|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خير
|
#12
|
||||
|
||||
![]() ![]() أختي الكريمة الفاضلة آهات محزونة حفظك الله أختي .. وعافاك من كل سوء اتكلم معك هنا كأخ لك .. قبل أن أكون معالجك قرأت كلامك .. ولا اخفي عليك أنني لم أتفاجأ به .. لأن كثير من الحالات مثلك .. والسبب واحد هو المرور بفترة الابتلاء والإصابة .. وخاصة لو بدأتي في العلاج فسيكون كل هذا امر طبيعي .. وسيزول بإذن الله .. كم عانت حالات .. وبالجوء إلى الله وصدق توكل وثقة .. مع رضا بقضاء الله زال الهم .. وانفرجت الكربات بفضل من الله سبحانه وتعالى وأسعدني كثيراا ردود الإخوة والاخوات عليكِ فهنيئا لك تلك القلوب التي تتمنى لك الخير وتدعوا لك بكل صدق وود تابعي أختي علاجك .. ومرحبا بك في العيادة وأنا في خدمتك بإذن الله حفظك الله من كل سوء وفرج الله كربك .. وأسعد الله قلبك في رعاية الله وحفظه ![]() ![]() |
#13
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته. أهلا بالأخت الفاضلة.. جعل الله تلك الآهات تتبدل إلى مسرات... أولا إليك هذه القصة... قصة قصّها الأستاذ الدكتور خالد الجبير .. استشاري جراحة القلب والشرايين .. في محاضرته القيـّمة (أسباب منسية) فأعيروني انتباهكم فالقصة مؤثرة ولنا فيها بإذن الله العظة و العبرة .. يقول الدكتور في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف.. وكان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء و في يوم الأربعاء كان الطفل في حيوية و عافية .. يوم الخميس الساعة 11:15 ولا أنسى هذا الوقت - للصدمة التي وقعت .... إذ بأحد الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل .. فذهبت إلى الطفل مسرعاً وقمت بعملية تدليك للقلب .. استمرت 45 دقيقة وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل .. وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا الله تعالى. ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته .. وكما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة .. وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري .. فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه .. فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة .. ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات... فماذا تتوقعون أنها قالت؟ هل صرخت ؟ هل صاحت؟ هل قالت أنت السبب؟ لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت.... بعد 10 أيام .. بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيراً بأن حالة الدماغ معقولة .. بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف .. فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحرك قلبه .. قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد .. فقالت الحمد لله .. اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يا رب. و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك 6 مرات .. إلى أن تمكن أخصائيٌ القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف و يعود قلبه للعمل . ومرت الآن 3 أشهر ونصف والطفل في الإنعاش لا يتحرك .. ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به يصاب بخراج ٍوصديد عجيب غريب عظيم في رأسه لم أرى مثله .... فقلنا للأم بأن ولد ميت لا محالة .. فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج .. فقالت الحمد لله ثم تركتني و ذهبت .. بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب .. وتولوا معالجة الصبي .. وبعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج .. لكنه لا يتحرك .... ان الله مع الصابرين و بعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم .. وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية .. فقلت للأم: إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته .. فقالت بصبر و يقين الحمد لله .. اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه .. بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم 5 .. ذهبت للمريض على السرير رقم6 لمعاينته .. وإذا بأم هذا المريض تبكي و تصيح وتقول يا دكتور يا دكتور .... الحقني يا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة راح يموت راح يموت.... فقلت لها متعجبا ً: شوفي أم هذا الطفل الراقد على السرير رقم 5 .. حرارة ولدها 41 درجة وزيادة وهي صابرة و تحمد الله .... فقالت أم المريض صاحب السرير رقم 6 عن أم هذا الطفل .. (هذه المرأة مو صاحية ولا واعية) فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الجميل العظيم (طوبى