رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 42 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ما أفضل حمية للمصابات بسكر الحمل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دليلك الشامل لأنواع السرطان! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ما لا تعرفه عن أسباب العقم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          العصبية وصحة القلب: هل الغضب يدمّر صحتك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أعراض مرض الزهري: كل ما تحتاج معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أطعمة غنية بسكر الفركتوز: هل هي ضارة أم مفيدة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          7 نصائح ذكية حول كيفية الوقاية من داء القطط للحامل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أسباب وعوامل خطر الإصابة بسوء التغذية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أطعمة تحتوي على الكربوهيدرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          إنقاص الوزن بعد الولادة: طرق آمنة وفعالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2025, 09:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟

كيف تستفيد من شهر رمضان لتحسين علاقتك بالله؟

استغلال رمضان في الصلاة والدعاء لتعزيز الإيمان

محمد أبو عطية

شهر رمضان؛ شهر الرحمة والمغفرة، فرصة ثمينة تتجدد سنويًّا لتقوية الروابط مع الله عز وجل، وإصلاح ذات البين معه؛ فهو شهر مبارك تُضاعف فيه الحسنات، وتُغفر فيه الذنوب، وتُستجاب فيه الدعوات، ولكن لا يكفي مجرد الصيام لتجربة الروحانية الحقيقية التي يقدمها هذا الشهر الفضيل، بل يتطلب الأمر جهدًا واعيًا ومدبرًا للاستفادة من هذا الوقت المبارك في تعزيز علاقتنا بربِّ العالمين، وذلك من خلال عدة وسائل، أبرزها الصلاة والدعاء.

أولًا: الصلاة: عمود الدين وقُربان إلى الله:
الصلاة عمود الدين، وركيزة أساسية في بناء علاقة قوية مع الله، وفي رمضان، تزداد أهمية الصلاة وتأثيرها، ليس فقط لأنها ركن من أركان الإسلام، بل لأنها تمثل فرصة للتواصل المباشر مع الخالق، والتعبير عن الخشوع والتضرع، ففي جوف الليل، وفي صلاة التراويح الجماعية، وفي صلاة الفجر، يشعر المسلم بقوة الروحانية، ويدرك عظمة الخالق وقدرته، ولكن لا يقتصر الأمر على أداء الصلاة فقط، بل يتعدى ذلك إلى:
الخشوع والتركيز: ليس مجرد إتمام حركات الصلاة، بل التركيز على المعنى والهدف منها، وتفهُّم كلمات التلاوة، ومراقبة النفس، والابتعاد عن الشرود الذهني، يمكن تحقيق ذلك من خلال اختيار مكان هادئ للصلاة، وتحديد نية صادقة قبل البدء، والتفكير في معاني الآيات والأدعية، يمكن أيضًا الاستعانة بكتب التفسير، أو الاستماع إلى محاضرات دينية لتعميق الفهم.

التلاوة المتأمِّلة: لا يكفي مجرد قراءة القرآن بسرعة، بل يتطلب الأمر تلاوة متأملة، تركز على فهم المعاني، وتدبر الكلمات، والتفكر في الحِكم والعِبر، يمكن تقسيم سور القرآن الكريم إلى أجزاء صغيرة، وقراءتها مع التدبر والتأمل في كل آية، يمكن أيضًا الاستعانة بتطبيقات الهاتف الذكي التي تساعد على فَهم معاني القرآن.

المواظبة على صلاة التراويح: صلاة التراويح من السنن الرواتب التي تُقام في شهر رمضان، وهي فرصة عظيمة لزيادة الثواب، وتجربة الروحانية الجماعية، إذ المشاركة في صلاة التراويح الجماعية، والاستماع إلى الإمام وهو يتلو القرآن الكريم، تُشعر المسلم بالسَّكينة والطمأنينة، يمكن أيضًا الاستفادة من الخطب والمحاضرات الدينية التي تُلقى بعد صلاة التراويح.

الاستغفار والدعاء بعد الصلاة: بعد كل صلاة، يُنصح بالاستغفار والتوبة عن الذنوب، والدعاء لله تعالى بطلب المغفرة والهداية والتوفيق، يمكن اختيار أدعية محددة، أو الدعاء بأسلوب خاص، مع التركيز على الصدق والإخلاص، يمكن أيضًا كتابة الأدعية الشخصية، والتأمل فيها قبل الدعاء.

ثانيًا: الدعاء: سلاح المؤمن ووسيلة التواصل مع الله:
الدعاء هو سلاح المؤمن، ووسيلة التواصل المباشر مع الله، في شهر رمضان، تزداد استجابة الدعاء، وتُفتح أبواب السماء لتلقِّي تضرُّعات العباد، ولكن لا يكفي مجرد قول: "اللهم اغفر لي"، بل يتطلب الأمر:
الإخلاص والصدق: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، بدون رياء أو سمعة، وأن يكون صادقًا من القلب، يُنصح بالدعاء في الخلوة، والتوجه إلى الله تعالى بقلب خاشع متضرع.

التضرع والخشوع: يجب أن يُعبِّر الدعاء عن حالة من التضرع والخشوع، وأن يُظهر مدى حاجة الداعي إلى الله تعالى، وأن يشعر بالضعف والافتقار إليه، يُنصح بالبكاء والدمع عند الدعاء، إذا شعر الداعي بذلك؛ لأن البكاء من علامات الخشوع.

المواظبة على الدعاء: يُنصح بالمواظبة على الدعاء، ليس فقط في أوقات معينة، بل في جميع الأوقات، وفي جميع الأحوال، يمكن الدعاء أثناء الصلاة، وبعدها، وقبل النوم، وأثناء السفر، وفي أي وقت يشعر الداعي بالحاجة إلى الله تعالى.

الدعاء بالخير للآخرين: لا يقتصر الدعاء على النفس فقط، بل يُنصح بالدعاء بالخير للوالدين، والأهل، والأصدقاء، ولجميع المسلمين، الدعاء للآخرين يُظهر مدى المحبة والتواصل مع الآخرين، ويزيد من الأجر والثواب.

التوبة والاستغفار: يُنصح بالاستغفار والتوبة عن الذنوب، وطلب المغفرة من الله تعالى، يمكن استخدام أدعية الاستغفار المختلفة، أو الدعاء بأسلوب خاص، مع التركيز على الصدق والإخلاص، والتوبة من الذنوب تقوِّي العلاقة مع الله تعالى، وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة.

ثالثًا: ربط الصلاة والدعاء بسائر العبادات:
لا ينبغي أن تكون الصلاة والدعاء منفصلتين عن سائر العبادات في رمضان، بل يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من منهج شامل لتحسين العلاقة مع الله؛ وهذا يتضمن:
قراءة القرآن الكريم بتدبُّر: يُعد القرآن الكريم كلام الله، وفيه نجد الإرشاد والتوجيه، وهو غذاء الروح، يُنصح بقراءة القرآن الكريم بتدبر، وفهم معانيه، والعمل بما جاء فيه من أوامر ونواهٍ.

الإكثار من الصدقات: الصدقة تُطهر النفس، وتزيد من الأجر والثواب، وتقرب إلى الله تعالى، يُنصح بالإكثار من الصدقات في رمضان، سواء كانت مالية أو معنوية.

صِلة الرَّحم: صلة الرحم من أعظم الأعمال التي تُرضي الله تعالى، وتقوِّي الروابط الأسرية، يُنصح بزيارة الأقارب والأهل في رمضان، وتقديم المساعدة لهم، والتفاهم معهم.

الابتعاد عن المعاصي: يُنصح بالابتعاد عن جميع المعاصي والذنوب في رمضان؛ لأنها تعوق العلاقة مع الله تعالى، وتُبعد عن رحمته.

التوبة النصوح: التوبة النصوح من الذنوب خطوة ضرورية لتصحيح العلاقة مع الله، يجب أن تكون التوبة صادقة من القلب، وأن تتضمن الندم على الذنب، والعزم على عدم العودة إليه.

في الختام، شهر رمضان فرصة ثمينة لتقوية علاقتنا مع الله عز وجل، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال جهد واعٍ ومدبر، يستثمر فيه المسلم كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك في التقرب إلى الله تعالى، عبر الصلاة والدعاء، وسائر العبادات، محاولًا أن يجعل من هذا الشهر نقطة تحول في حياته الروحية، ليصبح أقرب إلى الله، وأكثر إيمانًا وتقوى، فليسارع المسلمون إلى اغتنام هذه الفرصة العظيمة، قبل أن يفوت الأوان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2025, 12:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي في السحور وآدابه

في السحور وآدابه

عبد الله بن صالح الفوزان



الحديث الأول: الأمر بالسحور وبركته

عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تسحَّروا فإنَّ السحور بركة»[1]؛ (رواه البخاري ومسلم) .


الحديث دليلٌ على أنَّ الصَّائم مأمورٌ بالسحور؛ لأنَّ فيه خيرًا كثيرًا، وبركةً عظيمةً دينيَّة ودنيويَّة، وذِكْرُه - صلى الله عليه وسلم - للبركة من باب الحض على السحور، والترغيب فيه، والسَّحور، بفتح السين: ما يؤكل في وقت السحور، وهو آخر الليل، وبضم السين: الفعل وهو أكل السَّحور، وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن أراد أن يصوم فليتسحَّر بشيء»[2].


وهذا الأمر في الحديث أمر استحباب لا أمر إيجاب بالإجماع، بدليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - واصَلَ وواصل أصحابُه معه، والوصال أن يصوم يومين فأكثر فلا يفطر؛ بل يصوم النهار مع الليل.


وفي السُّحور بركة عظيمة تشمل منافع الدنيا والآخرة:

1- فمن بركة السحور التقَوِّي على العبادة، والاستعانة على طاعة الله تعالى أثناء النهار من صلاة وقراءة وذكر؛ فإنَّ الجائع يكسل عن العبادة، كما يكسل عن عمله اليومي، وهذا محسوس.
2- ومن بركة السحور مدافعةُ سوء الخلُق الذي يُثيرُه الجوع، فالمتسحِّر طيِّب النَّفس، حسَنُ المعاملة.
3- ومن بركة السّحور أنَّه تَحصل بسببه الرغبةُ في الازدياد من الصيام؛ لخفة المشقة فيه على المتسحّر، فيرغب في الصيام، ولا يتضايق منه.
4- ومن بركة السحور اتّباع السُّنة، فإنَّ المتسحّر إذا نوى بسحوره امتثالَ أمر النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والاقتِداء بفعله، كان سحوره عبادة، يحصل له به أجرٌ بهذه النية، وإذا نوى الصائم بأكله وشربه تقويةَ بدنه على الصيام والقيام، كان مُثابًا على ذلك أيضًا.
5- ومن بركة السحور أنَّ الإنسان يقوم آخِرَ اللَّيْلِ للذِّكْر والدُّعاء والصَّلاة؛ وذلك مَظِنَّة الإجابة، ووقت صلاة الله والملائكة على المتسحّرين؛ لحديث أبي سعيد - رضي الله عنه - الآتي قريبًا.
6- ومن بركة السحور أنَّه فيه مُخالفةٌ لأهْلِ الكِتاب، والمسلم مطلوبٌ منه البعدُ عن التشبُّه بِهم، قال النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «فَصل ما بَيْن صيامِنا وصيام أهلِ الكتاب أكلةُ السحور»[3].
7- ومن بركة السحور صلاةُ الفجر مع الجماعة في وقتها الفاضل؛ ولذا تجد أن المصلِّين في صلاة الفجر في رمضان أكثرُ منهم في غيره من الشهور؛ لأنهم قاموا من أجل السحور.

فينبغي للصائم أن يحرص على السحور، ولا يتركه لغلبة النَّوم أو غيره، وعليه أن يكون سهلاً ليِّنًا عند إيقاظه من النَّوم، طيّب النفس، مسرورًا بامتثال أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصًا على الخير؛ لأنَّ نبيَّنا - صلى الله عليه وسلم - أكَّد السحور، فأمر به وبيَّن أنه شعار صيام المسلمين، والفارق بين صيامهم وصيام أهل الكتاب، ونهى عن تركه.


ويحصل السحور بأقلّ ما يتناولُه الإنسانُ من مأكولٍ أو مشروب، فلا يختص بطعام معيَّن، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «نِعم سحور المؤمن التَّمر»[4].


وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإن الله وملائكته يصلُّون على المتسحّرين»[5].


ومن آداب الصيام التي نصَّ عليها أهلُ العلم ألاَّ يسرف الصائم في وجبة السحور، فيملأ بطنه بالطعام، بل يأكل بمقدار، فإنَّه ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بَطْنٍ، ومتَى شبع وقت السحر لم ينتفع من وقته إلى قريب الظهر؛ لأنَّ كثرة الأكل تُورِثُ الكَسَلَ والفتور، وفي قولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «نعم سحور المؤمن التَّمر» إشارةٌ إلى هذا المعنى، فإنَّ التَّمر بالإضافةِ إلى قيمتِه الغذائيَّة العالية، فهو خفيفٌ على المعِدة، سهل الهضم، والشبع إذا قارنه سهر بالليل، ونوم بالنهار - فقد فات به المقصود من الصيام، والله المستعان.



في تأخير السحور

عن أنس عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أنَّه قال: "تسحَّرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسّحور؟ قال: قدر خمسين آية))[6]؛ (رواه البخاري ومسلم) .

الحديث دليلٌ على أنَّه يستحبّ تأخير السحور إلى قبيل الفجر، فقد كان بين فراغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه زيد - رضي الله عنه - من سحورهما، ودخولهما في الصلاة، قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية من القرآن، قراءة متوسطة لا سريعة ولا بطيئة، وهذا يدل على أن وقت الصلاة قريب من وقت الإمساك، وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنَّه قال: "كنت أتسحَّر في أهلي ثُمَّ تكون سرعةٌ بي أن أدرك صلاة الصبح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم"[7].


والمراد بالأذان في حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: الإقامة، سُمّيت أذانًا؛ لأنها إعلام بالقيام إلى الصلاة، وقد ورد في "صحيح البخاري" أنه قيل لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية[8].


قال الحافظ في "الفتح": "وهي قدر ثلث خمس ساعة"[9] اهـ؛ أي: أربع دقائق[10].


وتعجيل السحور من منتصف الليل جائز، لكنه خلاف السُّنة، فإن السحور سمي بذلك؛ لأنه يقع في وقت السحر، وهو آخر الليل كما تقدَّم.


والإنسان إذا تسحَّر نصف الليل قد تفوتُه صلاةُ الفجر؛ لِغلبةِ النَّوم، ثُمَّ إنَّ تأخير السّحور أرْفَقُ بالصَّائِم، وأدْعَى إلى النَّشاط؛ لأنَّ مِن مقاصِد السّحور تقويةَ البَدَن على الصّيام، وحفظَ نشاطه؛ فكان من الحكمة تأخيره. فينبغي للصائم أن يتقيَّد بِهذا الأدب النبوي، ولا يتعجَّل بالسّحور.


ومِمَّا يؤسف عليه أنَّ أناسًا يتسحَّرون نصف الليل؛ لأنَّهم يسهرون أمام آلات اللهو، أو في مجالس اللغو والاجتماعات الآثمة! فهؤلاء مع سهرهم مخالفون للسُّنة وهي الأكل في السحر آخر الليل، ومنهم مَن ينام بعد الأكل ولا يستيقظ لصلاة الصبح إلا بعد طلوع الشمس تعمُّدًا، فهذا قد أضاع فريضة عظيمة من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، أضاعها في أفضل الأوقات، وهو متوعَّد إذا لم يَتُب إلى ربه ويَعتَنِ بصلاته بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]؛ أي: غافلون معرضون.


وقد دلَّت السُّنة على العمل بأذان المؤذِّن إذا كان ثقة، عارفًا الوقت، وأذَّن بعد تبيُّن الفجر؛ لكن يلاحظ اليوم على كثير من المؤذنين - هداهم الله - أنهم يؤذِّنون قبل الوقت، يزعمون أنهم يحتاطون لصيام الناس، وهذا الاحتياط غير صحيح؛ لأن الاحتياط هو لزوم ما جاء به الشرع ما دامت النصوص واضحة جلية، فإن ابن أم مكتوم - رضي الله عنه - كان لا يؤذن حتى يطلع الفجر[11]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يغرَّنكم نداءُ بلال، ولا هذا البياضُ حتى يبدو الفجر، أو قال حتى ينفجر الفجر»[12]؛ ولأنه يترتب عليه صلاةُ مَن لا جماعة عليه من نساء ومعذورين قبل دخول الوقت. والمؤذنون أمناء الناس على صلاتهم وسحورهم، فعليهم أن لا يؤذنوا إلا إذا تبيَّن الصبح إما بمشاهدة، أو علم عن حساب دقيق، والإمساكُ قبل الفجر من قبيل الاحتياط مخالفٌ لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.


وإذا أكل الصائم بعد طلوع الفجر يظن أن الفجر لم يطلع، فتبيَّن له بعد ذلك أنه طلع - فصومه صحيح ولا قضاء عليه؛ لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].


فأباح الله تعالى الأكل حتى يتبين الفجر، والمباح المأذون فيه لا يُؤمَر فاعلُه بالقضاء، ومثله لو أكل أو شرب شاكًّا في طلوع الفجر، فالأظهر أنه لا قضاء عليه، فإن العبادات مبناها على اليقين لا على الشك والظن، والله أعلم.


ومَن تسحر ثم نوى الصيام، ثم عرض له أن يأكل أو يشرب أو يتناول دواء، فله ذلك ما لم يطلع الفجر؛ لأن الصوم الشرعي لا يبدأ إلا من طلوع الفجر، وليست نية ترك الطعام قبل الفجر بمحرَّم، والله أعلم.


اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] البخاري (4/ 139)، ومسلم (1095).
[2] رواه أحمد (3/ 367)، وابن أبي شيبة (3/ 8) وغيرهما، وهو من رواية شريك بن عبدالله النخعي، وهو سيئ الحفظ، لكنَّ له شاهدًا مرسلاً عند سعيد بن منصور في "سننه" بلفظ ((تسحروا ولو بلقمة)) كما ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" (4/ 140)، وانظر: "المسند" تحقيق الأرنؤوط ومن معه (23/ 208).
[3] رواه مسلم (1096).
[4] رواه أبو داود (6/ 470)، وابن حبان (223)، والبيهقي (4/ 237) وسنده صحيح.
[5] رواه ابن أبي شيبة (3/ 8)، وأحمد (10/ 15، 16 "الفتح الرباني") والحديث في إسناده ضعف، لكن له طرق يشد بعضها بعضًا، وله شواهد، انظر: "المسند" تحقيق الأرنؤوط ومن معه (17/ 150)، وقوله: ((أكله بركة)) بفتح الهمزة والإضافة إلى الضمير، فهو مصدر؛ أي: الأكل بركة، أو على وزن (فعلة) كما في رواية، بمعنى: أكلة مباركة، انظر: "بلوغ الأماني" (10/ 16).
[6] أخرجه البخاري (2/ 54، 4/ 138)، ومسلم (1097).
[7] رواه البخاري (2/ 54، 4/ 137).
[8] انظر: "فتح الباري" (2/ 54).
[9] المصدر السابق (4/ 138).
[10] قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله -: لكني قرأتها فبلغت نحو ست دقائق "تنبيه الأفهام" (3/ 38).
[11] أخرجه البخاري (4/ 136)، ومسلم رقم (1094) (44).
[12] رواه مسلم (1094).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-03-2025, 10:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي الصدقة في رمضان

الصدقة في رمضان

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن وكان جبريل يلقاه كلَّ ليلة من شهر رمضان، فيُدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل، أجودَ بالخير من الريح المرسلة)، ورواه أحمد وزاد: (ولا يُسأل شيئًا إلا أعطاه)، وللبيهقي عن عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان أطلَق كلَّ أسيرٍ، وأعطى كلَّ سائل).

الجُود هو سَعة العطاء وكَثرته، والله تعالى يوصَف بالجود، فروى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله جوَادٌ يحب الجود، كريم يُحب الكرم»، فالله سبحانه أجودُ الأجودين، وجودُه يتضاعَف في أوقات خاصة كشهر رمضان، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس على الإطلاق، كما أنه أفضلهم وأشجعهم، وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة، وكان جوده صلى الله عليه وسلم يتضاعف في رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربِّه يتضاعف فيه أيضًا.

وفي تضاعُف جوده صلى الله عليه وسلم في رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:
1 - منها شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه، وفي الترمذي عن أنس مرفوعًا: «أفضل الصدقة: صدقة رمضان».

2 - ومنها إعانة الصائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجورهم، كما أن مَن جهَّز غازيًا فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخيرٍ فقد غزا، وفي حديث زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من فطر صائمًا فله مثلُ أجره، من غير أن ينقص من أجر الصائم شيءٌ»؛ رواه أحمد والترمذي.

3 - ومنها أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ولا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماءَ، فمن جاد على عباد الله جاد الله عليه بالعطاء والفضل، والجزاء من جنس العمل.

4 - أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة؛ كما في حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظهورها من بطونها، وبطونُها من ظهورها»، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن طيَّب الكلام، وأطعَمَ الطعام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيامٌ»؛ رواه أحمد وابن حبان والبيهقي.

وهذه الخِصال كلها تكون في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيامُ والقيام والصدقة وطيب الكلام، فإنه يَنهى فيه الصائمَ عن اللغو والرفث، والصلاة والصيام والصدقة توصِل صاحبها إلى الله عز وجل.

5 - أن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغُ في تكفير الخطايا واتِّقاء جهنم، والمباعدة عنها، خصوصًا إن ضم إلى ذلك قيامَ الليل، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الصيام جُنَّة أحدكم من النار كجُنته من القتال»[1]، ولأحمد أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا: «الصوم جُنَّة وحِصن حصين من النار»، وفي حديث معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «والصدقة تُطفئ الخطيئةَ كما يُطفئ الماء النار، وقيام الرجل في جوف الليل»؛ يعني أنه يطفئ الخطيئة أيضًا.

6 - أن الصيام لا بد أن يقع فيه خللٌ ونقصٌ، وتكفير الصيام للذنوب مشروطٌ بالتحفيظ مما ينبغي أن يُتَحَفَّظ منه، وعامة صيام الناس لا يجتمع في صومه التحفظ كما ينبغي، فالصدقة تَجبُر ما كان فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر رمضان زكاة الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث.

7 - أن الصائم يدَع طعامه وشرابه، فإذا أعان الصائمين على التقوِّي على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوَته لله، وآثَر بها وواسَى منها، ولهذا يُشرَع له تفطيرُ الصُّوَّام معه إذا أفطَر؛ لأن الطعام يكون محبوبًا له حينئذٍ، فيواسي منه حتى يكون ممن أطعَم الطعام على حبِّه، فيكون في ذلك شاكرًا لله على نعمة إباحة الطعام والشراب له، وردِّه له بعد منْعه إياه، فإن هذه النعمة إنما يُعرَف قدرُها عند المنع منها[2].

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] رواه أحمد النسائي وابن ماجه عن عثمان بن أبي العاص ورواه ابن خزيمة في صحيحه.

[2] انظر لطائف المعارف لابن رجب ص 172 – 178 .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-03-2025, 10:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي لأئمة التراويح: من جوامع الدعاء لصلاة الوتر

لأئمة التراويح: من جوامع الدعاء لصلاة الوتر

أبو الهيثم محمد درويش


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
فهذه أدعية جامعة صالحة نافعة لدعاء الوتر والدعاء في السجود والدعاء بصفة عامة أسأل الله أن ينفع بها.
اللَّهُمَّ عافني في جَسَدِي، وَعافني في بَصَرِي، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنِّي، لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العَالَمِين.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالعَمَلَ الَّذي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إِليَّ مِنْ نَفْسِي وَأهْلِي وَمنَ المَاءِ البارِدِ.
- لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ سُبْحانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظالِمِينَ.
- اللهم إني أسألك العافِيَةَ وَالمُعافاةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ مِنْ خَيْرٍ ما سألَكَ منْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما اسْتَعاذَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وأنْتَ المُسْتَعانُ وَعَلَيْكَ البَلاغُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ .
- ياذَا الجَلالِ وَالإِكْرامِ.
- رَبّ أعني ولا تعن عَليَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لي وَلا تَمْكُرْ علي، واهدني ويسر الهدي لي، وَانْصُرْنِي على مَنْ بَغَى عَليَّ، رَبّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِراً، لَكَ ذَاكِراً، لَكَ رَاهِباً، لَكَ مِطْوَاعاً، إليك مخبتا أوْ مُنيباً، تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدّدْ لِساني، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وآجِلِهِ، ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمْ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرّ كُلِّهِ عاجله وآجِلهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أعْلَمْ، وأسألُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرّبَ إِلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ " وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إلَيْها مِنْ قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ خَيْرَ ما سألَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وأعوذ بِكَ مِنْ شَرّ ما اسْتَعاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وسلم) ، وأسألُكَ ما قَضَيْتَ لي مِنْ أمْرٍ أنْ تَجْعَلَ عاقِبَتَهُ رَشَداً.
- اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلّ بِرٍّ، وَالفَوْزَ بالجَنَّةَ وَالنَّجاةَ منَ النَّارِ.
- اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبي وَرَحْمَتُكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلي.
اللَّهُمَّ ربنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
- اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى والتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِني، وَعافِني، وَارْزُقْني.
- اللَّهُمَّ يا مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا على طاعَتِكَ .
- أعوذ باللَّهِ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِالأعداء.
- اللَّهُمَّ إني أعوذ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، وَالهَرَمِ، وَالبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحيَا وَالمَماتِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرّجالِ.
- اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْني إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ ".
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي، وَجَهْلي، وَإسْرَافِي في أمْرِي، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جَدّي، وَهَزْلي، وَخَطَئي، وَعَمْدي، وَكُلُّ ذلكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ، وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ، وَما أعْلَنْتُ وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ، وأنْتَ على كل شئ قَدِيرٌ ".
- اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ ما عَمِلْتُ وَمِنْ شَرّ مَا لَمْ أعْمَلْ.
- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عافيتك، وَفَجْأةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سُخْطِكَ.
- اللهم إني أعوذ بك مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، وَالبُخْلِ، وَالهَمِّ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلاها، اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.
- اللَّهُمَّ اهْدِني وَسَدّدْنِي، اللَّهُمَّ إني أسألُكَ الهُدَى وَالسَّداد.
- لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أكْبَرُ كَبِيراً، وَالحَمْدُ لِلَّه كَثِيراً، سُبْحانَ اللَّهِ رَبّ العالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، وَارْحَمْني، وَاهْدني، وَارْزُقْنِي، وَعافني .

- اللهم أصْلحْ لي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لي دُنْيايَ الَّتِي فِيها مَعاشِي، وأصْلِحْ لي آخِرَتِي الَّتي فيها مَعادي، وَاجْعَلِ الحَياةَ زيادَةً لي في كُلّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ راحَةً لي مِنْ كُلّ شَرٍّ.
- اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِعِزَّتِكَ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ أنْ تُضِلَّني، أنْتَ الحَيُّ الَّذي لاَ يَموتُ وَالجِنُّ والإِنْسُ يَمُوتُونَ.
- اللَّهمّ إني أسألك بأني أشهدُ إنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أنْتَ الأَحَد الصَّمَد الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ.
- اللَّهمّ إني أسألك بأنَّ لكَ الحمدُ لا إِله إِلاَّ أنتَ المنّانُ، بديعُ السموات الأرض، يا ذَا الجَلالِ والإِكرام، يا حيُّ يا قيّوم.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمنْ شَرّ الغِنَى وَالفَقْرِ.
- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاقِ وَالأعْمالِ وَالأهْوَاءِ.
- اللَّهُمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ سَمْعِي، وَمنْ شَرّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرّ لِساني، وَمِنْ شَرّ قَلْبي وَمنْ شَرّ مَنِيِّي.
- اللهم إني أعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ وَالجُنُونِ والجذام وسيئ الأسْقامِ ".
- اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَدْمِ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وأعُوذُ بِكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرَمِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطانُ عِنْدَ المَوْتِ، وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِراً، وأعُوذُ بِكَ أنْ أمُوتَ لَديغاً.
- اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ منَ الجُوعِ فإنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأعُوذُ بك مِنَ الخِيانَةِ فإنَّها بِئْسَتِ البطانَةُ.
- اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ.
- اللَّهُمَّ ألْهِمْنِي رُشْدِي، وَأعِذْنِي مِنْ شَرّ نَفْسِي.
- اللهم إني أعُوذُ بكَ منَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَسُوءِ الأخْلاقِ.
- يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبي على دينِك.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-03-2025, 03:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي فتنة الظهور الإعلامي

فتنة الظهور الإعلامي
عبدالله العمادي

جهاز تلفاز قديم على طاولة خشبية، مع شاشة فارغة تعرض ضوضاء بيضاء. يوجد مصباح بجانبه ونبات في أصيص. خلفية الغرفة تحتوي على جدران مزخرفة.

لا شك أن كل أحد منا معرّض للفتن، وكل أحد- تبعاً لذلك- قابل للسقوط أو الصمود. لكن وقوع العلماء، من بين كل فئات المجتمع، وقت الفتن والمحن، أشد ضررا على الأمة، وخاصة أننا في زمن الاتصالات وسرعة انتشار الخبر والمعلومة، وبالتالي الخطأ الذي يقع من شخصيات يثق العامة بها، لاسيما علماء الدين، ضرره كبير، مهما تكن محاولات التصحيح والترقيع بعده.

إن كثرة الظهور الإعلامي وسيطرة شهوة نيل الشهرة والبقاء تحت الأضواء، أمر في غاية الخطورة لمن لا يحسن التعامل مع كل تلك الأمور بحكمة واعتدال، وأتحدث ها هنا عن كل النوعيات من البشر، سياسيين وفنانين ومفكرين ومعهم علماء دين أو دنيا كذلك. فإن تلك الأمور مثلما ترفع الشخص إلى مستويات ومراتب عليا، قادرة أن توقعه أسفل سافلين، فيفقد أكثر مما كسب وجمع.

لقد ساعدت التقنية في الاتصالات والمعلومات اليوم على كشف الكثيرين، وساعدت على رصد كل ما كان منهم وما هو كائن الآن، وصار بالإمكان تسجيل وحصر ما كان عليه أحدهم قبل وبعد. وحديثي هاهنا تحديداً عن علماء أو مشتغلين بالدين، لأن سقوطهم كما أسلفنا، ضرره كبير، ليس عليهم فحسب، بل على الآلاف المؤلفة من العامة الذين وثقوا بهم وعلمهم في سالف الأيام، واحتمالية أن يكون هؤلاء العلماء أو المشتغلون بالدين، عامل تشكيك عند البعض في الدين نفسه، وهو الضرر الأكبر.

ليس مطلوباً ولا واجباً ممن استهوتهم الشهرة الإعلامية، والظهور المستمر في المنصات الإعلامية المختلفة، التحدث في كل مجال، أو خوض بحار لا يجيدون السباحة فيها، وخصوصاً علماء الدين باعتبارهم ورثة الأنبياء، كما في حديث طويل «إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظ وافر».

وبالتالي يُفترض أنهم على منهج وسبيل الأنبياء يسيرون، أي الحرص كل الحرص على عدم فتح أي ثغرة يمكن أن يتسلل الشك منها إلى نفوس العامة بعدم خوض ما لا يجيدون فيه، وخاصة أننا نعيش عصر التخصص، بما في ذلك الدين. هذه نقطة أولى.

النقطة الثانية أن من يقبل الظهور الإعلامي من علماء الدين والبقاء في الأضواء، رغبة في نشر العلم الشرعي وتثقيف الناس وتوعيتهم بأساسيات وفروع دينهم، ألا ينزلق في متاهات ودروب مجالات أخرى تتطلب علماً وفهماً ودراية ووعياً ومتابعة، وألا يتم استدراجه إلى مناطق يتم استنطاقه بطريقة وأخرى لأجل منفعة فئة معينة، ولو على حساب سمعته وشهرته ومستقبله.

إن من يقبل الظهور الإعلامي المستمر من علماء دين أو غيرهم من الشخصيات العامة، عليه أن يكون حصيفاً ذكياً حكيماً، لا يخدعه مخادع من الإعلاميين أو المنصات الإعلامية التي تبحث عن الرواج والشهرة على حساب الآخرين.

لا شيء أن يظهر أحدنا في المنصات الإعلامية، إن كان يملك فهماً ودراية بالموضوعات التي سيتحدث عنها، بشرط ألا يكون الظهور رضوخاً لضغوطات سياسية أو طمعاً في مكاسب مالية أو رغبة للتوافق والسير وفق المزاج العام السائد في المجتمع، فالكثرة لا تعني الصواب دوماً.

الظهور الإعلامي له مكاسبه المتنوعة دون شك. فمن يكتسب شهرة إعلامية تجده ضيفاً دائماً على المنصات هنا وهناك، مع ما يصاحب ذلك من مكاسب مادية تزيد مع ازدياد الشهرة. لكن الخطورة هاهنا لمن لا يتنبه سريعاً لكثرة ظهوره، أن تلكم الكثرة تعني دفعه واقترابه نحو محرقة تنسف ماضيه وربما مستقبله، ما لم يقف ويهدأ حيناً من الدهر، وإلا ستبدأ شهرته فعلياً بالتآكل والضمور تدريجياً، وخاصة إن بدأت تصدر عنه آراء أو مواقف تتصادم مع المزاج العام أو تعمل على اختلاف وانشقاق الناس.

نعم للظهور الإعلامي بشرط الثبات على الحق، ومع الحق في كل زمان ومكان، مهما بدا الباطل جذاباً أو مؤثراً، وهذا أمر أجده غاية في الصعوبة نظراً لاختلاف المواقف والتوجهات بين الحين والحين، ولأنه يحتاج قوة إيمان ووضوح رؤية وثباتا على المبادئ. وقلما تجد هذه النوعية من الثابتين في زمننا هذا، لأن أحدهم إما أن يكون من النوعية التي تخاف على نفسها وأهلها ومالها، وتظن أن قول الحق سيكلفها الكثير، فاختارت الصمت، باعتبار أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

وإما من النوعية التي تثبت ولا تتزحزح عن الحق قيد أنملة، مهما اختلفت الظروف والمواقف والتوجهات وكانت الضغوط، وبالتالي تجدها إما أن أفواهها قد كُممت أو أقلامها كُسرت بصورة وأخرى، أو تجدها في غياهب السجون! والأمثلة عبر تاريخنا أكثر مما يمكن حصره وذكره في هذه المساحة.

لكن الله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-03-2025, 11:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي العمل الخيري في شهر الكرم

العمل الخيري في شهر الكرم


العمل الخيري جزء من شخصية المسلم في كل أوقات العام، وخلال شهر رمضان المبارك، فهو يقوم به دون أدني انتظار لمنفعة مادية أو شكر من أحد، وإنما قيامه به في الأساس إرضاءً لله سبحانه وتعالى من منطلق عقدي واجتماعي، حيث يهدف المسلم من وراء هذه الأعمال إلى إضفاء ونشر البهجة على النفوس وإسعاد الناس، و الشهر الفضيل ضيف عزيز نراه ونستمتع به مرة كل عام؛ ولذلك فالعمل الخيري في رمضان يزيد من الخيرات في شهر الخير والبركة ومساعدة الغير وكسب الحسنات، حيث يسعى الإنسان إلى تحصيل الأجر والثواب المضاعف بشكل يختلف عن أيام السنة العادية.

فمن أعظم السمات التي يتحلى بها الإنسان خلال هذا الشهر الكريم هو بذل المعروف والكرم، والعطاء، وحبّ الخير للناس، وهذا ليس غريباً عن ديننا فالرسول الكريم قدوتنا يضرب الأمثلة علي عمل الخير والعطاء والكرم، والعمل الخيري والتطوعي في مجمله هو بذل وعطاء وتقديم المعونة دون انتظار مقابل.

فالصدقة، وتعليم العلم، وتحفيظ القرآن، وكافة أشكال الإغاثة، هي في حقيقة أمرها صورة من صور أعمال البر الخيري التي تتعدى الأعمال فوائدها وآثرها إلى شريحة أو أكثر من شرائح في المجتمع الإسلامي، سواء كانوا داخل قطر واحد أو في أقطار متعددة.

فالعمل التطوعي هو مبادرة ذاتية من المتطوع نحو تقديمه خدمة للآخرين بما لا يلزم به شرعا لوجه الله تعالى دون مقابل، مساهمة منه في إسعاد الآخرين.

وهو الركيزة الأساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين طبقاته، والدليل الدامغ على حيويته، والمنفذ الوحيد للشعور بالراحة النفسية للمتطوع واعتزازه بنفسه، فالعمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح لقوله تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}.

وخلاصة القول أن العمل الخيري هو مطية الأنسان إلى الجنة في كل الأوقات خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يزيد فيه رزق وحسنات المؤمن كلما قام بتقديم معروف أو إحسان لزميل أو صديق أو جار له فإن الله عز وجل يكافئه علي صنيعه بما يعلمه الحق تبارك وتعالي ويقدر قيمته ويكفينا العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر العمل التطوعي في صورة إماطة الأذى شعبة من شعب الإيمان، وجعله سببا من أسباب دخول الجنة في صورة قطع الشجرة التي كانت تؤذي المسلمين في الطريق لقوله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» متفق عليه، وقوله أيضا صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ، فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ». (رواه مسلم).

_______________________________________________
الكاتب: د. عبدالله بن معيوف الجعيد









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-03-2025, 09:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان في القرم.. فرصة فريدة لزيارة مسجد الجمعة الكبير

رمضان في القرم .. فرصة فريدة لزيارة مسجد الجمعة الكبير


أعلنت الإدارةُ الإسلامية بجمهورية شبه جزيرة القرم ومدينة "سيمفروبول" - فتحَ باب التسجيل للجولات الجماعية والفردية لزيارة مسجد الجمعة الكبير خلال شهر رمضان المبارك.


وتُعد هذه المبادرة فرصةً مُميزة للراغبين في التعرف على الإسلام والمسلمين، ومشاهدة المسجد عن قُرب، ويستقبل المسجد الزوَّارَ مِن مختلف الجنسيات والخلفيات، لنشر المعرفة الإسلامية في المنطقة.

وتوفِّر هذه الجولات تجربةً فريدة لاكتشاف العقيدة والثقافة الإسلامية، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال وعظمة المسجد وملحقاته، ومشاهدة التصاميم المعمارية الفريدة التي تُزين جوانب المسجد، وخلال الجولة سيُقدِّم المرشدون معلومات قيِّمة حول تاريخ بناء المسجد، والمواد المستخدمة في تشييده، وأهميته للمجتمع المسلم في شبه جزيرة القرم، كما سيتمكَّن الزوَّارُ من طرح الأسئلة والحصول على إجابات تفصيلية حول الثقافة الإسلامية.

وتُتيح إدارةُ المسجد إمكانيةَ التسجيل المسبق للراغبين في الانضمام إلى الجولات الاستكشافية داخل المسجد، سواء بشكل فردي أو ضمن مجموعات، لضمان تنظيم الزيارات بطريقة سلسة ومريحة للجميع.

ويُعد مسجد الجمعة الكبير في سيمفروبول - عاصمة شبه جزيرة القرم - أحد أهم المعالم الإسلامية في المنطقة؛ حيث يتميَّز بتصميم معماري يَعكس الطراز الإسلامي التقليدي، وبدأ بناء المسجد عام 2015، وأُقيمت فيه أول صلاة جماعية في ديسمبر 2023 بحضور مئات المصلين، وممثلي الإدارة الإسلامية بجمهورية شبه جزيرة القرم؛ المصدر: شبكة الألوكة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-03-2025, 11:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي سراييفو تحتفي برمضان: أمسية رمضانية بحضور شبابي كثيف

سراييفو تحتفي برمضان: أمسية رمضانية بحضور شبابي كثيف


شهِدت مدينة "سراييفو" عاصمة البوسنة والهرسك أُمسيةً رمضانية فريدة من نوعها في مركز الشباب التابع لمركز سكندريا الثقافي والرياضي، بتنظيم من مجلس الجالية الإسلامية في "سراييفو"، وسط حضور لافت من الشباب والعائلات المسلمة وعدد من الضيوف.


وتضمَّنت الأمسيةُ محاضرةً دينية ألقاها الدكتور "حافظ عمار باشيتش" عضو مجلس الجالية الإسلامية بسراييفو، تطرَّق فيها إلى أهم مميزات الشهر الكريم، مؤكدًا كونَه فرصة للعودة إلى الله عز وجل؛ حيث تُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار.

وأكَّد الدكتور حافظ عمار باشيتش أهميةَ استثمار الشباب لشهر رمضان في الطاعات والأعمال الصالحة، داعيًا إلى اغتنام هذه الفرصة لتعزيز الإيمان والإسهام في خدمة المجتمع، كما شدَّد على دور العمل التطوعي والمشاركة في المبادرات الخيرية خلال الشهر الفضيل، لِما لذلك من أثرٍ إيجابي يَعُمُّ الأفراد والمجتمع بأسْره.

وأشار المنظمون إلى أن هذه التجمعات تَهدف إلى تعزيز قيم التآخي خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدين استمرار الفعاليات والأنشطة الرمضانية التقليدية خلال الشهر الفضيل، وشهِدت الأمسية تلاوات قرآنية وأداءً مميزًا قدَّمه القارئ "مصطفى إيساكوفيتش" الذي أضفى بصوته العذب أجواءً إيمانية على الأُمسية.

وفي نهاية الأسبوع الجاري ستُقام برامجُ رمضانية وثقافية خاصة في مدرسة "هانيكا غازي خسرو بك"، بمشاركة كلٍّ من "أرمين مظفريا" و"إدين حسين بيغوفيتش"، إلى جانب نُشطاء من شبكة شباب سراييفو وعددٍ من طلاب المدينة، كما سيقدِّم كلٌّ من "عاصم زوكيتش" و"ميرزا غانيتش" برنامجًا مميزًا في منطقة "كورشومليا".

ومن الجدير بالذكر أن مجلسَ الجالية الإسلامية في مدينة "سراييفو" كان قد أعلَن في وقتٍ لاحق عن بدءَ تنفيذ مشروع إنشاء مركز تعليمي إسلامي كبير بجوار مسجد الاستقلال في منطقة الجزيرة خلال شهر رمضان، ومن المقرَّر أن يَضُمَّ المركزُ قاعةً للوسائط المتعددة، وروضة للأطفال، وقاعة تعليمية للشباب، بالإضافة إلى مرافق للإقامة، وغُرفٍ مخصصة للعديد من البرامج الإسلامية والمجتمعية والثقافية؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-03-2025, 09:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي رمضان .. لماذا تُسرع الخُطى ؟





رمضان .. لماذا تُسرع الخُطى ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

رمضان الحبيب الغالى ..
تمهّل علينا قليلا.. فقد كنا بالأمس ننتظرك ونرجو الله أن يلحقنا بك لنتشرف بمُصاحبتك وجوارك وأنسك وجمالك.
فأكرمنا الله وأستجاب لنا رأفة بنا ورحمة فبلّغنا إياك، ثم ما أن لبثت فينا قليلا حتى وجدناك تسرع الخطى لتصل إلى ربع زمنك..

ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خٌطاك ؟؟؟

أمحزون أنت على غزة الحبيب؟
لاتحزن رمضان الحبيب..
فغزة منا ونحن منهم..
آلامهم آلامنا ومرضهم مرضنا وحاجتهم حاجتنا..
نبشرك رمضان الكريم بأن المسلمين ماقصّروا مع إخوانهم فى غزة.. فقد دعوا لهم – ومازالوا – بأن يرفع الله عنهم البلاء وأن يطعمهم ويسقيهم ويرحمهم وينزل عليهم سحائب الخير والرحمة والتثبيت والفرج من الأزمة.
نبشرك يارمضان الحبيب أن أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم هى أمة الخير بل خير أمة أخرجت للناس، فقد طهّروا أموالهم ولو بالقليل ومنحوها لهم، فالمسلمون بخير لم يبخلوا ولم يتكاسلوا ولن تهدأ أنفسهم إلا بعد أن يزيح الله همّ غزة ومحنتها .


ماذ فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خُطاك ؟

فالقرآن ألفناه وصاحبناه وعرفناه وقرأناه واستمتعنا به، وبدأت القلوب ترتاح لأحكامه وتنهض بأخلاقه فَصَهَرَنا القرآن ودرّبنا على تعلّم الكثير من الآداب والأخلاق فأمسكنا الألسن وغضضنا البصر وترقق القلب.. وعلمنا أن خلاصنا بالقرآن ورواجنا بالقرآن وسعادتنا بالقرآن ونهضة أمتنا لن تكون إلا بالقرآن.. فتمهّل علينا أيها الحبيب نريد أن نستزيد له فهما ونستشفى به شفاءا ونتنور به نورا ونتخلق به أخلاقا ونتمسك به منهجا..

تمهّل قليلا.. فهو الذى قد نزل فيك فزدت به شرفا وفخرا، واجتمعت الخيرات كلها فيك، خير نزول القرآن فيك وخير ليلة قدر شريفة عظيمة وخير رحمة وخير مغفرة وخير عتق من النيران.

أبَعد هذه الخيرات التى ميّزك الله بها نراك مُصرّا على إسراع الخُطى...
مهلا رمضان.. لاتحرمنا خيراتك.

ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك؟

فلذة التراويح أمتعتنا وكثرة الركعات أراحتنا ومزيد السجدات رفعتنا وطول الوقوف بين يدى الله أنسانا دنيانا ومشاغلنا.

فلماذا تسرع الخطى؟

تمهّل أيها الحبيب فتراويحك جميلة فيها الراحة. ومعها السعادة وبها تتميز أيها الشهر الحبيب.
تمهل ولو قليلا فقد عشقنا سماع قول الامام يصدح: صلاة القيام أثابكم الله.
كلمات دغدغدت آذاننا، وأطربت مسامعنا، ولاندرى ماذا نفعل اذا رحلت وأسرعت خطاك؟

وصفوف المصلين فى التراويح تتزاحم والأكتاف تتلاحم والأقدام تلتصق والخشوع يهيمن والرحمة تتنزل والجنة أمام الأعين تتمايل، أعيننا فى موضع السجود وقلوبنا فى سبحات الله وأيدينا فوق الصدور وأرجلنا تتثبت لاتريد الخروج من الصلاة حتى تفوز بدعاء الامام ليختم به تراويحنا فيدعو ونؤمن ويرجو ونطلب ويرفع الأكف ولاينتهى من الدعاء الا بعد أن نكون قد استشعرنا اجابة الدعاء وانفتاح السماء وقبول الرجاء ولم لا؟ وهو صاحب العظمة وصاحب الجود والعطاء.

تمهّل أيها الحبيب.. فأين نجد فى غيرك من الشهور تراويحاً..
اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها.
ماذ فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك؟
فوالله إن حروف إسمك من ذهب فأنت رمضان...

راؤك رحمة وميمك مغفرة وألفك أمن وأمان ونونك نجاة ونجاح.
لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد استشعرنا رحمة ربنا ولمسناها فى أمور كثيرة ونرجو دوامها والفوز دائما بها.

لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد زاد طمعنا كل ليلة فى مغفرة ربنا وكلنا فيه ثقة وكلنا نظن فيه الظن الحسن ولم لا وهو القائل: أنا عند ظن عبدى بى.

لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد وجدنا فى أنفسنا أمانا جَعلنا نرجو ربنا وندعوه أن يعم به على بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين.

لماذا تسرع الخطى؟ ونحن قد تلمسنا نجاحا وتوسمنا فى ربنا نجاة من نيرانه ومن عذابه ومن خزيه.

ماذا فعلنا بك أيها الحيب حتى تسارع خُطاك ؟

ونحن الذين تعايشنا فيك مع المقصد العظيم منك وهو التزود بالتقوى.

فأنت الهُدى للمتقين وانت الهدى للسالكين وانت الطريق لأصحاب الميامين.

مهلا نريد أن نعيش حياة فيك مع التقوى التى جمّلَها أمام المتقين عليا رضى الله عنه وأرضاه بقوله:
التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
أمهلنا ايها الحبيب نريد أن نوثّق خوفنا من الله نريد أن ننتهى عما نهانا ونتدرب على برنامج الخوف من الجليل.
أمهلنا أيها الحبيب نريد أن نعمل بتنزيل ربنا بقرآنه العظيم الذى نزل فيك، أمهلنا قيلا نعيد ختمه ونتشرب معانيه ونتزود بأخلاقه.

أمهلنا أيها الحبيب نريد أن نتدرب فيك على أن نقنع بما يعطيه لنا ربنا ونعتقد أن ماأعطانا خالقنا ماهو الا المكتوب لنا وأن أهل الآرض لو اجتمعوا على أن يضرونا بشيء فلن يكون الا بالذى قد كتبه ربنا علينا ولو اجتمعوا على ان ينفعونا بشيء فلن يكون الا بالذى اراده لنا.

أمهلنا أيها الحبيب نريد أن أن نتدرب فيك على برنامج الاستعداد ليوم الرحيل من دنيا لاتساوى عند الله شيئا، حقيرة ذليلة، من أرادها أعطاه الله إياها ومن تزهّد فيها ورغب فيما عند الله أعطاه الله خيرى الدنيا والآخرة.

دعنا قليلا نستعد لتلك اللحظة الفارقة فى حياتنا والتى من بعدها سيتحدد المصير إما الى جنة – جعلنا الله والمسلمين جميعا من روادها – أو الى نار – اعاذنا الله وآبائنا وأمهاتنا وزوجاتنا وأبنائنا والمسلمين منها -.

ماذ فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خطاك؟

فرُبّ كلمة بسيطة أو موعظة عابرة من إمام فى المسجد بعد الصلاة أو قبلها أو بينها – رب هذه الموعظة تحقق لنا آمالا وتسعدنا سنينا وتنجينا نجاة وتزحزحنا عن النار.

فالخطباء والعلماء والوُعّاظ فيك يتحفونا برقائق، ويلهبوا مشاعرنا فى دقائق، ويأخذوا بأيدينا لنرى المصفوف من النمارق، ويصعدوا بنا الى السماء فوق الخلائق، ويقربونا زلفى الى الله الكريم الخالق.

دعهم قليلا أيها الحبيب فمواعظهم فيك لها مذاق محسوس ملموس قد يختلف عن غيرك من الشهور
فمجرد أن يصدح الواعظ بتوجيه أو يوجه بارشاد أو يُرهّب من نار أو يُرغّب فى جنه، تجد آذانا صاغية ونفوسا كلها طواعيه، وكأن الطير على الرؤوس وتجد الجميع يسرح مع رب عظيم كريم قدوس.

ماذا فعلنا بك أيها الحبيب حتى تسارع خُطاك؟

فالنافلة فيك بفرض والفرض فيك بسبعين.. أنجد خيرا مثل ذلك فى غيرك من الشهور؟ بالطبع لا

اذن حنانيك علينا صبرا قليلا.. نريد زيادة الرصيد ليوم الحساب ليوم الوعيد.

نريد التمرّس فى هذه الروضة العجيبة من الحسنات المجيدة.. دعنا امهلنا انتظر قليلا.

نراك عزيزا فى الوصول عزيزا عند الاستضافة وكأنك تعمل بالحكمة التى تقول: زُر غُبا تزدد حبا.

أتريد أن نزداد لك حبا؟

نحن والله نحبك ونعشقك ونحب لياليك وفجرك وظهرك وعصرك ومغربك وعشاؤك..

لقد تيّمتنا فى حبك يارمضان.. ثم تفاجأنا هكذا بانصرام بعض أيامك... ألست أنت الذى قدمت حالا ومن ساعات قليلة تلقى علينا سلامك وتبهج أيامنا بعظيم مقامك وتسعد نفوسنا بجميل حنانك.

