ما لم يعرفه الأدب العربي القديم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5087 - عددالزوار : 2330007 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4674 - عددالزوار : 1623519 )           »          8 وجبات صحية للعودة الى المدرسة , وجبات صحية للاطفال للمدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          Translation of the meanings of Surat AL FURQAAN (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تأملات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          The obligatory parts and sunnahs of wudoo (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          10 نصائح للفتاة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          ما هو علاج نزلات البرد او علاج البرد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أهم النصائح لتحافظ على صحة قلبك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيفية علاج الجروح العميقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 16-08-2022, 06:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,565
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ما لم يعرفه الأدب العربي القديم

مرَّ علي - رضي الله عنه - بقاص، فقال له: ما اسمك؟ قال: أبو يحيى، قال: أنت أبو "اعرفوني أيها الناس".



عن أبي قلابة: ما أمات العلم إلا القصاص: يجلس الرجل إلى القاص السنة، فلا يتعلم منه شيئًا، ويجلس إلى العالم، فلا يقوم إلا وقد تعلَّق منه بشيء.



نهى إبراهيم النخعي إبراهيم التيمي عن القصص، فقيل له: رجع يقص، قال: لِم؟ قيل لرؤيا رآها، قال: وما هي؟ قيل: رأى كأنه يقسم على جلسائه ريحانًا، قال: ما أعلم الريحان إلا طيب الرائحة حَسن المنظر، إلا أن طَعمه مُرٌّ، وكان يقول: ما أحد يبتغي بقصصه وجه الله إلا إبراهيم التيمي، ولوَدِدت أنه يفلت منه كِفافًا.



ابن المبارك: سألت الثوري: من خير الناس؟ قال: العلماء، قلت: من الأشراف؟ قال: المتقون، قلت: من الملوك؟ قال: الزهاد، قلت: من الغوغاء؟ قال: القصاص الذين يستأكلون أموال الناس بالكلام، قلت: من السفلة؟ قال: الظلمة.



سُئل فُضيل عن الجلوس إلى القاص، قال: ليس هذا لله، ليس هذا لله، هذا بدعة، ما كان على عهد رسول الله ولا عهد أبي بكر وعمر قاص، ولكن إذا كان الرجل يذكر الله ويُخوِّف، فلا بأس أن يُجلَس معه.



معاوية بن قُرَّة: لتاجر يجلب إلينا الطعام أحب إلي من قاصين.



قدِم سفيان الثوري البصرة، فنزل بمرحوم العطار، فقال: ألا أذهب بك إلى قاص تَسمعه؟



فكأنه تَكره، ثم مضى معه، فإذا هو بصالح المُرِّي، فقال: ليس هذا بقاص، هذا نذير.



قيس بن جبر النهشلي: هذه الصعقة التي عند القصاص من الشيطان.



قيل لعائشة - رضي الله عنها -: إن قومًا إذا سمعوا القرآن صُعِقوا، فقالت: القرآن أكرم من أن تَنزف منه عقول الرجال، ولكنه كما قال الله: ﴿ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 23].



ورُوي أن قاصًّا أنشد:

أمِن ذِكر خَودٍ دمعُ عينيك يَسفَحُ؟



ولطَم وجهه وبكى بكاءً شديدًا، فسئل عن "خَود"، فقال: وادٍ في جهنم يا حَمقى".



ولا يعود هذا الموقف حيال القصاص إلى كراهية أو احتقار لفن القصص في حد ذاته، بل إلى أن كثيرًا من طائفة القصاصين كانوا عوام الفكر، يعتمدون في وعظهم على الخرافات والمبالغات والتهويلات التي لا يقبلها العقل، ولا تُصدقها تجارب الحياة، ناسبين خرافاتهم ومبالغاتهم إلى الدين ذاته، موهمين الناس أنها من أحاديث النبي - عليه السلام - كما كان بعضهم يتَّخذ من هذا العمل سبيلاً إلى الرواج لدى العامة، وإلا فقد رأينا الجاحظ مثلاً يعلي من شأن القصاص المخلصين.



ولكي تتَّضح الصورة ويَعرف القارئ أن ذلك الموقف من القصاص، لم يكن تعبيرًا عن رفْض القصص بوصفه فنًّا أدبيًّا، بل رفضًا للخرافات والمبالغات، وإفساد الدين واستغلاله في الرواج عند العامة، وأكل الدنيا به ما قاله عدد من علماء الدين في تلك العصور، فقد قال ابن قتيبة مثلاً في "تأويل مختلف الحديث": إن "الحديث يدخله الشوب والفساد من وجوه ثلاثة؛ منها: الزنادقة واجتيالهم للإسلام، وتهجينه بدسِّ الأحاديث المُستشنعة والمستحيلة...، والوجه الثاني: القصاص على قديم الزمان، فإنهم يُميلون وجوه العوام إليهم، ويَستدِرُّون ما عندهم بالمناكير والغريب والأكاذيب من الأحاديث، ومن شأن العوام القعود عند القاص ما كان حديثه عجيبًا خارجًا عن فِطَر العقول، أو كان رقيقًا يُحزن القلوب ويَستغزِر العيون، فإذا ذكر الجنة، قال: فيها الحوراء من مسك أو زعفران، وعَجِيزتها ميل في ميل، ويُبوِّئ الله تعالى وليَّه قصرًا من لؤلؤة بيضاء، فيه سبعون ألف مقصورة، في كل مقصورة سبعون ألف قُبة، في كل قبة سبعون ألف فراش، على كل فراش سبعون ألف كذا، فلا يزال في سبعين ألف كذا وسبعين ألفًا، كأنه يرى أنه لا يجوز أن يكون العدد فوق السبعين ولا دونها، ويقول: لأصغر من في الجنة منزلةً عند الله مَن يعطيه الله تعالى مثل الدنيا كذا وكذا ضِعفًا، وكلما كان من هذا أكثر، كان العجب أكثر، والقعود عنده أطول، والأيدي بالعطاء إليه أسرع، والله - تبارك وتعالى - يخبرنا في كتابه بما في جنته بما فيه مَقنع عن أخبار القصاص وسائر الخلق، حين وصف الجنة بأن عرضها السموات والأرض...، فكيف يكون عرضها السموات والأرض، ويعطي الله تعالى أقل مَن فيها منزلةً فيها مثل الدنيا أضعافًا؟



ثم يذكر آدم - عليه السلام - ويصفه، فيقول: كان رأسه يبلغ السحاب، أو السماء ويحاكها، فاعتراه لذلك الصلع، ولما هبط إلى الأرض، بكى على الجنة حتى بلغت دموعه البحر، وجرت فيها السفن، ويذكر داود - عليه السلام - فيقول: سجد لله تعالى أربعين ليلةً، وبكى حتى نبت العشب بدموع عينيه، ثم زفر زفرةً هاج لها ذلك النبات، ويذكر عصا موسى - عليه السلام - فيقول: كان نابها كنخلة سحوق، وعينها كالبرق الخاطف، وعرفها كذا، والله - تعالى - يقول: ﴿ كَأَنَّهَا جَانٌّ ﴾ [النمل: 10]، والجان: خفيف الحيات.



وحدثني الرياشي قال: نا عبدالله بن مسلمة عن أنس بن عياض، عن زيد بن أسلم، قال: وجد في حجاج رجل من العماليق ضَبُع وجِراؤها.



وأما الوجه الثالث الذي يقع فيه فساد الحديث، فأخبار متقادمة كان الناس في الجاهلية يروونها تُشبه أحاديث الخرافة؛ كقولهم: إن الضب كان يهوديًّا عاقًّا، فمسَخه الله تعالى ضبًّا؛ ولذلك قال الناس: أعق من ضَبٍّ، ولم تقل العرب: "أعق من ضب" لهذه العلة، وإنما قالوا ذلك؛ لأنه يأكل حسوله إذا جاع...، وكقولهم في الهدهد: إن أمه ماتَت، فدفَنها في رأسه؛ فلذلك أُنْتِنت ريحه...، وكقولهم في الديك والغراب: إنهما كان متنادمين، فلما نفِد شرابهما، رهَن الغراب الديك عند الخَمَّار، ومضى فلم يرجع إليه، وبقِي الديك عند الخمار حارسًا...، وكقولهم في السِّنور: إنها عطسة الأسد، وفي الخنزير: إنه عطسة الفيل، وفي الإربيانة: إنها خياطة كانت تسرق الخيوط، فمُسِخت....".



وفي "الموضوعات"؛ لابن الجوزي: "صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعين في مسجد الرصافة، فقام بين أيديهم قاص، فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعين، قالا: حدثنا عبدالرزاق عن مَعمر عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال لا إله إلا الله، خلَق الله من كل كلمة طيرًا، منقاره من ذهب، وريشه من مَرجان، وأخذ في قصته نحوًا من عشرين ورقةً! فجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن مَعين، وجعل يحيى بن معين ينظر إلى أحمد، فقال له: حدَّثته بهذا؟ فيقول: والله ما سمعت هذا إلا الساعة، فلما فرَغ من قَصصه وأخذ العطيَّات، ثم قعَد ينتظر بقيَّتها، قال له يحيى بن معين بيده: تعالَ، فجاء متوِّهمًا لنوال، فقال له يحيى: من حدَّثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعين، فقال: أنا يحيى بن معين، وهذا أحمد بن حنبل، ما سمِعنا بهذا قط في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمقُ، ما تحقَّقت هذا إلا الساعة، كأن ليس فيها إلا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، وقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعين، فوضع أحمد كمَّه على وجهه وقال: دَعه يقوم، فقام كالمستهزئ بهما".



وفي "القصاص والمذكرين"؛ لابن الجوزي أيضًا أنهم: "ينسبون ما يسمعونه من الناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويخلطون الأحاديث بعضها ببعض، ويتصنعون البكاء والرِّعْدة، ومنهم من يصفرُّ وجهه ببعض الأدْوِية، وبعضهم يُمسك معه ما إذا شمَّه سال دمعه، ويتظاهرون بالصعقة..."، وفي ضوء ما مر يُمكننا أن نعرف لِمَ كان بعض الحكام يمنعون القصاص من الجلوس في المساجد والقص على الناس؛ تجنُّبًا للشغب الذي كان يحدث جرَّاء اجتماع الطغام، وما يمكن أن يحصل عن ذلك من جدال وضجيجٍ ومشاحنات.



ويؤكد أيضًا ما قلناه من أن هذه النقول ليست دليلاً على كراهية القصص في ذاته، بل القصص المراد به خداع العوام، وترويج الخرافات بينهم؛ للضحك عليهم، واستدرار ما في جيوبهم.



إن هناك كُتابًا كبارًا من القدماء قد أثنوا على مقامات الحريري مثلاً ثناءً عظيمًا، ووقفوا بقوة في وجه من يحاول التقليل من شأنها لحساب الرسائل، لكننا للأسف لا نجد في كلامهم رغم ذلك شيئًا يتعلق بالناحية الفنية في هذه الإبداعات العجيبة، بل ليس فيما كتَبه الحريري نفسه في مقدمة "مقاماته" عن إنجازه في هذا الميدان شيء عن ذلك الجانب بتاتًا؛ إذ قال: "وأرجو ألاَّ أكون في هذا الهذر الذي أورَدته، والمورد الذي تورَّدته، كالباحث عن حَتفه بظِلفه، والجادع مارِنَ أنفِه بكَفِّه، فألحق بالأخسرين أعمالاً الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.



على أني، وإن أَغْمَض لي الفَطِنُ المتغابي، ونضَح عني المحب المحابي، لا أكاد أخلُص من غُمْرٍ جاهل، أو ذي غُمْرٍ متجاهل، يضع مني لهذا الوضع، ويُندِّد بأنه من مناهي الشرع، ومن نقد الأشياء بعين المعقول، وأنعم النظر في مباني الأصول - نظم هذه المقامات في سلك الإفادات، وسلَكها مسلك الموضوعات، عن العجماوات والجمادات، ولم يسمع بمن نبا سمعه عن تلك الحكايات، أو أثم رواتها في وقت من الأوقات، ثم إذا كانت الأعمال بالنيات، وبها انعقاد العقود الدينيات، فأي حرج على من أنشأ ملحًا للتنبيه، لا للتمويه، ونحا بها منحى التهذيب، لا الأكاذيب؟ وهل هو في ذلك إلا بمنزلة من انتُدِب لتعليمٍ، أو هُدِي إلى صراط مستقيم؟




على أنني راضٍ بأن أحملَ الهوى

وأَخلُص منه لا عليَّ ولا لِيَا






نعم لم يتطرَّق الحريري البتة إلى الناحية الفنية القَصصية في عمله، بل اكتفى بالدفاع عن نفسه ضد ما ناله بسببه من الاتِّهام بأنه رجل مِهذار يخالف الشرع في هَذره الذي يُضيِّع به وقته.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 85.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]