أرجوحة الصبر.... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتاوى فى الصوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          موقف المدرسة العقلية من السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          افطرت فى رمضان ولا تستطيع القضاء ولا الإطعام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          و دخل رمضان ،، مكانة شهر رمضان و أجر الصيّام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل العدل في الهدايا بين الزوجات واجب؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أشياء لا تفسد الصوم . أمور لا تفطر الصائم . فتاوى للصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صور لكيفية التطهر للصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          دعاء يقال عند شدة الحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          رمضان وضرورة التغيير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          La femme qui fait de l’iitikaf à la mosquée (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-05-2025, 12:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,372
الدولة : Egypt
افتراضي أرجوحة الصبر....

أرجوحة الصبر....





أ.سميرة بيطام
مرات يحلو لي أن احمل قلمي و حفيظة أسراري معي لأصعد بهما على مدارج الانعزال عن أهلي لأخلو بنفسي لبعض الوقت ، لست البس اللحظة ساعة يدي لأني لا أحتمل أن اعد ساعات من عمري في وقت لم اقدر أن أفك شفرات معقدة تنبئ أن كل الناس في حزن و لست أستثني أحدا ما عدا من لم يهمه أمر الإسلام و المسلمين ،بل قد أضيف إلى مجموعات البشر شجرا و أزهارا و مخلوقات تمشي و تسعى لتعيش و لو تحت دخان المدافع.
سآخذ نفسا عميقا لأهدأ فيما بعد و لو أن هذا الهدوء آني و ليس بالطويل.
سأجلس على الأرجوحة الهادئة مثل هدوئي اللحظة ، لأتطلع إلى أفق الشمس الآيلة للغروب ، كم يعجبني هذا المنظر في ختام اليوم من عمري .وكم يبدو منظر الغروب بريئا و ناعما ، بحثت في ثناياه عن نفسي المتألمة لما يحدث بعيدا عني من حرب و صخب و ضجيج الرصاص.
أصبحت في خصام مع شاشة التلفزيون لأجل هذه الأحداث لكني في وئام مع أرجوحتي ، منها انطلقت دوافع الأسى لتجعل مني إنسانا آخر ..هي آلام الماضي لما طال الظلام على إخواني في حكم مستبد و متسلط و اليوم مع صرخات إماء الرحمان على فلذات أكبادهن و هم يرحلون عن الدنيا في شهادة .. هي مساءلات الضمير أين نحن اليوم من نصرة الحق و أين الحق فينا قولا و فعلا و موقفا ...
لن أتوقف عن البوح بما هو بداخل صدري أو قلبي ، فالموقع واحد ، لأني إن توقفت سأفقد نكهة الكتابة و يصبح قلمي في حداد عن عدد القتلى و الجرحى في بلاد الإسلام.
لم أقرر بعد النزول من على الأرجوحة ، ربما لأني أجد سكينة و طمأنينة و أنا اتأرجح عليها ذهابا للأمام إلى مستقبل مجهول لأمتي و إيابا لماضي فيه ملامات كثيرة أو إن صح التعبير هي حركات منتظمة تطفئ ألمي حينما سمعت دوي المدافع لتسكت صراخ الأهالي و هم في منأى عن مساكنهم التي سكنتها أشباح تحت أنقاض الغدر..
أنا الآن لا انشد أي أنشودة و أنا لا أزال جالسة على الأرجوحة و كيف انشد و إخواني يموتون في مصر و سوريا و بورما و فلسطين...
أنا لا أتغنى بالأمل الآن ليس يأسا و إنما أؤجل هذا التمني لوقت آخر ،لأني أفضل الجلوس على الأرجوحة في حداد، هي ليست ملكي و لكن لدي امتياز الجلوس عليها لأني سأصمت طويلا لينطلق فكري إلى موقع آخر، و حتى لا يفرمني زحام الصحوة لضيق صدري أصر أن أبقى ساكتة عفوا صامتة فبين السكوت و الصمت سكتة رهيبة و مخيفة ، لأنه لا احد سيقرأ أفكاري و أنا في صمتي ، بالعكس سيشعر كل من يريد استنطاقي أني متألمة و بالتالي يؤجل كل سؤال و أي حديث إلى فرصة أخرى...
لا أحب التأجيل في الواجبات أو عدم التفاؤل بالأمل لكنها متطلبات الحداد على إخواني.
من أرحام الأحزان ولدوا من أضحوا اليوم شهداء ، و من خبز التواضع اقتات هؤلاء من هم اليوم في انتفاضة لأجل الحق و لأجل تثبيت الحق في مكانه ،و من ماء الينابيع الصافية ارتوت بطون من اخترقتها اليوم رصاصات التهور ، و من على أبواب المساجد توجهت أقدام بريئة كبرت على آداء الصلاة في وقتها ليموت وقتهم إلى غير رجعة و لو أن للشباب وقت آخر لعمر مستمر ، فبكت أركان المساجد من رهيب فراغها ذكرا و تسبيحا و هي من ألف سجادها سجود جباه التقوى لتكون اليوم هذه الجباه مركز الرصاصة القاتلة.
صعب أن يحدث طلاق أبدي بين لحظات الألفة و بين لحظات الفراق..سامحوني إن حزنت اللحظة لكنها الروح تؤيد الروح لأنها توأم من العربية و الإسلام.



سامحوني على صمتي و لو أن ما كتبت هي خواطري ترجمتها أفكاري الحبيسة بداخل جوهر مخيلتي ، لكن وعد أني سأتحرر من صمتي فور مغادرتي الأرجوحة..أرجوحة الصبر.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.75 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]