أمّا وإن كان ولابد من رحيلك:
فكن مطمئنا:

* فنسنظل لك مُحبون وبك مُتيّمون.
* سنظل بعهدنا معك على العدل والانصاف حتى من انفسنا.
* سنحاسب انفسنا ونقومها ونهذبها ونربيها كى نعتقها من قيودها.
* سيظل المسلمون يارمضان أخوة متحابون فيما بينهم، لمثلك يستعدون ومن معينك الصافى يستمدون.
* عهدا سنكون لأمتنا أوفياء، بخلقها رحماء، لدعوتها نُصراء.
* عهدا سنكون فى غيرك كما كنا فيك.. ربانيون ان شاء الله لا رمضانيون.
* عهدا ان شاء الله سنحب الصلاة لنقيم بها الدين كما كنا فيك نحبها.
* عهدا سنعض بالنواجذ على النوافل لنزداد بها من الله قربا وشبرا وذراعا.
* عهدا سنعانق القرآن وسنأخذ منه البيان وسنحمله بأيدينا ومع سفرنا واقامتنا سنجعله لنا الرفيق وسنجتهد به فى التطبيق وسنُسعد به الدنيا ونخرجها باذن الله من كل ضيق.
* عهدا سنحب الوعّاظ والخطباء والمصلحين وسنجلس بين أيديهم كما كنا فيك لينيروا لنا دربنا ويساعدونا على اصلاح أنفسنا.. نستسقى منهم الدواء ونستعين بهم على الشفاء.. ولم لا فهم ورثة الأنبياء.
* عهدا سنكون للصومال أوفياء، ولن نوقف ألستنا لهم عن الدعاء، ولن يكون لهم باذن الله الا كل جميل منا وعظيم عطاء.
* عهدا يارمضان سنجتهد أن يُشار لنا بالبنان كى نكون قمما وأئمة فى كل ميدان.
* عهدا يارمضان.. لن نكون جاحدين لمن تفضلوا علينا بخير صَغُر أو كَبُر وسنحبهم ولن ننسى علينا فضلهم ولن ننكر لهم جميلهم.. ولن نكون كالمثل القائل: قططا تنكر من أطعمها.
* عهدا ياحبيب.. سنجعل لربنا من دموعنا نصيبا، نسكبها له رغبة ألا تمسنا نيران ربنا.
سنبكى بكاءا نصحح به مسارنا، لارياء فيه ولا اصطناع بل خالصٌ كله لربنا.
* عهدا.. سنحيا بأخلاق نبيك فى غيرك من الشهور، نتواضع للناس، نكون ذوى احساس،
نتأدب فى الاختلاف، ويعذر بعضا بعضا عند أى خلاف، لن نصاحب الا المؤمنين،
ولن يأكل طعامنا الا المتقين، طائعين بذلك قدوتنا رحمة العالمين سيدنا محمد خاتم
الأنبياء والمرسلين عليه من الله صلاة وسلاما له وآله وصحبه اجمعين.

وداعا أيها الحبيب:
* إن كنا نعاهدك لاحساسنا بقرب رحيلك.. فرجاء كن لنا وفياً.
* لاتنسى صحبتنا هناك عند باب الريان فأنت والقرآن تشفعان.
* لاتنسى إمساك أيدينا فقد صمنا فيك وزُجنا زجا من بابك العظيم باب الريان.
* لاتنسى الشفاعة لنا عند ربك، ألا تركنا فيك الطعام والشراب، ألا هجرنا فيك الملذات والشهوات، ألا صبرنا فيك، ألا أحببناك، ألا رافقناك؟ اذن اشفع لنا.

__________________________________________________ ___
الكتاب: نبيل جلهوم








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-03-2025, 09:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,335
الدولة : Egypt
افتراضي هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة في شهر رمضان

هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة في شهر رمضان


  • جود النبي صلى الله عليه وسلم من سجاياه التي فُطِر عليها فلم يكن يتكلفه أو يجاهده فكان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان يقول لأصحابه: «قد جاءكم رمضان شهر مبارك افترض عليكم صيامه تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على تعليم الناس فقد خرج مرة من معتكفه فقال لأصحابه: «إن المصلي يناجي ربه فلينظر أحدكم بما يناجي ربه ولا يجهر بعضكم على بعض في القراءة»
  • كان صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة وربما صلى ثلاث عشرة ركعة وكان يطيل القيام ويعيش مع القرآن ويتدبر معانيه ويخشع ويبكي
  • حرص الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم التابعون على اغتنام كل لحظة في هذا الشهر الفضيل حتى تربو الحسنات وترتفع الدرجات
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد اعتناؤه بالقرآن مع رمضان فكان يقضي نهاره ويحيي ليله مع كتاب ربه عز وجل تلاوةً وتفكراً ومراجعة وتدبراً
أقبل رمضان فَفُتِّحت أبوابُ الجنان، وغُلِّقت أبواب النيران، وسلسلت الشياطين ومردة الجان، ونادى مناد من السماء: «يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر»، وغنائم ربِّ العالمين تدَّفق على عباده المقبلين المستجيبين، ذنوبٌ تُغفر، وعيوبٌ تُستر، رحمات من الملك الغفار، وعتق كل يوم من النار، دعاءٌ مُجاب، وإقبال على الخير قد طاب، حسنات وبركات، ومحو للسيئات والخطيئات، «وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَت الْكَبَائِرَ».
ومع بداية هذا الشهر المبارك نقف مع قبس من حال النبي - صلى الله عليه وسلم- وصحابته -رضوان الله عليهم- والتابعين، وطرف من آثارهم، كيف استقبلوا هذا الشهر الكريم؟ كيف صاموه وقاموه؟ وكيف عاشوه وقضوا أيامه؟ فالوقوف على هديه - صلى الله عليه وسلم- وهديهم أحد ركني قبول كل عمل.
استبشاره - صلى الله عليه وسلم- بقدوم رمضان
كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا ما حل ذلكم الشهر كان يقول لأصحابه: «قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها فقد حرم»، إذا أشرقت شمس أول يوم رمضان فلا تسأل عن حال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ربه ومناجاته له، وافتقاره بين يديه، كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يجد في ذلك من الأنس واللذة ما يجعله يواصل صومه اليوم واليومين بلا طعام ولا شراب، وكان ينهى أصحابه عن الوصال.
حاله - صلى الله عليه وسلم- مع القرآن
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد اعتناؤه بالقرآن مع رمضان، فكان يقضي نهاره ويحيي ليله مع كتاب ربه -عز وجل- تلاوةً وتفكراً ومراجعة وتدبراً، وكان - صلى الله عليه وسلم- يرق قلبه ويقشعر جلده وربما دمعت عينه عند تلاوة أو سماع آيات الرحمن {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الزمر:23)، وكان مع كثرة تلاوته - صلى الله عليه وسلم- للقرآن في هذا الشهر الكريم حريصاً على مراجعة محفوظه من التفلت والنسيان، فكان يدارس القرآن مع جبريل -عليه السلام- في رمضان مرة واحدة، وفي السنة التي قُبِضَ فيها دارسه مرتين.
حاله - صلى الله عليه وسلم- مع قيام الليل
قيام الليل شرف المؤمن وعزُّه، هذا ما بلغه أمين السماء جبريل -عليه السلام- لأمين الأرض محمد - صلى الله عليه وسلم- فقال: «واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزُّه استغناؤه عن الناس»، فكان -عليه الصلاة والسلام- يوصي أمته بقيام رمضان، فكان يقول: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»، ولما دخل رمضان قام - صلى الله عليه وسلم - أول ليلته يصلِّي في مسجده، فقام معه رجال يصلون بصلاته، فأصبح الناس يتحدثون بذلك، فاجتمع عدد أكثر من الليلة السابقة، فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم، فأصبح الناس يذكرون ذلك، حتى إذا كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم-، خشي أن تُفرَض صلاة الليل على أمته فيعجزوا عنها.
أما عدد ركعاته، فكان - صلى الله عليه وسلم- يصلي إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، لكن لا تسل عن حسنهن وطولهنَّ، كان يطيل القيام، ويعيش مع القرآن، ويتدبر معانيه، يخشع ويبكي، لا تمر به آية رحمة إلا سأل، ولا آية عذاب إلا استعاذ، وربما قرأ في قيامه طوال السور في ركعة واحدة، ثم يركع طويلاً فيعظِّم ربه، ويسبِّحه وينزِّهه ويمجِّده، ثم يسجد سجودًا طويلاً، يسأل ربَّه من خيري الدنيا والآخرة، فتصبح تلك الركعة حسنة متقنة جدا، وصدقت عائشة -رضي الله عنها-: «فلا تسأل عن حسنهن وطولهن».
جوده - صلى الله عليه وسلم- في رمضان
الكلام عن جود النبي - صلى الله عليه وسلم- يبدأ ولا ينتهي، هذا الجود هو من سجاياه التي فُطِر عليها، لم يكن يتكلفه أو يجاهده، فكان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً ولا يمنع محتاجاً، كان يعطي عطاءَ مَن لا يخشى الفقر، أعطى رجلاً غنماً بين جبلين، وأعطى رجلاً يتألف قلبه مئة من الغنم، ثم مئة، ثم مئة، فأسرع هذا الرجل إلى قومه فقال: «أسلموا، فإن محمداً يُعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر»، بل حتى الثياب التي عليه، أعطاها لمن سأله إياها، وأنواع جوده - صلى الله عليه وسلم- لا تنحصر، تارة بماله، وتارة بطعامه، وتارة بلباسه، وكان يُنَوِّعُ في أصناف عطائه، تارة بالهبة، وتارة بالصدقة، وتارة يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل، هذا الجود وذلكم السخاء كان من رجل يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، وكان تمر عليه ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في بيته نار، وكان ينام على الحصير حتى أثَّر ذلكم الحصير في جنبه.
هديه - صلى الله عليه وسلم- في الإفطار
كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصيام أنه يفطر على رطبات، فإن لم يجد فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء، وكان يقول عند فطره: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت». وكان يقول أيضًا: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»، وكان - صلى الله عليه وسلم- يستعجل الإفطار، وكان يقول: «لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون»، وكان يحث الناس على تفطير الصائمين، فكان يقول: «من فطَّر صائمًا فله مثل أجره». وأما السحور: فلم يكن يدعه النبي - صلى الله عليه وسلم- وكان يسميه: «الغذاء المبارك»، وكان يقول: «تسحروا، فإن في السحور بركة»، ويقول أيضًا: «إن الملائكة يصلون على المتسحرين»، وكان يؤخر السحور إلى قبيل الفجر، وكان بين سحوره وقيامه لصلاة الفجر قدر خمسين آية.
أمور متفرقه من هديه - صلى الله عليه وسلم-
  • كان - صلى الله عليه وسلم- كثيراً ما يُذَكِّرُ الناس بحفظ جوارحهم، وصون صيامهم، فكان يقول: «ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، وربَّ قائم حظه من قيامه السهر»، وكان يقول: «ليس الصيام عن الأكل والشرب، إنما الصيام عن اللغو والرفث».
  • وكان - صلى الله عليه وسلم- يوصي أهل الصيام بالكف والإعراض أهل البذاء والسفاهة، «فإن سابَّه أحد فليقل إني امرؤ صائم».
  • وكان -عليه الصلاة والسلام- ينهى الصائم عن المبالغة في المضمضة والاستنشاق حتى لا يصل شيء إلى جوفه.
  • وكان - صلى الله عليه وسلم- إذا رأى شحوب الجوع، وذبول الجسم على صحابته قال لهم مسلياً: «والذي نفسه بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك».
  • ومن هديه - صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر الكريم أنه كان يكثر استخدام السواك وهو صائم، تقول عائشة -رضي الله عنها-: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- ما لا أحصي يتسوك وهو صائم».
  • وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا اشتد عليه الحر والعطش يصبُّ الماء على رأسه، يبرد ما به من حر الشمس، أو حر العطش، وكان -عليه الصلاة والسلام- يسافر وهو صائم، فربما صام وربما أفطر، فعل هذا وهذا.
  • وكان في صيامه -أيضًا- حريصًا على تعليم الناس الخير، خرج مرة من معتكفه فقال لأصحابه: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر أحدكم بما يناجي ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض في القراءة»، قدم إليه وفد من ثقيف أسلموا في رمضان، وصاموا بقية أيامه مع النبي - صلى الله عليه وسلم- فكان -عليه الصلاة والسلام- يأتيهم كل ليلة بعد العشاء، يعظهم ويفقهم في دينهم، وكان -عليه الصلاة والسلام- في رمضان يجيب عن أسئلة المستفتين، ويحل إشكالات الصائمين، سأله حمزة بن عمرو الأسلمي: يا رسول الله، إني أجد فيَّ قوة على الصيام في السفر فهل عليَّ جناح؟ فقال: «هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه».
  • أما الشجاعة وبذل النفس والفداء فهي معان عاشها النبي - صلى الله عليه وسلم- في شهر الصيام، فقد غزا تسع غزوات في رمضان.
أحوال التابعين
كان سفيان الثوري -رحمه الله- إذا دخل رمضان ترك العبادات جميعها، وأقبل على قراءة القرآن، وكان محمد بن إسماعيل البخاري -صاحب الصحيح- يختم في رمضان في النهار كلَّ يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كلَّ ثلاث ليال بختمة، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين، وكان زبيد اليامي: إذا حضر رمضان أحضرَ المصحفَ وجمع إليه أصحابه، وكان الوليد بن عبدالملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة. وكان قتادة يختم القرآن في سبع، -أي كل سبع ليال يقرأ القرآن مرة-، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر الأواخر ختم كل ليلةٍ، وكان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة ركعة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر. وقال القاسم بن عليٍّ يصف أباه ابنَ عساكر صاحب (تاريخ دمشق): «وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كلَّ جمعة، أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية»، أي في جامع دمشق. قال ابن رجب الحنبلي، مبينا أفعال هؤلاء السلف، ولأن هناك نهيا عن القراءة في أقل من ثلاثة أيام، الإنسان إذا قرأ القرآن في أقل من ثلاثة أيام لا يفقهه، وهناك نهي عن ذلك، يقول ابن رجب: «وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث، على المداومة على ذلك، -أن يعيش عمره كله يقرأ القرآن في أقل من ثلاث- فأما في الأوقات المفضلة، كشهر رمضان، خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة، كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن، اغتناما للزمان والمكان، وهذا قول الإمام أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم»(من لطائف المعارف).
حالهم في النفقة والجود والكرم
أما حالهم -رضي الله عنهم- في النفقة والجود والكرم في رمضان، فحدث ولا حرج، قال ابن رجب: قال الشافعي - رضي الله عنه -: «أُحبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهر رمضان، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّومِ والصلاةِ عن مكاسبهم»، فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب. وكان ابن عمر -رضي لله تعالى عنهما- يصوم، ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، يأتي إلى المسجد فيصلي ثم يذهب إلى بيته ومعه مجموعة من المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً. وكان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمسَ مائةِ إنسانٍ، -طيلة شهر رمضان هو مسؤول عنهم وعن تفطيرهم- وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكلِّ واحدٍ منهم مائة درهم. وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: «كنت عند المهتدي (أحد خلفاء الدولة العباسية) عشيَّةً -أي بعد العصر- في رمضان، «فقمت لأنصرف فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام، فأحضرَ طبقَ خِلافٍ -طبق كبير وفيه أطباق صغيرة- عليه أرغفةٌ، وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ، فدعاني إلى الأكل فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ، -يعني هذه مشهيات ومقدمات- فقال: «ألم تكن صائماً؟!» قلت: «بلى» قال: «فكُل واستوفِ فليس هنا غير ما ترى!»، هذا طعام ولي أمر المؤمنين في زمانه، وإفطاره بعد أن جاع طول النهار.
هدي الصحابة رضي الله عنهم والتابعين في رمضان
لشهر رمضان منزلة عظيمة في نفوس المسلمين عامة؛ وذلك لما فيه من فضائل جمة ولما له من شمائل عدة، بيَّنها لنا الحبيب المصطفى -[-، ولذلك حرص الصحابة -رضوان الله عليهم- ومن بعدهم التابعين على اغتنام كل لحظة في هذا الشهر الفضيل حتى تربو الحسنات وترتفع الدرجات، فنراهم في رمضان قد انشغلوا بكثرة قراءة القرآن والصلاة فرضا ونفلا في الجماعات وبطول القيام، وبالذكر والدعاء والاستغفار باليل والنهار وبالأسحار، وبالصدقة والاعتكاف، ثم تراهم مع اجتهادهم يدعون بقلوب مشفقة أن يتقبل الله منهم ما كان في رمضان.
حال الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم
ذكر ابن رجب -رحمه الله- عن الشافعي -رحمه الله - أنه كان له ستون ختمة يختمها في غير الصلاة، بمعنى أنه يختم في الليل مرة وفي النهار مرة، وعن أبي بكر بن أبي طاهر قال: كان للشافعي في رمضان ستون ختمة لا يحسب منها ما يقرأ في الصلاة، وروي عن أبي حنيفة مثل ذلك أي ستون ختمة يختمها في غير الصلاة، وكان مالك بن أنس -رحمه الله- إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان الإمام مالك بن أنس لا يفتي ولا يدرس في رمضان، ويقول: «هذا شهر القرآن»، وكان الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يغلق الكتب ويقول: هذا شهر القرآن.
حال عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - في رمضان
ومن أحوال الصحابة -رضي الله عنهم- ما ذكر عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه -: أنه كان لا يفطر في رمضان إلا مع اليتامى والمساكين، وربما لا يفطر إذا علم أن أهله قد ردوهم عنه في تلك الليلة، وكان - رضي الله عنه - من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قط، إنما كان يرسله إلى الفقراء والمساكين والسائلين، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفاً بالدين، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبدالله وسألهم، فأخبروه: «إنه لم يبت بالأمس حتى فَرَّقَهَا جميعًا، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها فقال إنه وهبها لفقير..»، وذكر نافع عن ابن عمر أنه كان ينام قليلا من الليل ويتهجد وكان يسأل نافعا هل أسحرنا (أي هل جاء وقت السَحر) فإذا قال نعم أوتر ثم جلس يستغفر.


اعداد: وائل رمضان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 203.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 197.61 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]