تأملات : في سورة هود - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معالم الأخوة في الله‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          رعاية الأسرة المسلمة للأبناء شواهد تطبيقية من تاريخ الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الخطوات الثلاثون نحو السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بين سجود الاقتراب وسجود الاغتراب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          كيف تجزع والله معك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خطوات التربية الإيجابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          السلطان عبد الحميد الثاني آخر سلاطين الدولة العثمانية الفعليين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صفقة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ.. سُنَّةُ لا تتخلف أبدا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2019, 10:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,616
الدولة : Egypt
افتراضي تأملات : في سورة هود

تأملات : في سورة هود




د.إيمان أنور

نزلت سورة هود لكي تخوض معترك أشد فترات نشر الدعوة الإسلامية ضراوة ، ولكي تواجه عنفوان صعاب وتحديات نفسية وشعورية عاشها الرسول في تلك الآونة على أَثَر إيذاء قريشِ للرسول ومن تابعه ، واشتدادِ الحصار على من آمن ، ووفاة كلٍ من السيدةِ خديجة زوجةِ الرسول ، وظهيرِه في نشر الدعوة ، ثم وفاة عمه أبي طالب : داعمِه ومؤازرِه ، ثم توقف دخول أناسٍ جددٍ في الدعوة ، حتى اضطر الرسولُ إلى الخروج إلى الطائف ؛ بُغيةَ رفْد الدعوة وإمدادها بدماءٍ جديدة ، والتي لم تسفر أيضا إلا عن مزيد من الألم ، وغير قليل من الانكسار..
إذن سورة هود هي سورةُ المعاضدة في وقت الشدة ، والمساندة والتأييد في وقت المحن ، ورسم الطريق لبلوغ الأهداف ، والتحدي لتجاوز الصعاب، هي سورة التثبيت ، والإصرار على المضي ، مع تيسير وسائل الوصول ، وبيان طرق النجاح التي ينبغي لكل مجتهد أن يسلكها .
وقد نزلت سورة هود - والتي بلغت 123 آية ،( باستثناء الأيات 12-17- 114) في مكة ؛ لتعبر عن فكرة واحدة من خلال تلوينات فكرية تعاونت جميعًا على تحقيق هدف واحد تمثل في الآيات (112- 113 ) داعيًا الله فيها إلى: الاستقامة /عدم اللجوء إلى العنف/عدم اليأس أوالتساهل أوالركون إلى القوى المناوئة مما يؤدي إلى تميُّع الأهداف ، و ضياع الرسالة .
وقد أسند الله تعالى خطابه من خلال هذه السورة –بمجموعة من الحقائق والأسانيد والمرتكزات تهدف إلى دعم الرسول فكريًا ونفسيًا ، وإمداده بما يعينه على متابعة دربه ، وتجاوز صعابه ، فكان خطابة كالتالي :
- القرآن حق لا شك فيه " { الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} ، و لم يَخلق اللهُ الناس إلا للعبادة ( {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)} " ولن يكون الرجوع في النهاية إلا إلى الله .... ( {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (4)} ؛ فإن كنتَ تجد مشقة في التبليغ ، وتعاني صعابًا فهذا أمر طبعي ، لأنها رسالة عظيمة . أفلا يستحق هذا منك بعدُ أن تتقوى ، وأن تحتمل ، وأن تكابد أنت أيضًا من أجلها ؟
- ما من مخلوق إلا وهو في قبضة الرحمن ، يعطيه ويمنعه ، ويميته ويحييه ، فلماذا لا تمضي أنت في رسالتك ، وتترك الهداية لله ، فإن استجابوا فبها ونِعْم ، و إن لم يهتدوا فما تلك بمشيئتك . ( {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}
- جُبِل كثير من الناس على التمرد ، وضيقِ الأفق ، والمحدوديةِ ، والقصور ِالفكري ؛ فإن فَرِح مرة ، اغتر و ظنه الأبد ، وإن حزن حينًا ، كفر بما هو آت . والحقيقة أنه لا حياة حقيقية إلا بالصبر على كليهما ؛ فالفرح والحزن كلاهما بلاء من الله ، وهما وجهان لشيءٍ واحد ، فلا تقوم الحياة إلا بهما . ولا تستمر إلا بتوازيهما .
- منحكَ الله معجزةً لم يمنحها الله أحدًا من قبل ، فقد أعطاك القرآن - كلام الله المتين- ولو اَخْتبرت أحدَهم بطلب كتابة ولو عشر آيات منه ، فلن يكون نتيجة ذلك إلا الفشل الذريع ، هذا على معرفتهم العربية ، وإتقانهم لدروبها .
- نزل القرآن على قريش والرسول بين ظَهْرانيهم ؛ فهم يعرفون الدعوة جيدًا ، بل و تابعوها ، كما أن ثَمةَ إشارة إلى رسالة سيدنا محمد والدعوة الإسلامية وردت في كتاب التوراة ، والذي نزل على سيدنا موسى ، فلمَ الإنكار ، وفيمَ التجاهل ؟
- حفلت قصصُ الرسل والأنبياء السابقين عليكَ بالأمثلة على ما كابده هؤلاء في سبيل نشر دعواتهم من ألم وكمد ، كما أشارت القصص جميعها إلى ما تعرضوا له من إخفاقات وإحباطات حتىى بلَّغوا رسالاتهم ، فلمْ تكن طرقهم أبدًا معبدة ، أو مفروشة بالورود ، فعليكَ الاعتبار !
- للإنسانِ الحقُ في الاختيار ، وهو أمر مكفول له طالما أنه سيحاسب عليه ، وليس في مُكنتنا أن نرغم من وهبناه عقلاَ على قبول ما يتنافى معه . فهذا مبدأ إنساني أصيل في العقيدة . فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر . إذن فابذل قصارى جهدك ، ودع الخواتيم لغيرك .
وبتأمل الخطاب السابق ، ومتابعة السورة وما ورد فيها من أفكار ، فقد أمكننا أن نستقي منها ما يلي :
- تحلقت السورة حول فكرة مركزية واحدة ألا وهي :
أولا : ضرورة الاستقامة عند تحقيق الأهداف.
ثانيا : عدم التغول على الآخرين أو إجهاض حقوقهم .
ثالثا:ـ عدم الركون إلى الخصوم أو التماهي معهم (إذا لم يكتب لك بلوغ هدفك ) .
أما الأفكار الجزئية الأخرى التي وردت في السورة فقد كانت بمثابة تلوينات لتحقيق تلك الفكرة الكلية ، وخدمتها ودعمها .
- كثيرةٌ هي السورالتي بدأت بالحروف المقطعة ،على اختلاف صورِها وأشكالها ، وما ذلك إلا تعظيما للكلمة ، وبيانًا لقيمتها ، فهي التي تُعَلِّم ، وهي التي تنمي ، وبها يتحققُ الإيمان ، وبها نتجاوزُ الكفر ، وبفضلها يسمو فكر الإنسان ، وبواسطتها ينمو ويتطور ، وبدونها يتراجع ويتقهقر . فهل نحن بحاجة في وقتنا هذا إلى مراجعة أنفسنا في إدراك قيمة الكلمة والذود عنها ، واستيعاب دورها في بناء الحضارات وإنهاض الشعوب ؟!
- قدم الله نفسه من خلال الآيات لمخلوقاته ، مبينا دواعي استحقاقه للعبادة ، مُروِّجًا لدواعي الإيمان به ، مُظهرًا عظمته وأفضاله الجليلة على الكون كله , وهذا درس عظيم في ضرورة أن يتعلم الإنسان كيف يُروِّج لأفكاره ، وكيف ينصر دعوته ويَزُود عنها ، وكيف ينبغي عليه أن يسعى لإيصالها متى كانت في طريق الحق ، وعلى دربه وهدايته .
- قد يضيق الإنسان بالقيل والقال ، وقد يضحي برسالته نتيجة لذلك ، وهذا من الأخطاء الجسيمة التي قد يقع فيها الإنسان . فقد جاء قوله تعالى : " {فاستقم كما أمرت} ....." (...112)" لكي يعلمنا ضرورة الاستمساك برسالتنا ، والإصرار ِعلى المضي فيها، والعملِ على تحقيقها ،مما يعني أن في ذلك دعمًا لديننا ، واستبقاءً لدنيانا .
- للنواميس الاجتماعية سطوة وسلطان ينبغي الانتباه إليها ؛ فقد كان لها أثر كبير في رفض الناس لكل ما هو جديد ، والتمسك بما درجوا عليه ، إيثارًا للسلامة مع المجتمع ، وتجنبًا لما يمكن أن يفقدوه لو جانبوا قيمه ، أو حالوا دون مبادئه . وتلك آفة المنافقين الذين يلزمهم مُراءاتِ من حولهم ، وملمح الضعفاء العاجزين عن حماية حق ، أوالتصدي لباطل .
- الصبر صبران ، صبر عند المنع ( { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)} ،وصبر عند المنح " { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10)} وقد عظَّم الله قيمة الصبر في مواضع كثيرة ، كما قدمه على العمل الصالح ؛ وذلك لمشقته ، وعظيم آثاره سواء على الفرد أوالمجتمع ( {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (11)} ومن هنا نرى ضرورة أن يراجع الإنسان نفسه ، وأن يعيد جدولة قيمه بحيث يدرج تلك القيمة في مكانها الصحيح من حياته .
- الأفكار العظيمة والرسائل الكبرى لا يؤمن بها إلا العظماء : نفسيًا وفكريًا وقيميًا وأخلاقيًا ، فإن كنتَ صاحب رسالة كبرى ، فانثر بِذْرَتك ، وتعهدها ، ولا تتوقف كثيرًا عند جَنْيها ، فقد لا يتسنى لك حصاد ما زرعتْ ، أو جني ما بذرت " {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} " (17) .
- عقد المقارنات " {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (24)} و ضرب الأمثلة (عاد / هود ، ثمود / صالح ،، لوط ، شعيب / نوح / إبراهيم .......إلخ )، و الحواريات القرآنية (مشهد وفود قوم لوط ليعتدوا على ضيوفه( الملائكة) وتصدي سيدنا لوط لهم) ، أدوات بلاغية قرآنية بيانية قادرة على التوضيح والبيان وإنارة السبيل ،ومن ثم التأثير في المتلقي ؛ لذا فهي وسائل هامة ينبغي الرجوع إليها عند دعم قيمة ، أو الحث على هدف .
- القيم المجتمعية قيم شكلية ، تعتد بالواجهة ، ولا تتجاوزها إلى ما هو أعظم منها . وقد مثلت السورة ذلك من خلال رفض قوم نوح لرسالته أولاً : لأنه من البشر ، ثانيًا : إيمان كثير من أراذل الناس وعامتهم به" {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا } ,,,(27) ، وهذا هو سمت الطغاة في التعامل مع ما يكرهونه . "التقزيم " .
- لا شيء يناله الإنسان من الله عن استحقاق ، إنما هو فضل من الله ، ورحمة منه ، وفَيء على عباده . تلك عقيدة ينبغي أن تُزرع في قلب كل مسلم ، فلم يُنجِّ الله صالحًا ومن آمن معه لأنهم مستحقون لذلك ،لكنها كانت رحمة الله به وبقومه " { فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا} .... (66)، ولم يبشر امرأة إبراهيم بإسحاق لأنها أهلٌ لذلك " { قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ} ....... (73)، كما لم يُنَجِّ شعيبا وقومه إلا برحمته تلك " {لَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا} " 94 . تلك سنة الله في خلقه ، فاذكرها والتزم .
- ثمة ملاءمة - في السورة - بين سلوك الناس ، وبين ما ينُزِل الله بهم من عقاب ؛ فقد كانت الصيحةُ على قوم صالح ؛ لأنهم لم يسمعوا كلامه في ترك الناقة ، كما كان العقاب نفسُه على قوم شعيب لأنهم لم يسمعوا لنصحه في عدم التطفيف ، أما قوم لوط فقد خرجو ا على شرع الله بمثليتهم ؛ فكان عقابهم إبادة فوقية بسجيلٍ منضود .
- كثيرا ما يكون الغِنَى سببًا للعقاب . وقد اقترن المترفون الأغنياء في سورة هو د بالظلم لآثامهم ، كما ورد ذلك في كثير من السور . لقوله تعالى " {وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)} ، فلا تستطل .
- هناك تسلسلٌ منطقي في عرض الأفكار التي وردت في السورة؛ فقد مهَّدَ الله سبحانه للسورة ببيان استحقاق الله بالعبادة ،و عاقبة كل من الشقى والسعيد ، ثم إيراد بعض القصص النبوي ، مشفوعًا ببيانٍ بعقاب المسيء ، وبيان خواتيمهم ، ثم ذِكْر الهدف الرئيسي من السورة إلى الرسول - قائد السرب – ؛لكي يقتدي به من بعده ، إلى ختام ينتهي بأن الأمور كلها بيد الله " {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
- تأتي القيمة الكبرى التي يدعمها الله - من خلال قرآنه كاملاُ - هي إقرار مبد أ احترام الإنسان ، وإقرار حقه في اختيار العقيدة التي يرتئيها ، وهو حق مكفول للجميع . لقول الله تعالى " {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)}
وأخيرا فقد أثر عن الرسول قوله : " لقد شيبتني هود" وما ذلك – كما نرى - إلا للخطاب القوي الذي أطلقه الله في السورة ، والحمية التي أثارها في نفس رسوله ، بما بثه في الآيات من بيان لحقائق مفصلية ، وذكر لقصص وحكايات جمة ، إلى ذكر واضح للأهداف والمبادئ التي ينبغي أن يتمثلها ، مع إشارة إلى الوسائل التي ينبغي أن يستخدمها في سبيل بلوغ أهدافه ؛ فكان الخطاب شديد الوقع ، سريعًا ، ملحًا على الفكرة المركزية ( أكمل رسالتك ) متلاحقًا ، وكلها كانت أمورًا ضرورية كي يشحن بها الرسول الكريم حتى يذود عن نفسه الحزينة المثقلة بإلإحباطات والتخاذل ، وحتى يتمكن من شخذ هممه ، وبالتالي استثارة دافعيته للمتابعة والاستمرار ، كما وجدنا خطابًا محتدمًا بالقوة والعنفوان من سيدنا هود الداعية الذي لم يَلن مع قومه ، بل دعى قومه ، شاهرًا سلاحه في وجه الباطل ، صادحًا بالحق ماضيا فيه ، لا يلو ي على أحد .

ولله الفضل والمنة، والحمد لله رب العالمين


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.83 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]