الخطر المزدوج

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحدث الناس كثيرا عن التلفزيون وما فيه من أخطار وأضرار,
تكلموا عما يُنقل عبر شاشاته من فساد وتحطيم للقيم الإسلامية خاصة.

وصدقوا فيما قالوا أو أغلب ما قالوا :
فمِـن كذب في الأخبار وتزوير للحقائق وتزييف للوقائع وتشجيع للفسق ونشر للرذيلة ,........الخ

فالحق أن منكراته كثيرة لا تحصى ولا تعد ولا تخفى على أحد .

غير أن ذلك كله يعتبر أمرا هينا إذا ما قيس بغيره من الإفساد !

فهناك في نظري أمر آخر أكثر خطورة وأشد فتكا , وهو القنوات التي يقال عنها أو يُروّج لها أنها دينية (إسلامية) !

فبعض تلك القنوات تبث فكر أهل البدع والضلال والفرق المنحرفة وتزعم أن هذا هو الدين الصافي والصحيح !

هناك قنوات تبث ـ صريحا ـ فكرا: اعتزاليا , جهميا , خارجيا , صوفيا , شيعيا , سنيا , أشعريا , تكفيريا ـ رجعيا ـ تقدميا ـ سلفيا ـ خلفيا ......................... الخ

وكيف لي أنا (العامي) أن أميز بين درس يُلقى في قناة الفهد وآخر يلقى في قناة الأسد ! ما دام المدرس يلبس قميصا أو يضع عمامة ثم يذكر شيئا من القرآن بعد أن أرخى لحيته وأظهر تـنسُّكه وادعى الإسلام !

صدقوني إن كثيرا من أهل قريتي تحولوا عن مذهبهم السني الى مذهب
آخر, وصاروا يدافعون عنه , فناصروه وتشيعوا له . ومن حاول نصحهم , قالوا له أنت جاهل!

والسبب هو فقط مشاهدة القنوات الدعوية البدعية.

ثم إني أرى أن كل من كان غير متخصص في علم فهو أمي إذا ما جلس يستمع للمتخصص فيه , حتى وإن كان يحمل الدكتوراه في علم آخر.

كما أعتقد أنه ليس كل إمام يدعوا الى الحق فهناك أئمة يدرسون الضلال المبين , فالله تعالى قال (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار..ِ)[1] .

كما أعتقد أنه ليس كل داعية يدعوا الى الهدى , فالنبي r قال دعاة على أبواب جهنم من أجابهم .. قذفوه فيها)

بقي علي الآن أن أعلمكم لماذا ـ حسب رأي ـ هذه القنوات أشد خطرا من القنوات الأخرى.

ذلك أن من يشاهد قنوات الرقص والغناء الماجن والصور الفاضحة فالأغلب أنه يشعرأنه مخطئ ومذنب وربما يستغفر ويتوب.

أما من يشاهد القنوات الدينية (البدعية) فإنه يحسب نفسه على الحق والهدى والدين الصحيح , فيزداد تمسكا به ودفاعا عنه ونشرا له .

ولذلك كان العلماء قديما يقولون[2]:ـ ( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية!).

لذلك أنصحك أخي العزيز لا تـأخذ دينك ( وعقيدتك خاصة) من التلفزيون.

أما بالنسبة لي فالتلفزيون لا أثق حتى في أخباره , وقد رأيتم كيف كذب علينا في قضية الأنفلونزا ؟ وقضية السامية ؟! وقضية أسلحة الدمار وقضية البطبوطي[3].......وآلاف القضايا الأخرى ..........

وإذا كنتُ لا أثق في أخباره فكيف سأثق في دينه وعقيدته؟

لذلك أؤكد لك نصيحتي أخي العزيز: لا تأخذ دينك إلا من إمام الحي (الذي تسكن فيه), والذي تصلي خلفه وتعرف صدقه وأمانته وعلمه ومذهبه ومدخله ومخرجه .......

أما مدرس التلفاز سواء كان الشيخ الكركور أو الشيخ الفرفور فأنت لا تعرف لا صدقه ولا تقواه وقد يورطك في حفرة لا خروج لك منها.

فما رأيكم أنتم ؟

وإني في انتظار تعليقاتكم.

شكرا.

والسلام عليكم.

[1]) سورة القصص : آية41

[2] القائل هو : الفضيل بن عياض رحمه الله .

[3] ) هل تعرفونها ؟ البطبوطي هو الذي قالوا انه انتحر مع رفاقه الضباط فأسقط طائرته في البحر!