
07-09-2022, 09:04 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,240
الدولة :
|
|
القراءة
القراءة
أسامة طبش
نهَض في الصَّباح الباكر، وبدأ يحتسي كوبًا من القهوة السَّاخنة، يعشق القراءة ويهيم حبًّا في دهاليزِها، كلَّما قرأ كتابًا، ازداد شغفًا لقراءة آخر، وكأنَّها بالنسبة إليه حلمٌ جميل ورِحلة ماتِعة، وطبيعة خلَّابة وعاطفةٌ جيَّاشة.
أحَبَّ الحياة؛ لأنها نِعمة من الخالق، واستثمر عقلَه؛ لأنه وَقوده الذي لا يَنفد، وارتبط بالإنجاز؛ لأنَّه امتداده الذي لا يَقصُر، تُمثِّل القراءةُ لديه عنوانًا جميلًا، وشعارًا وهَّاجًا، وقامَة من قامات الإنسان، هامَة تبلغ السماءَ في رقيِّها وعلوِّها وسُمُوقِها.
تقليب الصَّفحات والتوَهان بين الأسطر والحروف التي تتراقص بين عينيه فرحًا، تناديه بأن يَلْتَهمها الْتهامًا، إنَّه النَّهم الذي يَصعب إرضاؤه، ملء الجَعبةِ وترطيبها بسَيلٍ جارف من المعلومات.
• أمَّا الفكرة، فلها شأن مغايرٌ معه؛ فهي تتشكَّل وتتجمَّل وتأخذ أرديةً مختلفة الأنواع، وكأنها البَدر المنير في الكتاب، تصنع لها كيانًا مستقلًّا، فتشكِّل مع المعنى مضمونًا، يتمُّ استكناهه بثباتٍ.
يَقرأ ثمَّ يقرأ ثمَّ يقرأ، وكأنَّ هذه القراءة محبوبته التي أحبَّها من بين أشياء رائعة كثيرة في هذه الحياة، بلَغ مراده وهدفه منها، فاستلذَّها واستطعمها فبلَّتْ ريقَه، وروت عطشَه، وأشبعت جوعَه، الذي يتضوَّر فيه شوقًا.
هي تلك إذًا القراءة التي يدعوك لأن تَكتشفها كما اكتشفها هو، وتخوضَ في مَعِينها كما خاضَه هو، وتحبَّها كما أحبَّها هو، فهي رحلة جميلة خلَّابة للعقل وتفتن الأنظار.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|