للغرباء) .. مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزان أمة لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة .. في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا إثنتين فقط. بعد ذلك بفترة توقفت الكلى .. فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو .. فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد لله وتركتني ككل مرة وذهبت . دخلنا الآن في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع .. وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم .. ثم ما أن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي .. التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر .. وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها .. مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك ..... عندما وصلت حالت الطفل لهذه المرحلة .. قلت للأم: خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه ... فقالت الحمد لله كدأبها .. ولم تقل شيئا آخر... مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش.. لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح .. ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك .. والأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة .... هل تعلمون ما حدث بعد ذلك ؟ وقبل أن أخبركم .. ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر و الآلام والأمراض؟؟ وما ذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل و ولدها أمامها عل شفير القبر ... و لا تملك من أمرها الا الدعاء والتضرع لله تعالى ... هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف .. للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟ لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاءً لهذه الأم الصالحة ... وهو الآن يسابق أمه على رجليه كأن شيئاً لم يصبه ... وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً... لم تنته القصة بعد ما أبكاني ليس هذا .. ما أبكاني هو القادم : بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة و نصف .. يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلا ً وزوجته ومعهم ولدين يريدون رؤيتك .. فقلت من هم ؟ فقال بأنه لا يعرفهم. فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة .. عمره الآن 5 سنوات مثل الوردة في صحة وعافية .. كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولود عمره 4 أشهر... فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذا المولود الجديد الذي تحمله أمه .. هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد ؟ فنظر إلي بابتسامة عجيبة ( كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنك مسكين) ثم قال لي بعد هذه الابتسامة: إن هذا هو الولد الثاني .. وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم وبعد أن رزقنا به، أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع .. وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم أدخلته في غرفة عندي .. وسألته عن زوجته قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد 17 عاما من العقم ؟ لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى . هل تعلمون ماذا قال ؟ أنصتوا معي يا أخواني و يا أخواتي .. وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات .. فيكفيكن فخرا ً في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة من بني جلدتكن. لقد قال : أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاماً .. وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولا كذب واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب .. وتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان. ويكمل الرجل حديثه ويقول .. يا دكتور لا أستطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي تعاملني به زوجتي .. أن أفتح عيني فيها حياءً منها وخجلا ً .. فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك انتهى كلام الدكتورخالد الجبير حفظه الله . وأقول : إخواني و أخواتي .. قد تتعجبون من هذه القصة ومن صبر هذه المرأة .. ولكن اعلموا أن الإيمان بالله تعالى حق الإيمان .. والتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح هو ما يثبت المسلم عند الشدائد والمحن .. وهذا الصبر هو توفيق من الله تعالى ورحمة. يقول الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ .. وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. يتبع .... علاج الحزن و الإكتآب على صوء الكتاب و السنة.
__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام. والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين. ![]() ![]() |
#14
|
||||
|
||||
![]() علاج الحزن والاكتئاب من واقع القرآن والسنة ما هو العلاج ؟ إن في القرآن والسنة الوقاية والعلاج لحالات الحزن والاكتئاب ، وخاصة ما كان منها لأسباب خارجية ، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده ؛ إذ أنه – سبحانه – جعل القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين ، وما عليهم سوى العودة إليه وإلى سنة المصطفى ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين . أولاً : العقيدة : إن للعقيد أثرا كبيراً في الوقاية وعلاج الاكتئاب والعقيدة نسمع عنها كثيرًا ، ولكن كثير من الناس لا يعلمون مدلول هذه الكلمة ، وما مقتضاها ، وما نتائجها ... والعقيدة لها أثر كبير على مشاعر الإنسان وسلوكه . وسنستعرض بعض جوانبها ، وأثر هذه الجوانب في الوقاية من الاكتئاب وعلاجه : ( أ ) في القضاء والقدر عقيدتنا نحن المسلمين في القضاء والقدر تمنعنا من الحزن الشديد ؛ ففي الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – جاء فيه قول النبي صلى الله عليه و سلم: ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ). فعندما يعلم الإنسان أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة ، فإنه لا يحزن ، وكيف يحزن وهو يعلم بأن هؤلاء البشر الذين حوله لا يستطيعون أن يضروه ولا أن ينفعوه إلا بقدر الله ؟ فلم القلق إذن ، ولم الحزن الشديد . ( ب ) الإيمان باليوم الآخر : إن الذي يؤمن باليوم الآخر يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئًا ؛ فهي قصيرة جداً .. وعندما يفقد عزيزًا يعرف أنه سيلتقي به في الآخرة – إن شاء الله - ، والذي يؤمن بالآخرة يتصور أن كل هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئاً بالنسبة للآخرة ، فعندما يفقد جزءاً صغيراً من هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد ، ويتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء ) [رواه الترمذي] واعلم أنه كما دخل اٌنسان إلى الدنيا مجردا من كل شيء سوف يخرج منها مجردا من كل شيء....فلا تحزن وقل ماشاء الله فعل. ( ج ) الإيمان بأسماء الله وصفاته : يعتقد بعض الناس أن الإيمان بالأسماء والصفات مسألة عقدية ذهنية مجردة ؛ كأن نؤمن بأن الله هو الملك ، وأنه الحكيم القادر الباسط المعطي … وغير ذلك ، دون أن يكون لهذه الصفات والأسماء مدلول وأثر في حياة المسلم ؛ ولذلك فهؤلاء لا يستفيدون من إيمانهم هذا الاستفادة المرجوة والحقّة . والحق أن الإيمان بها ليس مجردًا ، إنما له تأثير في واقع الإنسان ؛ فالمسلم الذي يؤمن بأن الله هو الملك ، يؤمن بأنه له –سبحانه – الحق في المنع والعطاء ، فلا يعترض عليه والذي يؤمن بأن الله حكيم لا يقدر شيئًا إلا لحكمة – سواء أدركها الإنسان ذو العقل القاصر أم لم يدركها – هذا يتقبل الأحداث ويعلم أن فيها خيرًا له ، وقد تخفى الحكمة أو بعضها على الناس وقد يكتشفونها أو يكتشفون بعضها في وقت لاحق . ( د ) مفهوم المسلم للمصائب والأحزان : إنه مفهوم خاصٌ بالمسلمين ، جديرٌ بأن يكتب بماء من الذهب ، وأمّا الذين لا يعيشون هذا المفهوم فإن حياتهم تسير في نكد وضنك أمّا المسلم فإنه يؤمن بأن المصائب قد تكون علامة على محبة الله للعبد ، ألم يقل رسول الله : ( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ). [ رواه أحمد . انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1702 ] كما أنه يؤمن بأن الابتلاء يكون على قدر الإيمان ، ويذكر الحديث رسول الله : ( أشد الناس بلاءاً: الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ). [ رواه الطبراني . انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1003 ] فكلما زاد الإيمان زاد الابتلاء ، وكلما كان الابتلاء هيّناً ، كان الإيمان على قدره . ويشهد لذلك حديث رسول الله : (فإن كان في دينه صلبة اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه ) . [ انظر : صحيح الجامع الصغير ، رقم الحديث 1003 ] ويؤمن المسلم أيضاً : بأنه بمجرد حصول المصيبة فإنه سيؤجر عليها ـ نهيك عن موضوع الصبر عليها – فرسولنا محمد يقول : ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولاهم ولا حزن ، ولا أذى ولا غم ؛ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه ). [ رواه أحمد والشيخان ] فإذا اعتقد المسلم هذا ؛ فإنه يطمئن بإيمانه بالله ، ويزداد توكله على الله واستسلامه لقدره. فكيف إذا أضاف إلى ما سبق صبره على المصيبة ؟ لا شك أن في الصبر على المصائب أجراً عظيماً عند الله سبحانه وتعالى ... يقول الله – عز وجل - : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). [ سورة الزمر : 10 ] فالمؤمن في كل أحواله في خير . روى مسلم في صحيحه أن رسول الله قال : ( عجباً لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صــبر فكــإِنَّ خيراً له ). [ أخرجه مسلم ، في كتاب الزهد ] فمفهومنا عن الابتلاء مفهوم خاص وعظيم تكتب فيه مجلدات ، ويمكنه بمفرده أن يقينا المشكلات ويقينا الحزن – بإذن الله تعالى - . ثانيًا : ( من العلاج ) : التقوى والعمل الصالح : فما من شك أن تقوى الله – عز وجل – والعمل الصالح هما بذاتهما يشكلان وقاية للإنسان من الحزن والاكتئاب والضيق . يقول الله – عز وجل - : ( من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون ). [ سورة النحل : 97 ] إذن ما هي الحياة الطيبة ؟ أو ليست هي السعادة والطمأنينة ؟ أي وربي ،فكل الباحثين عن السعادة ، وكل من تكلم عن الحياة الطيبة ، لن يصلوا إليها إلا بالعمل الصالح ، يقول إبراهيم بن ادهم – رحمه الله : ( والله إننا لفي نعمة لو يعلم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ). إذن : هي نعمة الإيمان والطمأنينة ، إنها السعادة الحقيقة التي لم يجدها الكثيرون من الناس. ثالثًا : الدعاء والتسبيح والصلاة : والدعاء منه ما يكون وقائيًا ، ومنه ما يكون علاجيًا فالدعاء الوقائي ؛ كقوله عليه السلام : ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ). [ رواه أحمد والشيخان عن أنس ] والذي يؤمن بهذا الحديث وأمثاله ويعمل بها ، والذي إذا أصابه هم فقرأها ، فإن الله سبحانه سيزيل عنه الهم والحزن ... ويقول سبحانه وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام وقد ضاق صدره وحزن لكلام الكفار عليه : ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين). فتسبيح الله عز وجل من الأشياء التي تزيل الهم والحزن . رابعًا : تقدير أسوا الاحتمالات والنظر إلى من هو أسوأ حالاً : وهذه قضية يستعملها الأطباء النفسيون ، ولكن نبينا وحبيبنا عليه السلام استخدمها قبلهم ؛ كما في حديث خباب بن الأرت .. عندما كان الصحابة في مكة يضطهدون ويسامون العذاب الشديد على أيدي الكفار ، فجاء خباب إلى رسول الله وكان متوسدًا بردة في ظل الكعبة ، وقال له : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال عليه السلام : ( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ، فيجعل فيها ، ثم يؤتى بالمنشار الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه .. والله لتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ؛ ولكنكم تستعجلون ). [رواه البخاري في علامات النبوة ] فهذه طريقة في العلاج النفسي ، إذا أتاك إنسان أصيب بمصيبة ، فقل له : هناك أناس أصيبوا أكثر منك . فمثلاً : إذا كان قد مات ولده في حادث ، فيقال له : هناك أناس ماتت العائلة كلها ، أو أن في الناس من ماتت زوجته وأولاده وفقد كل ممتلكاته . وهذا يعني أن الإنسان إذا أصيب بمصيبة فإنه ينبغي عليه أن ينظر إلى من هو أسوأ حالاً منه فيقول : الحمد الله ؛ أنا بخير .. فالفقير ينظر إلى من هو أفقر منه فيدرك نعمة الله عليه ، ويصلح هذا في أي أمر من أمور الدنيوية . خامساً : الواقعية في النظر إلى الحياة والشمولية ، والبعد عن نظرة الكمال الخالية : إن هناك بعض الناس يكتئبون ؛ لأنهم يفكرون خطأ .. وبالطبع فإن المكتئب يفكر بشكل خاطىء ، ولكن المقصود من النظرية أن من الناس من يصبح مكتئباً بسبب الخطأ في التفكير وهذا أمر واقع أحياناً .. إذ أن لبعض الناس نظرة خيالية ؛ فأحدهم يقول : أنا لا يمكن أن أكون سعيدًا إلا والناس الذين من حولي راضون عني والموظفون الذين معي ينبغي أن يكونوا راضين عني ؛ فهذا أمر غير واقعي ؛ إذ لا بد من وجود أناس غير راضين عن هذا الشخص ، وأناس راضين عنه ، وهذا أمر واقعي يعيشه كل الناس ، ولو أنه فكّر بواقعية وتذكر إن إرضاء الناس كلهم غاية لا تدرك ، لكان قد عاش حياته مطمئنًا مرتاح البال من هذه الناحية وذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في كتاب ( الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ) حول موضوع حديث الرسول : ( لا يكره مؤمن مؤمنة ؛ إن كره منها خلقاً رضي منها آخر).. [ رواه مسلم ] قال الشيخ عن هذا الحديث : (( فيه الإرشاد إلى معاملة الزوجة والقريب والصاحب وكل من بينك وبينه علاقة واتصال ، وأنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بد أن يكون فيه عيب أو نقص أو أمر تكرهه ، فإذا وجدت ذلك فقارن بين هذا وبين ما يجب عليك ، أو ما ينبغي لك من قوة الاتصال والإبقاء على المحبة وما فيه من المحاسن والمقاصد الخاصة والعامة ، وبهذا الإغضاء عن المساوئ ، وملاحظة المحاسن تدوم الصحبة والاتصال ، وتتم الراحة وتحصل لك )) . انتهى كلامه .. سادسًا : تقديم حسن الظن : وهي نفس قضية : أن النظرة الإيجابية ينبغي أن تقدم على النظرة السلبية .. فالإنسان الذي يسئ الظن بالآخرين هو الذي يتضايق .. مثال ذلك : شخص مرّ على آخر يعرفه فلم يسلم عليه ؛ فيبقى الآخر متضايقاً حزيناً متسائلاً : لماذا لم يسلم عليّ ؟ لابد أنه يكرهني ... أو كذا .. أو كذا ... ويبدأ يسيء الظن ؛ مما يؤدي به إلى حزن يوم أو يمين أو حتى أكثر ، ولو أنه أحسن الظن منذ البداية وقال لنفسه : (( ربما لم يرني )) أو غير ذلك من الأعذار لما أصابه الحزن . ولذا قال سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم ) .. [ الحجرات : 12 ] فهذا الاجتناب لأجل راحتنا نحن .. إذن نحن الذين نطمئن إذا أحسنا الظن ،مع ملاحظة أن إحسان الظن لا يعني القابلية للانخداع ، كما جاء عن عمر رضي الله عنه .. يقول : ( لست بالخب والا الخب يخدعني ) فهو ليس مكاراً ولا يخدع الناس ، ولكنه أيضًا لا يخدع ؛ إذ إنه منتبه تمامًا .. ولذلك فالأمر المرفوض : هو تقديم سوء الظن وتقديم الاستنباطات الاعتباطية . سابعًا : كيف التصرف حيال أذى الناس : والناس قد يؤذونك وخاصة بأقوالهم السيئة ، فلا بد لك أن تعلم بأن هذا الأذى يضرهم ولا يضرك ، إلا إذا أشغلت نفسك بأقوالهم فعندها ستتضايق ، وإن أهملتها فستكون مرتاحًا . لماذا ؟ لأن النبي عليه السلام يقول : أتدرون من المفلس ؟ إن المفلس من أمتي : من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، واكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم يطرح في النار .[رواه مسلم ] فإذن : الذي يغتابني ويسبني ويتكلم علي هو في الحقيقة يعطيني من حسناته ويحسن إلي ، فجزاه الله خيرًا .. ولذلك ينبغي أن أشكره على هذا الأمر .. فإذا قال لك شخص كلامًا يؤذيك ، فتركه واذهب ، فهو الذي سيتضايق ويغتاظ ( قل موتوا بغيظكم ). [آل عمران : 119 ] ثامنًا : الأمل : إن باب الأمل مفتوح وهذا يبعد الضيق والحزن عن الإنسان ؛ وليتذكر الإنسان قوله سبحانه وتعالى : ( فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ) . [ الشرح : 5،6 ] وهذا يعني أنه ما من عسر يأتي إلا ويأتي بعده اليسر .. ويقول سبحانه : ( سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا ). [ الطلاق : 7 ] فكلما اشتدت عليك الأمور فاعلم أن الفرج قد اقترب .. مقتبسه من كتاب : الحزن والاكتئاب في ضوء الكتاب والسنة تأليف د / عبد الله الخاطر رحمه الله تعالى. أسأل الله تعالى أن تفرج كربك وهمك.
__________________
الحمد لله الذي أمـر بالجهاد دفاعـاً عن الدين، وحرمة المسلمين، وجعله ذروة السنام، وأعظـم الإسلام، ورفعـةً لأمّـة خيـرِ الأنـام. والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد ، وعلى آلـه ، وصحبه أجمعيـن ، لاسيما أمّهـات المؤمنين ، والخلفاء الراشدين،الصديق الأعظم والفاروق الأفخم وذي النورين وأبو السبطين...رضي الله عنهم أجمعين. ![]() ![]() |
#15
|
||||
|
||||
![]() أرجعي اختي ارجعي وصلت قبلك من اليأس الى اخر مايمكن الوصول اليه ولاكن وجدت سعادتي بالرجوع ليس هو الحل الإستسلام بل المواجهه والقوه بالله فلو تعلمي أنا مريض بكم مرض لصُدمتي كيف إني أضحك هنا وهناك فلم أجد بستسلامي دواء ولا بحُزني إخاء ولا بوحدتي ونيس لاكنها أعوان لأمراضي علي نصيحه عيشي حياتك وتمسكي بالصلاه مره إثنان الى أن تصبح هيا راحتك ولا تقنطي من رحمة الله
__________________
|
#16
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله خير واشكركم من كل قلبي
|
#17
|
||||
|
||||
![]() أسأل الله العظيم ان يفرج عنك وييسر امرك اختي نحن هنا كلنا معك أسعد الله قلبك |
#18
|
|||
|
|||
![]() ربي معاكم وان شاء الله تفرج كل الكرب
|
#19
|
|||
|
|||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختي في الله يجب أن ترغبي في الشفاء وتسعين إليه وإلا لن تشفي فلا أحد يقدر على أجبارك عليه ومن به مس يجب أن يكون راغبا في العلاج ولا يدفع إليه دفعا أختي أبشرك بأن الله يحبك لقوله صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عبدا إبتلاه) لست الوحيده في هذا الأمر ثقي بالله وأعلمي أن الله خلقنا لعبادته وأنت في هذه الحاله تصعب عليك العباده يجب أن ترغبي في الشفاء كي تعبدي الله حق عبادته ضعي لك برنامجا تمشين عليه
1 ترك الملهيات والأغاني فأن الشياطين تطرب 2قيام الليل بسورة البقره مدة نصف ساعه يوميا 3أكل العجوه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم 4الصيام قدر المستطاع فإنه يضعف الجن 5الأدهان بزيت الزيتون المقرئ فيه وشرب فنجال من الزيت مع كأس ماء زمزم 6كيلو عسل مع ملعقه حبة البركه مطحونه يؤخذ منها ملعقه كبيره على الصباح 7 الاستحمام بماء زمزم مع السدر 8القسط الهندي. قبل هذا كله الرقيه الشرعيه تقرأينها على نفسك وتعلمين أن الذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق له اجران أدعو الله أن يجمع لك بين الأجر والعافيه |
#20
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله خيرا وكثر من امثالكم
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |