الشرفة (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحرص على الوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فوائد وعبر من قصة قارون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الاستبشار بنزول الأمطار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البر بالوالدين دين ودين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سلسلة شرح الأربعين النووية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 6419 )           »          مصعب بن عمير باع دنياه لآخرته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف يتحلى الشباب بالوقار؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الثبات: أهميته وسير الثابتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          عاشوراء: فضل ودروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-02-2022, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,280
الدولة : Egypt
افتراضي الشرفة (قصة قصيرة)

الشرفة (قصة قصيرة)
عبدالباسط سعد عيسى




أقف في شُرفة صديقي الثريِّ التي هي بحجم أحد بيوت جيرانه الطينيَّة التي تقبع أسفل بنايتِه العالية على النِّيل، البنايات العالية تبدو كرجل مفتول العضلات يقف في صلَف والبيتُ الطينيُّ يستجديه عند قدمِه.








أرقبُ طفلًا لا يتجاوز الخامسة من عمره يَختفي نصفه في الماء يصطاد بسنارته البسيطة، وبنتًا على الشطِّ تكبره قليلًا، تضرب طرحتها في الماء ثم تَنفضها، وتلفُّها حول رأسها؛ تُخفِّف حدة شمس أغسطس، غمزت سنارة الولد فانتبهت البنت وترَّقَبا، حتى خرجت سمكة متوسِّطة أوقَعَها الجوع في الفخ، هللت البنت وألقى الولد لها السمكة فتلقَّفتْها بفرح، عاندت السمكة ومزقت كيسَها الضعيف، فكبلتها بطرحتها المبللة، رغمًا عني أرقبهما وهما يَدخلان بيتًا بلا سقف عدا غرفة وحيدة ضيِّقة بأحد أركانه، الفَسحة تَحوي فرنًا وسريرَي جريد و"طلمبة" أمامها حوض إسمنتيٌّ وبطَّتَين، أعطت البنت الأمَّ السمكة وساعدتها في شوائها، دقائق وكانت السمكة بين الطفل وأخته في طبق مع رغيف خبز، يبدو أن الأم تظاهَرت بالانشغال بأعمال البيت؛ حتى لا تُشاركهما الطعام القليل.







قاطَعَني دخول الخادم يدفع طاولةً عليها فنجانَي قهوة، طرفَت عيني نحو البيت الطينيِّ، وجدت الطفل وأخته يُمسك كل واحد منهما بقطعة لحم من السمكة، ويتَسابقان ليُطعما أمَّهما، بحركة لا إراديَّة أخرجت مبلغًا من المال وأحكمتُه، ثم ألقَيتُه بمهارة في فسحة الدار، واختبأت.







دلف صديقي الثريُّ معتذرًا لانشغاله بمُكالمة مهمَّة، جلسنا إلى الطاولة، وسألني لِخبرتي كمحامٍ عن الطريقة المثلى التي تُمكِّنه من امتلاك البيوت الطينية المجاورة، وأفصَح عن رغبته في تحويلها لحديقة تُحيط بنايته، وقبل أن أتحدَّث دخل الخادم يُخبر صديقي بوجود طفل بالخارج يسأل: هل سقط من شرفتنا شيء ما؟








وقفتُ مستغربًا: أستأذنك...








وأكملتُ بحروف صارمة: ذاهبٌ مع الطفل للشهر العقاري؛ فأنا بحاجة إلى أن يُوكِّلني لأقف في صفِّه إذا ما حاول أحد أن يسلب منهم بيتهم الطينيَّ المجاورَ لكم صديقي العزيز!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.37 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]