|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#241
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (241) صـ 59 إلى صـ 67 صلى الله عليه وسلم: «إن فاطمة أحصنت (* فرجها، فحرم الله ذريتها على النار *) » [1] . [2] [وفي رواية: «إن عليا قال: يا رسول الله، لم سميت فاطمة؟ قال: لأن الله فطمها وذريتها من النار» ، فلا يكون الإحصان سببا لتحريم ذريتها على النار وأنت تظلم.] [3] والله ما نالوا ذلك إلا بطاعة الله [4] ، فإن أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوه بطاعته، إنك [5] إذا لأكرم على الله منهم. وضرب المأمون اسمه على الدراهم والدنانير، وكتب إلى أهل الآفاق [6] ببيعته [7] وطرح السواد ولبس الخضرة "." قال: [8] "وقيل لأبي نواس: لم لا تمدح الرضا [9] ؟ فقال:" قيل لي أنت أفضل الناس طرا ... في المعاني وفي الكلام البديه [لك من جوهر الكلام بديع يثمر الدر في يدي مجتنيه [10] ] فلماذا تركت مدح ابن موسى ... والخصال التي تجمعن فيه قلت: لا أستطيع مدح إمام ... كان جبريل خادما لأبيه "[11] ." (1) ما بين النجمتين ساقط من (أ) . (2) ب (فقط) : فحرمها الله وذريتها على النار. (3) ما بين المعقوفتين في (أ) ، (ب) فقط. وسقط من سائر النسخ ومن (ك) ، ولعله في نسخة أخرى من نسخ (ك) نقل عنها ابن تيمية. (4) أ، ب، هـ، و: إلا بالطاعة. (5) أ، ب: فإنك. (6) ك: إلى الآفاق، م: إلى أهل العراق، وهو تحريف. (7) ك: ببيعته أنه إمام أهل العالم ونحن توابعه وتوابع آبائه بعد اليوم. (8) بعد الكلام السابق مباشرة في (ك) ص [0 - 9] 03 (م) . (9) ك: الرضا - عليه السلام -. (10) هذا البيت في (أ) ، (ب) فقط. وسقط من (ك) ومن سائر النسخ. (11) لم أجد هذه الأبيات في "ديوان أبي نواس" . =================== فيقال: من المصائب التي ابتلي بها ولد الحسين انتساب الرافضة إليهم، وتعظيمهم [ومدحهم] [1] لهم، فإنهم يمدحونهم بما ليس بمدح، ويدعون لهم دعاوى لا حجة لها، ويذكرون من الكلام ما لو لم يعرف فضلهم من غير كلام الرافضة [2] ، لكان ما تذكره الرافضة بالقدح أشبه منه بالمدح، فإن علي بن موسى له من المحاسن والمكارم المعروفة، والممادح المناسبة لحاله [3] اللائقة به، ما يعرفه بها أهل المعرفة. وأما [4] هذا الرافضي فلم يذكر له فضيلة واحدة بحجة. وأما قوله: "إنه [5] كان أزهد الناس وأعلمهم" فدعوى مجردة بلا دليل، فكل من غلا في شخص أمكنه أن يدعي له هذه الدعوى، كيف والناس يعلمون أنه كان في زمانه من هو أعلم منه، ومن هو أزهد منه [6] ، كالشافعي وإسحاق بن راهويه [7] وأحمد بن حنبل، وأشهب بن عبد العزيز، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، وأمثال هؤلاء. هذا ولم يأخذ عنه أحد من أهل العلم بالحديث شيئا، ولا روي له حديث في الكتب الستة [8] ، وإنما يروي له: أبو الصلت الهروي وأمثاله نسخا عن آبائه فيها من الأكاذيب (1) ومدحهم: زيادة في (أ) ، (ب) . (2) أ، ب: من كلام غير الرافضة. (3) أ، ب: للحالة. (4) أ، ب: أما. (5) إنه: ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) ب (فقط) : وأزهد منه. (7) وإسحاق بن راهويه: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: وإسحاق بن إبراهيم. (8) أ، ب: ولا روى له حديثا في كتب السنة، وهو تحريف. ==================== ما قد [1] نزه الله عنه الصادقين من غير أهل البيت فكيف بالصادقين [2] منهم [3] ؟ ! . وأما قوله: "إنه أخذ عنه فقهاء الجمهور كثيرا [4]" فهذا من أظهر الكذب. هؤلاء فقهاء الجمهور المشهورون لم يأخذوا عنه ما هو معروف، وإن أخذ عنه بعض من لا يعرف من فقهاء الجمهور فهذا لا ينكر، فإن طلبة الفقهاء قد يأخذون عن المتوسطين في العلم، ومن هم دون المتوسطين. [وما يذكره بعض الناس من أن معروفا الكرخي كان خادما له، وأنه (1) قد: زيادة في (ن) ، (م) ، (و) . (2) ساقط من (أ) ، (ب) . (3) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/616: "عبد السلام بن صالح، أبو الصلت الهروي الرجل الصالح، إلا أنه شيعي جلد. روى عن حماد بن زيد، وأبي معاوية، وعلي الرضا. قال أبو حاتم: لم يكن عندي بصدوق، وضرب أبو زرعة على حديثه. وقال العقيلي: رافضي خبيث. وقال ابن عدي: متهم. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: رافضي خبيث متهم بوضع حديث: الإيمان إقرار بالقلب. ونقل عنه أنه قال: كلب للعلوية خير من بني أمية." (4) ، ب: الفقهاء المشهورة كثيرا. وقال الذهبي في ترجمة علي الرضا في "ميزان الاعتدال" 3/158: "علي بن موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي العلوي الرضا: عن أبيه، عن جده. قال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب. قلت: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كذب عليه، ووضع عليه نسخة سائرة، فما كذب على جده جعفر الصادق، فروى عنه أبو الصلت الهروي أحد المتهمين، ولعلي بن مهدي القاضي عنه. . . قال أبو الحسن الدارقطني: أخبرنا ابن حبان في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروى عنه عجائب، يهم ويخطئ" . ===================== أسلم على يديه، أو أن الخرقة متصلة منه إليه، فكله كذب باتفاق من يعرف هذا الشأن] [1] . والحديث الذي ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن فاطمة هو كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث [2] ، ويظهر كذبه لغير أهل الحديث [أيضا] [3] ، فإن قوله: "«إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها [4] على النار»" يقتضي أن إحصان فرجها هو السبب لتحريم ذريتها [على النار] [5] وهذا [6] باطل قطعا، فإن سارة أحصنت فرجها، ولم يحرم الله جميع [7] ذريتها على النار. قال تعالى: {وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين - وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} [سورة الصافات: 122، 113] . (1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) . (2) قال السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" عن هذا الحديث: "مداره على عمرو بن غياث، ويقال فيه عمرو، قد ضعفه الدارقطني، وقال: من شيوخ الشيعة. قال: وإنما حدث به عاصم عن زر عن النبي مرسلا فرواه معاوية (بن هشام) فأفسده" . ثم قال السيوطي: إن الحاكم أخرجه في المستدرك وقال عنه: إنه صحيح. وتعقبه الذهبي في "مختصره" فقال: بل ضعيف تفرد به معاوية وفيه ضعف عن ابن غياث وهو واه بمرة ". وانظر عن هذا الحديث: الفوائد المجموعة للشوكاني، ص 392 - 393، تنزيه الشريعة 1/417 - 418، الموضوعات لابن الجوزي 1/422." (3) أيضا: ساقطة من (ن) ، (م) . (4) أ، ب: فحرمها الله وذريتها. (5) على النار: ساقطة من (ن) ، (م) . (6) (5 - 5) ساقط من (أ) ، (ب) . (7) جميع: ساقطة من (هـ) ، (ص) ، (ر) . =================== وقال تعالى: {ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون} [سورة الحديد: 26] . ومن المعلوم [1] أن بني إسرائيل من ذرية سارة [2] والكفار فيهم لا يحصيهم إلا الله. وأيضا فصفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحصنت فرجها ومن ذريتها [3] محسن وظالم. وفي الجملة فاللواتي [4] أحصن فروجهن لا يحصي عددهن إلا الله عز وجل، ومن ذريتهن البر والفاجر، والمؤمن والكافر. وأيضا ففضيلة فاطمة ومزيتها ليست بمجرد إحصان فرجها [5] ، فإن هذا يشارك فيه فاطمة جمهور [6] نساء المؤمنين. وفاطمة لم تكن سيدة نساء العالمين بهذا الوصف، بل بما هو أخص منه، بل هذا من جنس حجج الرافضة، فإنهم لجهلهم لا يحسنون أن يحتجوا [7] ، ولا يحسنون أن يكذبوا [8] كذبا ينفق [9] . وأيضا فليست ذرية فاطمة كلهم محرمين على النار، بل فيهم البر (1) ن، م: ومعلوم. (2) ن، و: من ذريته سارة، أ، ب: من ذريته (وسقطت كلمة: سارة) . (3) ن، م، و: ومن ذريتهم، وهو خطأ. (4) أ، ب: وفي الجملة اللوائي. (5) أ، ب: الفرج. (6) أ، ب: تشارك فيه فاطمة وجمهور. . . (7) م، ص: لا يحسنون يحتجون. (8) ن: ولا يحسنون يكذبون. (9) أ، ب: كذبا باتفاق ينفق. وفي "اللسان" : "ونفق البيع نفاقا: راج" . ================= والفاجر. والرافضة تشهد على كثير منهم بالكفر والفسوق [1] وهم أهل السنة منهم المتولون [2] لأبي بكر وعمر، كزيد بن علي بن الحسين وأمثاله من ذرية فاطمة [- رضي الله عنها -] [3] ، فإن الرافضة رفضوا زيد بن علي بن الحسين ومن والاه، وشهدوا عليهم [4] بالكفر والفسق، بل الرافضة أشد الناس عداوة إما بالجهل وإما بالعناد لأولاد فاطمة - رضي الله عنها -. ثم موعظة علي بن موسى لأخيه المذكور تدل على أن ذرية فاطمة فيهم مطيع وعاص [5] وأنهم إنما بلغوا كرامة الله بطاعته، وهذا قدر مشترك بين جميع الخلق، فمن أطاع الله أكرمه الله، ومن عصى الله كان مستحقا لإهانة الله، وهذا هو الذي دل عليه الكتاب والسنة. وأما ما ذكره من تولية المأمون له الخلافة، فهذا صحيح. لكن [ذلك] لم يتم، [بل] استمر ذلك إلى أن مات [6] علي بن موسى، ولم يجعله ولي عهده [7] . وهم يزعمون أنه قتله بالسم، فإن كان فعل المأمون الأول (1) أ، ب: والفسق، هـ، ر: أو الفسق. (2) ن، أ، و، هـ: المتوالون، ب: الموالون. (3) رضي الله عنها: ساقطة من (ن) ، (م) . (4) أ، ب: عليه. (5) أ، ب: المطيع والعاصي. (6) ن، م: لكن لم يتم استمرار ذلك إلى أن مات. . (7) أ، ب، م، و: ولم يخلعه من عهده، ن: ولم يجعله من عهده. ويذكر الطبري في تاريخه في أحداث سنة: 201 هـ أن المأمون جعل علي بن موسى ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده وأن هذا أدى إلى خروج العباسيين عليه وخلعهم له. وفي السنة التالية بايع أهل بغداد عم المأمون إبراهيم ابن المهدي، وفي سنة 203 توفي علي بن موسى الرضا وخلع أهل بغداد إبراهيم ابن المهدي وبايعوا المأمون بالخلافة من جديد. انظر: الطبري 8/554 - 571، الكامل لابن الأثير 6/116 - 121، الأعلام 5/178. =================== حجة، كان فعله الثاني حجة، وإن لم يكن حجة لم يصلح أن يذكر مثل هذا في مناقب علي بن موسى الرضا، ولكن القوم جهال بحقيقة المناقب والمثالب، والطرق التي يعلم بها ذلك [1] . ولهذا يستشهدون بأبيات أبي نواس، وهي لو كانت صدقا لم تصلح أن تثبت فصائل شخص بشهادة شاعر معروف بالكذب والفجور الزائد الذي لا يخفى على من له أدنى خبرة بأيام الناس، فكيف والكلام الذي ذكره فاسد؟ ! فإنه قال: - قلت لا أستطيع مدح إمام كان جبريل خادما لأبيه ومن المعلوم أن هذا وصف مشترك بين (* جميع من كان من ذرية الرسل، وجميع ذرية علي يشاركونه في هذا، فأي مزية [2] له في هذا حتى يكون بها إماما دون أمثاله المشاركين له في هذا الوصف؟ ! ثم هذا يقتضي أنه لا يمدح أحدا *) [3] من ذرية علي أصلا، لأن هذا الوصف مشترك [بينهم، ثم كون الرجل [4] من ذرية الأنبياء قدر مشترك] [5] بين الناس [فإن الناس] [6] (1) نقل الأستاذ إحسان إلهي ظهير في كتابه "الشيعة وأهل البيت" ص 290 - 292، ط. إدارة ترجمان السنة، هور، باكستان، الطبعة الثالثة 1403/1983 أن الرافضة ذكروا في بعض كتبهم (كتاب الاستبصار، 3/343) أن الرضا كان يرى جواز إتيان الرجل المرأة في دبرها، كما نسبوا إليه أنه كان يعشق ابنة عم المأمون وهى تعشقه، وذكر ذلك عالمهم ابن بابويه في كتابه "عيون أخبار الرضا" 1/17، 18. (2) ن: ميزة. (3) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) . (4) أ: من كان من ذرية علي أصلا، لأن هذا مشترك بينهم من كون الرجل، ب: من كان من ذرية علي ومن لم يكن، لأن كون الرجل. . . (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (6) عبارة "فإن الناس" : ساقطة من (ن) ، (م) . ================== كلهم من ذرية نوح [عليه السلام] [1] ، ومن ذرية آدم، وبنو إسرائيل: يهوديهم وغير يهوديهم من ذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب. وأيضا فتسمية جبريل رسول الله [إلى محمد - صلى الله عليه وسلم -] [2] خادما له [3] عبارة من لا يعرف قدر الملائكة، وقدر إرسال الله لهم إلى الأنبياء. ولكن الرافضة غالب حججهم أشعار تليق بجهلهم وظلمهم، وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يثبت أصول [4] الدين بمثل هذه [5] الأشعار، إلا من ليس معدودا من أولي [6] الأبصار. [كلام الرافضي على محمد بن علي الجواد والرد عليه] (فصل) [7] . قال الرافضي [8] : "وكان ولده [9] محمد بن علي الجواد [10] على منهاج أبيه في العلم والتقى والجود [11] ، ولما مات أبوه الرضا شغف بحبه المأمون [12] ، لكثرة علمه ودينه ووفور عقله مع صغر سنه، وأراد" (1) عليه السلام: زيادة في (أ) ، (ب) . (2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط. وعبارة "صلى الله عليه وسلم" في (أ) ، (ب) فقط. (3) له: ساقطة من (أ) ، (ب) . (4) ر، ص، هـ: أصل. (5) أ، ب: بهذه. (6) هـ: من أهل. . (7) ر، ص، هـ: الفصل العاشر. (8) الكلام التالي في ص [0 - 9] 03 (م) - 104 (م) . (9) ولده: ساقطة من (أ) (ب) ، (ص) ، (هـ) . (10) ك: محمد الجواد - عليه السلام -. (11) أ، ب: والجود والتقى. (12) ك: الرضا - عليه السلام - شغف به المأمون. ==================== أن يزوجه ابنته أم الفضل، وكان قد زوج أباه الرضا [عليه السلام] [1] بابنته أم حبيب [2] ، فغلظ ذلك على العباسيين واستنكروه [3] وخافوا أن يخرج الأمر منهم [4] ، وأن يبايعه كما بايع أباه، فاجتمع الأدنون منهم [5] وسألوه ترك ذلك، وقالوا: إنه صغير السن [6] لا علم عنده، فقال: أنا أعرف [منكم] به [7] ، فإن شئتم فامتحنوه، فرضوا بذلك، وجعلوا للقاضي يحيى بن أكثم مالا كثيرا على امتحانه [8] في مسألة يعجزه فيها، فتواعدوا إلى يوم، وأحضره [9] المأمون، وحضر القاضي وجماعة العباسيين، فقال القاضي: أسألك عن شيء؟ فقال له عليه السلام [10] : سل [11] . (1) عليه السلام: في (ك) ، (و) فقط. (2) أ، ب: زوج أباه ابنته أم حبيب. وفي (ن) ، (م) : أم حبيبة. (3) و، ر، ص، هـ: واستكبروه. (4) ك: من يده. وهو أبو جعفر محمد بن علي بن موسى، الملقب بالجواد، الإمام التاسع عند الرافضة. ولد في المدينة سنة: 195 وانتقل مع والده إلى بغداد حيث كفله الخليفة المأمون بعد وفاة والده الرضا، وزوجه ابنته أم الفضل، وتوفي في بغداد سنة: 220. انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 3/54 - 55، وفيات الأعيان 3/315، شذرات الذهب 2/48، الأعلام 7/155. (5) أ، ب، و، هـ، ر، ص، م: منه. (6) السن: ساقطة من (ك) . (7) أعرف منكم به: كذا في (ر) ، (ك) . وفي سائر النسخ: أعرف به منكم. وسقطت "منكم" من (ن) ، (م) ، (و) . (8) ن، م: على اختباره. (9) ك (ص [0 - 9] 04 م) : فأحضره. (10) له عليه السلام: ساقطة من (أ) ، (ب) . وفي (ك) : فقال عليه السلام. وفي سائر النسخ: فقال له. (11) ك: سل عما بدا لك.
__________________
|
#242
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (242) صـ 68 إلى صـ 76 فقال: ما تقول في محرم قتل صيدا؟ فقال له عليه السلام [1] قتله في حل أو حرم، عالما كان أو جاهلا [2] ، مبتدئا بقتله أو عائدا، من صغار الصيد كان أم من كبارها [3] ، عبدا كان المحرم أو حرا، صغيرا كان أو كبيرا، من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ فتحير يحيى بن أكثم، وبان العجز في وجهه، حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره، فقال [4] المأمون لأهل بيته: عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه، ثم أقبل الإمام فقال [5] : أتخطب؟ قال: نعم. فقال: اخطب لنفسك خطبة النكاح، فخطب وعقد على خمسمائة درهم جيادا [6] كمهر [جدته] فاطمة [7] عليها السلام، ثم تزوج بها "." والجواب أن يقال: إن [8] محمد بن علي الجواد كان من أعيان بني هاشم، وهو معروف بالسخاء والسؤدد. ولهذا سمي الجواد، ومات وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة. ولد سنة خمس وتسعين ومات سنة عشرين أو سنة (1) فقال له عليه السلام: كذا في (و) . وفي سائر النسخ: فقال له. وفي (ك) فقال له الإمام - عليه السلام -. (2) ب: عالما أو جاهلا، ر، ص: عالما بقتله أو جاهلا. (3) أ، ب: من صغار الصيد أو من كبارها. (4) ك: أمره، وطلب المفر منه ومن العباسيين ومن الخليفة وممن رآه، فسكت المأمون ساعة، وبعد ذلك رفع رأسه نحو الأقارب والحاضرين، فقال. . . (5) ك: على الإمام - عليه السلام - وقال. . (6) أ، ب، ك: جياد. (7) كمهر جدته فاطمة: كذا في (ك) . وفي جميع النسخ: مهر فاطمة. . . (8) إن: زيادة في (ن) ، (م) . ===================== تسع عشرة، وكان المأمون زوجه بابنته، وكان يرسل إليه في السنة ألف ألف درهم، واستقدمه المعتصم [1] إلى بغداد، ومات بها [2] . وأما ما ذكره فإنه من نمط ما قبله، فإن الرافضة ليس لهم عقل صريح ولا نقل صحيح، ولا يقيمون حقا، ولا يهدمون باطلا، لا بحجة وبيان [3] ، ولا بيد وسنان [4] ، فإنه ليس فيما ذكره [5] ما يثبت فضيلة [6] محمد بن علي، فضلا عن ثبوت إمامته، فإن هذه الحكاية التي حكاها عن يحيى بن أكثم [7] من الأكاذيب التي لا يفرح بها إلا الجهال [8] ، ويحيى بن أكثم كان [9] أفقه [وأعلم] [10] وأفضل من أن يطلب تعجيز شخص بأن يسأله عن محرم قتل صيدا، فإن صغار [11] الفقهاء يعلمون حكم هذه المسألة، فليست من دقائق العلم ولا غرائبه، ولا مما يختص به المبرزون في العلم. ثم مجرد ما ذكره ليس فيه إلا تقسيم أحوال القاتل، ليس فيه بيان حكم هذه الأقسام، [ومجرد التقسيم لا يقتضي العلم بأحكام الأقسام] [12] وإنما (1) أ، ب: المعتضد، وهو تحريف. (2) أ، ب: بها - رضي الله عنه -. (3) أ، ب: باطلا بحجة ولا بيان. (4) ن، م: بيد ولسان، أ، ب: بيد ولا سنان. (5) أ، ب: ليس لهم فيما ذكره. . (6) ب (فقط) : ثبوت فضيلة. (7) بعد "يحيى بن أكثم" يوجد ورقة ناقصة في نسخة (ر) . (8) أ، ب: إلا جاهل. (9) كان: ساقطة من (أ) ، (ب) . (10) وأعلم: زيادة في (أ) ، (ب) . (11) فإن صغار: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: صغار. (12) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . ===================== يدل - إن دل - على حسن السؤال، وليس كل من سئل أحسن أن يجيب. ثم إن كان ذكر الأقسام الممكنة واجبا، فلم يستوف الأقسام، وإن لم يكن واجبا فلا حاجة إلى ذكر بعضها، فإنه [1] من جملة الأقسام أن يقال: متعمدا كان أو مخطئا؟ . وهذا التقسيم أحق بالذكر من قوله: "عالما كان أو جاهلا" فإن الفرق بين المتعمد والمخطئ ثابت في الإثم [2] باتفاق الناس، وفي لزوم الجزاء في الخطأ نزاع مشهور، فقد ذهب طائفة من السلف والخلف إلى أن المخطئ لا جزاء عليه، وهي [3] إحدى الروايتين عن أحمد. قالوا لأن الله تعالى قال: {ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم} الآية [سورة المائدة: 95] ، فخص المتعمد بإيجاب [4] الجزاء، وهذا يقتضي أن المخطئ لا جزاء عليه، لأن الأصل براءة ذمته، والنص إنما أوجب [5] على المتعمد، فبقي المخطئ على الأصل، ولأن تخصيص الحكم بالمتعمد يقتضي انتقاءه عن المخطئ فإن هذا مفهوم صفة في سياق الشرط، وقد ذكر الخاص بعد العام، فإنه إذا كان الحكم يعم النوعين كان قوله: {ومن قتله منكم} يبين [6] الحكم مع الإيجاز، فإذا (1) ب، ص: فإن. (2) ب (فقط) : بالإثم. (3) أ، ب، ص، هـ، و: وهو. (4) أ، ب: بوجوب. (5) ب (فقط) : وجب، وهو خطأ. (6) أ، ب: بين. ================== قال: {ومن قتله منكم متعمدا} فزاد اللفظ ونقص المعنى كان هذا مما يصان عنه كلام أدنى الناس حكمة، فكيف بكلام الله الذي هو خير الكلام وأفضله، وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه؟ ! . والجمهور القائلون بوجوب الجزاء على المخطئ يثبتون ذلك بعموم السنة والآثار، وبالقياس على قتل الخطأ في الآدمي، ويقولون: إنما خص الله المتعمد [1] بالذكر، لأنه ذكر من الأحكام ما يختص به المتعمد [2] وهو الوعيد بقوله [3] : {ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه} ، [سورة المائدة: 95] ، فلما ذكر الجزاء والانتقام، كان المجموع مختصا بالمتعمد، وإذا كان المجموع مختصا بالمتعمد [4] ، لم يلزم ألا يثبت [5] بعضه مع عدم العمد [6] . مثل هذا قوله: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} [سورة النساء: 101] فإنه أراد بالقصر قصر العدد وقصر الأركان، وهذا القصر الجامع للنوعين متعلق بالسفر والخوف، ولا يلزم من الاختصاص المجموع (1) أ، ب: إنما خص المعتمد. . الخ. (2) أ، ب: ما يخص به المعتمد، ن، م: ما يختص العامد، و: ما يخص بالمتعمد. (3) أ، ب: لقوله. (4) (4 - 4) : ساقط من (أ) ، (ب) . (5) أ، ب: ولم يلزم أن يثبت. (6) انظر حكم صيد المحرم في: المغني لابن قدامة 3/310 - 314، نيل الأوطار للشوكاني 5/84 - 86 (ط. المنيرية، الطبعة الثانية، 1344) ، منتهى الإرادات لابن النجار 1/253 - 257 (ط. دار العروبة، 1381/1961) . =================== بالأمرين [1] أن لا يثبت أحدهما مع أحد الأمرين، ولهذا نظائر. وكذلك [2] كان ينبغي له [3] أن يسأله: أقتله وهو ذاكر لإحرامه أو ناس [4] ؟ فإن في الناسي من النزاع [5] أعظم مما في الجاهل. ويسأله: أقتله [6] لكونه صال عليه؟ أو لكونه اضطر إليه لمخمصة [7] ؟ أو قتله اعتباطا [8] بلا سبب؟ . وأيضا فإن [في] [9] هذه التقاسيم ما يبين جهل السائل [10] ، وقد نزه الله من يكون إماما معصوما عن هذا الجهل، وهو قوله: أفي حل قتله أم في حرم؟ فإن المحرم إذا قتل الصيد وجب عليه الجزاء، سواء قتله في الحل أو في الحرم [11] باتفاق المسلمين، والصيد الحرمي يحرم قتله على المحل والمحرم، فإذا كان محرما وقتل صيدا حرميا توكدت الحرمة، لكن الجزاء واحد. وأما قوله: "مبتدئا أو عائدا" فإن هذا فرق ضعيف لم يذهب إليه إلا شاذ من أهل [12] العلم. (1) أ: من الاختصاص المجموع بين الأمرين، ب: من الاختصاص بمجموع الأمرين، ن، م، و: من اختصاص المجموع بالأمرين. (2) أ، ب: ولذلك. (3) له: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (م) ، (ص) ، (و) . (4) ص: حرامه هو أو ناسيا، أ: لإحرامه هو أو ناسي. (5) أ: فإن في الناس نزاع، ب: فإن في الناس نزاعا. (6) أ، ب: هل قتله. (7) أ، ب: اضطر إلى مخمصة. (8) أ، ب: أو قتله عبثا ظلما. (9) في: ساقطة من (ن) ، (م) . (10) ن، م: جهل الجاهل. (11) أ، ب: سواء كان في الحل أم في الحرم. (12) أ، ب: إليه إنسان من أهل. . ================= وأما الجماهير فعلى أن الجزاء يجب على المبتدئ وعلى العائد. وقوله في القرآن: {ومن عاد فينتقم الله منه} ، قيل: إن المراد من عاد إلى ذلك في الإسلام، بعدما عفا الله عنه في الجاهلية وقبل نزول هذه الآية. كما قال: {ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف} [سورة النساء: 22] . وقوله: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} [سورة النساء: 23] وقوله: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} [سورة الأنفال: 38] . يدل على ذلك أنه لو كان المراد به: عفا الله عن أول مرة، لما أوجب عليه جزاء ولا انتقم منه، وقد أوجب عليه الجزاء أول مرة، وقال: {ليذوق وبال أمره} [سورة المائدة: 95] فمن أذاقه الله وبال أمره، كيف يكون قد عفا عنه؟ . وأيضا فقوله: {عما سلف} لفظ عام، واللفظ العام المجرد عن قرائن التخصيص، لا يراد به [1] مرة واحدة، فإن هذا ليس من لغة العرب. ولو قدر أن المراد بالآية: عفا الله عن أول مرة، وأن قوله: (ومن عاد) يراد به العود إلى القتل، فإن انتقام الله منه إذا عاد لا يسقط الجزاء عنه، فإن تغليظ الذنب لا يسقط الواجب [2] كمن قتل نفسا بعد نفس [3] لا يسقط ذلك عنه قودا [4] ولا دية ولا كفارة. (1) به: ساقطة من (ب) فقط. (2) عند عبارة "لا يسقط الواجب" تعود نسخة (ر) بعد الصفحة المفقودة. (3) و: بغير حق. (4) أ، ب: لا يسقط عنه قود. . ================== وقوله: "إن مهر فاطمة كان [1] خمسمائة درهم" لا يثبت [2] وإنما الثابت «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يصدق امرأة من نسائه ولا أصدقت [3] امرأة من بناته أكثر من خمسمائة درهم» : اثنتي عشرة أوقية ونش، والنش هو النصف، وهذا معروف عن عمر وغيره [4] . لكن أم حبيبة زوجه بها النجاشي، فزاد الصداق من عنده [5] . وسواء كان هذا ثابتا أو لم يكن [6] ثابتا فتحري تخفيف [7] الصداق سنة. ولهذا استحب العلماء أن لا يزاد على (1) كان: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (ص) ، (هـ) ، (ر) . (2) ب (فقط) : لم يثبت. (3) أ، ب، ر، هـ، ص: أصدق. (4) في: سنن أبي داود 2/316 (كتاب النكاح، باب الصداق) عن أبي العجفاء السلمي، قال: خطبنا عمر رحمه الله فقال: ألا لا تغالوا بصدق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ما أصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية. عن عائشة في الكتاب والباب السابقين 2/315316 عن أبي سلمة قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صداق النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت ثنتا عشرة أوقية ونش. فقلت: وما نش؟ قالت: نصف أوقية. وانظر الأثرين في: سنن ابن ماجه 1/607 (كتاب النكاح، باب صداق النساء) الدارمي 2/141 (كتاب النكاح، باب كم كانت مهور أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته) . وانظر حديث عمر في المسند (ط. المعارف) 1/227. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح وذكر أنه مروي في سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه والبيهقي، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح" (5) في سنن أبي داود 2/316 عن أم حبيبة (رضي الله عنها) أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة، فزوجها النجاشي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمهرها عنه أربعة آلاف، وبعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع شرحبيل بن حسنة. والحديث في: سنن النسائي 6/97 (كتاب النكاح، باب القسط في الأصدقة) وزاد: "ولم يبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء، وكان مهر نسائه أربعمائة درهم. والحديث أيضا في المسند (ط. الحلبي) 6/427." (6) أ، ب: سواء كان هذا ثابتا أم لم يكن. . . (7) أ: فيجزي تخفيف، ب: فتخفيف. ===================== صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنسائه وبناته. وقد روي أن عليا أصدق فاطمة درعه. وبكل حال فليس في هذا ما يدل على فضيلة واحد من الأمراء [1] فضلا عن إمامته، وإن كانت لهم [2] فضائل ثابتة بدون هذا [3] . [كلام الرافضي على علي الهادي ولد محمد بن علي الجواد] فصل [4] . قال الرافضي [5] : "وكان ولده علي الهادي [6] ، ويقال له: العسكري، لأن المتوكل أشخصه من المدينة إلى بغداد، ثم منها إلى سر من رأى، فأقام بموضع عندها [7] يقال له: العسكر، ثم انتقل إلى سر من رأى فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر، وإنما" (1) ن، م: في هذا ما يدل على فضيلة واحد من الأمر، أ، و: في هذا ما يدل على فضيلة واحد من الأمرين، ص: في هذا ما يدل على فضيلة واحدة من الأمراء، ب: في واحد من الأمرين ما يدل على فضله. . (2) أ، ب، ن، م: له. (3) أ، ب، ن، م: هذه. (4) هـ، ر، ص: الفصل الحادي عشر. (5) الكلام التالي في (ك) ص 104 (م) 106 (م) . (6) ك: وكان ولده الهادي - عليه السلام -. وهو أبو الحسن علي بن محمد بن علي، الملقب بالهادي، الإمام العاشر عند الرافضة، ولد في المدينة سنة: 214 واستقدمه المتوكل إلى بغداد وأنزله في سامراء حيث توفي بها سنة: 254. انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 12/5657، شذرات الذهب 2/128129، العبر 2/6، الأعلام 5/140. (7) أ، ب: منها. ================= أشخصه المتوكل، لأنه كان يبغض عليا - رضي الله عنه - [1] ، فبلغه مقام علي بالمدينة [2] ، وميل الناس إليه، فخاف منه، فدعا يحيى بن هبيرة وأمره بإحضاره [3] ، فضج أهل المدينة لذلك خوفا عليه، لأنه كان [4] محسنا إليهم، ملازما للعبادة [5] في المسجد، فحلف يحيى أنه لا مكروه عليه [6] ، ثم فتش منزله فلم يجد فيه سوى [7] مصاحف وأدعية [8] وكتب العلم، فعظم في عينه، وتولى خدمته بنفسه، فلما قدم بغداد بدأ بإسحاق [9] بن إبراهيم [الطائي] [10] والي بغداد. فقال له: يا يحيى هذا الرجل قد ولده [11] رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته [12] عليه قتله، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1) ك:. . المتوكل من المدينة لأنه كان يبغض عليا - عليه السلام -. (2) ك: علي النقي عليه السلام بالمدينة. (3) ك: ودعا يحيى بن هرثمة وأمره بإشخاصه. (4) ك: لأنه عليه السلام كان. . . (5) أ، ب: للصلاة. (6) أ، ب: يحيى بن هبيرة أنه لا بأس عليه. (7) أ، ب: إلا. (8) ك: المصاحف والأدعية. (9) أ، ب: بأبي إسحاق. (10) الطائي: ساقطة من (ن) ، (م) ، وفي (ك) ص 105 (م) : الظاهري. (11) ب (فقط) : ممن ولده. (12) ك: فإن عرضته. .
__________________
|
#243
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (243) صـ 77 إلى صـ 85 خصمك يوم القيامة، فقال له يحيى: والله ما وقعت [1] منه إلا على خير، قال: فلما دخلت على المتوكل أخبرته بحسن سيرته وورعه وزهده، فأكرمه المتوكل، ثم مرض المتوكل فنذر إن عوفي تصدق بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء [عن ذلك] [2] فلم يجد عندهم جوابا، فبعث إلى علي الهادي [3] ، فسأله [4] فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهما، فسأله المتوكل عن السبب، فقال: لقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} [سورة التوبة: 25] ، وكانت المواطن هذه الجملة [5] ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا سبعا وعشرين غزاة [6] وبعث ستا وخمسين سرية. قال المسعودي [7] : نمي [8] إلى المتوكل بعلي بن محمد [9] أن في منزله سلاحا من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الملك [10] ، فبعث إليه جماعة من (1) ك: ما وقفت. . (2) عن ذلك: ساقطة من (ن) فقط. (3) ك، و: الهادي - عليه السلام -. (4) فسأله: ساقطة من (ك) . (5) ن (فقط) : وكانت هذه المواطن الجملة. (6) أ، ب: غزوة. (7) في كتابه "مروج الذهب ومعادن الجوهر" 4/9394، تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله، الطبعة الثالثة، 1377/1958. (8) أ، ب: ونمي، وفي "مروج الذهب" : سعي. (9) ك: بعلي بن محمد - عليه السلام -. (10) ك: إلى الملك. ==================== الأتراك، فهجموا داره [1] ليلا فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلق عليه [2] وهو يقرأ [3] وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى متوجها إلى الله تعالى يتلو [4] القرآن، فحمل على حالته تلك إلى المتوكل، فأدخل عليه [5] وهو في مجلس الشراب، والكأس في يد المتوكل، فعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس، فقال: والله [6] ما خامر لحمي ودمي قط [7] فأعفني، فأعفاه [8] وقال له: أسمعني صوتا، فقال [9] : {كم تركوا من جنات وعيون} الآيات [سورة الدخان: 25] فقال: أنشدني شعرا، فقال: إني قليل الرواية للشعر، فقال: لا بد من ذلك، فأنشده: باتوا على قلل الأجبال [10] تحرسهم غلب الرجال فما أغنتهم [11] القلل (1) ص: فهجموا على داره. . (2) عليه: ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) ك: وهو يقرأ القرآن. (4) يتلو: كذا في (و) ، (ك) . وفي سائر النسخ: يقرأ. (5) فأدخل عليه: كذا في (ر) ، (ك) . وفي سائر النسخ: فأدخله عليه. (6) ن، م، و: تالله، هـ، ر، بالله. (7) قط: ساقطة من (ك) . (8) أ: فعفى عنه، ب: فأعفاه عنه. (9) و، ك: فقال عليه السلام، ن، هـ: فقال له. (10) ك، ص: قلل الجبال، ر: قلل أجبال، أ: القلل الأجبال، و: قلل الأجيال. (11) ص: فما أغنت عنهم القلل. ===================== واستنزلوا بعد عز من [1] معاقلهم ... وأسكنوا [2] حفرا يا بئس ما نزلوا ناداهم صارخ [3] من بعد دفنهم ... أين الأسرة [4] والتيجان والحلل أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم [5] تلك الوجوه عليها الدود يقتتل [6] قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا [7] فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا. فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته "." فيقال: هذا الكلام من جنس ما قبله، لم يذكر منقبة بحجة صحيحة، بل ذكر ما يعلم العلماء أنه من الباطل [8] ، فإنه ذكر في الحكاية أن والي بغداد كان إسحاق بن إبراهيم الطائي، وهذا من جهله [9] ، فإن إسحاق بن إبراهيم هذا خزاعي معروف هو وأهل بيته، كانوا من خزاعة، فإنه [10] إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب، وابن عمه عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب أمير خراسان المشهور المعلومة [11] سيرته، وابن هذا محمد بن عبد الله بن طاهر كان نائبا على بغداد في خلافة (1) م، ك: عن. (2) أ، ب: واستبدلوا. (3) أ، ن، و، هـ، ر، ص: صايح. (4) ك: الأساور. (5) و، هـ، ز: ساءله، ص: تسأله. (6) ك: تنتقل. (7) و، ك: وقد شربوا. (8) أ، ب: أنه باطل. (9) أ، ب: من جهلهم. (10) أ، م، ص، هـ: فإن. (11) أب: المعلوم. ==================== المتوكل وغيره، وهو الذي صلى على أحمد بن حنبل لما مات، وإسحاق [بن إبراهيم] [1] هذا كان نائبا لهم في إمارة المعتصم والواثق وبعض أيام المتوكل، وهؤلاء كلهم من خزاعة ليسوا من طيئ، وهم [أهل] [2] بيت مشهورون [3] . وأما الفتيا التي ذكرها من أن المتوكل نذر إن عوفي يتصدق [4] بدراهم كثيرة، وأنه سأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جوابا، وأن علي بن محمد أمره أن يتصدق بثلاثة وثمانين درهما، لقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} ، [سورة التوبة: 25] ، وأن المواطن كانت [هذه الجملة، فإن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غزا] [5] سبعا وعشرين غزاة [6] ، و [بعث] ستا [7] وخمسين سرية، فهذه الحكاية أيضا تحكى عن (1) بن إبراهيم: ساقطة من (ن) ، (م) . (2) أهل: زيادة في (ب) فقط. (3) قال: ابن العماد في: شذرات الذهب 2/84 عن وفيات سنة: 235: "وفيها الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي ابن عم (الصواب: ابن أخي) طاهر بن الحسين، ولي بغداد أكثر من عشرين سنة، وكان يسمى صاحب الجسر، وكان صارما سايسا حازما، وهو الذي كان يطلب العلماء ويمتحنهم بأمر المأمون، مات في آخر السنة" . وانظر عنه: العبر 1/420، الكامل لابن الأثير 7/17، الأعلام 1/283284. وأما ابن عمه فهو عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق أمير خراسان المتوفى سنة: 230. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 2/271275، تاريخ بغداد 9/483489، شذرات الذهب 2/68، الأعلام 4/226227. (4) إن عوفي يتصدق: كذا في (هـ) ، (ر) . وفي سائر النسخ: نذر أن يتصدق. (5) ما بين المعقوفتين في (أ) ، (ب) فقط. (6) أ، ب: غزوة. (7) وبعث ستا. . . كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: وستا. . ================== علي بن موسى مع المأمون، وهي دائرة بين أمرين: إما أن تكون كذبا، وإما أن تكون جهلا ممن أفتى بذلك. فإن قول القائل: له علي دراهم كثيرة، أو والله لأعطين فلانا دراهم كثيرة، أو لأتصدقن بدراهم كثيرة، لا يحمل على ثلاث وثمانين عند أحد من علماء المسلمين. والحجة المذكورة باطلة لوجوه:. أحدها: أن قول القائل: إن المواطن كانت سبعا وعشرين غزاة وستا وخمسين سرية، ليس بصحيح، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يغز سبعا وعشرين غزاة باتفاق أهل العلم بالسير، بل أقل من ذلك [1] . الثاني: أن هذه الآية نزلت يوم حنين، والله قد أخبر [2] بما كان قبل ذلك، فيجب أن يكون ما تقدم قبل ذلك مواطن كثيرة، وكان بعد يوم حنين غزوة الطائف وغزوة تبوك، وكثير من السرايا كانت بعد [يوم] [3] (1) قال ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية" السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد 2/252 - 254 (ط. عيسى الحلبي، 1384 1964) إن البخاري روى عن زيد بن أرقم أنه سئل: كم غزا رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة، شهد منها سبع عشرة، أولهن العسيرة، أو العشيرة. . . ثم نقل ابن كثير عن البخاري ومسلم أن بريدة قال: غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوة، وفي رواية عنه في مسلم: أنه غزا تسع عشرة غزوة وقاتل في ثمان منهن. ثم ذكر ابن كثير: "وقد روى الإمام أحمد عن أزهر بن القاسم الراسبي، عن هشام الدستوائي عن قتادة، أن مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسراياه ثلاثة وأربعون: أربع وعشرون بعثا، وتسع عشرة غزاة" . (2) أ، ب: والله تعالى أخبر. . (3) يوم: ساقطة من (ن) ، (ص) . ====================== حنين كالسرايا التي كانت بعد فتح مكة [1] مثل إرسال جرير بن عبد الله إلى ذي الخلصة، وأمثال ذلك. وجرير إنما أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو سنة، وإذا كان كثير من الغزوات والسرايا كانت بعد نزول هذه الآية، امتنع أن تكون هذه الآية المخبرة عن الماضي [2] إخبارا بجميع [3] المغازي والسرايا. الثالث: أن الله لم ينصرهم في جميع المغازي، بل يوم أحد تولوا، وكان يوم بلاء وتمحيص [4] . وكذلك يوم مؤتة وغيرها من السرايا لم يكونوا منصورين فيها، فلو كان مجموع المغازي والسرايا ثلاثا وثمانين فإنهم لم ينصروا فيها كلها، حتى يكون مجموع ما نصروا فيه ثلاثا وثمانين. الرابع: أنه بتقدير [5] أن يكون المراد بالكثير في الآية ثلاثا وثمانين، فهذا لا يقتضي اختصاص [6] هذا القدر بذلك، فإن لفظ "الكثير" لفظ عام يتناول الألف والألفين والآلاف، وإذا عم أنواعا من المقادير، فتخصيص بعض المقادير دون بعض تحكم. الخامس: أن الله تعالى قال: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} [سورة البقرة: 245] ، والله يضاعف الحسنة إلى (1) ساقط من (أ) ، (ب) ، (هـ) ، (ر) ، (ص) . (2) أ، ب: مخبرة عن الماضي، ن: مخبرة (وسقطت عبارة: عن الماضي) . (3) هـ، ر، ص، م: لجميع. (4) أ: وكان بونلا وتمحيص، ب: وكان ابتلاء وتمحيصا. (5) أ، ب: أنه يكون بتقدير. . (6) أ، ب: تخصيص. ======================= سبعمائة ضعف بنص القرآن وقد ورد [1] أنه يضاعفها ألفي ألف حسنة فقد سمى هذه الأضعاف كثيرة، وهذه المواطن كثيرة. وقد قال تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} والكثرة هاهنا تتناول أنواعا من المقادير لأن [2] الفئات المعلومة مع الكثرة لا تحصر [3] في عدد معين وقد تكون الفئة القليلة ألفا والفئة الكثيرة ثلاثة آلاف فهي قليلة بالنسبة إلى كثرة عدد الأخرى. وقد قال تعالى: {إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم} [سورة الأنفال: 43] . ومعلوم أن الله أراه أهل بدر أكثر من مائة، وقد سمى ذلك قليلا بالنسبة والإضافة. وهذا كله مما يبين أن القلة والكثرة أمر إضافي. ولهذا تنازع الفقهاء فيما إذا قال له: "علي مال عظيم أو خطير أو كثير أو جليل" هل يرجع في تفسيره إليه فيفسره [4] بما يتمول؟ كقول الشافعي وطائفة من أصحاب أحمد أو لا يقبل [5] تفسيره إلا بما له قدر خطير [6] كقول أبي حنيفة ومالك وبعض أصحاب أحمد على قولين، وأصحاب القول الثاني منهم من قدره بنصاب السرقة، ومنهم من قدره بنصاب الزكاة، ومنهم من قدره بالدية. وهذا النزاع في الإقرار لأنه خبر، والخبر عن أمر ماض قد علمه المقر. (1) أ، ب: بنص الحديث وقد روي. (2) أ، ب: فإن. (3) ن: لا تحصى، و: لا تخص. (4) أ، ب: فيفسر. 1 (5) ن، م: ولا نقبل، و: أو لا نقبل. (6) أ، ب: إلا بما له خطر، و: وإلا بما له قدر خطر. =========================== وأما المسألة المذكورة فهي إنشاء، كما لو أوصى له بدراهم كثيرة. والأرجح في مثل هذا أن يرجع إلى عرف المتكلم، فما كان يسميه مثله كثيرا، حمل مطلق كلامه على أقل محملاته [1] . والخليفة إذا قال: "دراهم كثيرة" في نذر نذره، لم يكن عرفه في مثل هذا مائة درهم ونحوها، بل هو يستقل هذا ولا يستكثره، بل إذا حمل [كلامه] [2] على مقدار الدية اثني عشر ألف درهم، كان هذا أولى من حمله على ما دون ذلك، واللفظ يحتمل أكثر من ذلك، لكن هذا مقدار النفس المسلمة في الشرع، ولا يكون عوض المسلم إلا كثيرا. والخليفة يحمل الكثير منه على ما لا يحمل الكثير من آحاد العامة، فإن صاحب ألف درهم إذا قال: أعطوا هذا دراهم كثيرة، احتمل عشرة وعشرين ونحو ذلك [3] بحسب حاله. فمعنى القليل والكثير هو من الأمور النسبية الإضافية، كالعظيم والحقير يتنوع بتنوع الناس، فيحمل كلام كل إنسان على ما هو المناسب لحاله [4] في ذلك المقام. والحكاية التي ذكرها عن المسعودي منقطعة الإسناد. [وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى، فكيف يوثق بحكاية منقطعة الإسناد] [5] في كتاب قد عرف بكثرة الكذب؟ [6] مع أنه ليس فيها (1) ص: محتملاته. (2) كلامه: ساقطة من (ن) ، (م) . (3) أ، ب: ونحوها. (4) أ، ب: بحاله. (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (6) أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، المؤرخ صاحب "مروج الذهب" ، "أخبار الزمان ومن إبادة الحدثان" تاريخ في نحو ثلاثين مجلدا، من أهل بغداد، أقام بمصر وتوفي بها سنة 346 وقيل: 345. ترجم له ابن حجر في "لسان الميزان" 4/224 225، وقال عنه: "وكتبه طافحة بأنه كان شيعيا معتزليا. . ." . وانظر ترجمته أيضا في: فوات الوفيات 2/94 95، طبقات الشافعية 3/456 457، النجوم الزاهرة 3/315 316، تذكرة الحفاظ 3/857، الأعلام 5/87. ================== الفضيلة إلا ما يوجد في كثير من عامة المسلمين، ويوجد فيهم ما هو أعظم منها. [كلام الرافضي على الحسن العسكري والرد عليه] وأما قوله [1] : "وكان ولده [2] الحسن العسكري عالما زاهدا فاضلا عابدا، أفضل أهل زمانه، وروت عنه العامة كثيرا" . فهذا من نمط ما قبله من الدعاوى المجردة، والأكاذيب البينة [3] ، فإن العلماء المعروفين بالرواية الذين كانوا في زمن هذا الحسن بن علي العسكري ليست لهم [عنه] [4] رواية مشهورة في كتب أهل العلم، وشيوخ [أهل] [5] الكتب الستة [6] : البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي [7] والنسائي وابن ماجه كانوا موجودين في ذلك الزمان، وقريبا منه: قبله وبعده. وقد جمع الحافظ أبو القاسم بن عساكر أخبار شيوخ النبل [8] ، يعني (1) في (ك) ص [0 - 9] 06 (م) . (2) أ، ن، م: ولد، وهو خطأ. (3) أ، ب: المثبتة، وهو تحريف. (4) عنه: ساقطة من (ن) فقط. (5) أهل: ساقطة من (ن) ، (م) . (6) م: الكتب السنة، أ، ب: كتب السنة. (7) الترمذي: ساقطة من (ن) ، (و) . (8) أ، هـ، ر، ص: أسماء شيوخ النبل، ب: أسماء شيوخ الكل.
__________________
|
#244
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (244) صـ 86 إلى صـ 94 شيوخ هؤلاء الأئمة، فليس في هؤلاء [الأئمة] [1] من روى عن الحسن بن علي [هذا] [2] العسكري مع روايتهم عن ألوف مؤلفة من أهل الحديث، فكيف يقال: روت عنه العامة كثيرا؟ وأين هذه الروايات؟ وقوله: "إنه كان أفضل أهل زمانه" هو من هذا النمط [3] . [كلام الرافضي على محمد بن الحسن المهدي عندهم والرد عليه] فصل [4] . قال الرافضي [5] : "وولده [6] مولانا المهدي [محمد] [7] عليه السلام. روى ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:" «يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي [8] وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلا [9] ، كما ملئت (1) الأئمة: ساقطة من (ن) ، (م) . (2) هذا: زيادة في (هـ) ، (ر) ، (ص) . (3) أبو محمد الحسن بن علي بن محمد، الملقب بالخالص وبالعسكري، الإمام الحادي عشر عند الرافضة، ولد في المدينة سنة: 232 وانتقل مع أبيه الهادي إلى سامرا وكان اسمها مدينة العسكر فقيل له مثل أبيه العسكري، وكان صالحا عابدا، وتوفي سنة: 260. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 1/372 373، شذرات الذهب 2/141، العبر 2/20، الأعلام 2/215216. (4) هـ، ر، ص: الفصل الثاني عشر. (5) في (ك) ص [0 - 9] 06 (م) . (6) ن، م: ولد، هـ، ر، ص، و: وولد، ك: وكان ولده. (7) محمد: ساقطة من (ن) ، (م) . (8) ك: اسمه اسمي. . (9) ك: الأرض قسطا وعدلا. . ======================= جورا "[1] فذلك هو المهدي» [2] ." فيقال: قد ذكر محمد بن جرير الطبري، وعبد الباقي بن قانع [3] وغيرهما من أهل العلم بالأنساب والتواريخ: أن الحسن بن علي العسكري لم يكن له نسل ولا عقب. والإمامية الذين يزعمون أنه كان له ولد يدعون أنه دخل السرداب بسامرا وهو صغير. منهم من قال: عمره سنتان، ومنهم من (1) ك: كما ملئت ظلما وجورا. (2) هـ، ر، ص: فهو المهدي، ك: فذلك هو المهدي - عليه السلام -. (3) أ، ب، و: وعبد الباقي بن نافع. وسبق الكلام عليه وعلى الطبري فيما مضى 1/122 وأشرت هناك إلى أن غريب بن سعد القرطبي قد ذكر في "صلة تاريخ الطبري" أن الحسن بن علي العسكري لم يعقب وخلاصة هذه الواقعة في "تاريخ الطبري" 11/49 - 50 (كتاب الصلة) أن رجلا زعم أنه محمد بن الحسن المهدي: "فأمر المقتدر بإحضار ابن طومار نقيب الطالبيين ومشايخ آل طالب فسأله عن نسبته فزعم أنه محمد بن الحسن بن موسى بن جعفر الرضا وأنه قدم من البادية، فقال له ابن طومار: لم يعقب الحسن وكان قوم يقولون: إنه أعقب، وقوم قالوا: لم يعقب. . . إلخ" . ويذكر الدكتور أحمد صبحي في كتابه "نظرية الإمامة" ص [0 - 9] 95 396 أن أصحاب المقالات ومؤرخي الفرق ذكروا أن الشيعة قد انقسموا إلى ما يزيد على عشرين فرقة، وليس بين الأئمة التسع من ولد الحسين من أجمع الشيعة على إمامته، ويقول: إن الاختلاف بينهم يبلغ أشده بعد وفاة الحسن العسكري، إذ ترى فرق كثيرة أنه لم يعقب، وشارك بعض أهل السنة في هذا القول كابن حجر الهيثمي معارضة منهم في العقيدة المهدية بمفهومها الشيعي، استندت في ذلك إلى أن جعفر ابن الهادي قد طالب بميراث أخيه الحسن بعد موته كما ادعى الإمامة بعده، وتوقفت طائفة عند الحسن العسكري وعدته القائم المنتظر، وذهبت أخرى إلى بطلان الإمامة بعده، فليس في الأرض حجة من ذرية النبي، وإنما الحجة في الأخبار الواردة عن الأئمة المتقدمين. ويقول الدكتور أحمد صبحي في موضع آخر (ص 409) إن ابن تيمية وابن حجر الهيثمي قد استندا إلى أن جعفر بن علي قد أنكر وجود ولد لأخيه الحسن العسكري وطالب باستحقاق ميراث أخيه، ورفع الأمر إلى السلطان العباسي وحمله على حبس جواري الحسن العسكري ليتأكد من عدم حملهن "." ================= قال: ثلاث، ومنهم من قال: خمس سنين [1] وهذا لو كان موجودا معلوما، لكان الواجب في حكم الله الثابت بنص القرآن والسنة والإجماع (1) إن الإمامية الرافضة أنفسهم يسجلون في كتبهم أنه لم يولد. يقول الأستاذ إحسان إلهي ظهير في كتابه "الشيعة وأهل البيت" ص 294: "هذا وأما الثاني عشر الموهوم فكفى فيه القول أنهم يصرحون في كتبهم أنفسهم أنه لم يولد ولم يعثر عليه ولم ير له أثر مع كل التفتيش والتنقيب، ثم يحكون حكايات، وينسجون الأساطير، ويختلقون القصص والأباطيل في ولادته وأوصافه: إما موجود ولد، وإما معدوم لم يولد؟" . ثم يورد الأستاذ إحسان نصا طويلا من كتبهم يذكر أنه في كتاب الحجة للكافي ص 505، الإرشاد للمفيد ص 339، 340، كشف الغمة ص 408، 409، الفصول المهمة، ص 289، جلاء العيون ج [0 - 9] ص 762، إعلام الورى، ص 377، 378. ووجدت هذا النص عندي في كتاب "الأصول من الكافي" للكليني (ط. طهران، 1381) في كتاب الحجة، باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام وهو من ص 503 506. وسند هذا الخبر في الكافي هو: "الحسين بن محمد الأشعري، ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا: كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقم، فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية ومذاهبهم، وكان شديد النصب، فقال: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد ابن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم. . ثم يستطرد راوي الخبر إلى أن يقول (ص 504 506) :" ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون، وذلك أنه لما أعتل بعث إلى أبي أن ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته فبادر إلى دار الخلافة، ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته، فيهم نحرير، فأمرهم بلزوم دار الحسن وتعرف خبره وحاله، وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم بالاختلاف إليه وتعاهده صباحا ومساء، فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاتة أخبر أنه قد ضعف، فأمر المتطببين بلزوم داره، وبعث إلى قاضي القضاة، فأحضر مجلسه وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممن يوثق به في دينه وأمانته وورعه، فأحضرهم فبعث بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا، فلم يزالوا هناك حتى توفي عليه السلام، فصارت سر من رأى ضجة واحدة، وبعث السلطان إلى داره من فتشها وفتش حجرها وختم على جميع ما فيها، وطلبوا أثر ولده، وجاءوا بنساء يعرفن الحمل، فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن، فذكر بعضهن أن هناك جارية بها حمل، فجعلت في حجرة، ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم، ثم أخذوا بعد ذلك في تهيئته وعطلت الأسواق وركبت بنو هاشم والقواد وأبي وسائر الناس إلى جنازته. . . فلما دفن أخذ السلطان والناس في طلب ولده، وكثر التفتيش في المنازل والدور، وتوقفوا عن قسمة ميراثه، ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهم عليها الحمل لازمين حتى تبين بطلان الحمل، فلما بطل الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي، والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده، فجاء جعفر بعد ذلك إلى أبي. . . . فلم يأذن له في الدخول عليه، حتى مات أبي، وخرجنا وهو على تلك الحال، والسلطان يطلب أثر ولد الحسن بن علي "." ====================== أن يكون محضونا عند من يحضنه في بدنه، كأمه، وأم أمه، ونحوهما من أهل الحضانة، وأن يكون ماله عند من يحفظه: إما وصي أبيه إن كان له وصي، وإما غير [الوصي] : [1] إما قريب، وإما نائب لدى السلطان [2] ، فإنه يتيم لموت أبيه. والله تعالى يقول: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا} [سورة النساء: 6] ، فهذا لا يجوز تسليم ماله إليه حتى يبلع النكاح ويؤنس منه الرشد، كما ذكر الله تعالى ذلك في كتابه، فكيف يكون من يستحق الحجر عليه في بدنه وماله إماما لجميع المسلمين معصوما، لا يكون أحد مؤمنا إلا بالإيمان به؟ ! . ثم إن [3] هذا باتفاق منهم: سواء قدر وجوده أو عدمه، لا ينتفعون به (1) ن: وإما غيره. (2) ن، م، ص: لذي سلطان، هـ: لذي سلطان. (3) إن: ساقطة من (أ) ، (ب) . =========================== لا في دين ولا في دنيا [1] ، ولا علم أحدا شيئا [2] ، ولا يعرف [3] له صفة من صفات الخير ولا الشر، فلم يحصل به شيء من مقاصد الإمامة ولا مصالحها [4] لا الخاصة ولا العامة، بل إن قدر وجوده فهو ضرر على أهل الأرض بلا نفع أصلا، فإن المؤمنين به لم ينتفعوا به [5] ، ولا حصل لهم به لطف ولا مصلحة، والمكذبون به يعذبون [عندهم] [6] على تكذيبهم به، فهو شر محض ولا خير فيه، وخلق مثل هذا ليس من فعل الحكيم العادل. وإذا قالوا: إن الناس بسبب ظلمهم احتجب عنهم. قيل: أولا: كان الظلم موجودا في زمن [7] آبائه ولم يحتجبوا. وقيل: [ثانيا] : [8] فالمؤمنون به طبقوا الأرض فهلا اجتمع بهم في بعض الأوقات، أو أرسل إليهم رسولا يعلمهم شيئا من العلم والدين؟ ! . وقيل: ثالثا: قد كان يمكنه أن يأوي إلى كثير من المواضع التي فيها شيعته، كجبال الشام التي كان فيها الرافضة عاصية، وغير ذلك [9] من المواضع العاصية. وقيل: رابعا: فإذا هو لا يمكنه أن يذكر شيئا من العلم والدين (1) أ، ب: لا في الدين ولا في الدنيا، هـ، ر، ص، و: لا في دين ولا دنيا. (2) ن، و: ولا علم أحد شيئا. (3) ب: ولا عرف. (4) أ: من مقاصد الإمام ومصالحا، ب: من مقاصد الإمامة ومصالحها. (5) أ، ب: لم ينتفعوا به أصلا. (6) عندهم: ساقطة من (ن) ، (م) . (7) أ، ب: الظلم كان في زمن. . . (8) ثانيا: ساقطة من (ن) . (9) ن، م: وغيرها. ====================== لأحد، لأجل هذا الخوف، لم يكن في وجوده لطف ولا مصلحة، فكان هذا مناقضا لما أثبتوه. بخلاف من أرسل من الأنبياء وكذب، فإنه بلغ الرسالة، وحصل لمن آمن من اللطف والمصلحة ما هو من نعم الله عليه. وهذا المنتظر لم يحصل به لطائفته إلا الانتظار لمن لا يأتي، ودوام الحسرة والألم، ومعاداة العالم، والدعاء الذي لا يستجيبه الله؛ لأنهم يدعون له بالخروج [والظهور] [1] (* من مدة أكثر من أربعمائة وخمسين سنة لم [2] يحصل شيء من هذا. ثم إن عمر واحد من المسلمين *) [3] هذه المدة أمر يعرف كذبه بالعادة المطردة في أمة محمد، فلا يعرف أحد ولد في دين [4] الإسلام وعاش مائة وعشرين سنة [5] ، فضلا عن هذا العمر. وقد ثبت في الصحيح [6] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في آخر عمره: "«أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنه [7] على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها [8] أحد» [9] ." (1) والظهور ساقطة من (ن) . وفي (أ) ، (ب) : بالظهور والخروج. (2) ب (فقط) : ولم. (3) ما بين النجمتين ساقط من (و) . (4) ب (فقط) : زمن. (5) ن، م، ر، هـ، و: مائة وعشر سنين. (6) ص: في الصحيحين. (7) ب، م: فإن. (8) ص، هـ، و، ر: عليها اليوم. (9) الحديث عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - في: البخاري 1/119 120 (كتاب مواقيت الصلاة، باب السمر في الفقه والخير بعد العشاء) ونصه: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء في آخر حياته فلما سلم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" . فوهل الناس من مقالة رسول الله - عليه السلام - إلى ما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مائة سنة، وإنما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض، يريد بذلك أنها تخرم ذلك. وجاء الحديث مختصرا في موضعين آخرين في: البخاري 1 (كتاب العلم، باب السمر في العلم) ، 1/113 (كتاب مواقيت الصلاة، باب ذكر العشاء والعتمة. .) . وجاء الحديث مفصلا في: مسلم 4/1965 1966 (كتاب فضائل الصحابة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم) ، سنن أبي داود 4/176 (كتاب الملاحم، باب قيام الساعة) سنن الترمذي 3/354 355 (كتاب الفتن، باب 55) . وقال محقق سنن أبي داود: "وقد أخرج مسلم في صحيحه أن أبا الطفيل بن عامر بن واثلة آخر من مات من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن وفاته كانت سنة مائة من الهجرة" ====================== فمن كان في ذلك الوقت له سنة ونحوها لم يعش أكثر من مائة سنة قطعا. وإذا كانت الأعمار في ذلك العصر لا تتجاوز هذا الحد، فما بعده من الأعصار أولى بذلك في العادة الغالبة العامة، فإن أعمار بني آدم في الغالب كلما تأخر الزمان قصرت ولم تطل، فإن نوحا [عليه السلام] لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وآدم [عليه السلام] [1] عاش ألف سنة كما ثبت ذلك في حديث صحيح رواه الترمذي وصححه [2] ، فكان (1) عليه السلام: زيادة في (أ) ، (ب) . (2) الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: سنن الترمذي 5/123 124 (كتاب التفسير، الباب الأخير فيه) وأوله: لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه. . الحديث وفيه "قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، وقد كتبت له عمر أربعين سنة. قال: يا رب زده في عمره. قال: ذاك الذي كتب له. قال: أي رب فإنى قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. قال: ثم اسكن الجنة ما شاء الله، ثم اهبط منها، فكان آدم يعد لنفسه. قال: فآتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة. قال: بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة، فجحد فجحدت ذريته، ونسي، فنسيت ذريته. قال: فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود" . قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" : قال الألباني في تخريج "مشكاة المصابيح" للتبريزي 2/543: "وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وهو كما قالا" . وجاء حديث آخر بنفس المعنى عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في ثلاثة مواضع في السند (ط. المعارف) 4/71، 72، 252، 5/174 175. وأورد ابن كثير هذا الحديث في تفسيره لآية الدين (البقرة 282) وعلق عليه، كما أورده السيوطي في الدر المنثور 1/370. =========================== العمر في ذلك الزمان طويلا، ثم أعمار هذه الأمة ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من [1] يجوز ذلك، كما [ثبت] ذلك في [الحديث] الصحيح [2] . واحتجاجهم بحياة الخضر احتجاج باطل على باطل، فمن الذي يسلم لهم بقاء الخضر. والذي عليه سائر العلماء المحققين [3] أنه مات، وبتقدير بقائه فليس [هو] [4] من هذه الأمة [5] . (1) أ، ب: ممن. (2) ن، م: كما ذلك في الصحيح، ر، هـ، ص، و: كما ثبت ذلك في الصحيح. والحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: سنن الترمذي 3/387 (كتاب الزهد، باب ما جاء في أعمار هذه الأمة) . . . ونصه: "عمر أمتي من ستين سنة إلى سبعين" . قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من حديث أبي صالح عن أبي هريرة، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة" . والحديث في: سنن ابن ماجه 2/1415 (كتاب الزهد، باب الأمل والأجل) ونصه: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" . وصحح الألباني الحديث في "صحيح الجامع الصغير" 1/354. وانظر كلامه عليه فيه "سلسلة الأحاديث الصحيحة" 2/320 (رقم 757) . (3) أ، ب: العلماء والمحققون. (4) هو: زيادة في (أ) ، (ب) . (5) لابن حجر العسقلاني رسالة في هذا الموضوع عنوانها: "الزهر النضر في نبأ الخضر" نشرت في "مجموعة الرسائل المنبرية" 2/195 234 قال في آخرها (ص 234) : "والذي تميل إليه النفس من حيث الأدلة القوية خلاف ما يعتقده العوام من استمرار حياته" . ============================= ولهذا يوجد كثير [من الكذابين] [1] من الجن والإنس ممن يدعي أنه الخضر ويظن من رآه أنه الخضر، وفي ذلك من الحكايات الصحيحة [التي نعرفها] [2] ما يطول وصفها [هنا] [3] . وكذلك [المنتظر] [4] محمد بن الحسن، فإن عددا كثيرا من الناس يدعي كل واحد منهم أنه محمد بن الحسن، منهم من يظهر ذلك لطائفة [5] من الناس، ومنهم من يكتم ذلك ولا يظهره إلا للواحد أو الاثنين. وما من هؤلاء إلا من يظهر كذبه كما يظهر كذب من يدعي أنه الخضر. [الجواب عن كلام الرافضي على حديث المهدي من وجوه] فصل. وقوله: روى [6] ابن الجوزي بإسناده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "«يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فذلك هو المهدي»" . فيقال: الجواب من وجوه:. (1) من الكذابين: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (2) التي نعرفها: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (3) هنا: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . وفي (ر) ، (هـ) ، (ص) : ذكره هنا. (4) المنتظر: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (5) ن، م، هـ، ر: كطائفته. (6) أ، ب، قال: روى، ص، ر: قال وروى، هـ: وروى.
__________________
|
#245
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (245) صـ 95 إلى صـ 103 أحدها: أنكم لا تحتجون بأحاديث أهل السنة، فمثل هذا الحديث لا يفيدكم فائدة [1] . وإن قلتم: هو حجة على أهل السنة، فنذكر كلامهم فيه. الثاني: إن هذا من أخبار الآحاد [2] ، فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به؟ . الثالث: أن لفظ الحديث حجة عليكم لا لكم [3] ، فإن لفظه: "يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي" فالمهدي الذي أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمه محمد بن عبد الله لا محمد بن الحسن. وقد روي عن علي [- رضي الله عنه -] [4] أنه [قال: هو] [5] من ولد الحسن بن علي، لا من ولد الحسين [بن علي] [6] . وأحاديث المهدي معروفة، رواها الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي وغيرهم، كحديث عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "«لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم [7] حتى يبعث فيه رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا»" [8] . (1) أ: فإنه، وهو تحريف. وسقطت الكلمة من (ب) . (2) ن، و: أن هذا أخبار آحاد، م: أن هذه أخبار آحاد. (3) عبارة "لا لكم" : ساقطة من (أ) ، (ب) . . (4) - رضي الله عنه: ساقطة من (ن) . وفي (م) ، (و) . عليه السلام. (5) قال هو: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (6) بن علي: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (7) ن، م: لطوله الله. (8) الحديث بهذا اللفظ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في: سنن أبي داود 4/151 (كتاب المهدي) وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" 5/70، 71 وجاء حديث بسند آخر عن عبد الله بن مسعود بلفظ: "لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" في سنن أبي داود (نفس الموضع) ، سنن الترمذي 3/343 (كتاب الفتن، باب ما جاء في المهدي) وقال الترمذي: "وفي الباب عن علي، وأبي سعيد ن وأم سلمة، وأبي هريرة، هذا حسن صحيح" . وذكر الترمذي حديثا آخر عن عبد الله بن مسعود بلفظ: "يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" وهو عن أبي هريرة وأوله: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي. . . هذا حديث حسن صحيح" . وذكر الترمذي في نفس الصفحة حديثا عن أبي سعيد الخدري ولفظه: "إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا" زيد الشاك قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: "سنين" . قال: "فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله. قال الترمذي:" هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "وجاء الحديث بإسنادين مختلفين عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في المسند (ط. المعارف) 2/117 118 (حديث رقم: 773) ولفظه:" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله عز وجل رجلا منا، يملؤها عدلا كما ملئت جورا "قال الشيح أحمد شاكر رحمه الله:" إسناداه صحيحان ". وهذا الحديث عن علي - رضي الله عنه - في: سنن أبي داود (في نفس الموضع) وصححه الألباني في (صحيح الجامع الصغير) 5/71 إلا أن لفظ أبي داود:" لو لم يبق من الدهر. . . إلخ. وأورده ابن ماجه في سننه: 2/928 929 (كتاب الجهاد، باب ذكر الديلم وفضل قزوين) . حديثا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - لفظه: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوله الله عز وجل حتى يملك رجل من أهل بيتي، يملك جبل الديلم والقسطنطينية" وأورد المعلق ما يبين ضعف الحديث. ========================== الوجه الرابع: أن [1] الحديث الذي ذكره، وقوله: "«اسمه كاسمي، وكنيته كنيتي»" ولم يقل: يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي "، فلم يروه [2] أحد من أهل العلم بالحديث في كتب الحديث المعروفة بهذا" (1) أن: ساقطة من (أ) ، (ب) . (2) ب (فقط) : لم يره. ========================= اللفظ. فهذا الرافضي لم يذكر الحديث بلفظه المعروف في كتب الحديث مثل مسند أحمد [1] ، و [سنن] أبي داود [2] والترمذي، وغير ذلك من الكتب. وإنما ذكره بلفظ مكذوب لم يروه [3] أحد منهم. وقوله: إن ابن الجوزي رواه [4] بإسناده: إن أراد العالم المشهور صاحب المصنفات الكثيرة أبا الفرج، فهو [5] كذب عليه. وإن أراد سبطه يوسف بن قزأوغلي [6] صاحب التاريخ المسمى "بمرآة الزمان" وصاحب الكتاب المصنف في "الاثنى عشر" الذي سماه "إعلام الخواص" ، فهذا الرجل (1) ص، ر، هـ: مسند الإمام أحمد بن حنبل. (2) ن، م: وأبي داود. (3) أ، ب، و، هـ: لم يذكره. (4) ن، م: روي. (5) ن، م، هـ، و: فهذا. (6) ب: بن غزاوغلي، ن، أ، م، و: قزعلي، هـ، ر، ص: قزغل. وهو أبو المظفر يوسف بن قزأوغلي أو قزغلي بن عبد الله، سبط أبي الفرج ابن الجوزي. وقزأوغلي لفظ تركي معناه "سبط" أو "ابن البنت" . وهو مؤرخ واعظ، ولد ببغداد سنة: 581، وانتقل إلى دمشق وعاش فيها وتوفي بها سنة: 654، من كتبه "مرآة الزمان" ، "تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة" أو "تذكرة الخواص" وطبع بالنجف عام 1383 1964. قال الذهبي في ترجمته (ميزان الاعتدال) 4/471: "روى عن جده وطائفة، وألف كتاب" مرآة الزمان "فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة فيما ينقله، بل يجنف ويجازف، ثم إنه ترفض، وله مؤلف في ذلك. . . قال الشيخ محيي الدين السوسي: لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا رحمه الله كان رافضيا" . وانظر ترجمته أيضا في لسان الميزان 6/328، ذيل مرآة الزمان لقطب الدين اليونيني (ط. حيدر آباد، 1374 1954) 1/39، 43، شذرات الذهب 5/266 267، السلوك للمقريزي 1/401، البداية والنهاية 13/194 195، الأعلام 9/324، معجم المؤلفين 13/324. ====================== يذكر في مصنفاته أنواعا من الغث والسمين، ويحتج في أغراضه بأحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة، وكان يصنف بحسب مقاصد الناس: يصنف للشيعة ما يناسبهم ليعوضوه بذلك، ويصنف على مذهب أبي حنيفة لبعض الملوك لينال بذلك أغراضه، فكانت طريقته طريقة الواعظ الذي قيل له: ما مذهبك؟ قال في أي مدينة؟ . ولهذا يوجد في بعض كتبه [ثلب] [1] الخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم لأجل مداهنة [2] من قصد بذلك من الشيعة، ويوجد في بعضها تعظيم الخلفاء الراشدين وغيرهم. ولهذا لما كان الحديث المعروف عند السلف [3] والخلف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في المهدي: "«يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»" صار يطمع كثير من الناس في [4] أن يكون هو المهدي، حتى سمى المنصور ابنه محمدا ولقبه بالمهدي مواطأة لاسمه [5] باسمه واسم أبيه باسم أبيه، ولكن لم يكن هو الموعود به. وأبو عبد الله محمد بن التومرت [الملقب بالمهدي، الذي ظهر بالمغرب، ولقب طائفته بالموحدين، وأحواله معروفة، كان يقول: إنه المهدي] [6] المبشر به وكان أصحابه يخطبون له على منابرهم، فيقولون في (1) ثلب: ساقطة من (ن) . (2) أ، ب: مذاهب، ن: مذاهبه، ر، ص: مداهنته. (3) ن: عند أهل السلف. (4) في: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (5) أ، ب: اسمه (6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . ======================= خطبتهم [1] : الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، الذي بشرت به في صريح وحيك، الذي اكتنفته بالنور الواضح، والعدل اللائح، الذي ملأ البرية قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا "." وهذا الملقب بالمهدي ظهر سنة بضع وخمسمائة [2] وتوفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وكان ينتسب [3] إلى أنه من ولد الحسن، لأنه كان أعلم بالحديث، فادعى أنه هو المبشر به، ولم يكن الأمر كذلك، ولا ملأ الأرض كلها قسطا ولا عدلا، بل دخل في أمور منكرة، وفعل أمورا حسنة. وقد ادعى قبله أنه المهدي عبيد الله [4] بن ميمون القداح [5] ، ولكن لم (1) في خطبتهم: كذا في (أ) ، (ب) ، وفي سائر النسخ: في الخطبة. (2) أ، ب، ص، ر: تسع وخمسمائة، هـ: تسع وخمسين وخمسمائة. وسبقت ترجمة ابن التومرت، وذكرت أنه قد اختلف في سنة مولده ولكنه توفي سنة 524 وعمره يتراوح ما بين 51 عاما، 55 عاما. (3) ن، م: ينسب. (4) هـ: عبد الله. (5) يقصد ابن تيمية به عبيد الله المهدي، الذي يرى بعض المؤرخين أنه من نسل عبد الله بن ميمون القداح، ويسميه ابن طاهر البغدادي: "سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن ميمون بن ديصان القداح" ويذكر أنه غير اسم نفسه ونسبه وقال لأتباعه أنه: "عبيد الله بن الحسين بن إسماعيل بن جعفر الصادق" . ويذكر البعض أن عبيد الله هذا ابن رجل يهودي كان يعمل حدادا بسلمية، ولما مات أبوه تزوجت أمه أحد الأشراف العلويين، وقام هذا الشريف بتربية الطفل حتى إذا كبر ادعى لنفسه نسبا علويا. وقد ولد عبيد الله سنة: 259 وتوفي سنة: 322 وهو الذي أسس دولته بالمغرب (التي عرفت بالدولة الفاطمية) سنة: 297 وتمكن خلفاؤه من فتح مصر في زمن المعز لدين الله الفاطمي سنة: 358. انظر: الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 70، كتاب "طائفة الإسماعيلية" تأليف الدكتور محمد كامل حسين، ط. القاهرة، 1959، كتاب "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" الدكتور علي سامي النشار 2/478 - 511، ط. المعارف، القاهرة، 1964، "الحاكم بأمر الله" للأستاذ محمد عبد الله عنان، ص 47 - 75، ط. لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1379/1959، الأعلام 4/286، 353. ======================= يوافق في الاسم ولا اسم الأب [1] وهذا ادعى أنه من ولد محمد بن إسماعيل بن جعفر [2] وأن ميمونا هذا هو [3] محمد بن إسماعيل، وأهل المعرفة بالنسب وغيرهم من علماء المسلمين [يعلمون] [4] أنه كذب في دعوى نسبه، وأن أباه كان يهوديا ربيب مجوسي، فله نسبتان: نسبة إلى اليهود، ونسبة إلى المجوس. وهو وأهل بيته كانوا ملاحدة، وهم أئمة الإسماعيلية، الذين قال فيهم العلماء: "إن [5] ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض" . وقد صنف العلماء كتبا في كشف أسرارهم، وهتك أستارهم، وبيان كذبهم في دعوى النسب ودعوى الإسلام، وأنهم بريئون من النبي - صلى الله عليه وسلم - نسبا ودينا. وكان هذا المتلقب [6] بالمهدي عبيد الله بن ميمون قد ظهر سنة تسع وتسعين ومائتين وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وانتقل الأمر إلى (1) أ، ب: واسم الأب. (2) بن جعفر: ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) هو: في (ن) ، (م) فقط. (4) يعلمون: ساقطة من (ن) ، (م) . (5) إن: ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) ن، م، هـ، ر، ص، و: كان هذا الملقب. ======================= ولده القائم، ثم ابنه المنصور، ثم ابنه المعز الذي بنى القاهرة، ثم العزيز، ثم الحاكم، ثم الظاهر ابنه، ثم المستنصر [ابنه] [1] وطالت مدته، وفي زمنه كانت فتنة البساسيري، وخطب له ببغداد عاما كاملا [2] وابن الصباح الذي أحدث السكين للإسماعيلية [3] ، هو من أتباع هؤلاء [4] . وانقرض ملك هؤلاء في الديار المصرية سنة ثمان وستين وخمسمائة، فملكوها أكثر من مائتي سنة، وأخبارهم عن العلماء مشهورة بالإلحاد والمحادة لله ورسوله، والردة والنفاق. والحديث الذي فيه: "«لا مهدي إلا عيسى ابن مريم»" رواه ابن ماجه (1) ابنه: زيادة في (أ) ، (ب) . (2) هو أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري، قائد تركي الأصل عمل للخليفة القائم العباسي، ثم خرج عليه، فأخرجه القائم من بغداد، ولكنه أراد أن يخطب للفاطميين ويأخذ البيعة للخليفة المستنصر الفاطمي، فتغلب عليه أعوان القائم وقتلوه سنة: 451. انظر ترجمته في: النجوم الزاهرة 5 (3) أ، ب: أخذت السكين للإسماعيلية، هـ، ر: أحدث السكين الإسماعيلية. (4) الحسن بن علي بن محمد بن جعفر بن صباح الحميري ولد سنة: 428 وتوفي سنة: 518 مؤسس فرقة الحشاشين، وصاحب الدعوة النزارية من فرقة الإسماعيلية، استولى على قلعة الألموت سنة: 483 وجعلها مركزا لدعوته حتى عام: 654 حين استولى عليها هولاكو وهدمها مع سائر قلاعهم، واتخذ الحسن بن صباح مبدأ القتل والاغتيال وسيلة لتحقيق أهدافه. انظر عنه وعن أتباعه: طائفة الإسماعيلية، ص [0 - 9] 2 90، الملل والنحل 1/175 178، برنارد لويس: الدعوة الإسماعيلية الجديدة ط. دار الفكر، بيروت، 1391/1971، دائرة المعارف الإسلامية، مادة "الحسن بن الصباح" ، تاريخ الدعوة الإسماعيلية لمصطفى غالب، ص [0 - 9] 62290 ===================== وهو حديث ضعيف رواه عن يونس (* عن الشافعي عن شيخ [مجهول] [1] من أهل اليمن، لا تقوم بإسناده حجة، وليس هو في مسنده، بل مداره على يونس *) [2] بن عبد الأعلى [3] ، وروي عنه أنه قال: حدثت عن الشافعي [4] ، وفي "الخلعيات [5]" وغيرها: "حدثنا يونس عن الشافعي" لم يقل: "حدثنا الشافعي" ثم قال: "عن حديث محمد بن خالد الجندي" وهذا تدليس يدل على توهينه [6] . [ومن الناس من يقول: إن الشافعي لم يروه] [7] (1) مجهول: ساقطة من (ن) ، (م) . (2) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) . (3) الحديث في: سنن ابن ماجه 2/1340 - 1341 (كتاب الفتن، باب شدة الزمان) ونصه: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم" . وتكلم الألباني على الحديث كلاما مفصلا في "سلسلة الأحاديث الموضوعة" 1 - 105 (حديث رقم: 77) وقال عنه: إنه منكر، وأن الذهبي قال في "الميزان" إنه خبر منكر وقال الصغاني: "موضوع" كما في: "الأحاديث الموضوعة" للشوكاني (ص [0 - 9] 95) . (4) أ، ب: قال: حديث الشافعي، ن، هـ، ص: قال: حديث عن الشافعي، و: قال حدثت الشافعي. (5) أ: الخلفيات، ص: الخلصيات. (6) أ، ن، م: توهينه الحديث، ب: توهين الحديث. (7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) . ====================== [كلام الرافضي على عصمة الأئمة والرد عليه] (فصل) [1] . قال الرافضي [2] : "فهؤلاء الأئمة الفضلاء المعصومون [3] ، الذين بلغوا الغاية في الكمال، ولم يتخذوا ما اتخذ غيرهم من الأئمة المشتغلين بالملك وأنواع المعاصي والملاهي، وشرب الخمور والفجور، حتى فعلوا بأقاربهم على ما هو [4] المتواتر بين الناس. قالت الإمامية: فالله يحكم بيننا وبين هؤلاء، وهو خير الحاكمين" . قال أي ابن المطهر بعد الكلام السابق مباشرة ص 107 (م) .: "وما أحسن قول الشاعر [5]" إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا ... وتعلم أن الناس في نقل أخبار فدع عنك قول الشافعي ومالك ... وأحمد والمروي عن كعب أحبار ووال أناسا قولهم وحديثهم ... روى جدنا عن جبرئيل عن الباري "." والجواب من وجوه: أحدها: أن يقال: أما دعوى العصمة في هؤلاء فلم تذكر [6] عليها حجة إلا ما ادعيته [7] من أنه يجب على الله أن يجعل للناس إماما معصوما، (1) ص، ر، هـ: الفصل الثالث عشر (2) في (ك) . ص 106 (م) 107 (م) . (3) ك: المعصومون - عليهم السلام -. (4) ب: حتى فعلوا بأقاربهم ما هو، ن، م، ص، هـ، ر، و، أ: حتى ما قاربهم أحد على ما هو. والثبت من (ك) . (5) و: ما أحسن قول الناس شعرا، ك: وما أحسن قول بعض الناس. (6) ن، م: فلم يدرك، وهو خطأ، ب، ر، هـ: فلم يذكر. (7) ب: ما ادعاه، ن: ما ادعيه.
__________________
|
#246
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (246) صـ 104 إلى صـ 112 ليكون لطفا ومصلحة في التكليف، وقد تبين فساد هذه الحجة من وجوه: أدناها أن هذا مفقود [1] لا موجود، فإنه لم يوجد إمام معصوم حصل به لطف و [لا] مصلحة [2] ، ولو لم يكن في الدليل على [انتفاء] [3] ذلك إلا المنتظر الذي قد علم بصريح العقل أنه لم ينتفع به أحد، [لا] [4] في دين ولا دنيا، ولا حصل لأحد من المكلفين به مصلحة ولا لطف، لكان هذا دليلا على بطلان قولهم، فكيف مع كثرة الدلائل على ذلك؟ . الوجه الثاني: أن قوله: "كل واحد من هؤلاء قد بلغ الغاية؟ في الكمال" هو قول مجرد عن الدليل، والقول بلا علم يمكن كل أحد أن يقابله بمثله. وإن ادعى المدعي هذا الكمال فيمن هو أشهر في العلم والدين من العسكريين وأمثالهما من الصحابة والتابعين، وسائر أئمة المسلمين، لكان ذلك أولى بالقبول. ومن طالع أخبار الناس علم أن الفضائل العلمية والدينية المتواترة عن غير واحد من الأئمة أكثر مما ينقل عن العسكريين وأمثالهما من الكذب، دع الصدق [5] . الثالث: أن قوله: "هؤلاء الأئمة" إن أراد بذلك [6] أنهم كانوا ذوي سلطان وقدرة معهم السيف [7] ، فهذا كذب ظاهر، وهم لا يدعون ذلك، (1) ن، م: مقصود، وهو تحريف. (2) ولا مصلحة: في (أ) ، (ب) فقط. وفي سائر النسخ: ومصلحة. (3) انتفاء: ساقطة من (ن) ، (م) . (4) لا: زيادة في (أ) ، (ب) . (5) أ، ب، ر، هـ، ص: من الصدق. (6) أ: بقوله، ب: به. (7) أ: السيب، وهو تحريف. بل يقولون: إنهم عاجزون ممنوعون مغلوبون مع الظالمين، لم يتمكن أحد منهم من الإمامة، إلا علي بن أبي طالب، مع أن الأمور استصعبت عليه، ونصف الأمة - أو أقل أو أكثر - لم يبايعوه، بل كثير منهم قاتلوه وقاتلهم، وكثير منهم لم يقاتلوه [1] ولم يقاتلوا معه، وفي هؤلاء من هو أفضل من الذين قاتلوه وقاتلوا معه [2] ، وكان فيهم من فضلاء المسلمين من لم يكن مع علي مثلهم [3] ، بل الذين تخلفوا عن القتال معه وله كانوا أفضل ممن قاتله وقاتل معه. وإن أراد أنه [4] كان لهم علم ودين يستحقون به أن يكونوا أئمة، فهذه الدعوى إذا صحت لا توجب كونهم أئمة يجب على الناس طاعتهم، كما أن استحقاق الرجل أن يكون إمام مسجد لا يجعله إماما، واستحقاقه أن يكون قاضيا [لا يصيره قاضيا] [5] ، واستحقاقه أن يكون أمير الحرب لا يجعله أمير الحرب. والصلاة لا تصح إلا خلف من يكون إماما بالفعل، ولا خلف من ينبغي أن يكون إماما. وكذلك الحكم بين الناس إنما يفصله [6] ذو سلطان وقدرة لا من يستحق أن يولى القضاء، وكذلك الجند إنما يقاتلون مع أمير عليهم لا مع من لم يؤمر وإن كان يستحق [7] أن يؤمر. (1) ن، م: لم يقاتلهم. (2) (22) : ساقط من (ب) فقط. (3) مثلهم: ساقطة من (أ) ، (ب) . (4) أ، ب: وإن أراد به. . (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط. (6) ر: يفضله. (7) وإن كان يستحق: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: وإن استحق. ففي الجملة الفعل مشروط بالقدرة، فكل من ليس له قدرة وسلطان على الولاية والإمارة لم يكن إماما، وإن كان يستحق [1] أن يجعل له قدرة حتى يتمكن، فكونه يسوغ [2] أن يمكن أو يجب أن يمكن [3] ليس هو نفس التمكن، والإمام هو المتمكن القادر [الذي له سلطان] [4] ، وليس في هؤلاء من هو كذلك إلا علي [رضي الله عنه] [5] كما تقدم. الوجه الرابع: أن يقال: ما تعنون بالاستحقاق؟ أتعنون أن الواحد من هؤلاء كان يجب أن يولى الإمامة دون سائر قريش؟ أم تريدون أن الواحد [منهم] [6] من جملة من يصلح للخلافة؟ فإن أردتم الأول فهو ممنوع مردود، وإن أردتم الثاني فذلك قدر مشترك بينهم [7] وبين خلق كثير من قريش. [الوجه الخامس: أن يقال الإمام هو الذي يؤتم به [8] ] [9] وذلك على وجهين: أحدهما: أن يرجع إليه في العلم والدين بحيث يطاع باختيار المطيع، لكونه عالما بأمر الله عز وجل آمرا به، فيطيعه المطيع لذلك، وإن كان عاجزا عن إلزامه [10] الطاعة. (1) أ، ب: استحق. (2) أ، ب: يشرع. (3) ن، م: أن يكون، وهو تحريف. (4) ما بين المعقوفتين زيادة في (و) فقط. (5) - رضي الله عنه: زيادة في (ص) فقط. (6) منهم: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (7) ب: بينه. وسقطت الكلمة من (أ) . (8) أ: من يقوم به، ب: من يقتدى به. (9) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) . (10) أ، ب: إلزامهم. والثاني: أن يكون صاحب يد وسيف، بحيث يطاع طوعا وكرها لكونه [1] قادرا على إلزام المطيع بالطاعة. وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [سورة النساء: 59] قد فسر بالأمراء [2] بذوي القدرة كأمراء الحرب، وفسر بأهل العلم والدين، وكلاهما حق. وهذان الوصفان كانا كاملين في الخلفاء الراشدين، فإنهم كانوا كاملين في العلم والعدل والسياسة والسلطان، وإن كان بعضهم أكمل في ذلك من بعض، فأبو بكر، وعمر أكمل في ذلك من عثمان وعلي، وبعدهم لم يكمل أحد في هذه الأمور إلا عمر بن عبد العزيز، بل قد يكون [الرجل] [3] أكمل في العلم والدين ممن [يكون] [4] له سلطان، وقد يكون أكمل في السلطان ممن هو أعلم منه وأدين. وهؤلاء إن أريد بكونهم أئمة أنهم ذوو سلطان فذلك باطل [5] ، وهم لا يقولونه. وإن أريد بذلك أنهم أئمة في العلم والدين يطاعون مع عجزهم عن إلزام غيرهم بالطاعة، فهذا قدر مشترك بين كل من كان متصفا بهذه الصفات. ثم إما أن يقال: قد كان في أعصارهم من هو أعلم منهم وأدين، إذ (1) لكونه: ساقطة من (أ) ، (ب) . (2) أ: فسر الأمر، ب: فسر أولو الأمر. (3) الرجل: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (4) يكون: زيادة في (أ) ، (ب) . (5) أ، ب:. . سلطان فباطل. . العلم المنقول عن غيرهم أضعاف العلم المنقول عنهم، وظهور آثار غيرهم في الأمة أعظم من ظهور آثارهم في الأمة، والمتقدمون منهم كعلي بن الحسين، وابنه أبي جعفر، وابنه جعفر بن محمد قد نقل [1] عنهم من العلم قطعة معروفة، وأخذ عن غيرهم أكثر من ذلك بكثير كثير، وأما من بعدهم فالعلم المأخوذ عنهم قليل جدا، ولا ذكر لأحد منهم في رجال أهل العلم المشاهير بالرواية والحديث والفتيا، ولا غيرهم من المشاهير بالعلم. وما يذكر لهم من المناقب والمحاسن، فمثله يوجد لغيرهم من الأئمة [2] . وإما أن يقال: إنهم أفضل الأمة في العلم والدين. فعلى التقديرين فإمامتهم على هذا الاعتبار لا ينازع فيها أهل السنة، فإنهم متفقون على أنه يؤتم [3] بكل أحد فيما يأمر به [من طاعة الله] [4] ويدعو إليه من دين الله ويفعله مما يحبه الله، فما فعله هؤلاء من الخير ودعوا إليه من الخير فإنهم أئمة فيه يقتدى بهم في ذلك [5] . قال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [سورة السجدة: 24] ، وقد قال تعالى لإبراهيم: {إني جاعلك للناس إماما} [سورة البقرة: 124] ، ولم يكن ذلك بأن جعله ذا سيف يقاتل (1) أ، ب: أخذ. (2) أ، ب: لكثير غيرهم من الأمة، ص، ر، هـ: لغيرهم من الأمة. (3) متفقون على أنه يؤتم: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: يرون أنه يأتم. (4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (5) ن، م: يقتدى بهم فيه. به جميع الناس، بل جعله [بحيث] [1] يجب على الناس اتباعه، سواء أطاعوه أم عصوه. فهؤلاء في الإمامة [2] في الدين أسوة [3] أمثالهم، فأهل السنة مقرون بإمامة هؤلاء فيما دلت الشريعة على الائتمام بهم فيه، (* وعلى الإمامة فيما يمكن الائتمام بهم فيه *) [4] ، كما أن هذا الحكم ثابت لأمثالهم مثل أبي بكر، وعمر وعثمان، وابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ، وأبي الدرداء وأمثالهم من السابقين الأولين، ومثل سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وخارجة بن زيد. وهؤلاء هم [5] فقهاء المدينة (* السبعة الذين قيل فيهم: إذا قيل من في العلم سبعة أبحر ... مقالة حق [6] ليست عن الحق خارجه فقل هم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سليمان خارجه *) [7] . ومثل علقمة، والأسود بن يزيد [8] وأسامة [9] ومحمد بن سيرين، والحسن البصري، ومثل سالم بن عبد الله بن عمر، ومثل هشام بن عروة (1) بحيث: في (أ) ، (ب) فقط. (2) أ، ب: فهؤلاء الإمامية، و: فهؤلاء في الأمة. (3) ن: سواء. (4) ساقط من (أ) ، (ب) . (5) هم: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (و) . (6) حق: ساقطة من (ر) . (7) ما بين النجمتين في (ص) ، (ر) فقط. ولا يوجد إلا كلمة "السبعة" في (ن) ، (م) ، (و) ، (هـ) . وسقطت هذه الكلمة أيضا من (أ) ، (ب) . (8) أ، ب: والأسود بن زيد. (9) وأسامة: زيادة في (أ) ، (ب) . وعبد الرحمن بن القاسم، وعبيد الله بن عمر [1] والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي الزناد، ومثل مالك، والأوزاعي، والليث بن سعد، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم [2] . لكن المنقول الثابت عن بعض هؤلاء من الحديث والفتيا قد يكون أكثر من المنقول الثابت عن الآخر، فتكون شهرته لكثرة علمه أو لقوة حجته أو نحو ذلك، وإلا فلا يقول أهل السنة: إن يحيى بن سعيد، وهشام بن عروة، وأبا الزناد أولى بالاتباع من جعفر بن محمد، ولا يقولون: إن الزهري، ويحيى بن أبي كثير، وحماد بن أبي سليمان [3] ومنصور بن المعتمر أولى بالاتباع من أبيه [4] أبي جعفر الباقر، ولا يقولون: إن القاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وسالم بن عبد الله أولى بالاتباع من علي بن الحسين، بل كل [واحد من] [5] هؤلاء ثقة فيما ينقله، مصدق في ذلك، وما بينه من دلالة الكتاب والسنة على أمر من الأمور فهو من العلم الذي يستفاد منه، فهو مصدق في الرواية والإسناد، مقبول في الدلالة والإرشاد [6] ، وإذا أفتى بفتيا (1) وعبيد الله بن عمر: في (ن) ، (م) ، (و) ، (هـ) فقط. (2) يوجد اختلاف في ترتيب الأسماء السابقة بين النسخ المختلفة. (3) أ: وحماد بن أبي سلمة وسليمان، ب، ر: وحماد بن أبي سلمة وسليمان بن يسار. وما أثبته في سائر النسخ. وأبو مسلم حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري الكوفي الفقيه. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 3/16 18. (4) ن: من ابنه، وهو خطأ. (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (6) (6 - 6) : ساقط من (أ) ، (ب) . وعارضه [غيره] [1] رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله كما أمر الله سبحانه بذلك [2] . وهذا حكم الله ورسوله بين هؤلاء جميعهم، وهكذا كان المسلمون على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، و [عهد الخلفاء الراشدين] [3] . الوجه السادس [4] : أن يقال: قوله: "لم يتخذوا ما اتخذه غيرهم من الأئمة المشتغلين بالملك والمعاصي" كلام باطل. وذلك أنه إن أراد أهل السنة يقولون: إنه يؤتم بهؤلاء الملوك فيما يفعلونه من معصية الله فهذا كذب عليهم فإن علماء أهل السنة المعروفين بالعلم [عند أهل السنة] [5] متفقون على أنه لا يقتدى بأحد في معصية الله، ولا يتخذ إماما في ذلك. وإن أراد أن أهل السنة يستعينون بهؤلاء الملوك فيما يحتاج إليهم فيه من طاعة الله [6] ، ويعاونونهم على ما يفعلونه من طاعة الله، فيقال لهم [7] : إن كان اتخاذهم أئمة بهذا الاعتبار محذورا، فالرافضة أدخل منهم في ذلك، فإنهم دائما يستعينون بالكفار والفجار على مطالبهم، ويعاونون الكفار [والفجار] [8] على كثير من مآربهم، وهذا أمر مشهود [9] في كل زمان (1) غيره: ساقطة من (ن) . وفي (م) : وعارضه آخر. (2) أ، ب: كما أمر بذلك. (3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . وفي (أ) ، (ب) : وعهد خلفائه الراشدين - رضي الله عنهم -. (4) ن، م، و: الخامس، وهو خطأ. (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (6) أ، ب: فيما يحتاج إليه في طاعة الله. (7) ب (فقط) : له. (8) والفجار: ساقطة من (ن) ، (م) . (9) ن، م، هـ، و: مشهور. ومكان، ولو لم يكن إلا صاحب هذا الكتاب "منهاج الندامة" وإخوانه، فإنهم يتخذون المغل والكفار أو الفساق أو الجهال أئمة بهذا الاعتبار. الوجه السابع [1] : أن يقال: الأئمة الذين هم مثل هؤلاء الذين ذكرهم في كتابه وادعى عصمتهم ليس لهم سلطان تحصل به مقاصد [2] الإمامة، ولا يكفي الائتمام بهم في طاعة الله، ولا في تحصيل ما لا بد منه مما يعين على طاعة الله، فإذا لم يكن لهم ملك ولا سلطان لم يمكن أن تصلى خلفهم جمعة [ولا جماعة] [3] ، ولا يكونون أئمة في الجهاد ولا في الحج، ولا تقام بهم الحدود، ولا تفصل بهم الخصومات، ولا يستوفي الرجل بهم حقوقه التي عند الناس والتي في بيت المال، ولا يؤمن بهم السبل [4] ، فإن هذه الأمور كلها تحتاج إلى قادر يقوم بها، ولا يكون قادرا إلا من له أعوان على ذلك. وهؤلاء لم يكونوا قادرين على ذلك، بل القادر على ذلك كان غيرهم، فمن طلب هذه الأمور من إمام عاجز عنها [5] كان جاهلا ظالما، ومن استعان عليها بمن هو قادر عليها كان عالما [6] مهتديا مسددا، فهذا يحصل مصلحة دينه ودنياه، والأول تفوته مصلحة دينه ودنياه. الوجه الثامن [7] : أن يقال: دعوى كون جميع الخلفاء كانوا مشتغلين بما (1) ن، م، و: السادس. (2) ص، ر، و، هـ: سلطان يقتدى به في مقاصد. . . (3) ولا جماعة: ساقطة من (ن) ، (م) . (4) أ، ب، هـ، ر: السبيل. (5) عنها: ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) عالما: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (ص) ، (ر) ، (هـ) . (7) ن، م، و،: السابع.
__________________
|
#247
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (247) صـ 113 إلى صـ 121 ذكره من الخمور والفجور كذب عليهم. والحكايات المنقولة في ذلك فيها ما هو كذب، وقد علم أن فيهم العدل الزاهد [1] كعمر بن عبد العزيز والمهدي بالله [2] ، وأكثرهم لم يكن مظهرا لهذه المنكرات من خلفاء بني أمية، وبني العباس، وإن كان أحدهم قد يبتلى ببعض الذنوب، وقد يكون تاب منها، وقد يكون له حسنات كثيرة تمحو تلك السيئات، وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه خطاياه [3] . ففي الجملة الملوك حسناتهم كبار وسيئاتهم كبار [4] ، والواحد من هؤلاء وإن كان له ذنوب ومعاص لا تكون لآحاد المؤمنين، فلهم من الحسنات ما ليس لآحاد المسلمين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود وجهاد العدو وإيصال كثير من الحقوق إلى مستحقيها ومنع كثير من الظلم وإقامة كثير من العدل. ونحن لا نقول: إنهم كانوا سالمين من (* المظالم والذنوب، كما لا نقول: إن أكثر المسلمين كانوا سالمين من *) [5] ذلك، لكن نقول: وجود الظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة أمورهم [6] وعامتهم، لا يمنع أن يشارك فيما يعمله من طاعة الله. وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في (1) أ، ن، م: العدل والزهد، ب: العدل والزاهد. (2) أ، ب: والمهتدي بالله. (3) أ، ب: تكفرها عنه. (4) أ: حسناتهم كثار وسيئاتهم، ب: حسناتهم كثيرة وسيئاتهم. (5) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) ، (ر) . (6) أ، ب: المسلمين وولاة الأمور. . معصيته [1] ، ولا ضرر على من وافق رجلا [2] في طاعة الله إذا انفرد ذلك عنه بمعصية لم يشركه فيها، كما أن الرجل إذا حج مع الناس، فوقف معهم وطاف، لم يضره كون بعض الحجاج له مظالم وذنوب ينفرد بها، وكذلك إذا شهد مع الناس الجمعة والجماعة ومجالس العلم وغزا معهم، لم يضره أن يكون [3] بعض المشاركين له في ذلك له ذنوب يختص بها، فولاة الأمور بمنزلة غيرهم، يشاركون فيما يفعلونه من طاعة الله، ولا يشاركون فيما يفعلونه من معصية الله. وهذه كانت سيرة أئمة [4] أهل البيت مع غيرهم، فمن اتبعهم في ذلك فهو المقتدي بهم، دون من تبرأ من السابقين الأولين، وجمهور أهل العلم والدين، وظاهر على عدواتهم الكفار والمنافقين، كما يفعله من يفعله من الرافضة الضالين. الوجه التاسع [5] : أن يقال: إمام قادر ينتظم به أمر الناس في أكثر مصالحهم، بحيث تأمن به السبل [6] ويقام به ما يقام من الحدود، ويدفع به ما يدفع من الظلم، ويحصل به ما يحصل من جهاد العدو، ويستوفى به ما يستوفى من الحقوق، خير من إمام معدوم لا حقيقة له. (1) ن، م، هـ: لا في معصية الله. (2) رجلا: ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) أ، ب: لم يضره كون. . (4) أئمة: ساقطة من (أ) ، (ب) . (5) ن، م، و: الثامن. (6) أ: يأمن بهم السبيل، ب: يؤمن به السبيل. والرافضة تدعو [1] إلى إمام معصوم، وليس عندهم في الباطن إلا إمام معدوم، وفي الظاهر إمام كفور أو ظلوم [2] . فأئمة أهل السنة، ولو فرض ما فرض فيهم من الظلم والذنوب، خير من الأئمة الظاهرين الذين يعتقدهم الرافضة [3] ، وخير من إمام معدوم لا حقيقة له. وأما الأئمة الباقون الذين كانوا موجودين فأولئك يأتم بهم أهل السنة كما يأتمون بأمثالهم، فهو وأمثالهم أئمة، ومن ائتم بهؤلاء مع أمثالهم [4] من سائر المسلمين كان خيرا ممن ائتم بهم وحدهم، فإن العلم رواية ودراية، كلما كثر فيه العلماء واتفقوا على ذلك [5] كان أقوى وأولى الاتباع، فليس عند الشيعة خير إلا وأهل السنة يشركونهم [فيه، والخير الذي اختص به أهل السنة] [6] لا يشركهم فيه الشيعة. الوجه العاشر [7] : أن يقال: ما ذكره هذا الإمامي يمكن كل واحد من أهل السنة أن يعارضه بما هو أقوى منه، فإنه يقول عن مثل سعيد بن المسيب، وعلقمة، والأسود، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن سيرين، ومطرف بن الشخير، ومكحول، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير (1) أ، ب، م: يدعون. (2) ن، م: إمام كفور وظلوم، هـ، ر، ص، و: إما كفور أو ظلوم. (3) ن: يعتقد بهم الرافضة، أب: تعتمدهم الرافضة، ر، هـ، ص، و: تعتضد بهم الرافضة. (4) أ، ب: بهؤلاء وأمثالهم، ن: بهؤلاء فيه مع أمثالهم. (5) ب (فقط) : واتفقوا عليه. (6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط. (7) ن، م، و: التاسع. وسالم بن عبد الله، ومن شاء الله من التابعين وتابعيهم، هؤلاء هم الأئمة [1] فيما يمكن الائتمام بهم فيه من الدين مع الائتمام بالملوك فيما يحتاج فيه إلى الائتمام بهم فيه من الدين [2] . وعلي بن الحسين وابنه وجعفر بن محمد وغيرهم هم أيضا [من أئمة] [3] أهل السنة [والجماعة] [4] بهذا الاعتبار، فلم تأتم الشيعة بإمام ذي علم وزهد إلا وأهل السنة يأتمون به أيضا [5] وبجماعات [6] آخرين يشاركونهم في العلم والزهد، بل هم أعلم منه وأزهد. وما اتخذ أهل السنة إماما من أهل المعاصي [7] إلا وقد اتخذت الشيعة إماما من أهل المعاصي شرا منه، فأهل السنة [أولى بالائتمام بأئمة العدل فيما يمكن الائتمام بهم فيه، وأبعد عن الائتمام [8] بأئمة الظلم في غير ما هم ظالمون فيه، فهم] [9] خير من الشيعة في الطرفين. الوجه الحادي عشر [10] : قوله: "قالت الإمامية فالله يحكم بيننا وبين هؤلاء وهو خير الحاكمين" . (1) أ، ب: هؤلاء أئمة. (2) ساقط من (أ) ، (ب) . (3) من أئمة: ساقطة من (ن) ، أئمة: ساقطة من (م) ، من: ساقطة من (أ) ، (ب) . (4) والجماعة: ساقطة من (ن) ، (م) . (5) أيضا: ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) أ، ب، ص: وبجماعة. (7) أ، م، ر، هـ: إماما في المعاصي، ن: إما في المعاصي. (8) (8 - 8) : ساقط من (أ) ، (ب) . (9) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (10) ن، م، و: الوجه العاشر. فيقال للإمامية: إن الله قد حكم بينهم [في الدنيا] [1] بما أظهره من الدلائل والبينات، وبما نصر به أهل الحق [2] عليكم، فهم ظاهرون عليكم بالحجة والبيان، وباليد والسنان [3] ، كما أظهر دين نبيه على سائر الأديان. قال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [سورة التوبة: 33] وكان من دينه [4] قول أهل السنة الذي [5] خالفتموهم [فيه] [6] ، فإنه ظاهر عليكم بالحجة والسنان [7] ، كظهور دين محمد - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأديان، ولم يظهر دين محمد - صلى الله عليه وسلم - قط على غيره من الأديان إلا بأهل السنة، كما ظهر في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان - رضي الله عنهم - ظهورا لم يحصل لشيء من الأديان. وعلي - رضي الله عنه - مع أنه من الخلفاء الراشدين، ومن سادات السابقين الأولين، فلم [8] يظهر في خلافته دين الإسلام، بل وقعت الفتنة بين أهله، وطمع فيهم عدوهم من [الكفار و] النصارى [9] والمجوس (1) في الدنيا: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (2) أ، ب: وبما يظهر أهل الحق. . . (3) أ، ب: واللسان. (4) أ، ب: ومن كان من دينه. . . (5) ن، م، ص: الذين. (6) فيه: ساقطة من (ن) ، (م) . (7) أ، ب: واللسان. (8) ب (فقط) : لم. (9) ن، م: من النصارى. بالشام والمشرق. وأما بعد علي فلم يعرف أهل علم ودين (*، ولا أهل يد وسيف، نصر الله بهم الإسلام إلا أهل السنة. وأما الرافضة فإما أن تعاون [1] أعداء الإسلام، وإما أن *) [2] تمسك عن نصر الطائفتين. ولا ريب أن الله تعالى يحكم يوم القيامة بين السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وبين من عاداهم من الأولين والآخرين، كما يحكم بين المسلمين والكفار [3] . الوجه الثاني عشر [4] : أن يقال: هذا التظلم ممن هو؟ إن قلتم: ممن ظلم عليا، كأبي بكر، وعمر على زعمكم، فيقال لكم: الخصم في هذا [5] علي، وقد مات كما مات أبو بكر، وعمر، وهذا أمر لا يتعلق بنا ولا بكم إلا بطريق بيان الحق وموالاة أهله. ونحن نبين بالحجج الباهرة أن أبا بكر، وعمر أولى بالعدل من كل أحد سواهما من هذه الأمة، وأبعد عن الظلم من كل من سواهما، وأن عليا لم يكن يعتقد أنه إمام الأمة دونهما، كما يذكر هذا في موضعه [إن شاء الله تعالى] [6] . وإن قلتم: نتظلم من الملوك الذين منعوا هؤلاء حقوقهم من الإمامة، فهذا فرع على كون هؤلاء [الاثنى عشر] [7] كانوا يطلبون (1) أ، ب: أن يعاونوا. (2) ما بين النجمتين ساقط من (م) . (3) ص، هـ: بين المسلمين وغيرهم والكفار، و: بين المسلمين وغيرهم من الكفار. (4) ن، م، و: الوجه الحادي عشر. (5) أ، ب: في ذلك. (6) ما بين المعقوفتين زيادة في (أ) ، (ب) . (7) الاثنى عشر: ساقطة من (ن) ، (م) ،. وفي (و) : على كون الأئمة. . الإمامة، أو كانوا يعتقدون أنهم أئمة [الأمة المعصومون] [1] ، وهذا كذب على القوم. وسواء كان صدقا أو كذبا، فالله يحكم بين الطائفتين إن كانوا مختصمين: {قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} [سورة الزمر: 46] . وإن كان التظلم من بعض الملوك الذين بينهم وبين هؤلاء منازعة في ولاية أو مال، فلا ريب أن الله يحكم بين الجميع، كما يحكم بين سائر المختصمين، فإن نفس الشيعة بينهم من المخاصمات أكثر مما بين سائر طوائف [أهل] [2] السنة. وبنو هاشم قد جرى بينهم نوع من الحروب، وقد جرى [3] بين بني حسن وبني حسين من الحروب ما يجري بين أمثالهم في هذه الأزمان. والحروب في الأزمان المتأخرة بين بعض بني هاشم وبين غيرهم من الطوائف أكثر من الحروب التي كانت في أول الزمان بين بعض بني أمية وبعض بني هاشم، لا لشرف نسب أولئك إذ [4] نسب بني هاشم أشرف، لكن لأن خير القرون هو القرن الذي بعث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم الذين يلونهم، [ثم الذين يلونهم] [5] ، فالخير في تلك القرون أكثر والشر فيما بعدها أكثر. (1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، وسقطت كلمة "المعصومون" من (و) . (2) أهل: زيادة في (أ) ، (ب) ، (ص) . (3) أب: وجرى. (4) أ، ب: إن. (5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) . وإن كان التظلم من أهل العلم والدين [1] الذين لم يظلموا أحدا، ولم يعاونوا ظالما، ولكن يذكرون ما يجب من القول علما وعملا بالدلائل الكاشفة للحق، فلا يشك من له أدنى عقل أن [2] من شبه مثل مالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والليث بن سعد، والشافعي وأحمد، وإسحاق وأمثالهم، بمثل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم وأمثالهما من شيوخ الرافضة: إنه لمن أظلم الظالمين. وكذلك من شبه المفيد بن النعمان والكراجكي [3] وأمثالهما بمثل أبي علي، وأبي هاشم والقاضي عبد الجبار، وأبي الحسين [4] البصري: إنه لمن أظلم الظالمين، وهؤلاء شيوخ المعتزلة، دع محمد بن الهيصم [5] وأمثاله، والقاضي أبا بكر بن الطيب وأمثاله من متكلمة أهل الإثبات، دع أهل الفقه والحديث والتصوف كأبي حامد الإسفراييني، وأبي زيد المروزي، وأبي عبد الله بن حامد [6] ، و [أبي عبد الله] بن بطة [7] ، وأبي بكر عبد العزيز، وأبي بكر الرازي، [وأبي الحسين القدوري] [8] . وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي بكر الأبهري، وأبي (1) ن، م: المعرفة والدين. (2) أ، ب: أنه. (3) أ: المقتدين النعمي والكراجلي، ب: القدريين النغمي والكرجكي، م: المفيد بن النعمان والكراخي. (4) ن، ص: وأبي الحسن، وهو خطأ. (5) أ، ص، ر، ن: محمد بن الهيضم، ب: محمد بن هيضم. وسبقت ترجمته 2/285. (6) وأبي عبد الله بن حامد: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (و) . (7) ن، م: وابن بطة. (8) وأبي الحسين القدوري: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . وفي (أ) ، (ب) : وأبي الحسن القزويني، وفي (هـ) ، (ص) : وأبي الحسن القدوري وهو أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد القدوري، فقيه حنفي، توفي في بغداد سنة: 428. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 1/60 - 61، تاج التراجم لابن قطلوبغا (ط. بغداد، 1962) ص [0 - 9] ، الأعلام 1 الحسن الدراقطني، و [أبي عبد الله] بن منده [1] ، وأبي الحسين بن سمعون [2] ، وأبي طالب المكي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأمثال هؤلاء. فما من طائفة من طوائف أهل السنة - على تنوعهم - إلا إذا اعتبرتها وجدتها [3] أعلم وأعدل، وأبعد عن الجهل والظلم، من طائفة الرافضة [4] ، فلا يوجد في أحد منهم معاونة ظالم إلا وهو في الرافضة أكثر، ولا يوجد في الشيعة بعد [ما] عن [5] ظلم ظالم إلا وهو في هؤلاء أكثر. وهذا أمر يشهد به العيان والسماع، لمن له اعتبار ونظر. ولا يوجد في جميع الطوائف لا [6] أكذب منهم، ولا أظلم منهم، ولا أجهل منهم. وشيوخهم يقرون بألسنتهم، يقولون: يا أهل السنة أنتم فيكم فتوة لو قدرنا عليكم لما عاملناكم [7] بما تعاملونا به عند القدرة علينا. (1) ن، م: وابن منده. (2) أ، ب: وأبي الحسين بن ميمون، ن: وأبي الحسين بن شمعون. وهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن سمعون، زاهد وواعظ، ولد ببغداد سنة: 300 وتوفي بها سنة: 387، علت شهرته حتى قيل: "أوعظ من سمعون" . انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة 2/155 - 162، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/266 - 269، الأعلام 6/204. (3) أ، ب: إلا إذا اعتبرتها إلا وتحققتها. (4) أ، ب: الروافض. (5) أ، ب: عدل عن. وسقطت "ما" من (ن) . (6) لا: ساقطة من (ب) فقط. (7) أ، ب: ما عاملناكم، ص: لعاملناكم، وهو خطأ.
__________________
|
#248
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (248) صـ 122 إلى صـ 130 الوجه الثالث عشر [1] : أن يقال: هذا الشعر الذي استشهد به [واستحسنه] [2] هو قول جاهل، فإن أهل السنة متفقون على قبول ما روى جدهم عن جبريل عن الباري، بل هم يقبلون مجرد قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويؤمنون به، ولا يسألونه من أين علمت هذا، لعلمهم بأنه معصوم لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وإنما سموا أهل السنة لاتباعهم لسنته [3] - صلى الله عليه وسلم -. لكن الشأن في [معرفة] [4] ما رواه جدهم، فهم يطلبون علم ذلك من الثقات الأثبات، فإن كان عند أحد من [5] العلويين علم شيء من ذلك استفادوه منه [6] ، وإن كان عند غيرهم علم شيء من ذلك استفادوه منه] [7] . وأما مجرد كون جدهم روى عن جبريل عن الباري إذا لم يكونوا عالمين به فما يصنع لهم [8] ؟ والناس لم يأخذوا قول مالك والشافعي وأحمد وغيرهم إلا لكونهم يسندون أقوالهم إلى ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن هؤلاء من أعلم الناس بما جاء به، وأتبعهم لذلك، وأشدهم اجتهادا [9] في معرفة [ذلك] واتباعه [10] ، وإلا فأي غرض للناس في تعظيم مثل [11] هؤلاء؟ . (1) ن، م، و: الوجه الثاني عشر. (2) واستحسنه: ساقطة من (ن) ، (م) . (3) أ، ب: سنته. (4) معرفة: ساقطة من (ن) ، (م) . (5) أحد من: ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) أ، ب: منهم. (7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (8) و، ر، ص، هـ: بهم. (9) أ، ب: وأسد اجتهادا. (10) ن، م: في معرفته واتباعه. (11) مثل: ساقطة من (أ) ، (ب) . وعامة الأحاديث التي يرويها هؤلاء يرويها أمثالهم، وكذلك عامة ما يجيبون به في المسائل يقوله [1] أمثالهم، ولا يجعل أهل السنة قول واحد من هؤلاء وحده [2] معصوما يجب اتباعه، بل إذا تنازعوا في شيء ردوه إلى الله والرسول. واعتبر ذلك بما تشاهده في زمانك من علم [3] أهل العلم بالقرآن والحديث والفقه فيهما [4] ، وأنت [5] تجد كثيرا من بني هاشم لا يحفظ القرآن، ولا يعرف من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما شاء الله ولا يفقه معاني [6] ذلك. فإذا قال هذا: روى جدنا عن جبريل عن الباري. قيل: نعم. وهؤلاء أعلم منكم بما روى جدكم عن جبريل، وأنتم ترجعون في ذلك إليهم. وإذا كان كل من الأولين والآخرين من بني هاشم قد تعلم [7] بعض ما جاء به الرسول - [صلى الله عليه وسلم] - [8] من غيره، بل من غير بني (1) أ، ب: من المسائل كقول. . . (2) وحده: ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) علم: ساقطة من (ب) فقط. (4) فيهما: ساقطة من (ب) فقط. (5) ب (فقط) : فإنك. (6) أ، ب: ولا يعرف معاني. . (7) ن، م، و: قد يعلم، ب: قد يتعلم. (8) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) . هاشم، كان هذا من أمارة أنه لا علم عندهم بذلك إلا كعلم أمثالهم. فبمن [1] يأتم الناس، وعمن يأخذون؟ عمن يعرف [2] ما جاء به جدهم أو عمن لا يعرف ذلك؟ والعلماء هم ورثة الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه فقد [3] أخذ بحظ وافر. وإن قال: مرادي بهؤلاء الأئمة الاثنا عشر. قيل له: ما رواه علي بن الحسين وأبو جعفر وأمثالهما من حديث جدهم، فمقبول منهم كما يرويه أمثالهم. ولولا أن الناس وجدوا عند مالك، والشافعي، وأحمد أكثر مما وجدوه عند موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، لما عدلوا عن هؤلاء إلى هؤلاء. وإلا فأي غرض لأهل العلم والدين أن يعدلوا عن موسى بن جعفر إلى مالك بن أنس، وكلاهما من بلد واحد، في عصر واحد؟ لو وجدوا عند موسى [بن جعفر] [4] من علم الرسول ما وجدوه عند مالك - مع كمال رغبة المسلمين في معرفة علم الرسول، ونفس بني هاشم كانوا يستفيدون علم الرسول من مالك بن أنس أكثر مما يستفيدونه من ابن عمهم موسى بن جعفر، ثم الشافعي جاء بعد مالك وقد خالفه في أشياء وردها عليه حتى وقع بينه وبين أصحاب مالك ما وقع، وهو أقرب نسبا (1) أ، ص، هـ: فيمن. (2) ب (فقط) : أيأخذون عمن يعرف. وفي (أ) : ويعرف. . . إلخ. (3) فقد: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (و) . (4) بن جعفر: ساقطة من (ن) ، (م) . ببني هاشم (* من مالك [1] ، ومن أحرص الناس على ما يستفيده من علم الرسول من بني عمه وغير [بني عمه] [2] - فلو وجد [3] عند أحد من بني هاشم *) [4] أعظم من العلم الذي وجده عند مالك، لكان أشد الناس مسارعة إلى ذلك، فلما كان يعترف بأنه لم يأخذ [العلم] [5] عن أحد أعلم من مالك، وسفيان بن عيينة، وكانت كتبه مشحونة بالأخذ عن هذين [الاثنين] [6] وعن غيرهما [7] ، وليس فيها شيء عن موسى بن جعفر وأمثاله من بني هاشم، علم أن مطلوبه من علم الرسول - [صلى الله عليه وسلم] - [8] كان عند مالك أكثر مما هو عند هؤلاء. وكذلك أحمد بن حنبل قد علم كمال محبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولحديثه، ومعرفته بأقواله وأفعاله، وموالاته لمن يوافقه، ومعاداته لمن يخالفه، ومحبته لبني هاشم، وتصنيفه في فضائلهم، حتى صنف "فضائل [9] علي، والحسن، والحسين" كما صنف "فضائل الصحابة [10]" ، ومع (1) أ، ب: من بني هاشم من مالك، وهو تحريف. (2) ن: وغيرهم. (3) ن: فلو وجدوا، أ، ب: ولو وجد. (4) ما بين النجمتين ساقط من (م) (5) العلم: في (ر) فقط. وفي (ص) : لم يأخذه. (6) الاثنين: زيادة في (أ) ، (ب) . (7) أ، ب: وغيرهما. (8) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) . (9) ن، م: صنف في فضائل. . . (10) م (فقط) : صنف في فضائل الصحابة. وذكر سزكين من كتب الإمام أحمد بن حنبل المخطوطة "كتاب فضائل الصحابة" ومن كتبه الأخرى كتاب "فضائل علي" انظر: تاريخ التراث العربي، م [0 - 9] ، ج [0 - 9] ، ص [0 - 9] 25، 226. وقد طبع كتاب "فضائل الصحابة" . هذا فكتبه مملوءة بعلم [1] مثل مالك، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، ووكيع بن الجراج، ويحيى بن سعيد القطان، وهشيم بن بشير، وعبد الرحمن بن مهدي وأمثالهم، دون موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي وأمثالهم. فلو وجد مطلوبه عن مثل هؤلاء لكان أشد الناس رغبة في ذلك. فإن زعم زاعم أنه كان عندهم من العلم المخزون ما ليس عند أولئك لكن كانوا يكتمونه، فأي فائدة للناس في علم يكتمونه؟ [2] فعلم لا يقال به ككنز لا ينفق منه، وكيف [3] يأتم الناس بمن لا يبين لهم العلم المكتوم، كالإمام المعدوم، وكلاهما لا ينتفع به، ولا يحصل به لطف ولا مصلحة. وإن قالوا: بل كانوا يبينون [4] ذلك لخواصهم دون هؤلاء الأئمة. قيل: أولا: هذا كذب عليهم، فإن جعفر بن محمد لم يجئ بعده مثله. وقد أخذ العلم عنه [5] هؤلاء الأئمة، كمالك، وابن عيينة، وشعبة، والثوري، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، وأمثالهم من العلماء المشاهير [6] الأعيان. (1) بعلم: ساقطة من (و) ، (أ) . وفي (ب) : مملوءة عن مثل مالك. . . إلخ. (2) أ، ب: في علم مكتوم. (3) أ، ب، ر: فكيف. (4) أ: يثبتوا، ب: يثبتون، وهو تحريف. (5) أ، ب، هـ، ر، ص: عن، وهو خطأ. (6) ن، م: المشهورين. ثم من ظن بهؤلاء السادة أنهم يكتمون علمهم [1] عن مثل هؤلاء، ويخصون به قوما مجهولين ليس لهم في الأمة لسان صدق، فقد أساء الظن بهم، فإن في هؤلاء من المحبة لله ولرسوله، والطاعة له والرغبة في حفظ دينه وتبليغه وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وصيانته عن الزيادة والنقصان ما لا يوجد قريب منه لأحد من شيوخ الشيعة. وهذا أمر معلوم بالضرورة لمن عرف هؤلاء وهؤلاء. واعتبر هذا مما تجده في كل زمان من شيوخ السنة وشيوخ الرافضة، كمصنف هذا الكتاب، فإنه عند الإمامية أفضلهم في زمانه، بل يقول بعض الناس: ليس في بلاد المشرق أفضل منه في جنس العلوم مطلقا. ومع هذا فكلامه يدل على أنه من أجهل خلق الله بحال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقواله وأعماله، فيروي الكذب [2] الذي يظهر أنه كذب من وجوه كثيرة، فإن كان عالما بأنه كذب فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "«من حدث عني بحديث وهو [3] يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين» [4]" وإن كان جاهلا بذلك دل على أنه من أجهل الناس بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قيل: (1) أ، ب: العلم. (2) ر، هـ، ص: فيروي الحديث. (3) وهو: ليست في (ص) . (4) أ، ب، م: الكذابين. والحديث عن سمرة بن جندب والمغيرة بن شعبة، وعلي - رضي الله عنهم - في: مسلم 1/9 (المقدمة، باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذابين) ، سنن الترمذي 4/143 (كتاب العلم، باب من روى حديثا وهو يرى أنه كذب) ، سنن ابن ماجه 1/14 (المقدمة، باب من حدث عن رسول الله حديثا وهو يرى أنه كذب) ، المسند (ط. الحلبي) 5/20، وانظر شرح النووي على صحيح مسلم 1/62 - 64. فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم (* وأما الأبيات التي أنشدها فقد قيل في معارضتها: إذا شئت أن ترضى لنفسك مذهبا ... تنال به الزلفى وتنجو من النار فدن بكتاب الله والسنة [1] التي ... أتت عن رسول الله من نقل أخيار [2] ودع عنك دين الرفض [3] والبدع التي يقودك داعيها إلى النار والعار وسر خلف أصحاب الرسول فإنهم ... نجوم هدى في ضوئها يهتدي الساري وعج عن طريق الرفض فهو مؤسس ... على الكفر تأسيسا على جرف هار هما خطتا [4] : إما هدى وسعادة ... وإما شقاء مع ضلالة كفار فأي فريقينا [5] أحق بأمنه ... وأهدى سبيلا عند ما يحكم الباري أمن سب أصحاب الرسول وخالف الـ ... كتاب ولم يعبا بثابت أخبار [6] أم المقتدي بالوحي يسلك منهج الـ صحابة مع حب القرابة الاطهار [7] *) [8] (1) ص: والسنن. (2) أخيار: كذا في (ب) . وفي سائر النسخ: الأخيار. (3) أ، ب: داع الرفض. (4) ب (فقط) : هما خطتان. (5) ر، هـ: طريقينا، ص: الطريقين. (6) أخبار. كذا في (ص) ، (ر) . وفي سائر النسخ: الأخبار. (7) ص: قرابة أطهار. (8) ما بين النجمتين ساقط من (و) . [كلام الرافضي على اختيار الناس لمذهب أهل السنة طلبا للدنيا والرد عليه] فصل [1] . قال الرافضي [2] : "وما أظن أحدا من المحصلين [3] وقف على هذه المذاهب واختار [4] غير مذهب الإمامية باطنا، وإن كان في الظاهر يصير إلى غيره طلبا للدنيا؛ حيث وضعت لهم المدارس والربط والأوقاف حتى تستمر [5] لبني العباس الدعوة ويشيدوا [6] للعامة اعتقاد إمامتهم" . فيقال: هذا الكلام [7] لا يقوله إلا من هو من أجهل الناس بأحوال أهل السنة، أو من [8] هو من أعظم الناس كذبا وعنادا، وبطلانه [9] ظاهر من وجوه كثيرة، فإنه من المعلوم أن السنة كانت قبل أن تبنى المدارس أقوى وأظهر، فإن المدارس إنما بنيت في بغداد في أثناء المائة الخامسة: بنيت النظامية في حدود الستين والأربعمائة، وبنيت على مذهب واحد من الأئمة الأربعة [10] . والمذاهب الأربعة طبقت المشرق (1) ص، ر، هـ: الفصل الرابع عشر. (2) في (ك) ص [0 - 9] 07 (م) . (3) ن، أ: من المخلصين. (4) ك: فاختار. (5) ك: حين تستمر، وهو تحريف. (6) ك: ويشيد. (7) أ، ب: كلام. (8) أ، ب: ومن. (9) ن: وسلطانه، وهو تحريف. (10) يقول ابن خلكان في ترجمة أبي علي بن علي بن إسحاق بن العباس الملقب بنظام الملك (وفيات الأعيان 1/396: "وشرع في عمارة مدرسته ببغداد سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وفي سنة تسع وخمسين جمع الناس على طبقاتهم ليدرس بها الشيخ أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله تعالى. . ." وانظر: البداية والنهاية لابن كثير 12/140؛ الكامل لابن الأثير 10؛ المنتظم لابن الجوزي 9/65 - 66 وفيه (وفي كتاب شرطها أنها وقف على أصحاب الشافعي أصلا. . .) والمغرب [1] وليس لأحد منهم مدرسة، والمالكية في الغرب [2] لا يذكر عندهم ولد العباس. ثم السنة كانت قبل دولة بني العباس أظهر منها وأقوى في دولة بني العباس، فإن بني العباس دخل في دولتهم كثير [3] من الشيعة وغيرهم من أهل البدع. ثم إن [4] أهل السنة متفقون على أن الخلافة لا تختص ببني العباس، وإنه لو تولاها بعض العلويين أو الأمويين أو غيرهم من بطون قريش جاز، ثم من المعلوم أن علماء السنة كمالك وأحمد وغيرهما من أبعد الناس عن مداهنة الملوك أو مقاربتهم، ثم إن [5] أهل السنة إنما يعظمون الخلفاء الراشدين، وليس فيهم أحد من بني العباس. ثم من المعلوم لكل عاقل أنه ليس في علماء المسلمين المشهورين أحد [6] رافضي، بل كلهم متفقون على تجهيل الرافضة وتضليلهم، وكتبهم كلها (1) ن، م، ص، ر، هـ: الشرق والغرب. (2) في الغرب: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: بالغرب. (3) أ، ب: فإن دولة بني العباس دخل فيها كثير. . . (4) إن: في (ن) فقط. (5) إن: في (ن) فقط. (6) ن، م، و: واحد.
__________________
|
#249
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (249) صـ 131 إلى صـ 139 شاهدة بذلك، وهذه كتب الطوائف كلها تنطق [1] بذلك، مع أنه لا أحد يلجئهم إلى ذكر الرافضة، وذكر جهلهم وضلالهم. وهم دائما يذكرون من جهل الرافضة وضلالهم ما يعلم معه بالاضطرار أنهم يعتقدون أن الرافضة من أجهل الناس وأضلهم، وأبعد طوائف الأمة عن الهدى. كيف [2] . ومذهب هؤلاء الإمامية قد جمع عظائم البدع المنكرة، فإنهم جهمية قدرية رافضة [3] . وكلام السلف والعلماء في ذم كل [4] صنف من هذه الأصناف لا يحصيه إلا الله، والكتب مشحونة بذلك، ككتب الحديث والآثار والفقه والتفسير والأصول والفروع وغير ذلك، وهؤلاء الثلاثة شر من غيرهم من أهل البدع كالمرجئة [5] والحرورية. والله يعلم أني مع كثرة بحثي وتطلعي إلى معرفة أقوال الناس [ومذاهبهم] [6] ما علمت رجلا له في الأمة لسان صدق يتهم [7] بمذهب الإمامية، فضلا عن أن يقال: إنه [8] يعتقده في الباطن. وقد اتهم بمذهب الزيدية الحسن بن صالح بن حي، وكان فقيها (1) أ، ب: تشهد. (2) كيف: ساقطة من (أ) ، (ب) (3) أ، ب: رافضية. (4) كل: ساقطة من (أ) ، (ب) . (5) أ، ب: والمرجئة، وهو تحريف. (6) ومذاهبهم: ساقطة من (ن) ، (م) . (7) أ: منهم؛ ب: متهما. (8) إنه: ساقطة من (أ) ، (ب) . صالحا [1] زاهدا [2] ، وقيل: إن ذلك كذب عليه، ولم ينقل [3] أحد عنه [4] : إنه طعن في أبي بكر وعمر، فضلا عن أن يشك في إمامتهما. واتهم [5] طائفة من الشيعة الأولى (* بتفضيل علي على عثمان [6] ، ولم يتهم أحد من الشيعة الأولى بتفضيل علي على أبي بكر وعمر، بل كانت عامة الشيعة الأولى *) [7] الذين يحبون عليا يفضلون عليه [8] أبا بكر وعمر، لكن كان فيهم طائفة ترجحه [9] على عثمان، وكان الناس في الفتنة صاروا شيعتين: شيعة عثمانية، وشيعة علوية. وليس كل من قاتل مع علي كان يفضله على عثمان، بل كان كثير منهم يفضل عثمان عليه، كما هو قول سائر أهل السنة. (1) صالحا: زيادة في (ر) ، (هـ) ، (ص) . (2) أبو عبد الله الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي، كان فقيها محدثا متكلما، وهو رأس فرقة الصالحية من الزيدية، وقولها وفرقة البترية أصحاب كثير النوى الأبتر قول واحد. ولد الحسن بن صالح سنة 100 وتوفي سنة 168 وجعلهما الأشعري فرقة واحدة سماها البترية، ويقول عنهم إنهم: "يزعمون أن عليا أفضل الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولاهم بالإمامة، وأن بيعة أبي بكر وعمر ليست بخطأ، لأن عليا ترك ذلك لهما، ويقفون في عثمان وفي قتلته، ولا يقدمون عليه بإكفار" . انظر عنه وعن آرائه: تهذيب التهذيب 2/285 - 289؛ ميزان الاعتدال 1/496 - 499؛ الأعلام 2/208؛ مقالات الإسلاميين 1/136 - 138؛ الملل والنحل 1/142 - 143 الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 4 - 25. (3) ولم ينقل: كذا في (ن) ، (م) وفي سائر النسخ: ولم يقل. (4) عنه: ساقطة من (أ) ، (ب) . (5) ن، م، أ، ب: وأنهم، وهو تحريف. (6) علي على عثمان: كذا في (ص) . وفي سائر النسخ: عثمان على علي. (7) ساقط من (أ) ، (ب) . (8) أ، ب: ويفضلون عليه، وهو خطأ. (9) أ، ب: يرجحونه. [كلام الرافضي على تدين بعض أهل السنة بمذهب الإمامية في الباطن والرد عليه] فصل [1] . قال الرافضي [2] : "وكثيرا ما رأينا من يتدين في الباطن بمذهب [3] الإمامية، ويمنعه عن إظهاره حب الدنيا وطلب الرياسة، وقد رأيت بعض أئمة الحنابلة يقول: إني على مذهب الإمامية، فقلت: لم [4] تدرس على مذهب الحنابلة؟ فقال: ليس في مذهبكم البغلات والمشاهرات. وكان أكبر مدرسي [5] الشافعية في زماننا حيث توفي أوصى أن يتولى أمره في غسله وتجهيزه بعض المؤمنين [6] وأن يدفن في مشهد مولانا الكاظم، وأشهد عليه أنه كان على مذهب الإمامية" . والجواب: أن قوله: "وكثيرا ما رأينا" هذا كذب [7] ، بل قد يوجد في بعض المنتسبين إلى مذهب الأئمة الأربعة من هو في الباطن رافضي، كما يوجد في المظهرين للإسلام من هو في الباطن منافق، فإن الرافضة لما كانوا من جنس المنافقين يخفون أمرهم احتاجوا أن يتظاهروا بغير ذلك [8] ، كما احتاج المنافقون [9] أن يتظاهروا بغير الكفر، ولا يوجد هذا إلا فيمن هو (1) ص، ر، هـ: الفصل الخامس. (2) في (ك) ص [0 - 9] 07 (م) . (3) أ، ب: بدين. (4) ك: فلم. (5) ك، هـ: مدرس. (6) ب (فقط) : بعض الإمامية. (7) ن، م: قوله: إن هذا كثير، كذب. وسقطت "هذا" من (أ) ، (ب) . (8) أ، ب: أن يظهروا غير ذلك. (9) المنافقون: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: المنافق. جاهل بأحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمور المسلمين كيف كانت في أول الإسلام. وأما من عرف الإسلام كيف كان، وهو مقر بأن محمدا رسول الله باطنا وظاهرا، فإنه يمتنع أن يكون في الباطن رافضيا، ولا يتصور أن يكون في الباطن رافضيا إلا زنديق منافق، أو جاهل بالإسلام كيف كان، [مفرط في الجهل] [1] . والحكاية التي ذكرها عن بعض الأئمة المدرسين ذكر لي بعض البغداديين أنها كذب مفترى، فإن كان صادقا فيما نقله عن بعض المدرسين من هؤلاء وهؤلاء، فلا ينكر أن يكون في المنتسبين إلى الأئمة الأربعة من هو زنديق ملحد مارق من الإسلام [2] ، فضلا عن أن يكون رافضيا. ومن استدل بزندقة بعض الناس في الباطن على أن علماء المسلمين كلهم زنادقة، كان من أجهل الناس، كذلك [3] من استدل برفض بعض الناس في الباطن. ولو كشف لنا عن اسم هذا المدرس وهذا المدرس لبينا من جهله [4] ما يبين حقيقة حاله [5] . وهل في مجرد كون الرجل تولى التدريس في مثل دولة الترك الكفار، أو الحديثي العهد بالإسلام، ما يدل على فضيلة المدرس وديانته، حتى يجعل له قول؟ مع العلم بأن [6] كثيرا ممن يتولى التدريس (1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . (2) عبارة "من الإسلام" : ساقطة من (أ) ، (ب) . (3) ب (فقط) : وكذلك. (4) أ، ب: من جهلهما. (5) ن، م، و: حكمه. (6) ب (فقط) : مع أهل العلم فإن. . بجاه الظلمة الجهال [1] يكون من أجهل الناس وأظلمهم، ولكن الذي يدل على فضيلة العلماء ما اشتهر من علمهم عند الناس، وما ظهر من آثار كلامهم وكتبهم. فهل عرف أحد [2] من فضلاء أصحاب الشافعي وأحمد و [أصحاب] مالك [3] كان رافضيا؟ أم يعلم [4] بالاضطرار أن كل فاضل منهم فإنه [5] من أشد الناس إنكارا للرفض. وقد اتهم طائفة من أتباع الأئمة بالميل إلى نوع من الاعتزال، ولم يعلم عن أحد منهم أنه اتهم بالرفض [6] ، لبعد الرفض [7] عن طريقة أهل العلم، فإن المعتزلة وإن كانت أقوالهم متضمنة [8] لبدع منكرة، فإن فيهم من العلم [9] والدين، والاستدلال بالأدلة الشرعية والعقلية، والرد على ما هو أبعد عن الإسلام [منهم] [10] من أهل الملل والملاحدة، بل ومن الرد على الرافضة ما أوجب أن يدخل فيهم جماعات من أهل العلم والدين، وإن انتسبوا [11] إلى مذهب بعض الأئمة الأربعة، كأبي حنيفة وغيره، بخلاف الرافضة فإنهم من أجهل (1) ر: الظلمة الكفار الجهال. . (2) ر: واحد. (3) ن، م: وأحمد ومالك. (4) ن، م: إنه يعلم؛ ص: لم يعلم. . (5) فإنه: ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) أ، ب: ولم يعلم أحد منهم اتهم بالرفض. (7) ن، م: الرافضة. (8) متضمنة: ساقطة من (أ) ، (ب) . (9) ن، م: العدل. (10) منهم: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (11) أ، ب: العلم والدين والاستدلال بالأدلة الشرعية وانتسبوا، وهو تحريف. الطوائف بالمنقول والمعقول، ومن دخل فيهم من المظهرين للعلم والدين باطنا [1] فلا يكون إلا من أجهل الناس، أو زنديقا ملحدا. [كلام الرافضي على وجوب اتباع مذهب الإمامية لأنهم لم يذهبوا إلى التعصب في غير الحق بخلاف غيرهم] فصل [2] . قال الرافضي [3] : "الوجه الخامس: في بيان وجوب اتباع مذهب الإمامية أنهم لم يذهبوا [4] إلى التعصب في غير الحق، بخلاف غيرهم [5] ، فقد ذكر الغزالي والماوردي [6] ، وهما [7] إمامان للشافعية، أن تسطيح القبور هو المشروع، لكن لما جعلته الرافضة شعارا لهم [8] عدلنا عنه إلى التسنيم، وذكر الزمخشري،" (1) أ، ب: باطنا وظاهرا. وسقطت عبارة "باطنا وظاهرا" من (هـ) ، (ص) ، (ر) . (2) هـ، ص، ر: الفصل السادس عشر. وسقطت كلمة "فصل" من (ن) ، (م) . (3) في (ك) ص [0 - 9] 08 (م) . (4) ك: الوجه الخامس أن الإمامية لم يذهبوا. (5) عبارة "بخلاف غيرهم" : ليست في (ك) . (6) والماوردي: كذا في (ب) فقط. وفي (ك) : والمتوكل. وفي سائر النسخ: المبرد. والمبرد هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكثر الثمالي الأزدي إمام في اللغة والأدب والنحو، ولم يعرف أنه من أئمة الفقه وخاصة في الفقه الشافعي، وقد ولد عام 210 وتوفي عام 286 (انظر الأعلام 8/15) ، فما في النسخ المختلفة تحريف بلا شك. وأما ما في (ك) - أعنى: المتوكل - فلم أجده في فقهاء الشافعية. وما اختاره محقق (ب) وهو الماوردي، جائز؛ إذ إنه من أئمة فقهاء الشافعية، وهو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي، ولد عام 364 وتوفي عام 450 له كتاب "الحاوي" في فقه الشافعية: نيف وعشرون جزءا، وكان أقضى قضاة عصره، وله "الأحكام السلطانية" وهو مطبوع. انظر ترجمته في: طبقات الشافعية 5/267 - 285؛ الأعلام 5/146 - 147. (7) ك: وكانا. (8) ص: ذلك شعارا في. . . وكان من أئمة الحنفية، في تفسير قوله تعالى: {هو الذي يصلي عليكم وملائكته} [سورة الأحزاب: 42] أنه يجوز بمقتضى هذه الآية أن يصلى على آحاد المسلمين، لكن لما اتخذت الرافضة ذلك في [1] أئمتهم منعناه، وقال مصنف "الهداية" من الحنفية: إن المشروع التختم في اليمين [2] ، ولكن لما اتخذته الرافضة جعلنا التختم في [3] في اليسار، وأمثال ذلك كثير. فانظر إلى من يغير الشريعة ويبدل الأحكام التي ورد بها النص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [4] ويذهب إلى ضد الصواب معاندة لقوم [معينين] [5] ، فهل يجوز اتباعه والمصير إلى أقواله [6] ؟ "." والجواب من طريقين: أحدهما: أن هذا الذي ذكره هو بالرافضة ألصق. والثاني: أن أئمة السنة برآء من هذا. أما الطريق الأول فيقال: لا نعلم طائفة أعظم تعصبا في الباطل من الرافضة، حتى أنهم دون سائر الطوائف عرف منهم شهادة الزور لموافقهم (1) ص: ذلك شعارا في. . . (2) ك: باليمين. (3) أ، ب: جعلناه في. . (4) أ، ب، م: وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ و، ن، ر، هـ: ورد بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ ك: ورد بها أخبار النبي صلى الله عليه وآله. وما أثبته عن (ص) . (5) معينين: في (ك) ، (ب) فقط، وسقطت من سائر النسخ. (6) ن، م، ص، هـ، ر، و: قوله. على مخالفهم، وليس في التعصب أعظم من الكذب، وحتى أنهم في التعصب جعلوا للبنت جميع الميراث، ليقولوا: إن فاطمة - رضي الله عنها - ورثت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون عمه العباس [- رضي الله عنه -] [1] ، وحتى أن فيهم من حرم لحم الجمل [2] ؛ لأن عائشة قاتلت على جمل، فخالفوا كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع الصحابة والقرابة لأمر لا يناسب ذلك [3] ، فإن ذلك الجمل الذي ركبته عائشة [رضي الله عنها] [4] مات، ولو فرض أنه حي فركوب الكفار على الجمال لا يوجب تحريمها، وما زال الكفار يركبون جمالا [5] ويغنمها المسلمون منهم، ولحمها حلال لهم، فأي شيء في ركوب عائشة للجمل مما [6] يوجب تحريم لحمه؟ . وغاية ما يفرضون أن بعض من يجعلونه كافرا ركب جملا [7] ، مع أنهم كاذبون مفترون فيما يرمون به أم المؤمنين - رضي الله عنها -. ومن تعصبهم أنهم لا يذكرون اسم [8] "العشرة" بل يقولون: تسعة وواحد. وإذا بنوا أعمدة أو غيرها لا يجعلونها عشرة، وهم يتحرون ذلك في كثير من أمورهم. (1) - رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) . (2) ص، هـ، ر: حرم أكل لحم الجمل. (3) ذلك: ساقطة من (ب) فقط. (4) رضي الله عنها: زيادة في (أ) ، (ب) . (5) أ، ب: الجمال. (6) ن، م، ر، ص، هـ، أ: ما: وسقطت من (ب) . وما أثبته من (و) . وفي (ص) : فليس ركوب عائشة للجمل ما يوجب تحريم لحمه. (7) ن، م، ر، ص، هـ: الجمل. (8) ن، م: لا يذكرون في أبنيتهم. مع أن الكتاب العزيز قد جاء بذكر "العشرة" و "العشر" [1] في غير موضع، كما في قوله تعالى: {فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة} [سورة البقرة: 196] ، وقال: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} [سورة البقرة: 234] ، وقال تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} [سورة الأعراف: 142] ، وقال تعالى: {والفجر - وليال عشر} [سورة الفجر: 1، 2] . فذكر سبحانه وتعالى اسم "العشرة" في مواضع محمودة. وذكر اسم "التسعة" في موضع مذموم كقوله تعالى: {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} [سورة النمل: 48] . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: "«تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»" [2] . وكان يعتكف العشر الأواخر حتى قبضه الله تعالى. وقال: "«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة»" [3] فإذا كان الله ورسوله قد تكلم باسم "العشرة" وعلق بهذا (1) والعشر: ساقطة من (أ) ، (ب) . (2) الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - في: البخاري 3/47 (كتاب في فضل ليلة القدر، باب تحري ليلة القدر. . .) ؛ مسلم 2/828 (كتاب الصوم، باب فضل ليلة القدر. . .) ؛ سنن الترمذي 2/144 (كتاب الصوم، باب ما جاء في ليلة القدر) . وجاء الحديث غير موصول عن هشام بن عروة عن أبيه في: الموطأ 1/319 (كتاب الاعتكاف، باب ما جاء في ليلة القدر) . (3) هذا جزء من حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما - مع اختلاف في اللفظ - في سنن الترمذي 2/129 (كتاب الصوم، باب ما جاء في العمل في أيام العشر) وقال الترمذي: "وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وجابر. قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حديث حسن غريب صحيح" . والحديث في سنن ابن ماجه 1/550 (كتاب الصيام، باب صيام العشر) ؛ المسند (ط. المعارف) 3/298 وقال الشيخ أحمد شاكر: "إسناده صحيح، ورواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه، كما في الترغيب والترهيب 2: 124" ، 5/54. وحديث ابن عباس في البخاري تختلف ألفاظه وهو فيه 2/20 (كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق) . وانظر فتح الباري 2/457 - 458.
__________________
|
#250
|
||||
|
||||
![]() ![]() منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي المجلد الرابع الحلقة (250) صـ 140 إلى صـ 148 [العدد] [1] أحكاما شرعية محمودة، كان نفورهم عن التكلم بذلك لكونه قد تسمى به [2] عشرة من الناس يبغضونهم غاية الجهل والتعصب. ثم قولهم: تسعة وواحدة، هو معنى العشرة مع طول العبارة. وإذا [3] كان اسم العشرة أو التسعة أو السبعة يقع على كل معدود بهذا العدد، سواء كان من الناس أو الدواب أو الثياب أو الدراهم، وبعض المعدودات يكون محمودا، وبعضها يكون مذموما، فنفور هؤلاء الجهال عن التكلم بهذه الأعداد في غاية الجهل [4] ، وإنما هو كنفورهم عن التكلم بأسماء قوم يبغضونهم، كما ينفرون عمن اسمه أبو بكر وعمر [وعثمان] [5] لبغضهم لشخص كان اسمه هذا الاسم. وقد كان من [6] الصحابة - رضي الله عنهم - من هو مسمى بأسماء تسمى بها [7] بعض الكفار كالوليد بن الوليد. وقد ثبت في الصحيح «أن النبي - صلى (1) العدد: ساقطة من (ن) ، (م) . (2) أ، ب: سمي به. (3) أ، ب: وإن. (4) ب (فقط) : غاية في الجهل. (5) وعثمان: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . (6) أ، ب: في. (7) أ، ب: يسمى بها؛ ص: يتسمى بها. الله عليه وسلم - كان يقول في قنوته [إذا قنت] [1] : اللهم أنج الوليد بن الوليد، وأنج سلمة [2] بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين» "[3] ." وهذا الوليد مؤمن تقي، وأبوه الوليد كافر شقي، وكذلك عقبة بن أبي معيط من كفار قريش. وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: "«رأيت كأني في دار عقبة بن رافع وأتينا برطب ابن طاب [4] ، فأولت الرفعة لنا [5] في الدنيا، والعاقبة لنا في الآخرة، وأن ديننا قد طاب» [6]" . وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو علي بن أبي طالب وفي الكفار علي بن أمية بن خلف قتل هو وأبوه يوم بدر كافرين. وفي الصحابة (1) إذا قنت: ساقطة من (ن) ، (م) . (2) أ، ب: وسلمة؛ ن، م: ونج سلمة؛ ص: اللهم أنج سلمة. (3) الحديث - مع اختلاف في الألفاظ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: البخاري 6/48 - 49 (كتاب التفسير، تفسير سورة البقرة، باب فعسى الله أن يعفو عنهم. .) ، 9/19 - 20 (كتاب الإكراه، باب قول الله تعالى: إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) ؛ مسلم 1/466 - 468 (كتاب المساجد، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة. . .) ؛ سنن أبي داود 2/92 (كتاب الصلاة، باب القنوت في الصلوات) . (4) أ: ابن طاط؛ ب: من طاب. (5) ب: بالرفعة. (6) الحديث بألفاظ مقاربة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - في: مسلم 4/1779 (كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم) وقال المحقق: "برطب من رطب ابن طاب: هو نوع من الرطب معروف. . . وهو مضاف إلى ابن طاب، رجل من أهل المدينة" والحديث في: سنن أبي داود 4/418 (كتاب الأدب، باب ما جاء في الرؤيا) ؛ المسند (ط. الحلبي) 3/286. كعب بن مالك شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره، وكان كعب بن [1] الأشرف قد آذى الله ورسوله [2] حتى ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتله محمد بن مسلمة وأصحابه [3] . وفي الصحابة «أبي بن كعب [4] الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا} » [سورة البينة: 1] [5] يعني قراءة [6] تبليغ لا قراءة تعلم [7] . وفي المشركين أبي بن خلف قتله النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده يوم أحد، ولم يقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده [أحدا] [8] غيره، وقال:" «إن [9] من أشد (1) بن: ساقطة من (أ) ، (ب) . (2) أ، ب: آذى النبي - صلى الله عليه وسلم -. (3) خبر مقتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي شبب بأم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحرض الكفار على قتال المسلمين في سيرة ابن هشام. 3/54، 61 وفيها (58) : "فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلامة بن وقش، وهو أبو نائلة، أحد بني عبد الأشهل، وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش، أحد بني عبد الأشهل، والحارث بن أوس بن معاذ، أحد بني عبد الأشهل، وأبو عبس بن جبر، أحد بني حارثة" . (4) أ، ب: وفي الصحابة: كعب. (5) الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - في: البخاري 6/175 (كتاب التفسير، سورة لم يكن) وساقه البخاري من ثلاثة طرق نص أولها: ". . عن أنس بن مالك - رضي الله عنه: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي:" إن الله أمرني أن أقرأ عليك: (لم يكن الذين كفروا) ". قال: وسماني؟ قال:" نعم "، فبكى." (6) أ: أقرأ عليك يعني: لم يكن، قراءة، ب: أقرأ عليك يعني قراءة؛ هـ، ر، ص،: أقرأ عليك لم يكن يعني قراءة؛ و: أقرأ عليك لم يكن قراءة. (7) أ، ب: تعليم. (8) أحدا: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (ن) ، (م) ، (و) . (9) إن: ساقطة من (أ) ، (ب) . الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي» "[1] . وهذا باب واسع." [وقد سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنه إبراهيم] [2] ، وقد سمى علي - رضي الله عنه - ابنيه أبا بكر وعمر [3] . ففي الجملة أسماء الأعلام يشترك فيها المسلم والكافر، كما تسمي اليهود والنصارى إبراهيم وموسى وإسحاق ويعقوب، والمسلمون يسمون بذلك أيضا، فليس في تسمية الكافر باسم ما يوجب هجران ذلك الاسم [4] ، [فلو فرض - والعياذ بالله - أن هؤلاء كفار، كما يقول المفترون - لعنهم الله [5] - لم يكن في ذلك ما يوجب هجران هذه الأسماء] [6] ، وإنما ذلك مبالغة في التعصب والجهل. فإن قيل: إنما يكرهون هذا الاسم لأن المسمى به يكون سنيا. (1) الحديث عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في المسند (ط. المعارف) 5/322 333 بلفظ: "أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين" . وحسن الألباني الحديث في "صحيح الجامع الصغير" 1/335، وقال عنه في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" 1/136 137 (رقم 281) إن الطبراني أخرجه في المعجم الكبير والهيثمي في: مجمع الزوائد. (2) ما بين المعقوفتين: في (أ) ، (ب) فقط. (3) ذكر المحب الطبري في "الرياض النضرة" 2/333 أن علي بن أبي طالب "كان له من الولد أربعة عشر ذكرا وثمان عشرة أنثى" وذكر من أولاده الذكور: "أبو بكر: قتل مع الحسين. . . والعباس الأكبر وعثمان وجعفر وعبد الله: قتلوا مع الحسين أيضا، أمهم أم البنين بنت حزام بن خالد. . . وعمر الأكبر أمه أم حبيب الصهباء التغلبية. ." . (4) ن، م: هجران هذه الأسماء. (5) عبارة "لعنهم الله" : ساقطة من (أ) ، (ب) . (6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) . قيل: فهم قد يعرفون [1] مذهب الرجل ولا يخاطبونه بهذا الاسم، بل بغيره من الأسماء، مبالغة في هجران هذا الاسم. ومن تعصبهم أنهم إذا وجدوا مسمى بعلي أو جعفر أو الحسن أو الحسين بادروا إلى إكرامه [2] ، مع أنه قد يكون فاسقا، وقد يكون في الباطن سنيا، فإن أهل السنة يسمون بهذه الأسماء. كل هذا من التعصب والجهل، ومن تعصبهم وجهلهم أنهم يبغضون بني أمية كلهم لكون بعضهم كان ممن يبغض عليا. وقد كان في بني أمية قوم صالحون ماتوا قبل الفتنة، وكان بنو أمية أكثر القبائل عمالا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لما فتح مكة استعمل عليها عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية [3] ، واستعمل خالد بن سعيد بن العاص [4] بن أمية، وأخويه [5] أبان بن سعيد [6] وسعيد بن سعيد على أعمال أخر [7] ، واستعمل أبا سفيان بن (1) أ، ب: قد عرفوا. (2) ن، م: إلى كرامته. (3) في "سيرة ابن هشام" 4/83: ". . . واستعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس على مكة، أميرا على من تخلف عنه من الناس، ثم مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على وجهه يريد لقاء هوازن" . وجاء في النسخ: عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية، وهو خطأ. انظر: الإصابة 2/444. (4) أ، ب: بن أبي العاص، هو خطأ. (5) ن، م، و،: وأخاه. (6) بن سعيد: ساقطة من (أ) ، (ب) . (7) في "سيرة ابن هشام" 5/229 أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمل خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة في مراد وزبيد ومذحج كلها. وفي الإصابة 1/24: "وفي البخاري وأبي داود عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبان بن سعيد بن العاص على سرية قبل نجد. . . وقال الواقدي: حدثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز قال: مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبان بن سعيد على البحرين" . وفي "الإصابة" 2/45 عن سعيد بن سعيد بن العاص: "واستعمله النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سوق مكة" . . حرب بن أمية على نجران أو ابنه [1] يزيد، ومات وهو عليها [2] ، وصاهر [نبي الله - صلى الله عليه وسلم -] [3] ببناته الثلاثة لبني أمية، فزوج أكبر بناته زينب بأبي العاص بن الربيع بن أمية بن عبد شمس [4] ، وحمد صهره لما أراد علي أن يتزوج ببنت [5] أبي جهل، فذكر صهرا له من بني [أمية] [6] بن عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته، وقال: "حدثني فصدقني [7] ، ووعدني فوفى لي" [8] . (1) ص، ر، هـ: وابنه. (2) في "الإصابة" 2/172: "ويقال:" إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمله على نجران ولا يثبت. قال الواقدي: أصحابنا ينكرون ذلك ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عاملها حينئذ عمرو بن حزم ". وفي" أسد الغابة "5/491 492 (ط. الشعب) أن أبا بكر استعمل يزيد بن أبي سفيان على جيش وسيره إلى الشام وأن عمر بن الخطاب ولاه فلسطين." (3) ما بين المعقوفتين زيادة في (أ) ، (ب) . (4) خبر زواج أبي العاص بن الربيع من زينب بنت الرسول - رضي الله عنها - وعنه وخبر أسره يوم بدر وافتداء زينب له وسؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يطلقوه لها وإطلاقهم له ثم إسلامه في: سيرة ابن هشام 2/306 315. وانظر المسند 6/276. (5) أ، ب: بابنة. (6) أمية: زيادة في (أ) ، (ب) . (7) أ، ب: فصدق. (8) الحديث عن المسور بن مخرمة - رضي الله عنه - في: البخاري 3/190 (كتاب الشروط، باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح) ، 5/22 23 (كتاب فضائل أصحاب النبي. .، باب ذكر أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أبو العاص بن الربيع) ؛ 7/37 (كتاب النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف) ؛ مسلم 4/1902 1904 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة) ؛ سنن أبي داود 2/304 305 (كتاب النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء) ؛ سنن الترمذي 5/359، 360 (كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة - رضي الله عنها -) : سنن ابن ماجه 1/643 644 (كتاب النكاح، باب الغيرة) ؛ المسند (ط. الحلبي) 4/5 328. «وزوج ابنتيه لعثمان بن عفان، واحدة بعد واحدة، وقال: "لو كانت عندنا ثالثة لزوجناها عثمان»" [1] . وكذلك من جهلهم وتعصبهم أنهم [2] يبغضون أهل الشام؛ لكونهم [3] كان فيهم أولا من يبغض عليا. ومعلوم أن مكة كان فيها كفار ومؤمنون، وكذلك المدنية كان فيها مؤمنون ومنافقون [4] ، والشام في هذه الأعصار لم يبق فيه [5] من يتظاهر ببغض علي، ولكن لفرط جهلهم يسحبون ذيل البغض. وكذلك من جهلهم أنهم يذمون من ينتفع بشيء من آثار بني أمية، كالشرب من نهر يزيد، ويزيد لم يحفره [ولكن وسعه] [6] ، (1) ن، م: لعثمان، والحديث في كتاب "فضائل الصحابة" في موضعين 1/481 (رقم 782) ، 1/508 509 (رقم 831) والأول عن عبد الله بن الحسن قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أبو أيم، ألا ولي أيم، ألا أخو أيم يزوج عثمان، فلو كان عندي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بوحي من السماء" ،. قال المحقق: "ضعيف لانقطاعه ورجال الحسن" . وقال إن ابن أبي عاصم أخرجه في السنة، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد 9/83. وقال المحقق عن الحديث الثاني:" إسناده ضعيف للإرسال "." (2) أنهم: ساقطة من أ، ب. (3) لكونهم: كذا في أ، ب، وفي سائر النسخ لكونه. (4) ن، م، و، ر، هـ، ص: مؤمن ومنافق. (5) أ، ب، م: فيها. (6) ولكن وسعه: ساقطة من (ن) ، (م) . وقال ابن عساكر في كتابه "تاريخ مدينة دمشق" المجلدة الثانية، ق [0 - 9] ص 145 (ط. المجمع العلمي العربي، دمشق 1373/1954) بعد أن ساق سنده:. . . عن جدي زفر قال: سألت مكحولا عن نهر يزيد وكيف كانت قصته. قال: سألت مني خبيرا، أخبرني الثقة أنه كان نهرا صغيرا نباطيا يجري شيئا يسقي ضيعتين لقوم يقال لهم: بني فوقا، ولم يكن فيه لأحدهم شيء غيرهم، فماتوا في خلافة معاوية ولم يبق لهم وارث، فأخذ معاوية ضياعهم وأموالهم، فلما مات معاوية في رجب سنة ستين وولى ابنه يزيد نظر إلى أرض واسعة ليس لها ماء، وكان مهندسا، فنظر إلى النهر فإذا هو صغير فأمر بحفره، فمنعه من ذلك أهل الغوطة، ودافعوه، فلطف بهم على أن ضمن لهم خراج سنتهم من ماله، فأجابوه إلى ذلك، فاحتفر نهرا سعته ستة أشبار في عمق ستة أشبار وله ملء جنبتيه، وكان على ذلك كما شرط لهم فهذه قصة نهر يزيد "." وكالصلاة في جامع بناه بنو أمية. ومن المعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي إلى الكعبة التي بناها المشركون، وكان يسكن في المساكن التي بنوها، وكان يشرب من [ماء] [1] الآبار التي حفروها، ويلبس [من] [2] الثياب التي نسجوها، ويعامل بالدراهم التي ضربوها. فإذا كان ينتفع بمساكنهم وملابسهم، والمياه التي أنبطوها [3] ، والمساجد التي بنوها، فكيف بأهل القبلة؟ ! . فلو فرض أن يزيد كان كافرا وحفر نهرا، لم يكره الشرب منه [4] بإجماع المسلمين، ولكن لفرط تعصبهم كرهوا ما يضاف إلى من يبغضونه. ولقد حدثني ثقة أنه كان لرجل [5] منهم كلب فدعاه آخر منهم: بكير (1) ماء: زيادة في (أ) ، (ب) . (2) من: زيادة في (أ) ، (ب) . (3) في "لسان العرب" : "النبط: الماء الذي ينبط من قعر البئر إذا حفر. وقد نبط ماؤها ينبط وينبط نبطا ونبوطا، وأنبطنا الماء، أي استنبطناه وانتهينا إليه" . (4) ن، م: أن يشرب منه. (5) أ، ب: لواحد. بكير [1] فقال صاحب الكلب: أتسمي كلبي بأسماء أصحاب النار [2] ؟ ! فاقتتلا على ذلك حتى جرى بينهما دم. فهل يكون أجهل من هؤلاء؟ ! . والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمي أصحابه بأسماء قد تسمى بها قوم من أهل النار الذين ذكرهم [الله] [3] في القرآن، كالوحيد الذي ذكره الله [في القرآن] [4] في قوله: {ذرني ومن خلقت وحيدا} [سورة المدثر: 11] واسمه الوليد بن المغيرة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو لابن هذا، واسمه أيضا الوليد، ويسمي الابن والأب في الصلاة، ويقول: "«اللهم انج الوليد بن الوليد»" كما ثبت ذلك في الصحيح [5] . ومن فرط جهلهم وتعصبهم [6] أنهم يعمدون إلى يوم أحب الله صيامه فيرون فطره، كيوم عاشوراء. وقد ثبت في الصحيح عن أبي موسى قال: «دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة [7] وإذا ناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بصومه" وأمر بصومه» ، أخرجه البخاري [8] (1) و: بأبي بكر، ن، م: كليب. (2) أ، ب: أهل النار. (3) لفظ الجلالة ليس في (ن) ، (م) ، (و) ، (ص) . (4) في القرآن: زيادة في (أ) ، (ب) . (5) مضى الحديث من قبل في هذا الجزء قبل صفحات، ص 141. (6) ن: وبغضهم. (7) أ، ب: عن أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل المدينة. . (8) الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في: البخاري 3/44 (كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء) ونصه: "قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء. فقال:" ما هذا "؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال:" فأنا أحق بموسى منكم "؛ فصامه وأمر بصيامه" والحديث في: البخاري 6 (كتاب التفسير، سورة يونس) ؛ مسلم 2/795 796 (كتاب الصيام، باب صوم يوم عاشوراء) ؛ سنن ابن ماجه 1/552 (كتاب الصيام، باب صيام يوم عاشوراء) . وأما حديث أبي موسى فهو في البخاري ومسلم في كتاب الصوم منهما ولفظه وهذا لفظ مسلم 2/796: عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كان يوم عاشوراء يوما تعظمه اليهود وتتخذه عيدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "صوموه أنتم" . . .
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 0 والزوار 17) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |