وصية أم لابنها

[انين الاقصى]

((وصية ام لابنها))

يابٌنّي إياك أن تتكلم في الاشياء ..

وفي الناس..

إلا بعدأن تتأكد من صحت المصدر..

وإذا جاءك أحد بنبأ..

فتبين..

قبل أن تتهور..

وإياك والشائعه..

لا تصدق كل مايقال ولا نصف ما تُبصر..

وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه..

ادفع بالتي هي أحسن..

فالعداوة يمكن ان تنقلب حبًا فتصَوَّر!!

إذا أردت أن تكشف صديقًا..

سافر معه ..

ففي السفر ينكشف الإنسان..

يذوب المظهر ..

وينكشف المخبر!

ولماذا سمي السفر سفرًا؟؟؟

إلا لأنه على الأخلاق والطبائع يُسفر!

وإذا هاجمك الناس وأنت على حق أو قذفوك بنقد..

فافرح..

إنما يعنون أنك ناجح ومؤثر..

فلكلب الميت لا يُركل..

ولا يُرمى إلا الشجر المثمر..

بُنّي..

عندما تنتقد أحدًا..

فبعين النحل تعود أن تبصر..

ولا تنظر للناس بعين الذباب..

فتقعَ على ماهو مستقذر..

نم باكرًا بُنّي..

فالبركة في الرزق صباحًا..

وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن لأنك تسهر..

وسأحكي لك قصة المعزه والذئب حتى لا تأمن لمن يَمكُر..

وحيثما يثق بك أحد..

فإياك ثم إياك أن تَغدُر..

سأذهب بك لعرين الأسد..

للغابه..

وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً..

لأنه يزأر..

إنما لأنه لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعًا.. يتضوّر..

بُنّي..

لا تسرق جهد غيرك فتتجوَّر ..

سأذهب بك للحرباء حتى تشاهد بنفسك حيلتها..

فهي تُلوِّن جلدها بلون المكان..

تتنكر..

لتعلم أن في البشر مثلها نسخ..

وأن هنالك منافقين ..

وهنالك أناس بكل لباس تتدثر وبدعوى الخير تتستر..

تعوّد أن تشكر..

أشكر الله..

فيكفي أنك مسلم..

ويكفي أنك ..

تمشي..

وتسمع..

وتُبصر..

أشكر الله وأشكر الناس..

فالله يزيد الشاكرين..

والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له..

يُقدّر..

اكتشفت يابُنّي..

أن أعظم فضيله في الحياة الصدق!

وأن الكذب وإن نجى ..

فالصدق أخلق بمن كان مثلك..

بُنّي..

وفرّ لنفسك بديلاً لكل شيئ..

استعد لأي أمر..

حتى لا تتوسل لنذل..

يُذِلُّ ويَحقِر..

واستفد من كل الفرص..

فالفرص التي تاتي الآن ..

قد لا تتكرر!!

لا تشتكي ولا تتذمر..

أريدك متفائلاً..

مقبلاً على الحياة..

اهرب من اليائسين والمتشائمين..

وإياك أن تجلس مع رجل يتطير ..

لا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك..

وإياك أن تسخر من شكل أحد..

فالمرء لم يَخْلق نفسه..

ففي سخريتك..

أنت في الحقيقة تسخر..

من صنع الذي أبدع وخلق وصّور..

لا تفضح عيوب الناس فيفضحك الله في دارك..

فالله الستّير..

يحب من يستر..

ولا تظلم أحدًا..

وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس ..

فتذكر أن الله هو الأقدر..

وإذا شَعرتَ بالقسوة يومًا ..

فمسح على رأس يتيم..

ولسوف تُدهَش ..

كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب..

فيتفطر..

لا تجادل..

ففي الجدال..

كِلا الطرفين يخسر..

فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن ..

وإذا فُزنا فلقد خسرنا الشخص الأخر..

لقد انهزمنا كلنا ..

الذي انتصر..

والذي ظن أنه لم يُنصر..

لا تكن أحادي الرأي..

فمن الجميل أن تؤثر وتتأثّر..

ولكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين..

وإذا شعرت بأن رأيك مع الحق ..

فثبت عليه ولا تتأثر..

تستطيع يا بٌنّي ان تغيّر قناعات الناس..

وأن تستحوذ على قلوب الناس وهي لا تشعر..

ليس بالسّحر ولا بالشعوذه..

فبابتسامتك..

وعذوبت لفظك ..

تستطيع بهما أن تَسْحَر..

ابتسم..

فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا ..

عبادة وعليها نؤجر..

في الصين..

إن لم تبتسم لن يسمحو لك أن تفتح متجر..

إن لم تجد من يبتسم لك ..

فبتسم له أنت..

فإذا كان ثغرك بالبسمت يفتر..

بسرعه تتفتح لك القلوب لتعبر..

وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك ..

دافع عن نفسك..

وضح ..

برّر..

ولا تكنُ فضوليًا تدس أنفك في كل أمر..

تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر..

بُنّي ترفع عن هذا ..

إنه يسوءني هذا المنظر..

لا تحزن يابُنّي على ما في من الحياة..

فما خُلقنا فيها إلا لنُمتحن ونُبتلى..

حتى يرانا الله..

هل نصبر؟؟

لذلك هون عليك ..

ولا تتكدر!

وتأكد بأن الفرج قريب..

فإذا اشتدّ سواد السحب .. فعمّا قريب ستُمطر..

لا تَبكِ على الماضي..

فيكفي أنه مضى..

فمن العبث ان نمسك نشارة الخشب.. وننشر..

أنظر للغد ..

استعد..

شّمر..

كن عزيزاً ..

وبنفسك افخر..

فكما ترى نفسك سيراك الآخرون..

فإياك لنفسك يومًا أن تُحقرِ..

فأنت تكبر حينما تود أن تكبر..

وأنت فقط من يقرر ان يصُغر..

وإذا أردتَّ إصلاح الكون برّمته..

ساقول لك لا..أرجوك..

لا نريد أن نفقد الشر..

تخيل أن الكون من غير غشاشين..

ومن غير كذابين ..

كيف سيعيش الشرفاء؟؟

ومن أين سنقتات؟؟

وكيف سنكون نحن الأمَيز والأشهر؟؟

قررتُ أن أربّيك وأنت في بطني..

لتكون أعظم شخصيه..

ولو قُلتَ:لماذا يأمي بدأتي باكرًا..

ستكتشف أن الإنسان لو كَبُر..

لن ينفع معه إلا معجزه..

ما لم بنفسه هو يتغيّر..