|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر (16) ا. محمود توفيق حسين عندما تتابعين مسلسلاً يتم عرضه في رمضان والناس من حولكِ في قيامٌ ويثير إعجابك وشغفك، وتنتظرين الحلقة منه بعد الحلقة بفارغ الصبر وتثيرين شهية صاحبتك له وتحكين لها ما فاتها من حبكَتهِ الجاذبة، والممثلة التي ارتدَّت فيه شابةً وما فعلت بها الحمْية وتكبير الشفاه.. فتخسر ذلك الوقت - الذي كانت تتعبد فيه - في متابعته؛ لا تفكِّري بأنك أردتِ إبهاجها بل فكِّري في أنك صرفتِها عن التعبد لا تفكِّري بأنك تدلين صاحبتك على متعةٍ مجانية بل فكري في أنك تشترين لها ولك لهوَ الحديث لا تفكِّري بأنه الشهر الذي تنزل فيه المسلسلات على خرائط القنوات بل فكري في أنه الشهرُ الذي أنزل الله فيه القرآن فكِّري في أنه الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان، ومن الصدِّ عن سبيل الله أن فتحوا فيه أبواب الدراما. مبارك عليك الشهر وقد خرجت منه دالَّةً على الخير
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() رمضان تجارة المحتسبين وصال تقة قال ابن القيم رحمه الله تعالى في رسالته التبوكية: "فإن كل عمل لا بد له من مبدأ وغاية، فلا يكون العمل طاعةً وقربةً حتى يكون مصدره عن الإيمان، فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض، لا العادة والهوى، ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك، بل لا بد أن يكون مبدؤه محض الإيمان، وغايته ثواب الله تعالى، وابتغاء مرضاته، وهو: الاحتساب"؛ الرسالة التبوكية ص٤٥. رمضان تجارة المحتسبين.. في صومك احتساب، وفي صلاتك وقيامك، وعند سَحورك وعند الإفطار.. وعند ذِكرك الذي يمنع عنك مباح الكلام قبل فاحشه.. وعند إيقاظ الزوجة والأبناء للسَّحور وللصلاة.. وعند زجر يديك عن تقليب القنوات.. وعينيك عن إطلاقها في المحرمات.. وغيرها وغيرها.. احتسبها لله الشكور، الذي يعطي على القليل الكثير.. تجارة والله لن تبور.. وأنت أيتها المرأة، الاحتساب: تجارتك الرابحة، رمضان فرصتك للتمرُّن على فن البدار إلى طلب الأجر على ما كبر وما دقَّ من الأعمال، بنفس مطمئنة راضية غير متبرمة ولا متسخطة: في المطبخ وأنت تهيئين لزوجِك وأبنائك الطعام، في صبرِك على إيقاظهم للسحور.. في حثهم على الصلاة وقراءة القرآن.. في فك نزاعات الأبناء وتذكيرهم بحديث: ((فإذا كان يومُ صوم أحدِكم، فلا يرفُثْ ولا يصخَبْ، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَلَه، فليقُلْ: إنِّي امرُؤٌ صائم))؛ مُتفَق عليه. وفي كل ما تقومين به من أعمال.. كوني لهم عونًا على الطاعة، واحتسبي الأجر من البَرِّ الشكور الذي يعطي على القليل الكثير.. عمرة امرأة حبيب العجمي: كانت توقظه بالليل، وتقول: قُمْ يا رجل، فقد ذهب الليل، وبين يديك طريق بعيد، وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا؛ (صفة الصفوة: 45/4).
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() وسائل الإعلام الرائي (التلفزيون) د. فهمي قطب الدين النجار أثر الرائي على المشاهدين: يتوقَّف تأثير الرائي على عوامل كثيرة؛ منها ما يتعلق بالبرامج التلفزيونية، ومنها ما يتعلق بالمُشاهِد ذاته. أما العوامل المتعلقة بالبرامج، فالعلماء ما زالوا يُطوِّرونها، ويتفنَّنون في أسلوب عرضِها، لزيادة تأثيرها على المُشاهِدين، والعلماء الغربيُّون لهم باع طويل في هذا المجال؛ إذ إن الرائي بعرفهم وسيلة مُهمَّة من وسائل الترويح والترفيه عن جماهيرِهم. أما العوامل التي تتعلَّق بالمُشاهِد، فترجِع أولاً إلى عقيدة المُشاهِد، ودرجة تعلُّمه، وسنِّه، وجنسه، ومن النتائج المهمَّة التي توصَّل إليها العلماء أن الرائي يزداد تأثيره على نوعين من أفراد المجتمع: الأطفال، وذوي التعليم المنخفِض والأميين. وبصفة أن نسبة الأمية في المجتمع العربي خاصة - والمجتمع الإسلامي عامة - مرتفعة جدًّا من 70 - 75%. وأن عدد الأطفال عام 1980م - وهم الذين بين الخامسة والرابعة عشر - بلغ 43 مليونًا. إذًا، فإن الرائي يؤثِّر على نسبة كبيرة من أفراد المجتمع العربي، وخاصة إذا بقي بصورته الحالية وبرامجه غير الهادِفة، التي تَخلِط الصالح بالطالح، وقد ازداد خطورة الآن عندما انتقل البثُّ عن طريق الأقمار الصناعية، وتستطيع أجهزة الاستقبال التِقاط أي محطة يُريدها المُشاهِد من الغرب أو الشرقِ. كل هذا يدفعُنا إلى الإسراع بتحويل الإعلام التلفزيوني إلى إعلام هادف ونظيف في الوقت نفسه، غايته الخير لا الشر، والأخلاق لا الانحِلال. يتبع
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() تعلمت في رمضان (3) تعظيم سنة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين. وبعدُ: ما زالتْ هذه المدرسة تكتب عليَّ بعض مِنَحِها، وتهبني بعضَ عَطاياها، وتدفَعُني للحديث عن بعض ما وجَدتُ في فُصولها أثناءَ دِراستي فيها وبَقائي في رحلة أيَّامها. ممَّا تعلمتُ في هذه المدرسة تعظيمُ سنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو درسٌ تلقَّيته من فُصول هذه المدرسة في قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما يَزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفطر))، وهو درسٌ مبثوثٌ في كتاب الله - تعالى - وفي سنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحقيقٌ بالعِناية والإمعان. إنَّ الله - تعالى - أوقف حبَّه على مُتابَعة سنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، فجعَل محبَّته وقفًا على مُتابَعة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإحياء سنَّته، وأثرًا من آثارها، ويَكفِيك هذا دليلاً على أهميَّة هذه السُّنَّة في حَياة كلِّ إنسان. إنَّ رمضان جاءَ يُعِيدُ هذه المسألة في حَياة الناس من جديدٍ، ويَدعوهم إلى تعظيم سُنَّةِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((ما يَزال الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ))، إنَّ التأخر في الإفطار كان يمكن أنْ يكون منقبةً لزِيادة دَقائق من الجُوع في حَياة إنسانٍ وتحمُّله من أجل الله - تعالى - لكنَّه لَمَّا كان مُخالِفًا للسُّنَّة كان المتأخِّر مُتنطِّعًا في دِين الله - تعالى. ولإجلال السُّنَّة وتعظيمها في النُّفوس ما تَزال الخيريَّة تحتفُّ بهم وتَمشِي في طريقهم وتسيرُ معهم ما كانوا معها وفي رِكابها، وتُهيِّج هذه المدرسة في نُفوس أصحابها إحياءَ سُنَّةِ نبيِّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإفشاءَها في نُفوسهم لحظةَ الإفطار، فتقول لهم "كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُفطِر على رطبات قبل أنْ يُصلِّي، فإنْ لم يكن رطبات فعلى تمراتٍ، فإنْ لم يكن حسَا حَسَواتٍ من ماء"، وتجعَلُ متابعة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومُغالَبة طَبْعِ الإنسان في هذه اللحظات دعوةً لإحياء هذه السُّنَّة وتعظيمها في النُّفوس، وما تزال بي الفَرْحة وأنا أرَى في لحظات الإفطار تتابع الناس على الرُّطَبِ وتتبعهم له، لا لشهوة نفوسهم، كلا، وإنما إحياءً لسُنَّةِ نبيِّهم - صلَّى الله عليه وسلَّم. إنَّ مدرسةَ رمضان تُعلِّمنا هذه اللحظات ألاَّ نمدَّ أيدينا إلا على الرُّطَبِ والتمر من بين كلِّ أصناف المأكولات التي تُعرَض علينا لحظةَ الإفطار مهما كانت صُورتها شهيَّة رائعة، تعلَّمنا بذلك أنْ يكون هذا الخُلُقُ هو خلقنا ليس لحظة الإفطار من رمضان فحسب، وإنما في كلِّ لحظة من حياتنا بعدَ رمضان. إنَّنا في رمضان نعجل الإفطار رغبةً في تحقيق سُنَّةِ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونهرع لحظةَ الإفطار نبحَثُ عن الرُّطَبِ، فإنْ لم نجدْه بحَثْنا عن التمر، فإنْ لم نجد حسَوْنا حَسَواتٍ من ماء، مع توافُر كلِّ ما نريدُ بين أعيننا وفي مُتَناوَل أيدينا، تاركين بذلك شَهواتنا ورَغباتنا من أجل سُنَّةِ نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يا لها من لحظاتٍ تبعَثُها هذه المدرسة في نُفوسنا كل لحظة تعلمنا بها بعض حَياتنا التي نكبر بها مع الأيَّام! إنَّ آثار إحياء سُنَّةِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الإنسان أكبر ممَّا نتصوَّر، وأعظَمُ ممَّا نتخيَّل، ولو لم يكنْ فيها إلا إجلال أمر الله - تعالى - وتعظيم أمره لكان كافيًا، فكيف إذا كانت الأرباح حَياة أناس في الأرض؟! يُحدِّثني أحدُ الثقات أنَّ رجلاً كان في فِناء جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وبينما هو يسيرُ إذ هو ببرادة ماء في الطريق فما كان منه إلا أنْ ملأ كوبه ثم جلَس يشرب مُتَّبِعًا لسُنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإذا بأحد الأطباء يُمسِك به ويسأله لماذا جلست أثناء شربك؟ فقال: هكذا علَّمنا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - فما كان من السائل إلا أنْ قال: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله"؛ إذ كان هذا الرجل طبيبًا لم يُسلِم بعد، ولديه أبحاثٌ عن فوائد الشرب جالسًا استَغرَق فيها سنوات من عُمره، وعثر على هذه النتيجة بعد أنِ استَغرَقتْ من حياته عمرًا طويلاً من البحث والتجريب، فلمَّا رَآها في سُنَّةِ هذا النبيِّ الكريم في أقل من سطرٍ أعلَنَ إسلامَه ودخَل في دِين الله – تعالى! وإنَّني ما رأيتُ مُعظِّمًا لشأن السنة محتفيًا بها مجلاًّ لصاحبها، إلا ورأيت حبَّه يتسلَّل قلوبَ الخلق، وهذا هو إمام أهل السُّنَّة والجماعة الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وهذا الذِّكر الكبير في الأرض اليوم تُقدِّمه لنا حياته - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلها، ومن ذلك تعظيمُه لسُنَّة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي الخبر أنَّه احتجم وأعطى الحجَّام أجرًا، وقال في إثْر ذلك: "إنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - احتَجمَ وأعطى الحجَّام أجرًا. وهذا ابن باز العَلَمُ الكبير الذي وجَد كلُّ إنسان مؤمن حبَّه يتخلَّل قلبه كان يجلُّ السنة ويُعنَى بها، ومن ذلك أنَّه قَدِمَ مَرَّةً من سفر، وكانت من عادته ألاَّ يدخل بيته حتى يُصلِّي ركعتين في المسجد اقتداءً بنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقدم مَرَّةً من المرات ووجد المسجد مقفلاً والمؤذِّن غير موجود، وفي البيت جمع من المنتظِرين لقدومه - رحمه الله تعالى - من بينهم أمراء ومسؤولون، لكنَّه آثَر ألاَّ يدخل بيته إلا بعدَ أنْ يُصلِّي، فانتظر طويلاً حتى جاء مفتاح المسجد وفتحوه، وصلى كما كان يُصلِّي نبيُّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم دخَل بيته، ومثلُ هذا التعظيم حقيقٌ برفْع صاحبه وإجلاله في الأرض، والله المستعان! إنَّ تلمُّس السُّنَّة في رمضان أكثر ممَّا ذكَرتُ، وحسبي الإشارة فقط، ويمكن لكلِّ عاقلٍ أنْ تكون هذه المدرسة هي نقطة البداية في حَياته، وحينها يمكن أنْ يَعُودَ كبيرًا - بإذْن الله تعالى - في الأرض.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر (17) ا. محمود توفيق حسين عندما تجتهدُ في العبادات في رمضان وتشعر بالطمأنينة والرضا عن الذات وتجتمع بالأصدقاء مسترخياً وتستفسر منهم عن نشاطهم في الطاعات، لتشعر بإنجازك في ضوء المقارنة ويقول أحدهم متحسراً: إنه قد غلب عليه ضعفُه ولا زال في الجزءِ الخامس من القرآن فتقول له: قد مرَّ نصف الشهر ولا زلتَ في الجزء الخامس، وهأنذا سأختم للمرة الرابعة؟!.. راح عليك الشهر، واطلبه إذاً في العام القادم! فيقول لك - وقد غلب عليه الحزن - إنه سيحاول فتقاطعه بأن من فاز فاز، وقد ذهب الرجال بالغنائم؛ لا تفكِّر بأنك بالتأكيد أفضل منه بل فكِّر في أنه قد يبكي الليلة لربه بكاء التائبين فيلحق بك لا تفكِّر بأنه قد فاتته الليالي الكريمة ورجاء الثلث الأخير بل فكِّر في أن للهِ في هذا الشهر عتقاء من النار، وذلك كل ليلة لا تفكِّر بأنك أحسنت وهو أساء بل فكِّر في أنه لو أساء بالليل والنهار.. فله ربٌّ يبسط يده بالليل ليتوب مُسيءُ النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. مبارك عليك الشهر وقد خرجت منه مبشراً برحمة الله
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() وسائل الإعلام الرائي (التلفزيون) د. فهمي قطب الدين النجار ولكن ما نوع هذه التأثيرات على المُشاهِد؟ لقد أكَّد العلماء والاختصاصيون في الإعلام أن للرائي مجموعة من التأثيرات، وليس تأثيرًا واحدًا، وكلها خطرة جدًّا على الكائن البشَري وعلى المُجتمَع، وهي تأثيرات فكرية وفسيولوجية واجتماعية واقتصادية وسياسيَّة[1]. أما تأثيره الفكري، فهو يُحدِّد ويَحصُر المعرفة الإنسانية، ويُغيِّر الطريقة التي يحصل بها الإنسان على معلوماته من العالم، وبدلاً من توفيرها لمعلومات طبيعيَّة متعدِّدة المصادر والأبعاد من مطالعة ودرس للكتاب، ومُشاهدة للطبيعة، وتَجرِبة واقعية، ومُحاوَرة مع أهل العلم والمعرفة، وغيرها من الوسائل، نجد الرائي يَحصُر العلم بناحية ضيقة داخل قنواته القاسيَة، وحسب ما يرغَب به معد البرنامج من عرض أنواع مُعيَّنة من المعلومات، وبسببه نعتقد أننا نعلم كثيرًا، ولكنَّنا بالعكس من ذلك لا نُحصِّل إلا معلومات أقل من أي وسيلة أخرى. والرائي أيضًا يُحوِّل العقل الواعي عند الإنسان إلى عقل يُقادُ وكأنه مُنوَّمٌ مغناطيسيًّا، فيَصُبُّ فيه الرائي ما يريد من معلومات، فهو إذًا آلة لغسيل الدماغ وملئه بالمعلومات التي ترغَب بها الهيئة أو السلطة المسيطِرة عليه. • ويَعقِد (جيري ماندر)، وهو أحد الاختصاصيِّين الإعلاميِّين ومؤلف كتاب "أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون"، مقارنةً بين تلقي العلم من الكتاب وتلقي العلم من الرائي "التلفزيون"، فيقول: "وقراءة الكتب توفِّر نوعًا من التلقين الاسترجاعي أيضًا، إن الكلمات التي تقرؤها لا تُصَبُّ داخلك بعكس الصور والخيالات - الصادرة من الرائي - والسرعة يتحكَّم فيها القارئ وليس الكتاب، وعندما تقرأ فإنك تَقدِر على استرجاع ما قرأته، والتوقُّف للتفكير، وأخذ المهم، كل هذا يُوسِّع الوعي والانتباه للمادة المقروءة، ويبقى أمر اختيار المعلومات التي تبغي إبقاءها في عقلك الواعي راجعًا لك وحدك. ويُصادِف في كثير من الأحيان أن نقرأ فقرةً من كتاب، ثم نُدرك أنا لم نَستوعِب شيئًا منها، وهذا يتطلَّب الرجوع ثانيةً إلى قراءة هذه الفقرة بتركيز أكبَر، إن الكلمات لا تَعني شيئًا للقارئ ما لم يتمَّ هذا بمَجهود واعٍ، ومشاركة مُباشِرة، وسرعة شخصيَّة في القراءة. أما الصور التلفزيونيَّة، فلا تتطلَّب شيئًا مِن هذا القَبيل، ولا تتطلَّب سوى إبقاء عينَيك مفتوحتين وهي تدخل - أي الصور - لتُسجَّل في ذاكرتك - سواء فكرت فيها أم لا، إنها تُصَبُّ داخلك كما يُصَب سائل في وعاء، والوعاء هو أنت، والتلفزيون هو الذي يقوم بالصبِّ، وفي النهاية لا يكون المُشاهد سوى وعاء استِقبال، ولا يكون التلفزيون ذلك الوسط الثقافي والاجتماعي الذي كنا نودُّه، بل آلة تَزرع الصورَ في عالم اللاوعي من العقل، ونحن نُصبِح مُرتبطين بالصور المتغيِّرة، التي لا نفعَل شيئًا حيالَها؛ لأنَّنا لا نستطيع ذلك ألبتَّة"[2]. • وإذا لم يستطِع الرائي غسلَ دماغ المُشاهِدين، فهو يتركُهم في حالة ضياع وارتِباك، وأقل قدرة على تمييز الواقعي من الخيالي، ويُشتِّت إحساسَهم بالوقت والمكان والتاريخ والطبيعة. • وما يُقال هنا ليس خياليًّا أبدًا، وإنما هو أمر واقعيٌّ، شعَر به الكثير من مُشاهدي التلفزيون، في الولايات المتَّحدة الأمريكية، ونُدلِّل على ذلك بالرسائل التي وصلت لمؤلف كتاب "أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون" جيري ماندر، وهو إعلامي متخصِّص قضى خمسة عشر عامًا مدير دعاية وعلاقات عامة؛ لنستعرِض بعض العبارات التي وردت في هذه الرسائل حول التلفزيون وتأثيره: (عند مُشاهَدة التلفزيون أشعر وكأنني مُنوَّم مغناطيسيًّا). (إنه يَمتصُّ طاقتي). (أشعر وكأنه يقوم بغسْل دماغي). (أَشعُر كأنني نَبْتة وأنا جالس تُجاه التلفزيون). (إن التلفزيون يُبعِدني عن واقعي كثيرًا). (التلفزيون يُسبِّب الإدمان). (إن أطفالي يبدون كالزومبيِّين عند مشاهدة التلفزيون (ويقصد بالزومبيِّين الذين في أجسامهم قوة خارقة تتحرَّك من خلالهم). (إنه يُدمِّر عقلي). (إن أولادي يَنتقِلون كأنهم في حُلْم بسبب التلفزيون). (إنه يجعل الناس سُخَفاء). (إنه يُحوِّل دماغي إلى شَتات). (أشعر وكأنني مفتون بسِحره). (إن التلفزيون يَستعمِر دماغي). (كيف أستطيع إبعاد أطفالي عنه وإعادتهم للحياة)[3]. • أما التأثيرات الفسيولوجيَّة، فتتلخَّص بما أثبتَه العلماء بما لا يدع مجالاً للشك أن الضوء الداخلَ للجسم خلال العيون يؤثِّر في الخلايا، وليس هناك أدنى شكٍّ بأن التنوُّع في طَيف الضوء - كما هو حاصل في الضوء الصادر مِن التلفزيون - يؤثِّر في الخلايا، وليس هناك أدنى شكٍّ بأن الجُلوس أما التلفزيون والتحديق المُستمر بضوئه يؤثِّر في الخلايا بنفس الطريقة، وهناك دراسة للأطياف الضيِّقة للضوء التلفزيوني ونشوء السرَطان في الجِسم [4]. يتبع
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() تعلمت في رمضان (4) بغض اليهود والنصارى د. مشعل عبدالعزيز الفلاحي ما زلتُ في فناء مدرسةِ رمضان، أتعلَّم منها بعضَ القِيَم التي يَسْمُو بها الإنسان في واقِع الحياة، ويَمضي يكتب حظَّه مِن رحلة الدارين، تعلمتُ هنا في رُبوع هذه المدرسة متانةَ العقيدة في حياةِ كلِّ إنسان، وأنَّ علينا أن نُعيدَ بناء هذه العقيدة في نفوسنا، وأن نُمكِّن لها في حياتنا، وأن نُعيد وهجَها في أرواحنا مِن جديد. إنَّ قضيةَ الولاء والبراء أصلٌ عظيم في دِيننا، والتنبيه على هذه القضية في كِتاب الله تعالى جاء كثيرًا؛ قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ﴾ [البقرة: 120]. وقال نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم))، ورمضان جاءَ يُعيد حياةَ هذا المعنى في نُفوسِنا مِن جديد في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في صحيح مسلم: ((إنَّ فَصْل ما بيْن صِيامنا وصيام أهلِ الكتاب أكْلَة السَّحَر))، وأنت ترَى في الحديثِ الإغراءَ بأكلة السَّحَر لا أنَّها كفيلةٌ بعونك على صيام اليوم التالي فحسب، وإنَّما لأنَّها جاءتْ تحمل صورةَ ورُوحَ المخالفة لليهود والنصارى؛ ((إنَّ فَصْل ما بيْن صِيامنا وصيام أهلِ الكتاب أكْلَة السَّحَر))! إنَّ المتسحِّر الذي يتسحَّر لمجرَّد السحور قد يترُك أكلةَ السَّحَر حين يكون لا حاجةَ له بها، أو متعبًا لا يستطيع القِيام في لحظتها، أو مشغولاً بإدراك حاجتِه ونحو ذلك، أمَّا المتسحِّر بنيَّة المخالفة لأهلِ الكتاب فإنَّك تجده أحرصَ ما يكون على تحقيقِ هذه المخالفة مِن جهة، وأرغبَ ما يكون في طاعة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بإغاظةِ هؤلاء في المخالَفة. إنَّ رمضان يُعلِّمنا أنَّ المسافة بيننا وبيْن أهل الكتاب مسافةٌ طويلةُ المدَى، شاسعة الأبعاد، وليس ثمة لِقاء في طريقٍ إلا على الإسلام رُوحًا ومعنًى! وإذا كان رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُغرينا بالسحور؛ لأنَّه مخالفة لهؤلاء، ممَّا يدلك على شقَّة المسافة بيْن المسلمين وأهل الكتاب، وهذا درسٌ ينبغي أن تُعاد قراءته عندَ كلِّ أكلة سحَر في كلِّ ليلة مِن ليالي رمضان، فإذا ما انتهى رمضان وخرَج الشهر مِن حياتنا زادتْ متانةُ هذه العقيدة في نفوسنا، وتأصَّلت مسألةُ الولاء والبراء من جديد، وعادتْ رُوحها تبرق وهجًا في نفوسِ المسلمين؛ وإذا كان هذا مع أهلِ الكِتاب، فما بالك بغيرِهم مِن مِلل الكفر في عالَم الأرض؟! إنَّ المسألةَ دِين، ويجِب على كلِّ إنسان أن ينظُر لكلِّ كافِر من هذا المنظار، مهما كانتِ الدواعي في العَلاقة مع غير المسلمين، وأنْ نُدرِك أنَّ رمضان فرصةٌ لإحياء هذا المفهوم الذي باتتْ مساحته تَضيق في عقولِ وقلوبِ كثيرٍ من المسلمين، والدعوات تتسارَع إلى التقريب، وباتَ الإعلام يشكِّل تصوراتِ ومفاهيمَ كثيرٍ من الناس على غير هُدًى. والله المستعان ومنه الحَوْل والطَّول.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
![]() رمضان الصبر والمصابرة وصال تقة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]. الصبر والمصابرة والمرابطة، وتقوى الله، متلازمة لا تنفع واحدة دون الأخرى.. حبس النفس عن المعصية، وإدامة مخالفتها في ذلك؛ فهي تدعو وهو ينزع، والعزم والعقد على ذلك.. والمصابرة مفاعلة: فلأكن صابرًا في وجه الصابر مثلي، وكلما كان صبرُ من أمامي شديدًا، خشيت التزعزع والتزلزل، واحتجتُ إلى مقاومة أشد.. ونتيجة الصبر لأطول الصابرين صبرًا.. ومن التقوى ترك الهمز واللَّمز والفُحش.. والبراءة من حولنا إلى حَوْل الله وقوته، ومن عدتي وعددي وخبرتي، إلى كلأِ وكنَفِ ربنا المنان.. المعزِّ المذل، الرافع الخافض، الولي النصير.. من التزموا حقًّا بذلك، فأولئك هم المفلحون.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
![]() رمضان في البرازيل الشيخ خالد رزق تقي الدين يبلغ عددُ المسلمين في البرازيل مليون ونصف نسمة، وهُم خليط من أعراق مختلفة "أفارقة وعرب وبرازيليون" ويمثِّلون نسبة تقل عن 1% من مجموع عدد سكان دولة البرازيل البالغ 180 مليون نسمة، ويتوزعون في كلِّ الولايات البرازيلية، ويوجد حوالى 100 مسجد ومصلى موزعة على كل مناطق البرازيل، إضافةً لحوالي 47 شيخا وداعية حسب إحصاء المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل. رمضانُ في البرازيل يحمل الكثيرَ من الشوق والحنين لبلاد الإسلام، فكلُّ من هاجر إلى هذا البلد حمل بين جنباته ذكريات وصور رمضان في بلاده الأصلية، لذلك نجد أن رمضان يتلوَّن بكافة الثقافات والتي توضح التمازج بين شعوب مختلفة استقرت في البرازيل وحافظت على ثقافتها خلال سنين مرت عليها في هذه البلاد البعيدة عن بلاد المسلمين . توضح الروايات التاريخية أن أول صلاة جماعية للتراويح أقامها الشيخ عبد الرحمن البغدادي في البرازيل كانت عام 1867 م في مدينة سلفادور بولاية باهيا حينما زارها؛ وأخبر في مخطوطته "مسلية الغريب بكل أمر عجيب" أنه أقامها عشر رعكات تخفيفا على المسلمين في ذلك الوقت. وبعد وصول الهجرات المتتالية من العالم الإسلامي، بدأ المسلمون يشيدون المساجد ويستقبلون الأئمة والمشايخ احتفاءا بهذا الشهر الكريم، حيث يعتبر رمضان موسم خاص لكثير من المسلمين وفرصة للتزود من الإيمانيات والعودة إلى الله وشحن النفوس بالكثير من الهمم التي تؤدي إلى متابعة السير إلى الله خلال عام بأكمله، ورمضان في البرازيل له عبق خاص ورائحة مميزة تتمثل في المظاهر الإسلامية المختلفة والتي نستطيع أن نرصد الكثير منها. أولا - الإفطارات الجماعية: تحرص الكثير من المؤسسات والمساجد على إقامة موائد الإفطار يوميا خلال شهر رمضان المبارك، ويكتفي بعضها بإقامتها مرة واحدة نهاية كل أسبوع وهذه الإفطارات تجمع كل أبناء الجالية غنيهم وفقيرهم وهي فرصة لكي يتبرع الميسورون من مالهم الخاص لإدخال الفرحة على نفوس المسلمين، والافطار لقاء اجتماعي يضم كافة طبقات الجالية المسلمة وفرصة للتعارف وأداء الصلوات داخل المسجد، وقد التفتت بعض المؤسسات الخيرية في العالم الإسلامي لأهمية هذه الإفطارات فبادرت بالمشاركة فيها عن طريق إرسال الدعم المالي لهذه المؤسسات. ثانيا - العناية بالقرآن الكريم: يعد هذا الشهر فرصة لاجتماع الناس في المساجد لصلاة التراويح وتحرص بعض المساجد على ختم القرآن الكريم كاملا، وبعضها يختمه خلال العشر الأواخر من رمضان وقد من الله تعالى على المسلمين بأن وزارة الأوقاف المصرية تتعهد سنويا بإرسال عدد كبير من قراء القرآن الكريم لتغطية هذه المساجد وتزيينها بالأصوات الندية وإقامة صلاة التراويح وقيام الليل. ثالثا - إحياء ليلة القدر: تتنافس المساجد في البرازيل لوضع برنامج لهذه الليلة المباركة وتكتظ المساجد بأبناء المسلمين حيث تحرص الكثير من العائلات على قضاء الليلة بكاملها داخل المسجد ويصطحبون النساء والأطفال الشيوخ والشباب للمشاركة في هذا الأجر، حيث يكون قيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والسحور الذي يضم جميع أبناء الجالية ويمتد هذا النشاط إلى صلاة الفجر ويكون فرصة للكثيرين للتوبة والعودة إلى الله. رابعا - الأنشطة الاجتماعية: انتبهت المؤسسات الإسلامية في البرازيل لأهمية التواصل الاجتماعي مع المجتمع البرازيلي، وأهمية تعريف شعب البرازيل على أخلاق الإسلام وصفاته النبيلة، فقررت منذ عامين عمل أنشطة اجتماعية لخدمة الفقراء والمحتاجين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، ويقوم على هذا النشاط الاتحاد الوطني الإسلامي والذي يضم أغلب المؤسسات الإسلامية في مدينة ساو باولو، ويقام النشاط في الأحياء الفقيرة ولمدة يوم كامل نهاية كل أسبوع خلال شهر رمضان، حيث تقدم الرعاية الصحية والتي تشمل الفحوصات المجانية للنظر والدم والضغط والأسنان وكذلك أنشطة ترفيهية للأطفال وتقدم مصلحة الأحوال المدنية خدمات لأبناء هذه المناطق كاستخراج شهادات الميلاد والهوية، ويلبي هذا النشاط الآلاف من أبناء المنطقة الواحدة، إضافة للأنشطة التعريفية بالإسلام من خلال توزيع الكتب والمطويات والرد على الاستفسارات المختلفة حول الدين الإسلامي، ويعتبر هذا المشروع من أفضل الطرق للدعوة إلى سماحة الإسلام، وقد قامت بعض المؤسسات الإسلامية بتطويره واستمراريته خلال العام بأكمله مثل الجمعية الإسلامية البرازيلية في غواروليوس التي تبنت مشروع "أصدقاء الإسلام" وهو فكرة للدكتور علي مظلوم أحد أبناء مدينة غواروليوس تقوم على دوام التواصل مع المجتمع البرازيلي من خلال برنامج تأهيلي داخل المركز الإسلامي للبرازيليين يتعلمون خلاله اللغات المختلفة إضافة لتعلم المشغولات اليدوية، والتي من خلالها يستطيعون اكتساب حرفة تساعدهم على العيش الشريف. خامسا - المسابقات الثقافية: تحرص الكثير من المؤسسات على إقامة المسابقات الثقافية والدينية بين أبناء الجالية وترصد لها جوائز قيمة مثل العمرة أو تذاكر سفر للبلاد الإسلامية وهي فرصة للتنافس وزيادة المعرفة بين أبناء الجالية المسلمة. سادسا - تكريم العلماء: تقوم بعض المؤسسات بتكريم المشايخ والعلماء خلال هذا الشهر الكريم وخصوصا القراء الذين يفدون من البلدان الإسلامية، ويقوم المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل والاتحاد الوطني الإسلامي وكذلك مسؤول بعثة وزارة الأوقاف المصرية في البرازيل بترتيب هذه الاحتفالات حيث تكون فرصة طيبة للتواصل وتبادل الخبرات بين الدعاة والمشايخ وكذلك زيادة التآلف والمحبة فيما بينهم. سابعا - الأطعمة: تتلون الموائد بالأطباق المختلفة والتي تجمع بين الشرقي والغربي وتعطى دليلا على تمازج الثقافات فتوجد الأكلات الشامية نظرا لأن أكبر عدد ممن هاجروا كانوا من هذه البلاد، والأكلات البرازيلية حاضرة أيضا على موائد الطعام وهي الأكلات المفضلة لمن ولد من أبناء المسلمين في هذه البلاد، ويعد طبق الفول المصري مكونا أساسيا في بعض الموائد، ويحرص الكثير من المسلمين أن يفطروا على التمر تحقيقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنتشر الحلوى الشامية بكافة أشكالها وألوانها، والحرص على هذه التقاليد والعادات من الأمور الأساسية التي تربط المسلم بذكرياته وحنينه لبلاد المسلمين. المسلمون في البرازيل خلال هذا العام يتطلعون إلى المشرق العربي بالعز والافتخار لنجاح ثورة شعوبه على الظلم وحصول بعض البلدان على حريتها، وهم يدعون في صلوات التراويح أن يرحم الله شهداء المسلمين وأن يرفع الله الظلم الواقع على بعض البلدان، وكذلك لاينسون إخوانهم في فلسطين والصومال بأن ييسر الله أمورهم وأن يعيد المسجد الأقصى المبارك إلى أحضان أمة الإسلام. والمسلمون هنا أيضا يسألون إخوانهم في العالم الإسلامي الدعاء المستمر لهم أن يثبتهم الله على دينه وسنة نبيه، فهنا بلاد تنتشر فيها الإباحية وثكثر الوسائل المادية التي تستهوي قلوب شبابنا فيقعون في المعاصي والمخالفات الشرعية لذلك فنحن بحاجة لكل دعاء وكل دعم لكي نبقى محافظين على هذا الدين رافعين لواءه حتى يتوفانا الله وهو عنا راض، تقبل الله من ومنكم الصيام والقيام وكل عام وأنتم بخير.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
![]() مبارك عليك الشهر [18] أ. محمود توفيق حسين عندما تكون صاحب سوقٍ غذائي كبير في الحي يؤمُّهُ الناس وتستغل حلول الشهر الكريم في رفع أسعار المعروضات والتموينات وتكسب مكاسب طائلةً من زحامهم على صناديق المحاسبة عندك؛ لا تفكر بأنه موسمُ رفع الأسعار بل فكِّر في أنه موسم رفع الدرجات لا تفكِّر بأنه يأتي برزقه على الناس، وها هم يهجمون على أرفُفك كأنهم يدَّخرون للحصار بل فكِّر بأنه لم يأتِ لتستغلَّ فيه الناس، وفي امرأةٍ واحدة فقيرة، ردَّها عن الشراء سعر الطماطم الذي لم تقدر عليه وعادت لبيتها محزونة؛ لا تفكِّر بأنك تحب أن تكون مع أصحاب الأصفار الستة والسبعة من أساطين البيع وأن الإسلام لم يحدد نسبةً معينة للربح بل فكِّر في معيةٍ خيرٍ من تلك المعية: فكِّر في أن (التاجِر الصَّدُوق الأمِين معَ النَّبِيِّين والصدِّيقين والشُّهداء) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. مبارك عليك الشهر وقد خرجت منه قَنوعاً
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |