من مفردات غريب القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 467 )           »          فقهُ الابتلاء في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نعمة الإيمان باليوم الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حال المؤمن مع الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أحكام العقيقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          اعتناق الإسلام سِرًّا طوال العمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حال المؤمن عند الشدائد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من سيؤهل علماء المستقبل؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          {وما كان ربك نسيا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          واحذرهم أن يفتنوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 31-03-2022, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,906
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مفردات غريب القرآن

من مفردات غريب القرآن(2)
وحيد عبدالله أبو المجد

(مَوْبِقًا)


بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه.

مَوْبِقًا؛ أي هلاكًا، جزر وبق: إذا تثبط فهلك، يقال وَبَق الرجلُ يَبِقُ وَبْقًا ووبُوقًا ووَبِقَ وَبْقًا واسْتَوْبَق؛ أي (هلك)، وقال الفراء: (أَوْبَقَتْ فلانًا ذنوبه أي أهلكته).

والمَوْبِقُ مَفْعِل منه كالمَوْعِد مَفْعِل من وَعَدَ.

وقال ابن الأَعرابي: (كل حاجز بين شيئين فهو مَوْبِق).

ويقال: وبِقَتِ الإبلُ في الطين إذا وَحَلَتْ فنشِبَتْ فيه[1].

قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا ﴾ [الكهف: 52].

لقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا سبيل لهؤلاء المشركين، ولا وصول لهم إلى آلهتهم التي كانوا يزعمون في الدنيا، وأنه يفرق بينهم وبينها في الآخرة، فلا خلاص لأحد من الفريقين إلى الآخر، بل بينهما مهلك وهول عظيم وأمر كبير[2].

وقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 32 - 34].

ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام، أي ومن علاماته الدالة على قدرته السفن الجارية في البحر، كأنها من عظمها أعلام، والأعلام الجبال، والجواري جمع جارية، وسميت جارية؛ لأنها تجري في الماء، والجارية هي المرأة الشابة أيضًا، وسميت بذلك لأنها يجري فيها ماء الشباب[3].

نعم لو شاء سبحانه لأرسل الريح قوية عاتية، فأخذت السفن وأحالتها عن سيرها المستقيم، فصرفتها ذات اليمين أو ذات الشمال، آبقة لا تسير على طريق، ولا إلى جهة مقصد.

️وهنا مسألة...
ربما يقول قائل: إن السفن الآن تسير بالمحركات والوقود وليس بالرياح؟!
فما تفسير ذلك..؟
أذكر هنا قول الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله في إشارة جليلة في هذا المقام، قال:
إن الله تعالى ذكر في كتابه الكريم أنه سبحانه هو الذي يسيِّر الفلك بأمره، وهذا حكم عام يشمل كل ما يسير في البحر، وبأي وقود كان، ومنه قوله تعالى في سورة الحج: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ﴾.

فهذا كاف في بيان المقصود، وأنه مهما كانت السفن تعبر البحار والمحيطات، فإنها تسير بأمر الله تعالى، وهو سبحانه القادر على تسكين الريح في السفن الشراعية، ليس عاجزًا عن إيقاف المحركات المصنوعة من البشر العاجز الضعيف، أو تقدير ما به يكون تلف السفينة وغرق أهلها.

ولنعتبر جميعًا بالسفينة العملاقة (تايتنك) ومعناها (القوة الهائلة أو الجبارة) التي سارت في (المحيط الأطلنطي) من بريطانيا إلى أمريكا عام 1912م، كما نعلم..

وقد بلغت الجرأة بأحد موظفي الشركة المصنعة للسفينة أن يقول: (حتى الله نفسه لا يستطيع إغراق هذه السفينة)، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي القدير، وهو لسان حال كثيرين ممن رأى الاحتياطات التي في السفينة من أجل ألا تغرق.

فكان أن قدَّر الله لها جبلًا جليديًّا، (ماء تجمد؛ أي من نفس المادة التي تسير عليها السفينة، تجمعت وأصبحت جليدًا، وتراكمت حتى أصبحت كالأعلام لتغرقها بأمر الله).

فمن الذي جرت تلك السفينة العملاقة بأمره؟ ومن الذي قدَّر عليها الغرق؟
أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه نظام كوني خلقه العلي القدير ويسيِّره كيف يشاء..

إنه سبحانه القادر ويسبِّب الأسباب وما البشر إلا عبيد ضعفاء، لا يملكون من أمرهم شيئًا ولننظر إلى حالنا الآن، شيء لا يرى بالعين المجردة (فيروس) يوبق البشر، ويقف العالم أجمع عاجزًا لا يملك من أمره شيئًا، ولكن خالق الداء هو خالق الدواء سبحانه، وكل شيء بقدرته ويسبب الأسباب.

اللهم إنا نسألك من عظيم قدرتك وعزائم مغفرتك، ومنجيات أمرك السلامة من كل مكروه وسوء، فنحن عبادك، ارحمنا برحمتك يا رب التي وسعت كل شيء، يا أرحم الراحمين.

[1] القاموس المحيط، ومن لسان العرب.

[2] تفسير القرآن العظيم لابن كثير.

[3] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 160.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 158.93 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (1.04%)]