الفن والأدب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 34 - عددالزوار : 12850 )           »          مختصر تاريخ تطور مدينة القاهرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          العقيدة اليهودية والسيطرة على العالم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حاجتنا إلى النضج الدعوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 26781 )           »          وهو يتولى الصالحين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 44 - عددالزوار : 14273 )           »          عطاءات المتقين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          علاج العشق من كلام ابن الجوزي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          العلمانية المختبئة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2022, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,994
الدولة : Egypt
افتراضي الفن والأدب

الفن والأدب


د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري






الفن هو الإبداع، الابتكار، البساطةُ النابعة من النفس، التوازن، الجمال، باختصار:
الفن هو الإتقان، هو الإحسان، وما يخالف هذا التعريف - عندي - على الأقل ليس بفنٍّ، وإن سُمِّيَ فنًّا.



عندما يعمل الإنسان عملَه، ولا يتفنَّن فيه، فعمله آليٌّ لا إتقان فيه ولا إحسان، بعبارة أخرى: إن كان الإنسان يعمل أعماله بلا فنٍّ، فهو إنسان عادي، مهما بدا له غير ذلك، وليس ذلك بضارِّه شيئًا، فقط لا يظنَّ أنه بلغ شيئًا، والله أعلم.



ألم يصادفك عمل مترجم (مقال أو قصة مثلًا) ولم تشعر معه بارتياح وأنت تقرؤه؟ تلك ترجمة لم يصاحبها فنٌّ نابع من أعماق نفس المترجم؛ لذلك فترجمته جافَّة لا روح فيها.



وعندما تتذكَّر بعض المدرِّسين وهم يقفون حاجزًا مانعًا بين طلابهم وبين المعرفة التي يسمعها الطلاب منهم ولا يرونها من خلالهم - تجزم بأن تدريسَهم ينقصه الفنُّ الذي يجعلهم شفَّافين لا يحجبون المعرفة عن طلابهم، ولا يتركونهم في بحارها ومحيطاتها بلا قبطان.



نفس الشيء يقال عندما يُؤَلَّفُ عمل أدبي (شعر، قصة، رواية ... إلخ)، ولم يكن هذا العمل نابعًا من روح الأديب اللطيفة الذوَّاقة الحساسة المرهفة، فذلك ليس بأدبٍ وإن بدا كالأدب؛ لأن المتلقِّي يستشعر ذلك مهما مدح النُّقاد ذلك العمل وصاحبه.



أحلى الصور الأدبيَّة هي تلك التي تكون فيها الرُّؤى والمشاعر تتدفق، رابطة ما بين صعوبة الحاضر (لتوحي بالصدق) وإمكان المستقبل (لتوحي بالأمل)، تتخلَّل تضاريس البيئة الواقعيَّة متعالية على تحدياتها؛ لترسم لوحة أحلام وآمال تمسُّ شَغافَ القلب والوجدان، هنا يمهد الأدب المبدع لإحداث التغيير الإيجابي في الفكر قبل حدوثه على أرض الواقع، هنا يرتفع منسوب التحفُّز والطموح ليدفع باتجاه الحياة بكل عنفوانها.


هنا تصبح القيود سهامًا من السجَّان تنتقم؛ كما قال الشاعر اليمني محمد محمود الزبيري:
إن القيودَ التي كانت على قدمي ♦♦♦ صارت سهامًا من السجَّان تنتقِمُ


وهنا أيضا يشعُّ قول الأديب المصري مصطفى صادق الرافعي:
فالشمسُ تطلع في نهار مشرقٍ ♦♦♦ والبدرُ لا يخفيه ليلٌ مظلمُ


ويُبْعَثُ روح الأمل في استعادة أمجاد الأجداد مع قول الشاعر محمد إقبال:
كنا جبالًا في الجبال وربما ♦♦♦ سِرْنا على موج البحار بحارَا



وفي مجال الرواية والمسرحية الأدبية الرائعة تجدُ نفسَك في عالم يمدُّك بالطاقة اللازمة؛ لتعيش حياتك الواقعية تسمو فوق الآلام ومتاعب الحياة، تستشف من عالم القصة كيف تمدُّ اللحظات الرائعة أو العميقة التي عادةً ما تتفلَّتُ من الذهن بسرعة؛ بسبب ظروف البيئة الواقعية؛ لتعيش فيها متلذِّذًا بفكرتها، أو متفكِّرًا فيها.



وفي مجال السيرة الذاتية تعيشُ مع أبطالها وهم يأخذونك في جولات حياتهم، وتقف معهم في كثير من محطات الحياة لتنظر كيف عَبَرُوا تلك الظروف و عَبَّرُوا عنها، عوالمُ مختلفةٌ متعددة، وتجارب عميقة تُعَمِّقُ من نظرتك للحياة.


وبمثل هذا يكون الأدب الرائع فنًّا، فالفن صفة توصف بها الأعمال الجميلة الرائعة، سواء كانت أدبية أو غير ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.58 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]