|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() خواطر الكلمة الطيبة .. الصلاة بين مصالح الدنيا ومصالح الآخرة
قد يقول قائل: لِمَ الحديث عن الصلاة ونحن - بحمد الله - من المصلين المحافظين عليها؟ والجواب: أن الصلاة ليست موضوعًا هينا؛ بل هي الركن الأعظم في الإسلام بعد الشهادتين، وقد أخذت مساحةً واسعةً في كتاب الله -تعالى-، وجاءت الأحاديث النبوية الكثيرة في الأمر بها، والترغيب فيها، والتحذير من تركها، حتى قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «ما كنا نرى شيئًا تركه كفرًا من الأعمال إلا الصلاة»، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» (رواه أحمد وأصحاب السنن). الصلاة عبادة جامعة للإنسان حاجات ومصالح لا تنفك عنه، وهي عند أهل الإيمان نوعان: دنيوية وأخروية، والمتأمل في الصلاة يجد أنها عبادة جامعة، تحقق مصالح العبد في الدنيا، وتضمن له النجاة والفوز في الآخرة. مصالح دنيوية من أمثلة ذلك: طلب الذرية الصالحة، فقد قصّ الله علينا قصة زكريا -عليه السلام- الذي دعا ربَّه دعاءً خفيًا في محرابه، وسأله الولد: {فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} (مريم)، فجاءته البُشرى وهو في صلاته: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَ} (آل عمران: 39). وهذا درس بليغ: أن الصلاة باب عظيم لتحقيق المطالب الدنيوية، وملجأ صادق لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، وكم جرّب كثير من الناس أن يدخلوا الصلاة مهمومين، فما خرجوا منها إلا بفرجٍ وسكينة! مصالح أخروية أما من جهة الآخرة، فالصلاة أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته» (رواه أبو داود والترمذي). فإن صلحت صلاته صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله. شبهة وجواب قد يقول قائل: نرى كثيرًا من العصاة - فضلا عن الكفار- تتحقق لهم مصالح دنيوية دون صلاة، فما وجه الفرق؟ والجواب: أن ما يُعطَى الكافر أو العاصي قد يكون استدراجًا، قال -تعالى-: {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (الأعراف: 182)، فالعطية التي يعقبها حساب وعقاب ليست كالعطية التي يعقبها رضا ورحمة. وقد قال -تعالى- عن أهل النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (المدثر)، فحتى الكفار يُحاسبون على ترك الصلاة زيادة على كفرهم، وأما المسلم المفرِّط فقد يُعطى شيئًا من مطلوبه لكنه مهدَّد بالتقصير والحساب، وأما المصلِّي المحافظ، فإن الله يتقبّل صلاته، ويثيبه، ويجعل له من عطاياه ما يكون رحمةً له في الدنيا، وذخرًا له يوم القيامة. إخوتي الأحبة، إذا أدركنا أن الصلاة تحقق لنا مصالح الدنيا ومصالح الآخرة، فلن ننظر إليها على أنها عادة متكررة، بل نعمة عظيمة ومنحة ربانية، وحين نسمع النداء للصلاة سنجد أرواحنا تشتاق إليها؛ لأنها ساعةُ وقوفٍ بين يدي الكريم، الذي يقضي الحاجات، ويشرح الصدور، ويمنح العبد خيري الدنيا والآخرة. اعداد: د. خالد سلطان السلطان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |