يا ليتني مت قبل هذا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تخريج حديث: أنه خرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حديث: أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطا فهو لزوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الودود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          معنى عالمية الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دعاء يجمع خيري الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 372 )           »          ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أهدافك أم الهدف منك؟!! أيهما أولى باهتمامك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          { ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أسباب البركة في الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2022, 05:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,670
الدولة : Egypt
افتراضي يا ليتني مت قبل هذا

يا ليتني مت قبل هذا
د. جهاد شرف الدين


تلك الأيام العِجاف التي تهدف بستاني المزهر هي القاسية حقًّا منذ أن ابتدأت القصة...
ها هي تقطف من بستاني وردةً تلو الأخرى حتى عمَّ الخراب، ولم أَكَدْ أُميِّز ذاك الموطن الذي كنت أميل للخلوة فيه، أترقَّب غروب الشمس، وأستنشق الهواء النقي؛ لتصفوَ روحي، وأمحو آلام قلبٍ كاد الأنين يُمزِّقه.

هنا كانت تُراودُني أحلامي الوردية، وتعانقني طموحاتي الراقية، ابتسمت لي الحياة، ودثَّرتني تلك الأغصان الفاقعُ لونُها بملمسها الناعم، كانت تُطيِّب فؤادي، وتشُدُّ أَزْرِي، أما عن همساتها في أذني، فكنت أذوب عشقًا لعذوبتها، فأعيش خيالًا فيَّاضًا بالجمال والصفاء كطفلٍ هائمٍ في ملكوت الرحمن.

مرَّت السنون، وتناثرت تلك الأيام، حين انقضَّ عليها سوط وقسوة الأحداث، تباينت مرارتها وتكدرها، حتى تناسيتُ ذاك الربيع الذي كنت أحياه.
دفنت بتراب وطني تلك الخيالات، وسئمت ذاك الأسْر الذي كبَّلني وأجهَضَ تشييد الآمال.
هنا سطَّرت بأحرفٍ غائمةٍ في أنحاء البلدان، وبانكسارٍ عصفت بها مسامع الرجال: يا ليتني مت قبل هذا!

فلا حيلة لي إلا هذا التمنِّي، حين توانت عني مظاهر الحرية والأمان، ففي محمية ذئابٍ صرتُ أنا معصوب العينين، مكتوف اليدين، تنهشني تلك الذئاب المتوحِّشة في ظلام الليل الذي لا يكاد ينجلي.
يا ليتني مت قبل أن تموت خيولنا، وتُصبح سيوفُنا عارًا من خشبٍ، يا ليتني مت قبل أن تهيج بحار الظلم، وتهب عواصف القهر فتطيح بنا فنغرق معًا، نستغيث بعد الإله بمن يدَّعي الإسلام، وبمدعي الديمقراطية،
ولكن يا سيدي، لا حياة لمن تنادي؛ فالجميع غرقى، والخزي وباءٌ عمَّ البلاد، ودمَّر الشعوب، وتعسَّر على المداوين الدواءُ.

رثيت حالي، وإذ بي أبكي على الأطلال حتى أطلَّ صوتٌ خافتٌ يُداعبني: يا أمة، جففيالدموع واصبري واحتسبي؛ فإنْ نامت أمة الجبناء، فالله لا يغفو، وإذ به بصوتٍ نديٍّ يقرأ: ﴿ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا ﴾ [مريم: 84]، وأخذ يُكرِّرها حتى اختفى صوتُه الجذَّاب، فاستيقظت من غفوتي، أترقَّبه وأنادي بحرقةٍ: من أنت؟ من أنت؟ حدِّثني!


والواقع أنه لا أثر له... فجلست لنفسي أُحدِّثها أن السيدة مريم البتول هي التي قصَّ عنها القرآن ذاك التمني: ﴿ يَا لَيْتَنِي.... ﴾ [مريم: 23]، وفي النهاية اصطفاها الله عز وجل، وبشَّرها بسيدنا عيسى عليه السلام؛ فهتفتُ بصوتٍ عميقٍ هزَّ نفسي، وأعاد رشد عقلي: "استبشري يا نفس؛ فنصرُ الله آتٍ لا محالةٍ!".

وغدًا... ﴿ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].
والسلام.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 14-04-2023 الساعة 05:30 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.11 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]