟ وندَّعي أنَّنا نَهْتمُّ بمعرفة الأخبار العالَميَّة المباشِرة والأخبار العاجلة التي لا تَسُرُّ ولا تشرح الصَّدر، بل أثَّرَت سلبًا علينا، وغرست ورسَّخت الرُّضوخ والقبول بالأمر الواقع برغم رؤية صُوَر لإخوانٍ لنا نازحين ومشرَّدين، وبلاد مدمَّرة لمسلمين وكأنها صُوَر لحيوانات فطريَّة، أو لأفلام (كارتون)، أو معالِم تُراثية وأثَرِيَّة، وننشغل ببرامج الجدَلِ واللَّهو، ومباريات كرة القدم من كأس للعالم وأوربا والخليج.. و"ما لك إلاَّ هيفا"[1].

أصبحنا بعيدين عن الواقع ومُعايشَتِه، ومُجتمعنا ومشاكله، أصبحت الحياة عبارة عن صُوَر وصور.. وصور.. ترسِّخ فينا الغُرْبة ونَحْن بِدَورنا - نعَم، يا سادة يا كرام - لا نَعْرف ما تُريده إلاَّ بالصورة، ولا ترى العالَم إلاَّ بالصورة، ابنك الصَّغير لا يُكَلِّمك إلاَّ عن شيء يريده قد رآه في الصُّورة على إحدى هذه القنوات، حتَّى الزواج أيضًا بالصُّورة الخالية من الأخلاق والحياء والعفاف.

صُوَر "يا سادة يا كرام" لم تَعُد تُرى بإطارات المَحبَّة في الله وصِلَة الرَّحِم، وحُسْن الجوار، والأخُوَّة والصَّداقة، تتحلَّى بألوان العفة والحياء والوقار، وحُسْن الخلق، والصِّدق، والتقوى، والَّتي ابتعدنا عنها كثيرًا "يا سادة يا كرام"، لقد توارَتْ ألوان طيف مكارم الأخلاق الزاهية أمام هذه الألوان الفاقعة التي تُحاول أن تُبْرِز - بكلِّ وقاحة - نفسَها، وفي نفس الوقت ندَّعي أهمِّيتها؛ لِنُخفي زيف صور هذه الأطباق وضَعْفنا.

صُوَر باهِتة تمتلئ بها الأحداق المرهَقة المتبلِّدة، فلا تفيض المآقي المتحجِّرة دمْعَ شوق، ولا وجْد، ولا ثغر يَفْتُر عن ابتسامة صِدْق وامتنان وعرفان، ولا تنفرج أسارير وجْه لِرَسْم تعابير شوق ومَحبَّة، أو بشاشة على الوجه عند رؤية الصديق أو القريب الَّذي أصبح يُضايقنا، ويشغلنا عنها، وقصرت اليد المتشبِّثة بدليل هذه المحطَّات، أو بما يسمَّى بالرِّيموت عن مُصافحة الأخ والصَّديق التي تَحْت الخطايا.

قِيَم وأخلاق "يا سادة يا كرام" منفيَّة، ولَّيْناها ظهورنا، وعيون مُحْدقة جاحظة لاهثة، تنظر من خلف الوِجْدان والقناعة، والأصول والعادات، ومِن تَحْت أهداب اللاَّمبالاة والغربة والشَّتات؛ لتركِّز بدون هدف ولا معني على الباهتة المُلْهِية عن كلِّ معاناة وذِكْر، وصلة رَحِم، الصُّور الباهتة الجوفاء بإطارات البال والسِّيكام.. وسلامتكم.

[1] برنامج ساقط في إحدى القنوات باسْم مَن تُقَدِّمه

الألوكة
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 82.56 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]