خيوط الفجر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ماذا قدمت لما بعد الموت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التكاليف ليست متساوية بل متفاوتة الصعوبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كيفية إكرام الضيف وحدوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          ميثاق الفطرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تدمير التعليم في غزة: ترسيخ للتخلف واغتيال للنهوض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كن صادقًا ودع الناس تقول ما تقول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          لماذا التشدّد في الدين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          المخدرات تأخذ حكم الخمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          منصات التواصل ومنظومة القيم (الستر والحياء) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الموت ساجدا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2022, 05:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,254
الدولة : Egypt
افتراضي خيوط الفجر

خيوط الفجر



فيه سرٌّ من أسرار الحياة، نسيمه الذي يعطي النفس انشراحًا والروح سرورًا، فيه البشارة بالنور التام لأُولئك المشائين في الظُّلَم يهتدون بنورِ ربهم، فمن هُدي لا يضل أبدًا.

أصحاب العزائم والإرادة القوية لم تَمنعهم الفُرُشُ الوثيرة والغُرف الدافئة من الخروج في هذا الوقت الباكر البارد؛ ليَسبغوا الوضوءَ على المكارهِ، ويشهدُوا قرآنَ الفجرِ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78]،كما تشهدُه الملائكةُ، فيه انسجام مع هذا الكونِ الفسيحِ في تسبيحِه البديعِ: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]، هنا تسمو بروحك في عالم السمو العلوي، وتنفض عنها غبار التراب الدوني لكن.
لولا المشقةُ ساد الناس كلهم *** الجودُ يُفقر والإقدام قتَّالُ

{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، قليل هم الذين ينالون هذا الفضل والشرف العظيم، فالنوم له سلطانه والنفس لها سطوتها، فهي تتبعُ الهوى وتركنُ للراحةِ والدعةِ، وتستثقلُ ما لا نصيبَ لها فيه، فمن اتَّكلَ عليها خذلتَهُ وأوردتَهُ المهالَك، تُحببُ إليه السهرُ وتُغرقُه في المباحاتِ، وتُمنِيه حتى يقعَ في حبائلِها، فيصبحَ يستثقلُ النهوضَ بالواجباتِ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45].

إقامةُ صلاة الفجر مع المسلمين شهادةُ وبراءةُ من النفاقِ، فهي ثاني أثقل صلاةٍ على المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 142]، أما المؤمنُ صادقُ الإيمانِ، فيأتي إليها ولو حبوًا، فكان السلف يهادى الرجلُ بين الرجلين حتى يقامَ في الصفِ لعلمِه بفضلِ الصلاةِ والصف الأولِ، لم يتركْ للنفسِ مجالًا للتسويفِ والخمولِ حتى مع وجودِ العذرِ: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37]،وصدقَ القائلُ:

وإذا كانت النفوس كبارًا *** تَعِبتْ في مرادها الأجسام

خيوطُ الفجرِ فيها البركةُ، بُوركَ لأمتي في بكورِها: بركةٌ في المالِ، بركةٌ في الصحةِ، بركةٌ في العلمِ، بركةٌ في العملِ، بركةٌ في كل شيءٍ، وآسفًا على المحرومِ الذي فقدَ خيوطَ الفجرِ.
__________________________________________________ _

الكاتب: أحمد بن علوان السهيمي










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]