|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() شموع (84) د. عبدالحكيم الأنيس • ما أحوجنا إلى تطبيق قول ربنا سبحانه وتعالى: (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)! ♦ ♦ ♦ • قلوبُ الأنبياء تعرفُ أقصرَ الطرق إلى الفرَج: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله). ♦ ♦ ♦ • إذا دخل حبُّ الدنيا من الشباك خرجَ حبُّ الآخرة من الباب. ♦ ♦ ♦ • نحتاج من حين إلى آخر أنْ نراجع اهتماماتنا ونستبدلَ بها ما هو أنفع وأمتع وأروع. ♦ ♦ ♦ • صحِّح اتجاهَ البوصلة. ♦ ♦ ♦ • بيئتك تسعدك أو تشقيك، وتُسْلمك أو تحميك، وتُميتك أو تحييك. ♦ ♦ ♦ • أجملُ سؤالٍ أسمعُه: ماذا تقرأ الآن؟ ♦ ♦ ♦ • أخطرُ شيءٍ أنْ يتسرَّبَ الحزمُ من المدارس والجامعات. ♦ ♦ ♦ • لا علمَ بلا حزم. ♦ ♦ ♦ • ما أجمل تطمينَ الحق لنبيِّه: (ولا تك في ضيق مما يمكرون)، (ولا يستخفنك الذين لا يوقنون). ♦ ♦ ♦ • ما فائدة الاستماتة في إنكار عذاب القبر؟! ♦ ♦ ♦ • ما قيمة الاستماتة في إنكار نزول عيسى بن مريم آخر الزمان؟! ♦ ♦ ♦ • لماذا يُشْغل الناس بمسائل باتتْ من الأمور المستقرة؟! ♦ ♦ ♦ • العاقلُ من اهتم بما ينجيه. ♦ ♦ ♦ • كثُرت المذاهبُ والمشاربُ، والمعابرُ والمساربُ، والأهمُّ من ذلك كله: كيف تنجو... ♦ ♦ ♦ • لو اشتغلنا بالعمل الصالح لارتحنا من كثيرٍ من الجدل الفارغ. ♦ ♦ ♦ • حسبُك القرآن، وأركان الإسلام، وشُعب الإيمان. ♦ ♦ ♦ • الذي يحتكمُ إلى العلم بزعمه ويدّعي استحالة نزول جبريل يتغافلُ عن أن الوحي معجزة خارقة للعادة أصلاً. ♦ ♦ ♦ • أدعو نفسي وأدعوكم إلى قراءة كتاب "رياض الصالحين" للإمام الصالح يحيى النووي. ♦ ♦ ♦ • لا تسمحوا لأحدٍ أنْ يسرق طمأنينةَ قلوبكم، وراحةَ بالكم، وهدوءَ نفوسكم، وسعادةَ أرواحكم. ♦ ♦ ♦ • ماذا سيَصنع مَنْ أنكرَ عذابَ البرزخ ثم وجدَه هناك حقاً؟ ♦ ♦ ♦ • قصدُ الأعداء أنْ تنكسرَ نفوسُنا. ♦ ♦ ♦ • أعظمُ علاج لمشكلات الماضي قول الحق سبحانه: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) (البقرة: 141). ♦ ♦ ♦ • كل أمرٍ تُقدِّرُ أنك لن تُسألَ عنه يومَ القيامة فلا تلقِ له بالاً. ♦ ♦ ♦ • طريق النجاة: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون). ♦ ♦ ♦ • استقرار + مال + تعليم متين = تقدُّم. ♦ ♦ ♦ • أخطر "فايروس" يضربُ العقلَ البشري هو التواكل. ♦ ♦ ♦ • من التواكل المبالغةُ في الاعتماد على الشفاعات في الدارين. ♦ ♦ ♦ • لن أحمِّل قلبي أعباءَ التاريخ. ♦ ♦ ♦ • كلما كاد طوفانُ الماضي يجرفني انتشلني قولُ الحق سبحانه: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون). ♦ ♦ ♦ • هل يمكن أنْ يكتشف (دواء) يساعد الفضوليين ليكفوا عن فضولهم ويمنعهم من التدخل فيما لا يعنيهم؟ ♦ ♦ ♦ • عجباً لمن يرى جمالَ الكون ثم لا يحافظ عليه ممّا يلوثه من العدوان والكراهية والتعصُّب والدماء وإضاعة الأوقات وهدر الطاقات! ♦ ♦ ♦ • مِنْ جمالياتِ الحياة أنْ ترى أستاذًا مستندًا إلى سارية في مسجد، وبين يديه طالبٌ يقرأ عليه، ويسأله، ويُدوِّنُ عنه، بينما الرياح الشاتية تصفر، والمطر يضرب زجاج النوافذ... ♦ ♦ ♦ • ما أشدَّ ما يربطُ القرآنُ الناسَ بالله! وما أشدَّ ما تربطُ بعضُ الاتجاهاتِ الفكريةِ الناسَ بالمخلوق! ♦ ♦ ♦ • بعضُ المتحدِّثين يعشق (كان)... وكأنه يحنُّ إلى أيام الحكواتي في مقاهي الشتاء صاحب (كان يا ما كان في قديم الزمان). ♦ ♦ ♦ • مَنْ سينتصرُ في الصراع الكبير: صراع السرائر والظواهر؟ ♦ ♦ ♦ • مِنْ غلبةِ الحبِّ للجنابِ النبويّ: خشيتُك البالغةُ مِنْ التقدُّمِ بين يديه، ومِن استحداثِ ما لعله لا يُوافِق عليه، ومِنْ عدمِ الرجوعِ فيما يَستحسنهُ العقلُ إليه. ♦ ♦ ♦ • يُقال: إنَّ هناك مسعى جادّاً لإقامة حفل صلح بين الأقوال والأفعال بعد قطيعةٍ استمرت زمناً طويلاً. ♦ ♦ ♦ • أنتَ أخي ما لم تحتجْ إلي. ♦ ♦ ♦ • الحياةُ تبدأ بحرف الحُبِّ، والكربُ يبدأ بحرف الكُره. ♦ ♦ ♦ • عطرُ النقاء يطيرُ مع نسمات الوجود، ويخترقُ الحدود والسدود. ♦ ♦ ♦ • لا يليقُ بأجمل خَلْق أنْ يُشوَّهَ بأبشع خُلُق. ♦ ♦ ♦ • أجهزةُ الحاسوب •وهي جمادٌ• فيها مرونةُ الحذف والإضافة والتغيير أكثر مِنْ بعض العقول، أو مِنْ كثير منها! ♦ ♦ ♦ • في العالم ملايين من اللاجئين إلى غير بلادهم، أمّا اللاجئون داخل بلادهم، واللاجئون داخل نفوسهم فلا توجدُ إحصائيات لهم. ♦ ♦ ♦ • أوائلُ سورة الصف خطابٌ لـ (المؤمنين). ♦ ♦ ♦ • (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله). ♦ ♦ ♦ • كيف تمَّ الاستدراجُ الذي وعدَ اللهُ به في سورة القلم؟ ♦ ♦ ♦ • أجملُ نزهةٍ للعقول النظرُ في عجائبِ تراتيبِ القدَر.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() شموع (85) د. عبدالحكيم الأنيس • دعواتُ الأمِّ مروجٌ خضرٌ، ودعواتُ الأبِ غيثٌ مُنْسكبٌ. ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ثقيلٌ أنتَ ياهذا ![]() نعمْ واللهِ لا تُقبَلْ ![]() تحمّلتُ رواسي الهمِّ ![]() لكنْ أنتَ لا تُحْمَلْ". ![]() فذكَّرني ما كنت ناسياً. ♦ ♦ ♦ وخلا مقامُ النُّسْك مِنْ تسبيحهِ ****** وبكتْ على صلواتهِ الأسحارُ ♦ ♦ ♦ • قال شاعرٌ عربيٌّ قديمٌ مادحاً كريماً جواداً أنه يقدِّم لضيفه الطعام والحديث:رُبَّ نِضوٍ طرَقَ الحيَّ سُرى صادفَ زاداً وحديثاً ما اشتهى إنّ الحديثَ جانبٌ من القِرى فماذا يقول لو رأى الشاعرُ اليومَ الضيفَ والمضيفَ مشغولين بهاتفيهما الذكيين؟(نضو: ضيفٌ مُجْهدٌ من السفر). ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ وقد يكون التخطيط مع العلم ولكن بلا عمل. ويوجد الأثر حيث يوجد العمل. وقد رأينا المشايخ عاكفين على التعليم والتدريس فأثمروا وغيرهم مشغولاً بالفكر والتنظير ولم ينتج شيئاً. ♦ ♦ ♦ أمرٌ منافٍ لجميع التخمينات يبدو غريباً فعلاً: الكسولُ هو في الواقع إنسانٌ ذكيٌّ، وهذا ما أثبته علماء من جامعة "Gulf Coast" بفلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية! ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ • سفينةُ النجاة في طوفان الفتن: الصحبةُ الصالحةُ والبيئةُ الفالحةُ. ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() شموع (87) د. عبدالحكيم الأنيس شتانَ بين أبٍ أو مسؤولٍ يُحْدِثُ في أهل بيتهِ وبيئتهِ نهضةً وتطلعًا إلى المعالي... وآخرَ يُقزِّمُهم ويُصغِّرهُم ويَقْتلُ طموحَهم ويُغلِقُ عليهم منافذَ الانطلاق. ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ ♦ نومُ الصباح حرمانٌ، ولا إمكانَ معَ لُزومِ المكان. ♦ ♦ ♦
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() شموع (88) د. عبدالحكيم الأنيس الموافقة جُنَّةٌ، والطاعةُ جَنَّةٌ. ♦♦♦ المخالفة جُرْم، والمعصية جهنم.♦♦♦ الإصرارُ جنايةٌ، والاستقامةُ جهادٌ.♦♦♦ الشهواتُ جاذباتٌ والعقلُ يُبْعدُ، والشبهاتُ عالقاتٌ واللطفُ يُنْجدُ.♦♦♦ تقليلُ الخلطة وتركُ التخليط أوَّلُ الطريق، والإقبالُ على تلاوة القرآن أولُ التوفيق.♦♦♦ أقْبِلْ على مَرَمَّةِ الجِهاز، ولا تكنْ أسيرَ الجِهاز[1].♦♦♦ ما قيمةُ علمٍ لم يُحرِّرْك مِنْ أسر التقليد، ولم يُزِلْ عنك وصفَ العنيد؟!♦♦♦ ليس كلُّ كتابٍ نافعًا، ولا كلُّ عملٍ رافعًا.♦♦♦ أسيرُ النسب كثيرُ التعب.♦♦♦ إذا لم تكن مجتهدًا في الدين فكنْ مجتهدًا في البحث.♦♦♦ لم يَنتفعْ بالمثاني مَنْ لم يترفَّعْ على الفاني.♦♦♦ ذهبَ أهلُ الإنصاف وبقيَ أهلُ الأوصاف.♦♦♦ المقاصدُ مراصد، والغاياتُ غابات.♦♦♦ الأُنْسُ بالكثرةِ كسرة، والغِنى بالناس إفلاس.♦♦♦ مَنْ لم ينفعْكَ في أُخْراك لا تأمْله في دُنْياك.♦♦♦ كلُّ شيء يفوت، فتوكَّلْ على الحيِّ الذي لا يموت.♦♦♦ التمتُّعُ والقِران في إفراد القُرآن.♦♦♦ السُّنة مِنْ مشكاة القرآن، ومَن استضاء بها أدركَ البُرْهان.♦♦♦ لا تكنْ مِنْ أهل الانتظار فتخسرَ الأعمالَ والأفكار.♦♦♦ اغتَنى عـن الأسفار مَـن اجْتَنى مِـن الأسفار.♦♦♦ على قَدْر علمِ المُؤلِّفِ تكونُ الفائدة، وعلى قَدْر صلاحِهِ تكونُ العائدة.♦♦♦ كل كتابٍ يصبغُك بصبغة مُؤلِّفه، ويُلقي فيك مِنْ بذورِ مُصنِّفه.♦♦♦ القرآنُ أمانٌ مطلقٌ، ونُصْحٌ محقَّق.♦♦♦ في ظلِّ القرآنِ لا تَضْحَى، ومِنْ سجلِّ الموفَّقين لا تُمحى.♦♦♦ ارجعْ إلى مولاك في كل ما آدَكَ ورماك.♦♦♦ ليست الدنيا نهايةَ المطاف، فلا تكنْ ضيِّقَ الأطياف.♦♦♦ المكانُ خطَرٌ أو أمان، والزمانُ إخطارٌ أو إيذان.♦♦♦ مَنْ لكَ بكتاب، ما فيه إلا الصواب؟!♦♦♦ أيُّ مَراحٍ مُبِينٍ، فيما نزلَ به الرُّوحُ الأمين؟!♦♦♦ مَنْ قرا درى، ومَنْ درى قرا.♦♦♦ لا تخسر القرآن، ففيه جَنَّتا أفنان، وجنَّتان مُدْهامَّتان.♦♦♦ يا بنَ الساعةِ ما أقربَك من الساعة!♦♦♦ استيقِظْ يا عاقل، واستدركْ يا غافل.♦♦♦ مَنْ حَكَمَ على نفسه كمَنْ حَكَمَ على الدُّنْيا.♦♦♦ مَنْ أحبَّ الاتِّكاءَ في الآخرةِ لم يتكئ في الداثرة.♦♦♦ بيئتُك في الدنيا فيئتُك في الآخرة.♦♦♦ يا عاشقَ عدوِّه مَنْ مثلُك[2]؟♦♦♦ ليست العِبرة بالكثرة؛ بل بالعِبرة والعَبرة.♦♦♦ رُبَّ آيةٍ تكفيك، وحديثٍ يَشفيك.♦♦♦ اطرقْ بابَ مَنْ لا يردُّ اليدين صِفْرًا، ولنْ ترَى منه إلا خيرًا.♦♦♦ أنتَ صنعتُه، والصنعةُ على الصانعِ غالية.[1] الهاتف النقَّال. [2] أعدى عدوك نفسُك التي بين جنبيك.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() شموع (89) د. عبدالحكيم الأنيس إنَّ ربًّا هكذا قدرتُهُ -كما رأينا في الزلازل- حقيقٌ أنْ يُخشى منه ويُخاف، وأنْ يُتقى ويُطلب رضاه. • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • • فلم أزلْ تابعًا لهم زمَنًا ... حتى تبينتُ أنَّهم أَكَلَه والبيتُ في "المنتقى من السفينة البغدادية لأبي طاهر السلفي" برقم (14).• • • • • • • • • • • • • • • • • • تبعتكِ إذ عيني عليها غشاوةٌ ... فلما انجلتْ قطَّعتُ نفسي ألومُها
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() شموع (90) د. عبدالحكيم الأنيس أوقاتُنا المهدرة: قالتْ دايةُ داود الطائي - وهو الإمام الزاهد الورع الكبير -: يا أبا سليمان، أما تشتهي الخبز؟ قال: "يا دايةُ بين مضغ الخبز وشرب الفتيت قراءةُ خمسين آية". فكيف بما يُهْدَرُ مِنْ أوقاتِنا نحنُ في الجدلِ العقيمِ، والخلافاتِ التي لا طائل منها، ونبشِ الماضي، والتدخلِ فيما لا يَعنينا، والنظرِ إلى أنفسنا بعين العصمة وإلى غيرنا بعين النقص، وتتبُّع العيوب؟! *** مِنْ مؤلفات الإمام السيوطي الجليلة كتابٌ بعنوان: "حُسن السَّمت في الصمت"، أورد فيه الآثار والأخبار الدالة على فضل الصمت وأهميته وفوائده، وأدعو كل مَنْ أراد راحة قلبه، وسلامة دينه، وتماسك علاقاته - إلى قراءته، وحبذا أنْ يُقرأ قراءة أُسرية، وحبذا أنْ يقرأه العلماء في دروس مساجدهم. *** *** تعالوا ننسى الماضي، ونطوي صفحات الانتقام، ونسمو على إغراء النفوس، ونعلو على رغبات الشيطان، ونجدد النية، ونسعى إلى العفو، ونسأل الله العون على ما يحبُّ ويرضى. *** قال الإمامُ ابن أبي الدنيا في كتابه «الزُّهد» (ص50): «حدثنا محمد بن علي بن شقيق، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الأشعث قال: سمعتُ الفُضيل بن عياض قال: قال ابنُ عباس: يُؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية، مشوَّه خلقُها، فتُشرف على الخلائق، فيُقال: أتعرفون هذه؟ فيقولون: نعوذُ بالله مِن معرفة هذه، فيُقال: هذه الدنيا التي تناحرتُم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتُم وتباغضتم واغتررتم، ثم يُقذف بها في جهنم، فتُنادي: أي ربِّ أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول اللهُ عز وجل: ألْحِقوا بها أتباعَها وأشياعَها". *** البِرُّ مسؤوليةٌ مشتركةٌ، وكما يجبُ على الأبناء رعاية حقوق الآباء وألا يتسببوا في إغضابهم وإزعاجهم وحزنهم، فكذلك على الآباء أنْ يُعينوا أبناءهم على سلوك طريق البر، وأخبرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ خيار الأمة أهل الأخلاق الحسنة، فقال: "خيار أمتي أحاسنُهم أخلاقًا"، ويحصلُ الإنسانُ على هذه (الخيرية) بالصبر، والتحمُّل، والتجمُّل، وغض النظر عن الأخطاء والعيوب والتقصير والقصور، والعفو والمسامحة، ومسح صفحات الماضي، واستحضار العُذر للآخرين، وأخبرني بعضُ العلماء أن أباه جمع أبناءه وقال لهم: أسقطتُ حقوقي عليكم؛ حتى لا يكون فيكم أحدٌ عاق، وهذا تفضُّلٌ منه. وأجملُ مظهرٍ من مظاهر الأخلاق الحسنة: حفظُ اللسان، وعدمُ النطق بكلمة جارحة، فإن جرح السكين يندمل، وجرح اللسان لا يبرأ، وجرحُ الوالدين بكلمةٍ خشنةٍ كبيرةٌ مِنْ كبائر الذنوب والمعاصي والسيئات، والشريعة جاءت بأعظم التصرفات العادلة الجميلة، وهي: احترام الكبير وتبجيله، والعطف على الصغير والشفقة والرحمة، ولا تصلح الأحوالُ إلا بترك الماضي ونسيانه. والغِيبة من الكبائر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قتَّات"؛ أي: الذي يغتاب الناس، وغِيبة الأرحام أشدُّ؛ لأنها غيبةٌ وإفسادٌ وتقطيعٌ للعلاقات التي أمر اللهُ تعالى بوصلها وحفظها. *** عن ابن عباس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "علِّموا ويسِّروا، علِّموا ويسِّروا؛ ثلاث مرات، وإذا غضبتَ فاسكتْ؛ مرتين". وإذا ملكَ الإنسانُ نفسَه عند الغضب، وكفَّ لسانه، واستعان بالله على ذلك، اندفعَ عنه شرٌّ كثيرٌ وفسادٌ كبيرٌ. *** وما أشبه "البطارية" بالرجل الذي يمدُّ مَنْ يكون معه بالعزيمة، ويشحذ همتَه، ويُحِدُّ بصره، وينور بصيرته! فكُن أيها الإنسانُ حيثُ تكون "البطارية" مشحونةً شاحنةً؛ لتبقى صاحبَ عزيمة متجددة وهمةٍ متوقدة، وإلا كنتَ كعقرب الساعة الذي يتحرك متباطئًا متخاذلًا، أو يقفُ مشلولًا، فيضيع وقتك، ويذهب عمرك... أو كن أنت البطارية التي تسدِّدُ المسار، وتوقدُ النار، وتصنعُ المآثر والآثار... *** خطر لي أنَّ الارتفاع عن الأرض والسمو عليها طريقٌ فالِحٌ إلى الأمان والاطمئنان، وسلامة الأبدان والأديان، والتنعم بالإيمان، والفوز بالإحسان... اسمُ على الأرض تأمنْ من الأَرْضِيين، وقد وقف أ. د. فيصل الحفيان على قولي هذا، فقال معلقًا: "لقطة جميلة ... الأرضُ مذ خلقتْ دنو وانخفاض، والسماء مذ خلقتْ علو وارتفاع، والله تعالى عندما عاقب آدم وأمَّنا بعد أن أزلَّهما الشيطانُ أنزلهما، والنزول مِن علو إلى الأرض حيث المكابدة والشقاء والصراع، فاللهم ارفَعنا ولا تخفضنا، واعلُ بنا وأعتقنا من الوهاد واللزوجة والطين، إنك الكريم". *** ***
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |