صور خطيبتي تدفعني إلى فسخ الخطبة

[ابوالوليد المسلم]

صور خطيبتي تدفعني إلى فسخ الخطبة
أ. فيصل العشاري

السؤال:

♦ ملخص السؤال:
شاب يريد فسْخ خطبته من خطيبته بسبب صورتها مع زميلاتها وبعض الشباب في حفلة جماعية، ويسأل: هل في ذلك تسرُّعٌ أو أعطيها فرصة أخرى؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ مغتربٌ للعمل في دولة عربية، تقدمتُ لخطبة فتاة مِن طرف والدي، وهي على خلُق، وبدأتُ أتحدَّث معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة، واقتنعتُ بها في البداية واقتنعتْ بي، ومع أول إجازة لي نزلتُ إلى بلدي وخطبتها رسميًّا؛ فهي فتاة (خام) وبريئة، ولا يوجد شباب على صفحتها الشخصية (الفيس بوك)، وهذا ما جذبني إليها أكثر.

المشكلة أنها متقلبة المزاج، وإذا سألتُها: ما بك؟ تردُّ: لا شيء، ولديها صديقات مقربات منها، لكن لديهنَّ صداقات مع الشباب، ونصحتُها كثيرًا بالابتعاد عنهنَّ، لكنها لم تُطِع!

خرجتْ خطيبتي مع صديقاتها إلى حفلة (عيد ميلاد) صديقتِها، وكان في الحفلة شبابٌ، وقاموا بعمل صور جماعيةٍ، ونشروا الصور على (الفيس بوك)، وظهرت صورتها بينهم.

منذ ذلك الوقت وأنا لا أحتملها، ولا أتقبلها، ولا أريد أن أسمعَ صوتها، بل أُفَكِّر في فسْخ الخطبة.

هذا فضلاً عن أنها جافَّة في مُعاملتها لي

ولم أعدْ أحتَمِل أكثر مِن ذلك

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.

العلاقةُ الزوجيةُ ينبغي أن تُبْنَى على القناعة والوضوح مِن بداية الخط، وهذا لا يعني عدم التغاضي عن بعض الأخطاء الصغيرة، التي لا تُؤثِّر على مَسار الخط العام.

الأصلُ في مواصفات المخطوبة أن تكونَ ذات دين يحجزها عن الحرام، وذات خُلُق يَحْمِلُها على أداء حقوق الزوج والصبر عليه، وبقية المواصفات الفرعية الأخرى كالمال والجمال والحسب والنسب الواردة في الحديث الشريف.

ما حصل مِن قِبَل خطيبتك هو خطأ، ولكن عليك أن تُقَدِّر هذا الخطأ ضمن السياق العام لتاريخ الفتاة وتوجهها؛ فأنت تصفها بأنها فتاة (خام)؛ أي: إنها فتاة (بريئة)، وليست مِن ذوي العلاقات مع الشباب، وإنما الذي جرها لذلك هو صديقاتها، لذلك نرى أن تتروى وألا تستعجل في فسخ الخطبة، وأن تُحاول أن تنصحها باستمرارٍ، وبطريقة مؤدبة ومقبولة، ما دام أن هذه الفتاة تحبك وأنت تحبها وترضاها زوجة لك في المستقبل، فمثل هذه الأخطاء يمكن تلافيها وعلاجها بالنصيحة تارة، وبالتغاضي عن بعضها تارة أخرى، المهم هو أن تفهمَ الفتاةُ خطك العام في الحياة، وهو أنك شخص (متدين)؛ أي: تطبق أمر الله تعالى في شؤون حياتك كلها، كما هو حال الشاب المسلم؛ ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]، وأنك غير مستعدٍّ للتنازل عن هذه الأوامر الربانية، ولكن بالطبع من غير إفراط ولا تفريطٍ، وكل شيء بحسبه، فهناك بعض القضايا الفرعية الصغيرة لا ينبغي أن تأخذ حيِّزًا من الاهتمام أكبر مِن حجمها، والأمور تُقَدَّر بقدرها.

ومن ذلك نصيحتها بألا تنشرَ صورها، أو تقبل التصوير مع الأشخاص الأجانب عنها، لأن هذا سيضر بسُمعتها كفتاة أولاً، ثم كزوجة ثانيًا.

نرجو أن تُعالِجَ الموضوع بهدوءٍ وتروٍّ، وألا تستعجلَ بفسخ الخطبة قبل أن تأخذَ فرصتها الكافية في النصيحة والوعظ.

والله الموفِّق