اللغة والفكر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب الصيام والحج من الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 59 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14684 - عددالزوار : 1070882 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 231 - عددالزوار : 75257 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5025 - عددالزوار : 2169688 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4606 - عددالزوار : 1450669 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 224 - عددالزوار : 143977 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 105 - عددالزوار : 22616 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 21721 )           »          بيع الاستجرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          بم تدرك الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 18-12-2022, 02:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,679
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اللغة والفكر

اللغة والفكر (2)
أ.د. عبد الحميد النوري عبد الواحد



إنَّ الفكر مقوِّم من مقوِّمات حياة الإنسان، وهو يشغلنا جميعاً، وذلك بالنظر إلى الأشياء التي حولنا، والتي ندركها سواء بالحسّ أو بالعقل، والمشاعر التي نحيا بها، والتأمّلات التي نعيشها. وفي تعاملنا مع الواقع قد نُؤثر أن نعبّر عمّا نريد التعبير عنه بالكلام أو باللغة، أو نؤثر الصمت. وبالتالي فإنّنا وفي الحالتين، أي في حالة الصمت أو الكلام، يُعتبر الفكر قائماً فينا أو في عقولنا، وهو جزء لا ينفصل عن كياننا. ولا يمكن لأيٍّ كان أن يتجرّد من أفكاره أو يتخلّى عنها.

وللغة بطبيعة الحال نصيب في الإفصاح عمّا نريد الإفصاح عنه. والإفصاح قد يكون أقرب ما يكون إلى الحقيقة، أو أقرب إلى الكذب وأبعد ما يكون عن الصدق. والإفصاح قد يكون أقرب ما يكون إلى الحقيقة أو المجاز.

واللغة أو بالأحرى الكلام قد يكون واضحاً صريحاً أو غامضاً ملتبساً. والتباسه قد يكون بقصد أو دون قصد. والسياق من شأنه أن يوضّح المقاصد. ذلك أنّ اللغة لا بدّ لها من واقع حيّ ليعطي لدلالاتها أبعادها. وهذا الواقع الحيّ قد يفصل بين الجدّ والهزل، والحقيقة والخيال.

والسؤال الذي يطرح في هذا المضمار، إلى أيّ مدى تكون اللغة قادرة على تبليغ المعاني، وتوضيح المقاصد؟ ألا يقول المتلقّي لمخاطبه في الكثير من الحالات: "ماذا تقصد؟" أو "هل تعني ما تقول" أو "بصراحة لم أفهمك" أو "هل أنت جادّ فيما تقول؟"، وغيرها من العبارات. ومثلما يشيع على لسان المتكلّم إزاء مخاطَبه "هل تفهمني" أو "أليس كذلك؟" أو "هل تدرك ما أعنيه؟".

وكلّ هذه العبارات توحي بالتفاوت الموجود بين ما هو في الذهن وبين الاستعمال، أي استعمال اللغة. وحركة الفكر، إذا ما تأمّلناها، سريعة ولا حدود لها، بل لا ضابط لها. وتوارد الخواطر لا حدّ له، والتحوّل من تصوّر إلى آخر، عبر المسافات أو في الزمان والمكان، قد لا يعوقه عائق. والخلط بين الواقع والخيال، وبين الحقيقة والمجاز، ممّا لا يمكن أن ننكره، وممّا لا يمكن للغة أن تدركه.

ولهذه الأسباب المشار إليها، قد نتلكّأ في الكثير من الأحيان في الكلام، وقد نجد صعوبة في إيجاد الكلمة المناسبة أو الملائمة لما نريد أن نعبّر عنه. وقد تخوننا اللغة في التعبير. وقد نفصح عمّا نريد الإفصاح عنه، وعمّا لا نريده أيضا. وقد نتدارك أمرنا في مرّات عديدة، ونقع في زلّات اللسان. وكلّ هذا من أجل البحث عن التوافق التامّ بين الفكر واللغة.

ولهذه الأسباب أيضاً، قد نكثر عند التكلّم من حركة الجسم واليدين، ونعبّر بالوجه والنظرات والملامح. وقد يكون الحديث أفضل عندما نكون جلوساً لا واقفين. ونؤثر الحديث بعيداً عن الضجيج الذي من شأنه أن يعيق عمليّة التواصل. ونحبّذ أن يكون التواصل وجها لوجه، وأن يكون المتلقّي في مستوى الفهم والإدراك. وأن يكون بين الطرفين، أي الباثّ والمتقبّل، لغة مشتركة وثقافة مشتركة، وسجلّ لسانيّ مشترك.

وفي الكثير من الحالات وبالرغم من الالتجاء إلى الإشارة أو الإيماءة فقد لا نحسن التعبير عمّا نريد التعبير عنه، وقد تخوننا العبارة كما يقولون. الأمر الذي يجعل الفرد يلتجئ إلى مواقف نفسيّة شتّى، سواء كان بوعي أو دون وعي، كالانفعال والتوتّر والفرح والضحك والبكاء وغيرها. فيتأثر المتكلّم بمضمون الحديث ومقاصده. وقد نرى التشنّج الواضح عند بعض المتكلّمين، واستعمال عبارات نابية أحياناً، وسبًّا وشتماً، أو ضحكاً واستهزاءً، أو بكاءً بل شهيقاً في حالات كثيرة.

هذا في الحقيقة ما يغلب على الشفويّ المنطوق. بَيد أنّ المكتوب ليس ببعيد عن هذا، وذلك من نحو الكتابة والتشطيب وإعادة الكتابة، وتمزيق الورقة ومعاودة الكتابة، وإصلاح الخطأ، وتهذيب العبارة، وتحسين الأسلوب. ونظلّ نبحث أبداً عن العبارة المؤاتية، والكلمة المعبّرة، وكثيراً ما يخرج النصّ بما لا تهوى أنفسنا.

وتبعاً لهذا فإنّ المقام له حضوره، ولكلّ مقام مقال. ولكلّ مقال أبعاده الفكريّة وأبعاده العمليّة الحياتيّة. وما الأفكار إلّا الخواطر التي تسكننا والتي نحيا بها، والاعتقادات التي نؤمن بها، والأيديولوجيات التي نختفي وراءها، والطموحات التي نأملها. واللغة قد تُحسن التعبير عن كلّ هذا أو لا تحسن، وذلك حسب قدرة المتكلّم على التصرّف فيها، ومدى اكتسابه لها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.70 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]