|
فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
![]() القدس قضية كل مسلم التفرد الأمريكي وأما التفرد الأمريكي بالنفوذ والهيمنة على العالم، حيث غدت هي القطب الأوحد. والعلم المفرد، في توجيه السياسة الدولية، وفق مصالحها وأهوائها، وتسخير الأمم المتحدة وأجهزتها ومؤسساتها لخدمة أهدافها ورغباتها. التي لا يجوز لأحد الخروج عنها، أو التمرد عليها، وإلا كان العقاب له بالمرصاد، اقتصاديا وسياسيا، بل وعسكريا عند اللزوم. . أقول: هذا التفرد ليس قدرا مفروضا على البشرية، يجب أن تتقبله طوعا أو كرها، صوابا أو خطئا، عدلا كان أو جورا. إنما هو وليد ظروف معينة مرت بالعالم قابلة لأن تتغير. ومن سنة الله: أن القوي لا يظل قويا أبد الدهر، وأن الضعيف لا يظل ضعيفا أبد الدهر، وكم رأينا من قوي أصابه الضعف، وضعيف أدركته القوة، وكم من عزيز ذل، وذليل عز، وفي التاريخ الحافل، وفي الواقع الماثل: نماذج وأمثلة لا تخفى. كما أن من عدل الله تعالى وحكمته في خلقه: ألايدع قوة واحدة تتحكم في خلقه، وتفرض عليهم سلطانها رغبا ورهبا. بل من سنته تعالى: التدافع بين الناس، حيث يدفع ظلم بعضهم ببعض، وشر بعضهم ببعض، وإلا لتسلط عليهم الطغاة والجبارون فأهلكوهم، أو ساموهم سوء العذاب. يقول تعالى: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم بعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين ) البقرة : 251 وقال سبحانه: ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ) الحج: 40 وعلى ضوء هذه السنة قام الاتحاد السوفيتي الشيوعي عدة عقود بمدافعة التجبر الأمريكي -الأوروبي- الرأسمالي، وأدى ذلك إلى قدر من التوازن استفادت منه الشعوب الضعيفة والأوطان المهضومة، وإن كان كل من الطرفين الشيوعي والرأسمالي ظالما في نفسه، ولكن الله يدفع ظالما بظالم. كما قال الشاعر : وما من يد إلا يد الله فوقها ولا ظالم إلا سيبلى بظالم! ومن هنا كان المسلمون قديما يدعون الله قائلين: اللهم اشغل الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين. ومن الأمثال المأثورة: إذا اصطلحت الهرة والفار خربت دكان البقّال. فمن مصلحة البشر ـ وخصوصا الضعفاء منهم ـ اختلاف الأقوياء الظالمين وتعارض مصالحهم. وليس من مصلحتهم أن يتفقوا، فإن اتفاقهم نقمة واختلافهم رحمة. كما ليس من مصلحتهم أن ينفرد أحدهم بالقوة، ويزول خصومه من الميدان. وبمقتضى هذه السنة لا بد أن تظهر قوة، أو قوى جديدة أخرى تنازع أمريكا وتغالبها وتدافعها، حتى لا تفسد الأرض، وربما كان من دلائل ذلك: الاتفاق الروسي الصيني، الأخير والشهير، الذي يؤذن ببروز قوة جديدة، ربّما لم تتكامل الآن كل أدوات قدرتها التي تنافس بها أمريكا، ولكنها ـ على الأقل ـ تملك قوة عسكرية وبشرية هائلة، في مقابل التفوق التكنولوجي والاقتصادي الفارع الذي تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كان من شأن التفرد الأمريكي ألا يستمر، فكذلك شأن التحيز الأمريكي الدائم لإسرائيل، فهو موقف غير أخلاقي، وغير إنساني، وغير مبرَّر. وأحسب أن الشعب الأمريكي المضلل عن الحقيقة بصُنع الإعلام المكثف الذي يوجهه ويسيطر عليه اللوبى اليهودي في أمريكا، سيأتي يوم تنكشف فيه الغشاوة عن عينيه، ويرى الحقيقة مجردة بلا تمويه ولا تزييف، ويومئذ لن يكون مع الظالم ضد المظلوم، ولا مع الغاصب ضد المغصوب، ولا مع اللص ضد صاحب الدار.
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |