|
|||||||
| هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
![]() تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن الإمام محمد بن جرير الطبري الجزء الثالث عشر تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنفال الحلقة (740) صــ 561 إلى صــ 570 وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 16130 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: "يوم الفرقان" ، يعني: ب "الفرقان" ، يوم بدر، فرَق الله فيه بين الحق والباطل. 16131 - حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. (1) 16132 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني الليث قال، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير= وإسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير= يزيد أحدهما على صاحبه= في قوله: "يوم الفرقان" ، يوم فرق الله بين الحق والباطل، وهو يوم بدر، وهو أوّل مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رأسَ المشركين عُتبةُ بن ربيعة، فالتقوا يوم الجمعة لتسع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا والمشركون ما بين الألف والتسعمئة. فهزم الله يومئذ المشركين، وقتل منهم زيادة على سبعين، وأسر منهم مثل ذلك. 16132م - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن مقسم: "يوم الفرقان" ، قال: يوم بدر، فرق الله بين الحق والباطل. 16133- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم في قوله: "يوم الفرقان" ، قال: يوم (1) الأثر: 16131 - انظر هذا الخبر بنصه فيما سلف رقم: 125. بدر، فرق الله بين الحق والباطل. (1) 16134 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: "يوم الفرقان يوم التقى الجمعان" يوم بدر، و "بدر" ، بين المدينة ومكة. 16135 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثني يحيى بن يعقوب أبو طالب، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عبد الله بن حبيب قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كانت ليلة "الفرقان يوم التقى الجمعان" ، لسبع عشرة من شهر رمضان. (2) 16136 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: "يوم التقى الجمعان" ، قال ابن جريج، قال ابن كثير: يوم بدر. 16137 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان" ، أي: يوم فرقت بين الحق والباطل بقدرتي، (3) يوم التقى الجمعان منكم ومنهم. (4) (1) (1) الأثر: 16133 "عثمان الجزري" ، مضى برقم: 15968، وأنه غير "عثمان ابن عمرو بن ساج" . وأحاديثه مناكير. (2) الأثر: 16135 - "يحيى بن يعقوب بن مدرك الأنصاري" ، أبو طالب القاص، مترجم في الكبير 4 \ 2 \ 312، وابن أبي حاتم 4 \ 2 \ 198، ولسان الميزان 6: 282، وميزان الاعتدال 3: 306، قال البخاري: "منكر الحديث" ، وقال أبو حاتم: "محله الصدق، لم يرو شيئا منكرًا، وهو ثقة في الحديث، أدخله البخاري في كتاب الضعفاء" ، قال ابن أبي حاتم: "فسمعت أبي يقول: يحول من هناك" . و "أبو عون" ، "محمد بن عبيد الله الثقفي" ، مضى مرارًا آخرها رقم: 15925، وكان في المطبوعة: "عن ابن عون، عن محمد بن عبد الله الثقفي" ، فأفسد الإسناد كل الإفساد، وكان في المخطوطة: "عن ابن عون، محمد بن عبيد الله الثقفي" ، وهو خطأ هين، صوابه ما أثبت. (3) في المطبوعة: "أي: يوم فرق بين الحق والباطل ببدر، أي: يوم التقى الجمعان" ، لعب بما في المخطوطة لعبًا، فأساء وجانب الأمانة. ولم يكن في المخطوطة من خطأ إلا أنه كتب "فرق" مكان "فرقت" . والذي أثبته نص المخطوطة، وسيرة ابن هشام. (4) الأثر: 16137 - سيرة ابن هشام 2: 328، وهو تابع الأثر السالف رقم: 16086. 16138 - حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان" ، وذاكم يوم بدر، يوم فرق الله بين الحق والباطل. * * * القول في تأويل قوله: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أيقنوا، أيها المؤمنون، واعلموا أن قسم الغنيمة على ما بيَّنه لكم ربكم، إن كنتم آمنتم بالله وما أنزل على عبده يوم بدر، إذ فرق بين الحق والباطل من نصر رسوله= "إذ أنتم" ، حينئذ، "بالعدوة الدنيا" ، يقول: بشفير الوادي الأدنى إلى المدينة (1) = "وهم بالعدوة القصوى" ، يقول: وعدوكم من المشركين نزولٌ بشَفير الوادي الأقصى إلى مكة= "والركب أسفل منكم" ، يقول: والعير فيه أبو سفيان وأصحابه في موضع أسفل منكم إلى ساحل البحر. * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 16139 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: "إذ أنتم بالعدوة الدنيا" ، قال: شفير الوادي الأدنى، وهم بشفير الوادي الأقصى= "والركب أسفل منكم" ، قال: أبو سفيان وأصحابه، أسفلَ منهم. (1) "شفير الوادي" : ناحية من أعلاه، وهو حده وحرفه. 16140- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى" ، وهما شفير الوادي. كان نبيُّ الله بأعلى الوادي، والمشركون أسفلَه = "والركب أسفل منكم" ، يعني: أبا سفيان، [انحدر بالعير على حوزته] ، (1) حتى قدم بها مكة. 16141 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى" ، من الوادي إلى مكة= "والركب أسفل منكم" ، أي: عير أبي سفيان التي خرجتم لتأخذوها وخرجوا ليمنعوها، عن غير ميعاد منكم ولا منهم. (2) 16142 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: "والركب أسفل منكم" ، قال: أبو سفيان وأصحابه، مقبلون من الشأم تجارًا، لم يشعروا بأصحاب بدر، ولم يشعر محمد صلى الله عليه وسلم بكفار قريش، ولا كفار قريش بمحمد وأصحابه، حتى التقى على ماء بدر من يسقي لهم كلهم. (3) فاقتتلوا، (4) فغلبهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأسروهم. 16143- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه. 16144- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد مثله. (1) هكذا كتب هذه الجملة بين القوسين ناشر المطبوعة، ولا أدري ما هو. والذي في المخطوطة: "انخدم بالعير على حورمة" هكذا، ولم أستطع أن أجد لقراءتها وجهًا اطمئن غليه، ولم أجد الخبر في مكان آخر. (2) الأثر: 16141 - سيرة ابن هشام 2: 328، وهو تابع الأثر السالف رقم: 16137. (3) (3) في المطبوعة: "حتى التقيا" ، وأثبت ما في المخطوطة. (4) "فاقتتلوا" ، مكررة في المخطوطة مرتين، وأنا في ريب من هذه الجملة كلها. 16145 - حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: ذكر منازل القوم والعير فقال: "إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى" ، والركب: هو أبو سفيان (1) = "أسفل منكم" ، على شاطئ البحر. * * * واختلفت القرأة في قراءة قوله: "إذ أنتم بالعدوة" . فقرأ ذلك عامة قرأة المدنيين والكوفيين: (بِالعُدْوَةِ) ، بضم العين. * * * وقرأه بعض المكيين والبصريين: (بِالعِدْوَةِ) ، بكسر العين. * * * قال أبو جعفر: وهما لغتان مشهورتان بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، يُنْشَد بيت الراعي: وَعَيْنَانِ حُمْرٌ مَآقِيهِمَا كَمَا نَظَرَ العِدْوَةَ الجُؤْذَرُ (2) بكسر العين من "العدوة" ، وكذلك ينشد بيت أوس بن حجر: وَفَارِس لَوْ تَحُلُّ الخَيْلُ عِدْوَتَهُ وَلَّوْا سِرَاعًا، وَمَا هَمُّوا بِإقْبَالِ (3) * * * القول في تأويل قوله: {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا} قال أبو جعفر: يعنى تعالى ذكره: ولو كان اجتماعكم في الموضع الذي اجتمعتم فيه، أنتم أيها المؤمنون وعدوكم من المشركين، عن ميعاد منكم ومنهم، = "لاختلفتم في الميعاد" ، لكثرة عدد عدوكم، وقلة عددكم، ولكن الله جمعكم (1) في المطبوعة: "أبو سفيان وعيره" ، زاد ما ليس في المخطوطة. (2) لم أجد البيت في مكان آخر، وللراعي أبيات كثيرة مفرقة على هذا الوزن، كأنه منها. (3) من قصيدته في رثاء فضالة بن كلدة الأسدي، والبيت في منتهى الطلب، وليس في ديوانه، يقول قبله: أمْ مَلِعَادِيَةٍ تردِي مُلَمْلَمَةٍ ... كأنَّهَا عَارِضٌ في هَضْبِ أوْعالِ لَهَا لَمَّا رأوك عَلَى نَهْدٍ مَرَاكِلُهُ ... يَسْعَى بِبزِّ كَمِيٍّ غَيْرِ مِعْزَالِ وَفَارِسٍ لا يَحُلُّ القَوْمُ عُدْوَتَهُ ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وهذه أجود من روايته "لو تحل" ، فالنفي هنا حق الكلام. على غير ميعاد بينكم وبينهم (1) = "ليقضي الله أمرًا كان مفعولا" ، وذلك القضاء من الله، (2) كان نصره أولياءه من المؤمنين بالله ورسوله، وهلاك أعدائه وأعدائهم ببدر بالقتل والأسر، كما:- 16146 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد" ، ولو كان ذلك عن ميعاد منكم ومنهم، ثم بلغكم كثرة عددهم وقلة عددكم، ما لقيتموهم= "ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا" ، أي: ليقضي الله ما أراد بقدرته، من إعزاز الإسلام وأهله، وإذلال الشرك وأهله، عن غير مَلأ منكم، (3) ففعل ما أراد من ذلك بلطفه. (4) 16147 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد:،أخبرني يونس بن شهاب قال، أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك يقول في غزوة بدر: إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عِيَر قريش، (1) انظر تفسير "الميعاد" فيما سلف 6: 222 (2) انظر تفسير "القضاء" فيما سلف 11: 267، تعليق: 1، والمراجع هناك. (3) في المطبوعة: "عن غير بلاء" ، وفي سيرة ابن هشام، في أصل المطبوعة مثله، وهو كلام فاسد جدًا. وفي مخطوطة الطبري، ومخطوطات ابن هشام ومطبوعة أوربا،: "عن غير ملأ" ، كما أثبتها. يقال: "ما كان هذا الأمر عن ملأ منا" ، أي: عن تشاور واجتماع. وفي حديث عمر حين طعن: "أكان هذا عن ملأ منكم؟" ، أي: عن مشاورة من أشرافكم وجماعتكم. ثم غير ناشر المطبوعة الكلمة التي بعدها، كتب "فعل" ، مكان "ففعل" . وكل هذا عبث وذهاب ورع. (4) الأثر: 16146 - سيرة ابن هشام 2: 328، وهو تابع الأثر السالف رقم: 16141. حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد. (1) 16148 - حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال: أقبل أبو سفيان في الركب من الشام، وخرج أبو جهل ليمنعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فالتقوا ببدر، ولا يشعر هؤلاء بهؤلاء، ولا هؤلاء بهؤلاء، حتى التقت السُّقَاة. قال: ونَهَدَ الناسُ بعضهم لبعض. (2) * * * (1) الأثر: 16147 - "" عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري "، ثقة، روى عن أبيه. وروى عنه الزهري. كان أعلم قومه وأوعاهم. مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 2 \ 2 \ 249." و "عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري" ، ثقة، كان قائد أبيه حين عمى، روى عن أبيه. روى. روى عنه ابنه عبد الرحمن، وروى عنه الزهري. مترجم في التهذيب، وابن أبي حاتم 2 \ 2 \ 142. وكان في المخطوطة: "إنما يخرج رسول الله" ، وهو جيد عربي. ولكنه في المراجع "إنما خرج" ، فأثبته كما في المطبوعة. وهذا الخبر جزء من خبر كعب بن مالك، الطويل في امر غزوة تبوك، وما كان من تخلفه حتى تاب الله عليه. ورواه أحمد في مسنده 3: 456، 457، 459 \ 6: 387. ورواه البخاري في صحيحه (الفتح 8: 86) . ورواه مسلم في صحيحه من هذه الطريق 17: 87. (2) الأثر: 16148 - "ابن عون" ، هو "عبد الله بن عون المزني" ، مضى مرارًا. و "عمير بن إسحاق القرشي" ، لم يرو عنه غير ابن عون، متكلم فيه. مضى برقم: 7776. وكان في المطبوعة: "عمر بن إسحاق" ، لم يحسن قراءة المخطوطة. وقوله: "نهد الناس بعضهم لبعض" ، نهضوا إلى القتال. يقال: "نهد القوم إلى عدوهم، ولعدوهم" ، أي: صمدوا له وشرعوا في قتاله. و "نهدوا يسألونه" ، أي: شرعوا ونهضوا. وكأن ناشر المطبوعة لم يفهمها أو لم يحسن قراءتها، فكتب مكان "نهد" : "نظر الناس ..." ، وهذا من طول عبثه بهذا النص الجليل، حتى ألف العبث واستمر عليه واستمرأه. القول في تأويل قوله: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) } قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ولكن الله جمعهم هنالك، ليقضي أمرًا كان مفعولا= "ليهلك من هلك عن بينة" . * * * وهذه اللام في قوله: "ليهلك" مكررة على "اللام" في قوله: "ليقضي" ، كأنه قال: ولكن ليهلك من هلك عن بينة، جَمَعكم. * * * ويعني بقوله: "ليهلك من هلك عن بينة" ، ليموت من مات من خلقه، (1) عن حجة لله قد أثبتت له وقطعت عذره، وعبرة قد عاينها ورآها (2) = "ويحيا من حي عن بينة" ، يقول: وليعيش من عاش منهم عن حجة لله قد أُثبتت له وظهرت لعينه فعلمها، جمعنا بينكم وبين عدوكم هنالك. * * * وقال ابن إسحاق في ذلك بما:- 16149 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "ليهلك من هلك عن بينة" ، [أي ليكفر من كفر بعد الحجة] ، (3) لما رأى من الآية والعبرة، (4) ويؤمن من آمن على مثل ذلك. (5) * * * (1) انظر تفسير "هلك" فيما سلف ص: 149، تعليق: 1، والمراجع هناك. (2) انظر تفسير "بينة" فيما سلف من فهارس اللغة (بين) . (3) هذه الزيادة بين القوسين لا بد منها، أضفتها من سيرة ابن هشام. (4) في المطبوعة: "من الآيات والعبر" ، وفي المخطوطة: "من الآيات والعبرة" ، وأثبت الصواب من سيرة ابن هشام. (5) الأثر: 16149 - سيرة ابن هشام 2: 328، وهو تابع الأثر السالف رقم: 16146. وأما قوله: "وإن الله لسميع عليم" ، فإن معناه: "وإن الله" ، أيها المؤمنون، = "لسميع" ، لقولكم وقول غيركم، حين يُري الله نبيه في منامه ويريكم، عدوكم في أعينكم قليلا وهم كثير، ويراكم عدوكم في أعينهم قليلا= "عليم" ، بما تضمره نفوسكم، وتنطوي عليه قلوبكم، حينئذ وفي كل حال. (1) يقول جل ثناؤه لهم ولعباده: فاتقوا ربكم، (2) أيها الناس، في منطقكم: أن تنطقوا بغير حق، وفي قلوبكم: أن تعتقدوا فيها غيرَ الرُّشد، فإن الله لا يخفى عليه خافية من ظاهر أو باطن. * * * القول في تأويل قوله: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (43) } قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وإن الله، يا محمد، سميع لما يقول أصحابك، عليم بما يضمرونه، إذ يريك الله عدوك وعدوهم "في منامك قليلا" ، يقول: يريكهم في نومك قليلا فتخبرهم بذلك، حتى قويت قلوبهم، واجترأوا على حرب عدوهم= ولو أراك ربك عدوك وعدوهم كثيرًا، لفشل أصحابك، فجبنوا وخاموا، (3) ولم يقدروا على حرب القوم، (4) ولتنازعوا في ذلك، (5) ولكن الله (1) انظر تفسير "سميع" و "عليم" فيما سلف من فهارس اللغة (سمع) ، (علم) . (2) في المطبوعة والمخطوطة: "واتقوا" بالواو، و "والفاء" ، هنا حق الكلام. (3) في المطبوعة: "فجبنوا وخافوا" ، غير ما في المخطوطة. يقال: "خام في القتال" ، إذا جبن، فنكل ونكص وتراجع. (4) انظر تفسير "فشل" فيما سلف 7: 168، 289. (5) انظر تفسير "التنازع" فيما سلف 7: 289 \ 8: 504. سلمهم من ذلك بما أراك في منامك من الرؤيا، إنه عليم بما تُجنُّه الصدور، (1) لا يخفى عليه شيء مما تضمره القلوب. (2) * * * وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: "إذ يريكهم الله في منامك قليلا" ، أي: في عينك التي تنام بها= فصيّر "المنام" ، هو العين، كأنه أراد: إذ يريكهم الله في عينك قليلا. (3) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 16150 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "إذ يريكهم الله في منامك قليلا" ، قال: أراه الله إياهم في منامه قليلا فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بذلك، فكان تثبيتًا لهم. 16151- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه. 16152-....وقال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 16153 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "إذ يريكهم الله في منامك قليلا" ، الآية، فكان أول ما أراه من ذلك نعمةً من نعمه عليهم، شجعهم بها على عدوهم، وكفَّ بها ما تُخُوِّف عليهم من (1) في المطبوعة: "بما تخفيه الصدور" ، غير ما في المخطوطة بلا طائل، وهما بمعنى. (2) انظر تفسير "ذات الصدور" فيما سلف 7: 155، 325 \ 10: 94. (3) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1: 247. ![]()
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |