أنانية مفرطة ؟ ـ عاطفة قوية ؟ ـ أم حق واضح ؟

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

في الحقيقة هذا ليس موضوعا بالمعنى المتعارف عليه .
وإنما هي خاطرة خطرت لي أثناء تعرضي لموقف محرج يوم أول أمس.

دخلت قاعة جميلة كان بها مجموعة من الأطفال يبهرون بجمالهم وحسنهم .

قال لي المشرف على القاعة هل تستطيع أن تختار من هؤلاء الأطفال واحدا هو أجملهم وأحسنهم وأظرفهم و...؟

نظرت إليهم ثانية , وبتفحص هذه المرة , فإذا أحدهم ابني !

رأيته هو الأجمل والأحسن , لأني أعرف عنه كل التفاصيل , فاخترته .

صــدقوني يا إخوتي الكرماء وأحبتي الأعزاء , والله قد شــعرت بخجل من نفسي !
كيف من بين كل الأطفال لا أختار ولا أفضِّل سوى ابني ؟

أما المشرف فلم يقل شيئا . وإنما قال لي لك الحق أن تختار ثانيا ممن تبقى .
فوقع اختياري على ابن ثان لي كان موجودا في تلك القاعة !

فأحسست بأن كل من كان موجودا هناك سواء المشرف أوالمراقبون أو غيرهم , بل كل من سيسمع باختياري سوف يلومني على أنانيتي ...........

غير أن المشرف ـ سامحه الله ـ أراد أن يختبرني .... أراد أن يضاعف محنتي فيُظهر أنانيتي ويُعلن فضيحتي , فقال لي اختر ثالثا ممن تبقى !

ولم يقع اختياري إلا على ابني الثالث !!!

تذكرت المثل العامي عندنا والذي يقول "مَـن أكل من البصل فليُكثر" أي لأن رائحته قد نتنت بأكل القليل فلم يمتنع عن أكل الكثير[1] ؟

أظنكم أو أغلبكم على الأقل قد فهم عما أتحدث , وعن علاقة كلامي بموضوع المشرفة الأخت الفاضلة "شروق الأجزجي" والتصويت لمنافسات فارس الكلمة .

فما رأيكم فيما فعلت و في ما قلت ؟
فهل ما قمت بي هو أصدق دليل على أنانيتي المفرطة ؟ وأن عاطفة(الأبوة القوية ) هي التي أجبرتني على تفضيل ابني على غيره؟

أما أنا فأرى أن ما قمت به هو الحق الصريح .

وهل عليَّ أن أكتم الحق وأكذب في شهادتي حتى لا يقال عني أناني ؟

الله عز وجل يقول :

"ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين"

فهل تصرفي مخالف لهذه الآية ؟

قبل سنوات حدث في المدينة المجاورة أن أستاذا كان ابنه من بين تلاميذه في الصف . وكان هذا الابن متفوقا دائما, فاتُهم الأستاذ (الأب) أنه أناني ومعجب بابنه فلذلك يمنحه التفوق دائما.

أنتظر تعليقكم , وماذا على الإنسان أن يفعل عندما يتعرض لمثل هذه المواقف المحرجة ؟

وهل تؤيد اقتراح "بصمة ابداع" حين اقترحت أن المشاركين لا يصوِّتون ؟

أما أنا فنعم أؤيده , لأنه يعفيني من هذا الحرج الشديد الذي وقعت فيه .

دمتم في رعاية الله وحفظه.

والسلام عليكم.

[1] ) وهناك مثل آخر عامي أيضا وفضيع يقول (من ضرب حماته فليكسرها!) لأن سُمعته قد ساءت لمجرد الضرب فليكسرها ويرتاح منها ويبلغ منتهاه !