نصيحة لمن يكثر من ذكر عيوب الناس - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5036 - عددالزوار : 2189633 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4618 - عددالزوار : 1470154 )           »          ليس ترفا..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 64108 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 207 - عددالزوار : 125071 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 229 - عددالزوار : 146915 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 25260 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 24483 )           »          (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24-04-2011, 07:55 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
59 59 نصيحة لمن يكثر من ذكر عيوب الناس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





جعل الله عز وجل هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتنصح لله ، وتعين المحتاج ، وتغيث الملهوف ، وتكف الأذى ، وتنصر المظلوم ، فكانت خير الأمم ، وأنفع الناس للناس .

وأخرج الله منها أئمة يهدون بأمره ، ويدعون إلى شرعه ، ويقيمون الناس على المحجة البيضاء ، وهم صابرون محتسبون ممتثلون قول الله عز وجل : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) النحل/125 ، فيحببون دين الله إلى الناس ، ويرغبونهم في الامتثال لشرعه ، والانقياد لحكمه .

قال ابن كثير رحمه الله :

"(وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي : من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال ، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب . فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون عليهما السلام حين بعثهما إلى فرعون فقال : (فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (4/613) .

وقال السعدي رحمه الله :

"أي : ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح (بِالْحِكْمَةِ) أي : كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده .

ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم ، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم ، وبما يكون قبوله أتم ، وبالرفق واللين ، فإن انقاد بالحكمة ، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة ، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .

إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها ، والنواهي من المضار وتعدادها ، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به .

وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل ، فإن كان المدعو يرى أن ما هو عليه حق ، أو كان داعيةً إلى الباطل ، فيجادل بالتي هي أحسن ، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا" انتهى .

"تفسير السعدي" (ص 452) .

فالدعوة إلى الله إنما تكون بالحسنى والحكمة والبصيرة ؛ حتى لا ينفر الناس من الدين .

ثانياً :

الانشغال بذكر عيوب الناس والإكثار من ذلك أمر مذموم ، وقد يشغله ذلك عن النظر في عيوب نفسه والاهتمام بإصلاحها .

كما قيل : "من نظر في عيوب الناس ، عمي عن عيوب نفسه" .

"الزهد" للبيهقي (1/195) .

وعن محمد بن النضر الحارثي قال : ذُكِرَ رجل عند الربيع بن خيثم فقال : "ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ منها إلى ذم غيرها ، إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم" .

"شعب الإيمان" (16/100) .

وقال بعضهم : تقيدت ببيت سمعته :

لَنفسي أبكي لست أبكي لغيرها لنفسي في نفسي عن الناس شاغل

وقال آخر : لا أحسب أحدا لا يتفرغ لعيب الناس إلا عن غفلة غفلها عن نفسه ، ولو اهتم لعيب نفسه ما تفرغ لعيب أحد .

"فيض القدير" (4/371) .

وروى الترمذي (2032) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ : (يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ) ، صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال في "تحفة الأحوذي" :

"(وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ) مِنْ التَّعْيِيرِ وَهُوَ التَّوْبِيخُ وَالتَّعْيِيبُ عَلَى ذَنْبٍ سَبَقَ لَهُمْ مِنْ قَدِيمِ الْعَهْدِ , سَوَاءٌ عُلِمَ تَوْبَتُهُمْ مِنْهُ أَمْ لَا " انتهى .

وروى مسلم (2623) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ) .

قال النووي رحمه الله :

"اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الذَّمّ إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ قَالَهُ عَلَى سَبِيل الْإِزْرَاء عَلَى النَّاس , وَاحْتِقَارهمْ , وَتَفْضِيل نَفْسه عَلَيْهِمْ , وَتَقْبِيح أَحْوَالهمْ ... وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ لَا يَزَال الرَّجُل يَعِيب النَّاس , وَيَذْكُر مَسَاوِيَهُمْ , وَيَقُول : فَسَدَ النَّاس , وَهَلَكُوا , وَنَحْو ذَلِكَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ أَيْ أَسْوَأ حَالًا مِنْهُمْ بِمَا يَلْحَقهُ مِنْ الْإِثْم فِي عَيْبهمْ , وَالْوَقِيعَة فِيهِمْ , وَرُبَّمَا أَدَّاهُ ذَلِكَ إِلَى الْعُجْب بِنَفْسِهِ , وَرُؤْيَته أَنَّهُ خَيْر مِنْهُمْ" انتهى .

وقال ابن عبد البر رحمه الله :

هذا معناه عند أهل العلم أن يقولها الرجل احتقارا للناس وإزراء عليهم وإعجابا بنفسه ، وأما إذا قال ذلك تأسفا وتحزنا وخوفا عليهم لقبح ما يرى من أعمالهم فليس ممن عني بهذا الحديث ، والفرق بين الأمرين : أن يكون في الوجه الأول راضيا عن نفسه معجبا بها حاسدا لمن فوقه محتقرا لمن دونه ، ويكون في الوجه الثاني ماقتا لنفسه موبخا لها غير راض عنها " انتهى .

"التمهيد" (21/242) .

فليحذر المسلم من تتبع عورات المسلمين ، وترصد زلاتهم ، والوقوع في أعراضهم ، ولينشغل إما بإصلاح نفسه ، أو إصلاح غيره بالحكمة والموعظة الحسنة .

وعلى الواحد منا أن يسأل الله للناس الهداية ، ويسعى في هدايتهم وإرشادهم ، دون أن يقع في ذمهم ، وينشغل بذكر عيوبهم ، إلا لمصلحة شرعية تترتب على ذلك ، كالتحذير من فعلهم ، سواء في ذلك مسلمهم وكافرهم ، وهو مع ذلك يبغض ما هم عليه من الانحراف أو الضلال ، ولا يواليهم ولا يتابعهم ، ولكن يسعى بهم إلى سبل السلام .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) رواه البخاري (3701) ومسلم (2406) .

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين .
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 127.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 125.41 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.33%)]