مـأزق الفـقيه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2019, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي مـأزق الفـقيه

فقه الجماهير


رقية بنت محمد المحارب

بسم الله الرحمن الرحيم

تأملت في الآيات التي وردت فيها تصاريف لفظة \"كثرة\" في الكتاب العزيز فوجدت عجباًº وجدت كثرة الناس في القرآن في الغالب مذمومة في مثل قوله - تعالى -: {وإن كثيراً من الناس لفاسقون} (المائدة: 49)، وقوله - تعالى -: {وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون} (يونس: 92)، وفي قوله - تعالى -: {ولكن أكثر الناس لا يشكرون} (يوسف: 38)، وقولـه - تعالى -: {ومـا أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنيـن} (يوسف: 103). وتلقى المسلمون عتاباً من الله - جل وعلا -º لأن كثرتهم أعجبتهم في معركة حنين، وفي هذا تربية لهم ودرساً ألا يتكلوا على الكثرة، وأنها لا تغني عن العبد شيئاً، وليست ذات قيمة عند من أنار الله بصيرته.

وهذا يقودنا إلى التفكير في مسألة توجه الجماهير نحو فكرة معينة أو حماسهم لقضية ما: هل تدل بحد ذاتها على صحة هذه القضية أو سلامة تلك الفكرة أم لا ؟ وهل رفضهم لمبدأ دليل على بطلانه، وقبولهم لرأي عنوان على الحق الذي لا مرية فيه، أم لا ؟

إن النبي يأتي يوم القيامة ومعه الرهط، وآخر يأتي ومعه الواحد، بل إن من الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم) من يأتي وليس معه أحد، فهل هذا حجة على بطلان دعوتهم؟ حاشا وكلا.

إن في الكلمة الخالدة \"اعرف الرجال بالحق، ولا تعرف الحق بالرجال\" منهجاً ينبغي على الموفقين السير عليه، فالمبادئ والأصول هي المرجع والحاكم، وليس أهواء الناس وتصرفاتهم ورغباتهم..صحيح أن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولكن المقصود من هذا هو إجماع أهل الرأي، وليس العامة.

نحزن عندما نرى الجموع تؤيد الفكرة الباطلة، وتضيق صدورنا عندما نرى الجماهير تتدافع لنصرة الباطل والظلم، وتدافع عن الانحراف، وتقف أحياناً سداً أمام المصلحين، وتهون من شأن المنكرات، وقد يجد اليأس طريقه إلى قلوب أناس ظنوا أن الكثرة معيار لحق أو باطل، ولكننا عندما نتأمل الحديث الذي رواه أبو داود (وهو في صحيح الجامع) عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"يوشك الأمم أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها\" فقال قائل: من قلة نحن يومئذ؟ قال: \"بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن\" فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: \"حب الدنيا وكراهية الموت\".

ندرك أن الكثرة لم تكن في حس الدعاة قضية، بل إن الاغترار بها قد أورد المهالك في قديم الزمان وحديثه. ولذا فإن الدعاة إلى الله- عز وجل - لا يُسألون: \"كم\" استجاب للدعوة ومشى في ركاب الأنبياء؟ ولكن يسألون عن: \"هل بذلوا الوسع في تبليغ الدعوة؟ وهل اجتهدوا في تقديمها للناس في أبهى حلة أم لا؟

وعندما تستقر هذه الحقيقة يصبح الداعية إلى الله في قمة نشاطه في السراء والضراء، والعسر واليسر، وبذا تعيش النفس في أجواء العلم النافع والعمل الصالح مهما اشتد سواد الليل وطال زمانه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 45.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 43.65 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]