حقوق العلماء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل آيس كريم الفانيليا بخطوات بسيطة.. طعمه لذيذ ومنعش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 نصائح لحماية بشرتك من الجفاف خلال الطقس الحار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          يوم الابن الأوسط.. لماذا يشعر الطفل الثانى باضطهاد والديه وحل هذه المشكلة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          نقطة ومن أول السطر.. إزاى تتخلص من عاداتك السيئة وتبدأ من جديد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          طريقة عمل مشروب الخوخ المثلج بالنعناع.. وصفة منعشة لأيام الصيف الحارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من النجف للسيراميك.. 6 خلطات لتلميع المنزل بنظافة وأمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ماسك العسل والأفوكادو لترطيب البشرة.. وصفة طبيعية تمنحك النعومة والحيوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          8 أفكار متنوعة موضة ديكور 2025 لتنظيم مكتبك.. لخلق بيئة عمل سعيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          لو ابنك داخل سنة أولى ابتدائى.. 4 خطوات هتساعد طفلك على الاستعداد للمدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ابنك مش بيسيب الموبايل من إيده.. كيف تجعلين طفلك يستفيد من الهاتف المحمول؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2025, 12:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,725
الدولة : Egypt
افتراضي حقوق العلماء

حقوق العلماء (1)

د. أمير بن محمد المدري

الحمد لله المنعم على عباده بعظيم آلائه، أحمده سبحانه على تعاقُبِ نعمائه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله أفضل رسله وخاتم أنبيائه، اللهم صلِّ وسلّم عليه وعلى آله وصحبه.

وبعد:
لقاءنا معكم مع حقوق العلماء.. أي علماء؟
إنهم العلماء الذين يعملون على ما يرضي الله ورسوله.
العلماء الذين يعملون لخدمة العلم وأهله.

نتكلم عن العلماء الذين يُقدّسون مصلحة الأمة فوق كل مصلحة، ويضحون بأعز ما لديهم في سبيل إعلاء شأنها، ورفع مستواها بين الأمم الناهضة، والشعوب الراقية.

أما أولئك الذين كل همهم من الحياة أن يملأوا بطونهم وجيوبهم، وإن باءوا بغضبٍ من الله، أولئك الذين يؤجرون على تعمية أمتهم وتجهليها وسوقها إلى حيث شقاؤها المؤبد، وتعاستها الدائمة. أما هؤلاء فسحقاً لهم وبعدا.

الحديث عن العلماء العاملين الذين:
همُ العدولُ لِحمل العلم كيف وهم
أولو المكارم والأخلاق والشيَمِ
هم الجهابذةُ الأعلام تعرفهم
بيْن الأنام بسيماهم ووسْمِهمِ
هم ناصرو الدين والْحامون حوزته
من العدو بجيش غير منهزمِ
لم يبق للشمس من نورٍ إذا أفلت
ونورهم مشرقٌ من بعد موتِهمِ


نتكلم عن حقوق العلماء ونحن في زمن يتقدم في المغنون والمغنيات والممثلين والممثلاث والساقطين والساقطات الأحياء منهم والأموات.

فضل العلماء:
إن الله أحب من عباده العلماء، واصطفاهم واجتباهم ورثة للأنبياء، وزادهم من الخير والبر فجعلهم من عباده الأتقياء السعداء، وشرفهم وكرمهم فكانوا من عداد الأولياء، وأثنى عليهم في كتابه بأنهم أهل خشيته فقال: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].

العلماء وما أدراك ما العلماء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى أهل الرحمة والرضا، بهم يُحتذى ويُهتدى ويُقتدى. كم طالب علم علّموه، وتائه عن صراط الرشد أرشدوه وحائر عن سبيل الله بصّروه ودلوه بقاؤهم في العباد نعمة ورحمة، وقبضهم وموتهم عذاب ونقمة.

فالعلماء العاملون أشهدهم الله تعالى على نفسه، وعطَفَهم على ملائكة قُدْسه، ونصبهم حجّة على جنه وإنسه، فقال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

العلماء المخلصون من اقتدى بهم اهتدى، ومن ضل عنهم اعتلّ وزلّ.

العلماء الأجلاء هم ورثة الأنبياء، ورثوا أعظم إرث من أعظم موروث، قال الصادق المصدوق: «العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورّثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظٍّ وافر»؛ [رواه أبو داود رقم (3641، 3642)، في العلم، باب الحث على طلب العلم، والترمذي رقم (2683، 2684)، في العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وهو في صحيح الجامع حديث رقم (6297)].

العلماء المعلمون، العلماء الدعاة إلى الله، العلماء الربانيون هم خير الناس، قال صلى الله عليه وسلم: »خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [البخاري ومسلم].

إن الناس يشتركون في الموت على حدّ سواء، لكن بينهم في الذكر كما بين الأرض والسماء، وللعلماء الربانيين بعد وفاتهم أحسن الذكر وأطيبه، إننا نذكرهم أكثر من ذكر الآباء والأجداد، نذكرهم فنترحم عليهم وندعو لهم، وما ذلك إلا لما حملوه من الفضل وخلّفوه من العلم؛ قال المصطفى: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» [مسلم] هم في حياتهم عند أهل الجهل أموات، وبعد وفاتهم عند أهل العلم أحياء.

العلماء هم أرفع الناس درجات قال الله جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11] فلله درهم وعليه أجرهم ما أحسن أثرهم وأجمل ذكرهم، رفعهم الله بالعلم وزينهم بالحلم، بهم يعرف الحلال من الحرام والحق من الباطل، حياتهم غنيمة وموتهم مصيبة، يُذكرون الغافل، ويُعَّلمون الجاهل، جميع الخلق إلى علمهم محتاج، هم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، هم غيظ الشيطان، بهم تحيا قلوب أهل الحق وتموت قلوب أهل الزيغ، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر، إذا انطمست النجوم تحيروا، وإذا أسفر عنها الظلام أبصروا.

دخل الخليفة عبد الملك بن مروان المسجد الحرام يطوف بالبيت هو وابنيه ثم جاء ليسأل عالم مكة وهو عطاء بن أبي رباح، فجلس بين يديه يسأله وهو يجيب. ثم لما انصرف الخليفة قال لولديه: «يَا بَنِيَّ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ فَإِنْ كُنْتُمْ سَادَةً فُقْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ وَسَطًا سُدْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ سُوقَةً عِشْتُمْ» [ أدب الدنيا والدين:36].

وعطاء رحمه الله كان عبداً أسود أفطس مفلفل الشعر، كان أبوه عبداً من العبيد، ولكن رفع الله عطاء بهذا العلم حتى صار الخليفة يأتي إليه ويجلس بين يديه يستفتيه. وهكذا يرفع الله بالعلم أقواماً ويضع آخرين.

إن من أمارات الساعة أن يُرفع العلم، ويفشو الجهل، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وما رفْعُ العلم بانتزاعه من صدور أهله، وإنما بموتهم، قال: «إن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعاً من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» [صحيح البخاري (100)، صحيح مسلم (2673) عن عبد الله بن عمرو ب]، وقال عبد الله بن كعب رضي الله عنه: «عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه ذهاب أهله» [رواه ابن عبد البر في جامع العلم (1/ 596) [1024].

يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه «الناس ثلاثة: فعالمٌ رباني، ومتعلمٌ على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو بالإنفاق والمال تنقصه النفقة، مات خزّان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة» [إحياء علوم الدين للغزالي (1/ 17، 18)].

حقوق العلماء:
إن الله تعالى قد فرض لأهل العلم الراسخين والأئمة المرضيين حقوقاً واجبة وفروضا لازمة من أهمها:
أولاً: محبتهم وموالاتهم وذلك أنه يجب على المؤمن محبة المؤمنين وموالاتهم فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، قال ابن تيمية رحمه الله: « يجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله، موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصاً العلماء الذين هم ورثة الأنبياء »[ رفع الملام عن الأئمة الأعلام، له: ص 3].

أي جمالٍ للدنيا إذا قل فيها علماؤها، وندر فيها عُبادها وبقي فيها طلابها ومحبوها وعاشقوها؟!

فمن يُبصِّر الناس بدينهم؟ ومن يذكر الناس بربهم وخالقهم؟ ومن يدلهم إلى طريق ربهم ومعبودهم؟
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل
بها وإن أبى عاد في أكنافها التلف


إذا أحب الله عبدًا حبّب إلى قلبه أولياءه العلماء فأحبهم في الله ودعا لهم، واعتقد فضلهم، وكان خير معين لهم.

حُب العلماء طاعة وقربة وإيمان بالله وحُسبة. نحبهم لكتاب الله الذي حفظوه، ولسنة رسول الله التي وعوها وعلموها ودعوا إليها. نحبهم للدين نحبهم لسمت الأخيار وشعار الصالحين. نحبهم لعظيم بلائهم على الأمة وما قدموا من خير لها، فاللهم عظم أجورهم وثقل في الآخرة موازينهم.

إذا أحبّ الله عبدًا من عباده حبّب إلى قلبه العلماء، ومن أَحبَّ قومًا حُشر معهم. جاء رجل إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ـ أي ليس عنده كثير صلاة ولا صلاح ولا صيام يحب الصالحين وليس عنده كثيرٌ من الصلاح ويحب العلماء وليس عنده العلم، يحب القوم ولما يلحق بهم فقال: «المرء مع من أحب» [ أخرجه البخاري، ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب/ باب المرء مع من أحب (16/ 188) عن ابن مسعود].

من أحب العلماء حُشر مع الأتقياء السعداء: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].

فحُب أهل العلم والدين قُربة وطاعة فإذا رأيتم الرجل يذكر أهل العلم بالجميل ويُحبهم ويقتدي بهم فأمَّلوا فيه الخير، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

ومن حقوق أهل العلم ثانياً: احترامهم وتوقيرهم وإجلالهم لأنه من إجلال الله تعالى وتوقيره. واعملوا بمثل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله ـ تعالى ـ، إكرامَ ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن، غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط» [رواه أبو داود].

ومن حقوقهم ثالثاً: الذب عن أعراضهم وعدم الطعن فيهم فإن الطعن في العلماء العاملين والأئمة المهديين طعن في الدين وإيذاء لأولياء الله الصالحين، ومجلبة لغضب الله رب العاملين الذي قال كما في الحديث القدسي: «من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب» [رواه البخاري].

ولله در من قال: «من سل لسانه في العلماء بالسب ابتلاه الله في آخر عمره بموت القلب».


كم شاهد الناس عِبَراً وقصصاً متواترة في من اعتدوا على العلماء والصالحين في أعراضهم أو آذوهم كيف انتقم الله لأوليائه.

من أعظم وأشد علامة على الزيغ وسوء النية، وخبث الطوية تكفير الأئمة والطعن في العلماء حاضرهم وسالفهم، فإذا رأيت الرجل هذا حاله ففر منه كما تفر من المجذوم، فإن من هذا حاله فهو خبيث الطوية، سيئ النية والمقصد.

تكذيب العلماء:
ومِن المؤلم والمؤسف أن يُكذّب العلماء الربانيون، وتُنسف أقوالهم وتُترك فتاواهم، ويُصدق الجهَلة الصغار ما شموا رائحة العلم ولا ذاقوا حلاوته، يفتلون عضلاتهم أمام جهابذة من كبار علماء الشريعة ومفكريها، الذين أفنوا عشرات السنين في تعلُّم العلم وتعليمه، وتأليف الكتب فيه والدعوة إلى الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله الأمر من قبل ومن بعد، لكنها سننٌ إلهية جارية، وأقدار ربانية محكمة، وفتن مميّزة ممحصة، ليتبين الصادق من الكاذب، ويتميز الخبيث من الطيب، ويذهب الزبد جفاء غير مأسوف عليه، ولا يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17].

نَعَمْ يتدافع الحق والباطل، ويتصارع الصدق والكذب، ويتبارى الخير والشر، ويتكلم المؤمنون ويتشدق المنافقون، ويُدلي العلماء بالأدلة الناصعة والحجج الدامغة، ويُلقي السفهاء بالشبهات الفاسدة والتلبيسات الواهية، ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125].

أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وأن يجنبنا معصيته، إنه خير مسؤول، وصلى الله وسلم على الرسول وعلى آله وصحبه أجمعين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-08-2025, 12:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,725
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حقوق العلماء

حقوق العلماء (2)

د. أمير بن محمد المدري


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

لا زلنا مع حقوق العلماء.

العلماء العاملون الصادعون بالحق مكانتهم في القلوب رفيعة، وحقوقهم في الإسلام محفوظة.

فهم أُولي الأمر.. وهم القادة.. وهم الأمناء على دين الله في الأرض.. وهم الطليعة النخبة الذين يتقدمون الأمة في ميادين الجهاد والصدع بالحق.. ونحو كل خير، وهم الطائفة المنصورة الظاهرة بالحق لا يضرُّهم من خالفهم ولا من خذَلهم.. لذا فلهم من الأمة التوقير، والاحترام، والإكرام، والإجلال.

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

فهؤلاء بشهادة الله تعالى لا أحد أحسنَ منهم دينًا، ولا أجرًا، ولا مكانة ولا مقامًا.. وأحسن من دعا إلى الله وعمل صالحًا، وقام بواجب الدعوة إلى الله تعالى.. هم الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم.. وبعد الأنبياء والرسل العلماء فهم ورثة الأنبياء.

إن الله عز وجل لما رفع منزلة العلماء جعل غيبة كل المسلمين كبيرة من كبائر الذنوب، فإن الله عز وجل قال: ﴿ ا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

فجعل الغيبة من جنس أكل الميتة، وأكل الميتة كبيرة من الكبائر، فكيف بغيبة المؤمنين، فكيف بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وكيف بغيبة العلماء الذين يُعلّمون الكتاب والسنة ويُبصّرون أهل العمى.

ومن حقوق علماء الشريعة:
رابعًا طاعتهم فيما يأمرون من الدين فإن الله تعالى قد أمر بطاعتهم في محكم التنزيل يقول جل وعلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

وأولوا الأمر هم العلماء بالشرع والأمراء في الخلق فالعلماء يُطاعون فيما يرجع إليهم من العلم والدين، والرجوع إليهم فيما يشكل على الناس من أمر الدين، قال جل وعلا: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

فإلى العلماء الرجوع عند التباس الأمر وخفائه، فما حكموا به فهو المقبول المسموع إذ أن كتاب الله عُدّتهم والسنة حُجّتهم ورسول الله قدوتهم. قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

خامسًا: الحرص على مجالسهم، والحرص على مواعظهم، والحرص على دعوتهم والعمل بما يقولون، قال صلى الله عليه وسلم وهو يُبين فضل العلماء حينما ذكر رجلًا كثير الذنوب مر على قوم صالحين وقد اجتمعوا في حلقة علم فجلس معهم يذكر الله وعنده ذنوب وعيوب فصعدت الملائكة إلى ربها فأخبرته بما كان من شأن هؤلاء القوم فقال الله: «وله قد غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليس» [أخرجه البخاري في كتاب الدعوات/ باب فضل ذكر الله عز وجل (11/ 212) فتح، عن أبي هريرة]، فمن علامات توفيق الله للعبد حرصه وحبه وحضوره لمجالس العلم والعلماء.

هناك فئة من الناس تنفر من المواعظ وتهرب من مجالس الذكر ولا تقر لها قرار إن سمعت قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم.

الله تعالى شبّههم الله تعالى بالحمُر نعم حمُر قال تعالى: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ [المدثر: 49 - 51].

سادسًا: الدعاء لهم والترحم على أمواتهم وذكرهم بالجميل، قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

أيها الأحباب: ما أحوجنا إلى الأدب مع العلماء وهم يتكلمون ويحدثون ويفتون، نصغي إلى هذه المشاعل وهذه الكلمات النيرة والمواعظ البليغة من كتاب الله وسنة رسول الله.

ما أحوجنا إلى التأدب مع العلماء في كل كلمة يقولونها وفي كل حكمة يعلمونها ما دامت من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

سابعًا: إظهارهم ونشر فضائلهم ومحاسنهم وصرف الجيل إلى محبتهم والاستماع إليهم، وإنه لمن الخطأ بمكان أن يعرف الأبناء رموز الخنا والسفاهة ويجهلوا علماءهم الذين هم أمنة الأمة ورعاتها وحراسها، وهم الذين يذودون عنها ويمنعونها من أيدي السفهاء والعابثين. فلو سألت بعض شبابنا عن عالم من علماء الأمة والسلف الصالح لقال لك لا أدري ولو سألتهم عن لاعب أو ممثل أو مغني فأبشر بالجواب عن حياته، وما يلبس وما يحب وما يكره.

ثامنًا: زيارتهم والالتفاف حولهم والسؤال عنهم، فإنهم بضخامة أعبائهم أحوج ما يكونون إلى المؤازرة والمساعدة والحماس والتشجيع وتذكيرهم بعظم واجبهم، وأن عليهم مسؤولية كبرى، عليهم حفظها وتبليغها والصبر عليها.

إن حاجتنا إلى العلماء فوق كل حاجة فهم والله مصابيح الدجى وعلامات الهدى.
فلولاهمُ كانت ظلامًا بأهلها
ولكن همُ فيها بدورٌ وأنجمُ




فالعلماء في الناس كالشمس للدنيا والعافية في الناس فما لهم من خلف ولا عنهم من عوض فالناس لا يعرفون كيف يعبد الله إلا ببقاء العلماء، فإذا مات العلماء تحيّر الناس ودرس العلم بموتهم وظهر الجهل، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهّالًا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»[متفق عليه].

تاسعًا: عذرهم عند الخطأ فالعلماء ليسوا معصومين، فليس هناك معصوم إلا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، أما العالم فليس بمعصوم.

فقد يأتي بمسألة يظن أنها صحيحة وهي غير صائبة، ولكنه قد اجتهد في تحريرها، وبحث أدلتها.

أفنبطل جهوده وعدالته؟
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا اجتهد الحاكم العالم وأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» [المتفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو].

ولـابن تيمية رسالة بديعة اسمها: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)، وقد عذر فيها أهل العلم في مسائل الفروع المختلف فيها، ومن إعذارهم ألَّا يكون الدليل قد بلغ العالم أو أن يكون الدليل غير ثابت عنده.

وهناك فئة من الناس يجنحون إلى الإفراط والغلو في الطاعة والولاء والتقديس لعلمائهم.. وعلى حساب الحق.. فلا يقبل أن يُقال في شيخه.. أو عالمه أو الداعية الذي يهواه.. نقدًا.. ولا نصحًا.. ولا توجيهًا.. ولا أن يُقال عنه أخطأ والصواب كذا.. فشيخه ـ في نظره ـ فوق النص.. وفوق المساءلة والمحاسبة أو أن يُقال له أخطأت!

وهو ما إن يسمع أي نقدٍ أو توجيه أو نصح ـ وإن كان حقًا ـ يقال عن شيخه أو لشيخه الذي يهواه.. إلا وتراه يرتجف.. ويزبد.. ويصيح.. وتنتفخ أوداجه.. ويفجر في الخلاف والخصام.. ويكلمك عن ضرورة احترام العلماء.. وعن اللحوم المسمومة..!

لا بد من أن يُقال للعالم أصبت فيما قد أصاب فيه ووافق الحق، وأخطأت فيما قد أخطأ فيه وخالف الحق..

فديننا قائم على النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما في الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الدين النصيحة » قلنا: لمن؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم»؛ [رواه مسلم].

إن إجلال واحترام وإكرام العلماء يتفاضل ويزيد وينقص بحسب قِدم السيرة العلمية، والدعوية، والجهادية لكل عالم؛ فحق العالم العامل المجاهد أعظم وأغلظ من حق العالم القاعد عن الجهاد.. ولكل فضله.. وكذلك من كان له السبق في الدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله.. فله زيادة حق وفضل على من كان حديث عهد مع العلم والدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيله.. والنصوص الشرعية قد دلت على ذلك.

قال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [الحديد: 10]، فميّز الله تعالى ـ من حيث الأجر والمثوبة والدرجة ـ بين من آمن وأنفق وقاتل في سبيل الله قبل فتح مكة ـ فهؤلاء أعظم أجرًا وأرفع مكانة ـ وبين من آمن وأنفق وقاتل في سبيل الله بعد فتح مكة، وكلًا وعد اللهُ الجنة.

وقال تعالى: ﴿ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 95]. فالآية صريحة في تفضيل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين من المؤمنين.

وفي الحديث المتفق عليه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا أحدًا من أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبًا، ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه». وهناك عالم ونحن هنا نسميه عالمًا تجاوزًا ـ بلغ به طغيانه وانحرافه درجة أن يكون ركنًا من أركان أنظمة الحكم والكفر.. وبوقًا من أبواق الطواغيت الظالمين يبرر لهم كفرهم وطغيانهم، وظلمهم.. ورضي لنفسه أن يكون بيدهم تلك الأداة والعصاة التي يؤدبون بها الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها.. ويمنعون بها أي عمل جاد يستهدف استنهاض الأمة، واستئناف حياة إسلامية من جديد.. وما أكثر علماء السوء هؤلاء في زماننا! فتاواهم جاهزة لأي طارئ فتاوى مدفوعة الأجر مسبقًا.

فهؤلاء لا غيبة لهم ولا حرمة..

هؤلاء علماء السوء والضلالة.. والشقاق والنفاق.. هم السبب الأكبر في انتكاسة الأمة واستعلاء أنظمة الكفر على سدة الحكم في بلاد المسلمين.. لعنهم جائز بنص الكتاب.. وهم يدخلون دخولًا كليًا في الملعونين الوارد ذكرهم في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159]. هذا جزاء من يكتم العلم فقط، فكيف بمن يضم إلى كتمان العلم نصرة الطواغيت الظالمين على المسلمين الموحدين.. وتزيين الباطل والحرام في أعين الناس؟!

وهم كذلك مثلهم وسلفهم في القرآن مثل ذاك الشيخ العالم "بلعام" الذي انسلخ من آيات الله بعد أن آتاه اللهُ إياها، بدعاء قاله للكافرين على المسلمين الموحدين، كما قال تعالى عنه: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 175، 176]. وما أكثر بلاعمة العصر ـ في زماننا ـ الذين مثلهم مثل الكلب: ﴿ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾ [الأعراف: 176] الذين يخلُدون إلى الأرض، والفُتات الذي يُرمى لهم على العتبات من قبل الطواغيت الظالمين.. ويتسمون بالدعاة والعلماء!!

وفي الحديث فقد صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولستُ منه، وليس بواردٍ علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يُعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ علي الحوض »؛ [ قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأحمد أسانيد البزار رجال الصحيح ورجال أحمد كذلك - مجمع الزوائد (5/ 248)].

هذا فيمن يدخل على أئمة الجور من المسلمين فيصدقهم بكذبهم، فكيف بمن يدخل على أئمة الكفر والظلم والطغيان فيصدقهم بكفرهم وكذبهم..؟!

اللهم ارحمنا رحمةً اهد بها قلوبنا، اللهم اختم لنا بخير, اللهم اختم لنا بخير, اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها, وخير أعمارنا خواتمها, وخير أيامنا يوم لقائك, اللهم اجعل أسعد اللحظات وأعزها لحظة الوقوف بين يديك برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم ارحم كبارنا, ووفق للخير صغارنا, وخذ بنواصينا لما يرضيك عنا...





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 74.29 كيلو بايت... تم توفير 2.09 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]