|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() مكارم الأخلاق (٨) قضاء الحاجات - يحتار المرء فيم يقّدم أو يؤخر من مكارم الأخلاق، وإن كنا نتفق على أن أهمها، صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وعكس ذلك من صفات المنافقين، ولكن ماذا بعد هذه الأولويات، الرفق، أم كظم الغيظ، أم الإحسان إلى الجار، أم العفو عن المسيء، أم ستر المسلمين، أم إصلاح ذات البين؟ قاطعته: - وما المانع أن يأتي بها كلها؟ وهناك أعمال تحتاج إلى قدرات يجب أن تتوفر عند العبد، مثلا قضاء حاجات الناس، هذه لا يستطيع كل أحد أن يفعلها، بل تتطلب شخصية ذات مقومات. كنت وصاحبي في طريقنا لزيارة أخ لنا في مخيمه بمنطقة (السالمي) -تبعد عن العاصمة مئة كيلو متر تقريبا-، دعانا لقضاء مساء في الصحراء مع إبله. انطلقنا بعد صلاة العصر. - أعتقد أن المرء يستطيع أن يكتسب أي خلق يمرن نفسه عليه. - نعم هذا صحيح، ولكن ينبغي أن يصل إلى مرحلة يؤدي فيها الطاعة وهو (راغب) فيها ومحب لها، ومقبل عليها، وقضاء حاجات المسلمين من الأعمال التي يعطي الله عليها جزيل الثواب. دعني اقرأ لك ما يظهر لي من أحاديث في هذا الباب من هاتفي: عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: «أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحب الناس إلى الله -تعالى- أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني: مسجد المدينة) شهرا، ومن كفّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له، أثبت الله قدمه يوم تزلُّ الأقدام» وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل» (السلسلة الصحيحة). وعن جابر - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خير الناس أنفعهم للناس» (صحيح الجامع). وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» (رواه مسلم). - لذلك أظن أن العلماء قالوا: «إن العبادة المتعدية إلى الآخر أفضل من العبادة القاصرة على الفرد» - نعم.. هذه قاعدة جميلة في باب أعمال الخير. قال المناوي: «وفيه حث على قضاء حوائج الخلق ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو جاه، أو إشارة أو نصح أو دلالة على خير، أو إعانة أو شفاعة أو غير ذلك» (انتهى). - لا شك أنها نعمة عظيمة من الله -عز وجل- بها على العبد أن يجعله سببا في قضاء حاجات الناس، سواء بمكانته في المجتمع وجاهه، أو مركزه، أو معارفه، ولكن ينبغي أن يستحضر قبل كل ذلك أنه يعمل لوجه الله -تعالى-؛ فيخلص النية دائما لوجه الله -تعالى-، لا ليقال فلان كريم وفلان ذو جاه وفلان وفلان. - نعم هذا شرط أساسي في كل عمل، أن يجدد العبد نيته أو يعمل لوجه الله -تعالى-، وابتغاء مرضاة الله -عز وجل-، لا لأجل دنيا وسمعة وشهرة، وغير ذلك وهذا الخلق (أعني إخلاص النية لله)، ينبغي أن يربي العبد نفسه عليه؛ لأنه يدخل في جميع أبواب الخير، وأحوج ما يكون إليه العبد في الأعمال التي يعملها لأجل الآخرين؛ فإنه يأخذ من وقته، وجهده وربما من اعتداده بنفسه ومكانته، ليسعى عند الآخرين لقضاء حوائج الناس، هذه تحتاج إلى مجاهدة؛ لذلك فإن أجرها عظيم عند الله -تعالى-. في الحديث أيضا، عن أبي موسى الأشعري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «على كل مسلم صدقة، قيل أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قيل أرأيت إن لم يستطع؟! قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قيل أرأيت إن لم يفعل؟ قال يمسك عن الشر فإنها صدقة» (متفق عليه). - إن مما يدفع المرء إلى قضاء حاجة إخوانه ممن يستطيع أن يعينهم، حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة» (متفق عليه)، هذا دافع عظيم ليسعى العبد في قضاء حوائج إخوانه، ويفرج عنهم كرباتهم؛ فإن الله يقضي حاجاته، ويفرج عنه من كرب يوم القيامة وأهوالها العظيمة، فهو في سعيه لنفع إخوانه إنما ينفع نفسه منفعة أعظم، وهذا مثل الدعاء للإخوان في ظهر الغيب، كما في حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل» (مسلم). اعداد: د. أمير الحداد
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |