|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#141
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#142
|
||||
|
||||
![]() ![]() تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الجزء الثانى سُورَةُ النِّسَاءِ الحلقة (142) صــ196 إلى صــ 200 وفي المراد بالبريء: الذي قذفه هذا السارق قولان . [ ص: 196 ] أحدهما: أنه كان يهوديا ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، وابن سيرين ، وقتادة ، وابن زيد ، وسماه عكرمة ، وقتادة: زيد بن السمير . والثاني: أنه كان مسلما ، روي عن ابن عباس ، وقتادة بن النعمان ، والسدي ، ومقاتل . واختلفوا في ذلك المسلم ، فقال: الضحاك عن ابن عباس: هو عائشة لما قذفها ابن أبي ، وقال قتادة بن النعمان: هو لبيد بن سهل . وقال السدي ، ومقاتل: هو أبو مليل الأنصاري . فأما البهتان: فهو الكذب الذي يحير من عظمه ، يقال: بهت الرجل: إذا تحير . قال ابن السائب: فقد احتمل بهتانا برميه البريء ، وإثما مبينا بيمينه الكاذبة . ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما قوله تعالى: ولولا فضل الله عليك ورحمته في سبب نزولها قولان . أحدهما: أنها متعلقة بقصة طعمة وقومه ، حيث لبسوا على النبي صلى الله عليه وسلم أمر صاحبهم ، هذا قول ابن عباس من طريق ابن السائب . والثاني: أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: جئناك نبايعك على أن لا نحشر ولا نعشر ، وعلى أن تمتعنا بالعزى سنة ، فلم يجبهم ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، في رواية الضحاك . وفي المراد بفضل الله ورحمته قولان . أحدهما: النبوة والعصمة . والثاني: الإسلام والقرآن ، روي عن ابن عباس . [ ص: 197 ] قال مقاتل: لولا فضل الله عليك حيث بين لك أمر طعمة ، وحولك بالقرآن عن تصديق الخائن; لهمت طائفة منهم أن يضلوك . قال الفراء: والمعنى: لقد همت . فإن قيل: كيف قال: ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة وقد همت بإضلاله؟ فالجواب: أنه لولا فضل الله عليك ورحمته ، لظهر تأثير ما هموا به . فأما الطائفة ، فعلى رواية ابن السائب ، عن ابن عباس: قوم طعمة ، وعلى رواية الضحاك: وفد ثقيف . وفي الإضلال قولان . أحدهما: التخطئة في الحكم . والثاني: الاستزلال عن الحق . قال الزجاج : وما يضلون إلا أنفسهم ، لأنهم يعملون عمل الضالين ، فيرجع الضلال إليهم . فأما "الكتاب" ، فهو القرآن . وفي "الحكمة" ثلاثة أقوال . أحدها: القضاء بالوحي ، قاله ابن عباس . والثاني: الحلال والحرام ، قاله مقاتل . والثالث: بيان ما في الكتاب ، وإلهام الصواب ، وإلقاء صحة الجواب في الروع ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وفي قوله وعلمك ما لم تكن تعلم ثلاثة أقوال . أحدها: أنه الشرع ، قاله ابن عباس ، ومقاتل . والثاني: أخبار الأولين والآخرين ، قاله أبو سليمان . والثالث: الكتاب والحكمة ، ذكره الماوردي . وفي قوله: وكان فضل الله عليك عظيما ثلاثة أقوال . أحدها: أنه المنة بالإيمان . والثاني: المنة بالنبوة ، هذان عن ابن عباس . والثالث: أنه عام في جميع الفضل الذي خصه الله به ، قاله أبو سليمان . لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [ ص: 198 ] قوله تعالى: لا خير في كثير من نجواهم قال ابن عباس : هم قوم طعمة ، وقال مقاتل: وكلهم يهود تناجوا في أمر طعمة ، وقال مجاهد: هو عام في نجوى جميع الناس . قال الزجاج : ومعنى النجوى: ما تنفرد به الجماعة أو الاثنان ، سرا كان أو ظاهرا . ومعنى "نجوت الشيء" في اللغة: خلصته وألقيته ، يقال: نجوت الجلد: إذا ألقيته عن البعير وغيره . قال الشاعر: فقلت انجوا عنها نجا الجلد إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه وقد نجوت فلانا: إذا استنكهته ، قال الشاعر: نجوت مجالدا فوجدت منه كريح الكلب مات قديم عهد [ ص: 199 ] وأصله كله من النجوة ، وهو ما ارتفع من الأرض ، قال الشاعر ، يصف سيلا: فمن بنجوته كمن بعقوته والمستكن كمن يمشي بقرواح والمراد بنجواهم: ما يدبرونه بينهم من الكلام . فأما قوله: إلا من أمر بصدقة ، فيجوز أن يكون بمعنى: إلا في نجوى من أمر بصدقة ، ويجوز أن يكون استثناء ليس من الأول ، فيكون بمعنى: لكن من أمر بصدقة ، ففي نجواهم خير . وأما قوله: (أمر بصدقة) فالمعنى: حث عليها . وأما المعروف ، ففيه قولان . [ ص: 200 ] أحدهما: أنه الفرض ، روي عن ابن عباس ، ومقاتل . والثاني: أنه عام في جميع أفعال البر ، وهو اختيار القاضي أبي يعلى ، وأبي سليمان الدمشقي . ![]()
__________________
|
#143
|
||||
|
||||
![]() ![]() تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الجزء الثانى سُورَةُ النِّسَاءِ الحلقة (143) صــ201 إلى صــ 205 ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا قوله تعالى: ومن يشاقق الرسول في سبب نزولها قولان . أحدهما: أنه لما نزل القرآن بتكذيب طعمة ، وبيان ظلمه ، وخاف على نفسه من القطع والفضيحة ، هرب إلى مكة ، فلحق بأهل الشرك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد ، والسدي . وقال مقاتل: لما قدم مكة نزل على الحجاج بن علاط السلمي فأحسن نزله ، فبلغه أن في بيته ذهبا ، فخرج في الليل فنقب حائط البيت ، فعلموا به فأحاطوا البيت ، فلما رأوه ، أرادوا أن يرجموه ، فاستحيا الحجاج ، لأنه ضيفه ، فتركوه ، فخرج ، فلحق بحرة بني سليم يعبد صنمهم حتى مات على الشرك ، فنزل فيه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، وقال غيره: بل خرج مع تجار فسرق منهم شيئا ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه ، وقيل: ركب سفينة ، فسرق فيها مالا ، فعلم به ، فألقي في البحر . والقول الثاني: أن قوما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا ، ثم ارتدوا ، فنزلت فيهم هذه الآية ، روي عن ابن عباس . ومعنى الآية: ومن يخالف الرسول في التوحيد ، والحدود ، من بعد ما تبين له التوحيد والحكم ، ويتبع غير دين المسلمين ، نوله ما تولى ، أي: نكله إلى ما اختار لنفسه ، ونصله جهنم: ندخله إياها . [ ص: 201 ] قال ابن فارس: تقول صليت اللحم أصليه: إذا شويته ، فإن أردت أنك أحرقته ، قلت: أصليته . وساءت مصيرا ، أي: مرجعا يصار إليه . إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا قوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به في سبب نزولها قولان . [ ص: 202 ] أحدهما: أنها نزلت في حق طعمة بن أبيرق لما هرب من مكة ، ومات على الشرك ، وهذا قول الجمهور ، منهم سعيد بن جبير . والثاني: أن شيخا من الأعراب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: إني منهمك في الذنوب ، إلا أني لم أشرك بالله منذ عرفته ، وإني لنادم مستغفر ، فما حالي؟ فنزلت هذه الآية ، روي عن ابن عباس . فأما تفسيرها ، فقد تقدم . إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا قوله تعالى: إن يدعون من دونه إلا إناثا "إن" بمعنى: "ما" و "يدعون" بمعنى: يعبدون . و "الهاء" في "دونه" ترجع إلى الله عز وجل . والقراءة المشهورة إناثا . وقرأ سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، وأبو مجلز ، وأبو المتوكل ، وأبو الجوزاء: إلا وثنا ، بفتح الواو ، والثاء من غير ألف . وقرأ ابن عباس ، وأبو رزين: أنثا ، برفع الهمزة والنون من غير ألف . وقرأ أبو العالية ، ومعاذ القارئ ، وأبو نهيك: أناثا ، برفع الهمزة وبألف بعد الثاء . وقرأ أبو السوار العدوي ، وأبو شيخ الهنائي: أوثانا ، بهمزة مفتوحة بعدها واو وبألف بعد الثاء . وقرأ أبو هريرة ، والحسن ، والجوني: إلا أنثى ، على وزن "فعلى" وقرأ أيوب السختياني: إلا وثنا ، برفع الواو والثاء من غير ألف . وقرأ مورق العجلي: أثنا ، برفع الهمزة والثاء من غير ألف . قال الزجاج : فمن قال: إناثا ، فهو جمع أنثى وإناث ، ومن قال: أنثا ، فهو جمع إناث ، ومن قال: أثنا ، فهو جمع وثن ، والأصل: وثن ، إلا أن الواو إذا انضمت جاز إبدالها همزة ، كقوله تعالى: وإذا الرسل أقتت [المرسلات: 11] . [ ص: 203 ] الأصل: وقتت . وجائز أن يكون أثن أصلها أثن ، فأتبعت الضمة الضمة ، وجائز أن يكون أثن ، مثل أسد وأسد . فأما المفسرون ، فلهم في معنى الإناث أربعة أقوال . أحدها: أن الإناث بمعنى الأموات ، قاله ابن عباس ، والحسن في رواية ، وقتادة . قال الحسن: كل شيء لا روح فيه ، كالحجر ، والخشبة ، فهو إناث . قال الزجاج : والموات كلها يخبر عنها ، كما يخبر عن المؤنث ، تقول من ذلك: الأحجار تعجبني ، والدراهم تنفعني . والثاني: أن الإناث: الأوثان ، وهو قول عائشة ، ومجاهد . والثالث: أن الإناث اللات والعزى ومناة ، كلهن مؤنث ، وهذا قول أبي مالك ، وابن زيد ، والسدي . وروى أبو رجاء عن الحسن قال: لم يكن حي من أحياء العرب إلا ولهم صنم يسمونه: أنثى بني فلان ، فنزلت هذه الآية . قال الزجاج : والمعنى: ما يدعون إلا ما يسمونه باسم الإناث . والرابع: أنها الملائكة كانوا يزعمون أنها بنات الله ، قاله الضحاك . وفي المراد بالشيطان ثلاثة أقوال . أحدها: شيطان يكون في الصنم ، قال ابن عباس : في كل صنم شيطان يتراءى للسدنة فيكلمهم ، وقال أبي بن كعب: مع كل صنم جنية . والثاني: أنه إبليس . وعبادته: طاعته فيما سول لهم ، هذا قول مقاتل ، والزجاج . والثالث: أنه أصنامهم التي عبدوا ، ذكره الماوردي . فأما "المريد" ، فقال الزجاج : "المريد": المارد ، وهو الخارج عن الطاعة ، ومعناه: أنه قد مرد في الشر ، يقال: مرد الرجل يمرد مرودا: إذا عتا ، وخرج عن الطاعة . وتأويل [ ص: 204 ] المرود: أن يبلغ التي يخرج بها من جملة ما عليه ذلك الصنف ، وأصله في اللغة: املساس الشيء ، ومنه قيل للإنسان: أمرد: إذا لم يكن في وجهه شعر ، وكذلك يقال: شجرة مرداء: إذا تناثر ورقها ، وصخرة مرداء: إذا كانت ملساء . وفي قوله: لعنه الله قولان . أحدهما: أنه ابتداء دعاء عليه باللعن ، وهو قول من قال: هو الأوثان . والثاني: أنه إخبار عن لعن متقدم ، وهو قول من قال: هو إبليس . قال ابن جرير: المعنى: قد لعنه الله . قاله ابن عباس: معنى الكلام: دحره الله ، وأخرجه من الجنة . وقال -يعني إبليس-: لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا . وقال ابن قتيبة: أي: حظا افترضته لنفسي منهم ، فأضلهم . وقال مقاتل: النصيب المفروض: أن من كل ألف إنسان واحد في الجنة ، وسائرهم في النار . قال الزجاج : "الفرض" في اللغة: القطع ، و "الفرضة": الثلمة تكون في النهر . و "الفرض" في القوس: الحز الذي يشد فيه الوتر ، والفرض فيما ألزمه الله العباد جعله حتما عليهم قاطعا . ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا قوله تعالى: ولأضلنهم قال ابن عباس : عن سبيل الهدى ، وقال غيره: ليس له من الضلال سوى الدعاء إليه ، وفي قوله: ولأمنينهم أربعة أقوال . أحدها: أنه الكذب الذي يخبرهم به ، قال ابن عباس : يقول لهم: لا جنة ، [ ص: 205 ] ولا نار ، ولا بعث . والثاني: أنه التسويف بالتوبة ، روي عن ابن عباس . والثالث: أنه إيهامهم أنهم سينالون من الآخرة حظا ، قاله الزجاج . والرابع: أنه تزيين الأماني لهم ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قوله تعالى: فليبتكن آذان الأنعام قال قتادة ، وعكرمة ، والسدي: هو شق أذن البحيرة ، قال الزجاج : ومعنى "يبتكن": يشققن ، يقال: بتكت الشيء أبتكه بتكا: إذا قطعته ، وبتكه وبتك ، مثل: قطعه وقطع . وهذا في البحيرة كانت الجاهلية إذا ولدت الناقة خمسة أبطن ، و كان الخامس ذكرا ، شقوا أذن الناقة ، وامتنعوا من الانتفاع بها ، ولم تطرد عن ماء ، ولا مرعى ، وإذا لقيها المعيي ، لم يركبها . سول لهم إبليس أن هذا قربة إلى الله تعالى . وفي المراد بتغيير خلق الله خمسة أقوال . أحدها: أنه تغيير دين الله ، رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وبه قال الحسن في رواية ، وسعيد بن المسيب ، وابن جبير ، والنخعي ، والضحاك ، والسدي ، وابن زيد ، ومقاتل . وقيل: معنى تغيير الدين: تحليل الحرام ، وتحريم الحلال . والثاني: أنه تغيير الخلق بالخصاء ، رواه عكرمة ، عن ابن عباس ، وهو مروي عن أنس بن مالك ، وعن مجاهد ، وقتادة ، وعكرمة كالقولين . والثالث: أنه التغيير بالوشم وهو قول ابن مسعود ، والحسن في رواية . ![]()
__________________
|
#144
|
||||
|
||||
![]() ![]() تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الجزء الثانى سُورَةُ النِّسَاءِ الحلقة (144) صــ206 إلى صــ 210 والرابع: أنه تغيير أمر الله ، رواه أبو شيبة عن عطاء . والخامس: أنه عبادة الشمس والقمر والحجارة ، وتحريم ما حرموا من الأنعام ، وإنما خلق ذلك للانتفاع به ، قاله الزجاج . قوله تعالى: ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله في المراد بالولي قولان . أحدهما: أنه بمعنى: الرب ، قاله مقاتل . والثاني: من الموالاة ، قاله أبو سليمان الدمشقي . فإن قال قائل: من أين لإبليس العلم بالعواقب حتى قال: ولأضلنهم . وقال في [الأعراف: 17]: ولا تجد أكثرهم شاكرين . وقال في "بني إسرائيل" [62]: لأحتنكن ذريته إلا قليلا فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها: أنه ظن ذلك ، فتحقق ظنه ، وذلك قوله تعالى: ولقد صدق عليهم إبليس ظنه [سبأ: 20] قاله الحسن ، وابن زيد . وفي سبب ذلك الظن قولان . أحدهما: أنه لما قال الله تعالى له : لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين [ص: 85] علم أنه ينال ما يريد . والثاني: أنه لما استزل آدم ، قال: ذرية هذا أضعف منه . [ ص: 207 ] والثاني: أن المعنى: لأحرضن ولأجتهدن في ذلك ، لا أنه كان يعلم الغيب ، قاله ابن الأنباري . والثالث: أن من الجائز أن يكون علما من جهة الملائكة بخبر من الله تعالى أن أكثر الخلق لا يشكرون ، ذكره الماوردي . فإن قيل: فلم اقتصر على بعضهم؟ فقال: نصيبا مفروضا وقال: ولا تجد أكثرهم شاكرين [الأعراف: 17] وقال: (إلا قليلا); فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها: أنه يجوز أن يكون علم مآل الخلق من جهة الملائكة ، كما بينا . والثاني: أنه لم ينل من آدم كل ما يريد ، طمع في بعض أولاده ، وأيس من بعض . والثالث: أنه لما عاين الجنة والنار ، علم أنهما خلقتا لمن يسكنهما ، فأشار بالنصيب المفروض إلى ساكني النار . قوله تعالى: يعدهم يعني: الشيطان يعد أولياءه . وفيما يعدهم به قولان . أحدهما: أنه لا بعث لهم ، قاله مقاتل . والثاني: النصرة لهم ، ذكره أبو سليمان الدمشقي . وفيما يمنيهم قولان . أحدهما: الغرور والأماني ، مثل أن يقول: سيطول عمرك ، وتنال من الدنيا مرادك . والثاني: الظفر بأولياء الله . يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا [ ص: 208 ] قوله تعالى: وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أي: باطلا يغرهم به ، فأما المحيص ، فقال الزجاج : هو المعدل والملجأ ، يقال: حصت عن الرجل أحيص ، ورووا: جضت أجيض بالجيم والضاد ، بمعنى: حصت ، ولا يجوز ذلك في القرآن ، وإن كان المعنى واحدا ، لأن القراءة سنة ، والذي في القرآن أفصح مما يجوز ، ويقال: حصت أحوص حوصا وحياصة: إذا خطت ، قال الأصمعي: يقال حص عين صقرك ، أي: خط عينه ، والحوص في العين: ضيق مؤخرها ، ويقال: وقع في حيص بيص . وحاص باص: إذا وقع فيما لا يقدر على التخلص منه . ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا قوله تعالى: ليس بأمانيكم في سبب نزولها ثلاثة أقوال . . أحدها: أن أهل الأديان اختصموا ، فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب ، ونبينا خير الأنبياء ، وقال أهل الإنجيل مثل ذلك ، وقال المسلمون: كتابنا نسخ كل كتاب ، ونبينا خاتم الأنبياء ، فنزلت هذه الآية ، ثم خير بين [ ص: 209 ] الأديان بقوله: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله رواه العوفي ، عن ابن عباس ، وإلى هذا المعنى ذهب مسروق ، وأبو صالح ، وقتادة ، والسدي . والثاني: أن العرب قالت: لا نبعث ، ولا نعذب ، ولا نحاسب ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول مجاهد . والثالث: أن اليهود والنصارى قالوا: لا يدخل الجنة غيرنا ، وقالت قريش: لا نبعث ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول عكرمة . قال الزجاج : اسم "ليس" مضمر ، والمعنى: ليس ثواب الله عز وجل بأمانيكم ، وقد جرى ما يدل على الثواب ، وهو قوله: سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار . وفي المشار إليهم بقوله "أمانيكم" قولان . أحدهما: أنهم المسلمون على قول الأكثرين . والثاني: المشركون على قول مجاهد . فأما أماني المسلمين ، فما نقل من قولهم: كتابنا ناسخ للكتب ، ونبينا خاتم الأنبياء ، وأماني المشركين قولهم: لا نبعث ، وأماني أهل الكتاب قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه ، وإن النار لا تمسنا إلا أياما معدودة ، وإن كتابنا خير الكتب ، ونبينا خير الأنبياء ، فأخبر الله عز وجل أن دخول الجنة والجزاء بالأعمال لا بالأماني . وفي المراد "بالسوء" قولان . أحدهما: أنه المعاصي ، ومنه حديث أبي بكر الصديق أنه قال: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ (من يعمل سوءا يجز به) فإذا عملنا سوءا جزينا [ ص: 210 ] به فقال: غفر الله لك يا أبا بكر ، ألست تمرض ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به . والثاني: أنه الشرك ، قاله ابن عباس ، ويحيى بن أبي كثير . وفي هذا الجزاء قولان . أحدهما: أنه عام في كل من عمل سوءا فإنه يجازى به ، وهو معنى قول أبي بن كعب ، وعائشة ، واختاره ابن جرير ، واستدل عليه بحديث أبي بكر الذي قدمناه . والثاني: أنه خاص في الكفار يجازون بكل ما فعلوا ، فأما المؤمن فلا يجازى بكل ما جنى ، قاله الحسن البصري . وقال ابن زيد: وعد الله المؤمنين أن يكفر عنهم سيآتهم ، ولم يعد المشركين . قوله تعالى: ولا يجد له من دون الله وليا قال أبو سليمان: لا يجد من أراد الله أن يجزيه بشيء من عمله وليا ، وهو القريب ، ولا ناصرا يمنعه من عذاب الله وجزائه . ![]()
__________________
|
#145
|
||||
|
||||
![]() ![]() تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الجزء الثانى سُورَةُ النِّسَاءِ الحلقة (145) صــ211 إلى صــ 215 ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا قوله تعالى: ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن قال مسروق: لما نزلت ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب قال أهل الكتاب: نحن وأنتم سواء ، فنزلت ومن يعمل من الصالحات الآية ، وهذه تدل على ارتباط الإيمان بالعمل الصالح ، فلا يقبل أحدهما إلا بوجود الآخر ، وقد سبق ذكر "النقير" . ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا قوله تعالى: ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله قال ابن عباس : خير الله بين الأديان بهذه الآية . و "أسلم" بمعنى: أخلص . وفي "الوجه" قولان . أحدهما: أنه الدين . والثاني: العمل . وفي الإحسان قولان . أحدهما: أنه التوحيد ، قاله ابن عباس . والثاني: القيام لله بما فرض الله ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وفي اتباع ملة إبراهيم قولان . أحدهما: اتباعه على التوحيد والطاعة . والثاني: اتباع شريعته ، اختاره القاضي أبو يعلى . فأما الخليل ، فقال ابن عباس : الخليل: الصفي ، وقال غيره: المصافي ، وقال الزجاج : هو المحب الذي ليس في محبته خلل . قال: وقيل: الخليل: الفقير ، فجائز أن يكون إبراهيم سمي خليل الله بأنه أحبه محبة كاملة ، وجائز أن يكون لأنه لم يجعل فقره وفاقته إلا إليه ، و "الخلة": الصداقة ، لأن كل واحد يسد خلل صاحبه ، و "الخلة" بفتح الخاء: الحاجة ، سميت خلة للاختلال الذي يلحق الإنسان فيما يحتاج إليه ، [ ص: 212 ] وسمي الخل الذي يؤكل خلا ، لأنه اختل منه طعم الحلاوة . وقال ابن الأنباري: الخليل: فعيل من الخلة ، والخلة: المودة . وقال بعض أهل اللغة: الخليل: المحب ، والمحب الذي ليس في محبته نقص ولا خلل ، والمعنى: أنه كان يحب الله ، ويحبه الله محبة لا نقص فيها ، ولا خلل ، ويقال: الخليل: الفقير ، فالمعنى: اتخذه فقيرا إليه ينزل فقره وفاقته به ، لا بغيره . وفي سبب اتخاذ الله له خليلا ثلاثة أقوال . أحدها: أنه اتخذه خليلا لإطعامه الطعام ، روى عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا؟ قال: لإطعامه الطعام" والثاني: أن الناس أصابتهم سنة فأقبلوا إلى باب إبراهيم يطلبون الطعام ، وكانت له ميرة من صديق له بمصر في كل سنة ، فبعث غلمانه بالإبل إلى صديقه ، فلم يعطهم شيئا ، فقالوا: لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بميرة ، فملؤوا الغرائر رملا ، ثم أتوا إبراهيم عليه السلام ، فأعلموه ، فاهتم إبراهيم لأجل الخلق . فنام وجاءت سارة وهي لا تعلم ما كان ، ففتحت الغرائر ، فإذا دقيق حواري ، فأمرت الخبازين فخبزوا ، وأطعموا الناس ، فاستيقظ إبراهيم ، فقال: من أين هذا الطعام؟ فقالت: من عند خليلك المصري ، فقال: بل من عند خليلي الله عز وجل ، فيومئذ اتخذه الله خليلا ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث: أنه اتخذه خليلا لكسره الأصنام ، وجداله قومه ، قاله مقاتل . [ ص: 213 ] ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا قوله تعالى: وكان الله بكل شيء محيطا أي: أحاط علمه بكل شيء . ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وأن تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فإن الله كان به عليما قوله تعالى: ويستفتونك في النساء في سبب نزولها خمسة أقوال . أحدها: أنهم كانوا في الجاهلية لا يورثون النساء والأطفال ، فلما فرض الله المواريث في هذه السورة ، شق ذلك عليهم ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد . والثاني: أن ولي اليتيمة كان يتزوجها إذا كانت جميلة وهويها ، فيأكل مالها ، وإن كانت دميمة منعها الرجال حتى تموت ، فإذا ماتت ورثها ، فنزلت هذه [ ص: 214 ] الآية رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس . والثالث: أنهم كانوا لا يؤتون النساء صدقاتهن ، ويتملك ذلك أولياؤهن ، فلما نزل قوله: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول عائشة رضي الله عنها . والرابع: أن رجلا كانت له امرأة كبيرة ، وله منها أولاد ، فأراد طلاقها ، فقالت: لا تفعل ، واقسم لي في كل شهر إن شئت أو أكثر ، فقال: لئن كان هذا يصلح ، فهو أحب إلي ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ذلك ، فقال: "قد سمع الله ما تقول ، فإن شاء أجابك" فنزلت هذه الآية ، والتي بعدها ، رواه سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير . [ ص: 215 ] والخامس: أن ولي اليتيمة كان إذا رغب في مالها وجمالها لم يبسط لها في صداقها ، فنزلت هذه الآية ، ونهوا أن ينكحوهن ، أو يبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق ، ذكره القاضي أبو يعلى . وقوله: ويستفتونك أي: يطلبون الفتوى ، وهي تبيين المشكل من الأحكام . وقيل: الاستفتاء: الاستخبار . قال المفسرون: والذي استفتوه فيه ، ميراث النساء ، وذلك أنهم قالوا: كيف ترث المرأة والصبي الصغير؟ قوله تعالى: وما يتلى عليكم في الكتاب قال الزجاج : موضع "ما" رفع ، المعنى: الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب أيضا يفتيكم فيهن . وهو قوله: وآتوا اليتامى أموالهم الآية . والذي تلي عليهم في التزويج قوله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وفي يتامى النساء قولان . أحدهما: أنهن النساء اليتامى ، فأضيفت الصفة إلى الاسم ، كما تقول: يوم الجمعة . والثاني: أنهن أمهات اليتامى ، فأضيف إليهن أولادهن اليتامى . ![]()
__________________
|
#146
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#147
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#148
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#149
|
||||
|
||||
![]() ![]() تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الجزء الثانى سُورَةُ النِّسَاءِ الحلقة (149) صــ231 إلى صــ 235 إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا قوله تعالى: إن المنافقين يخادعون الله أي: يعملون عمل المخادع . وقيل: يخادعون نبيه ، وهو خادعهم ، أي: مجازيهم على خداعهم . وقال الزجاج : لما أمر بقبول ما أظهروا ، كان خادعا لهم بذلك . وقيل: خداعه إياهم يكون في القيامة بإطفاء نورهم ، وقد شرحنا طرفا من هذا في (البقرة) . قوله تعالى: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى أي: متثاقلين . و "كسالى": جمع كسلان ، و "الكسل": التثاقل عن الأمر . وقرأ أبو عمران الجوني: "كسلى" بفتح الكاف ، وقرأ ابن السميفع: "كسلى" ، بفتح الكاف من غير ألف . وإنما كانوا هكذا . لأنهم يصلون حذرا على دمائهم ، لا يرجون بفعلها ثوابا ، ولا يخافون بتركها عقابا . [ ص: 232 ] قوله تعالى: يراءون الناس أي: يصلون ليراهم الناس . قال قتادة: والله لولا الناس ما صلى المنافق . وفي تسمية ذكرهم بالقليل ثلاثة أقوال . أحدها: أنه سمي قليلا ، لأنه غير مقبول ، قاله علي رضي الله عنه ، وقتادة . والثاني: لأنه رياء ، ولو كان لله ، لكان كثيرا ، قاله ابن عباس ، والحسن . والثالث: أنه قليل في نفسه ، لأنهم يقتصرون على ما يظهر ، دون ما يخفى من القراءة والتسبيح ، ذكره الماوردي . مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا قوله تعالى: مذبذبين بين ذلك المذبذب: المتردد بين أمرين ، وأصل التذبذب: التحرك ، والاضطراب ، وهذه صفة المنافق ، لأنه محير في دينه لا يرجع إلى اعتقاد صحيح . قال قتادة: ليسوا بالمشركين المصرحين بالشرك ، ولا بالمؤمنين المخلصين . قال ابن زيد: ومعنى "بين ذلك": بين الإسلام والكفر ، لم يظهروا الكفر فيكونوا إلى الكفار ، ولم يصدقوا الإيمان ، فيكونوا إلى المؤمنين . قال ابن عباس : ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا إلى الهدى . وقد روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل المنافق: مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة ، وإلى هذه مرة ولا تدري أيها تتبع" . [ ص: 233 ] يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا قوله تعالى: لا تتخذوا الكافرين أولياء في المراد بالكافرين قولان . أحدهما: اليهود ، قاله ابن عباس . والثاني: المنافقون ، قال الزجاج : ومعنى الآية: لا تجعلوهم بطانتكم وخاصتكم . والسلطان: الحجة الظاهرة ، وإنما قيل للأمير: سلطان ، لأنه حجة الله في أرضه ، واشتقاق السلطان: من السليط . والسليط: ما يستضاء به ، ومن هذا قيل للزيت: السليط . والعرب تؤنث السلطان وتذكره ، تقول: قضت عليك السلطان ، وأمرتك السلطان ، والتذكير أكثر ، وبه جاء القرآن ، فمن أنث ، ذهب إلى معنى الحجة ، ومن ذكر ، أراد صاحب السلطان . قال ابن الأنباري: تقدير الآية: أتريدون أن تجعلوا لله عليكم بموالاة الكافرين حجة بينة تلزمكم عذابه ، وتكسبكم غضبه؟ . إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا قوله تعالى: إن المنافقين في الدرك الأسفل قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر: بفتح الراء ، وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف: بتسكين الراء . قال الفراء: وهي لغتان . قال أبو عبيدة: جهنم أدراك ، أي: منازل ، [ ص: 234 ] وأطباق . فكل منزل منها: درك . وحكى ابن الأنباري عن بعض العلماء أنه قال: الدركات: مراق ، بعضها تحت بعض . وقال الضحاك: الدرج: إذا كان بعضها فوق بعضها ، والدرك: إذا كان بعضها أسفل من بعض . وقال ابن فارس: الجنة درجات ، والنار دركات . وقال ابن مسعود في هذه الآية: هم في توابيت من حديد مبهمة [عليهم] . قال ابن الأنباري: المبهمة: التي لا أقفال عليها ، يقال: أمر مبهم: إذا كان ملتبسا لا يعرف معناه ، ولا بابه . قوله تعالى: ولن تجد لهم نصيرا قال ابن عباس : مانعا من عذاب الله . إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما قوله تعالى: إلا الذين تابوا قال مقاتل: سبب نزولها: أن قوما قالوا عند ذكر مستقر المنافقين: فقد كان فلان وفلان منافقين ، فتابوا ، فكيف يفعل بهم؟ [ ص: 235 ] فنزلت هذه الآية . ومعنى الآية: إلا الذين تابوا من النفاق (وأصلحوا) أعمالهم بعد التوبة (واعتصموا بالله) أي: استمسكوا بدينه . (وأخلصوا دينهم) فيه قولان . أحدهما: أنه الإسلام ، وإخلاصه: رفع الشرك عنه ، قاله مقاتل . والثاني: أنه العمل ، وإخلاصه: رفع شوائب النفاق والرياء منه ، قاله أبو سليمان الدمشقي . قوله تعالى: فأولئك مع المؤمنين في "مع" قولان . أحدهما: أنها على أصلها ، وهو الاقتران . وفي ماذا اقترنوا بالمؤمنين؟ فيه قولان . أحدهما: في الولاية ، قاله مقاتل . والثاني: في الدين والثواب . قاله أبو سليمان . والثاني: أنها بمعنى "من" فتقديره: فأولئك من المؤمنين ، قاله الفراء . ![]()
__________________
|
#150
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |