|
|||||||
| ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
طبيبة تروي بر ولد بأمه المتخلفة عقلياً تقول: دخلت علي في العيادة عجوز في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني... لاحظت حرصه الزائد عليها حتى فهو يمسك يدها و يصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء.. بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات .. سألته عن حالتها العقلية لان تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي.. فقال إنها متخلفة عقليا منذ الولادة.... تملكني الفضول فسألته.. فمن يرعاها؟قال أنا.. قلت والنعم ولكن منيهتم بنظافة ملابسها وبدنها قال أنا ادخلها الحمام واحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهي واصفف ملابسها في الدولاب واضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس قلت ولم لا تحضر لها خادمه! قال لان أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة ..... اندهشت من كلامه ومقدار بره وقلت وهل أنت متزوج قال نعم الحمد لله ولدي أطفال .. قلت إذن زوجتك ترعى أمك؟..قال هي ماتقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها .. ولكن أنا احرص أن أكل معها حتى أطمئن عشان السكر !..... زاد إعجابي ومسكت دمعتي! واختلست نظره إلى اضافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ...قلت أظافرها؟؟قال قلت لك يادكتوره هي مسكينة ..طبعا أنا....نظرتالأم له وقالت متى تشتري لي بطاطس؟؟ قال ابشري الحين اوديك البقاله!طارت الأم من الفرح وقامت تناقز الحين الحين! التفت الابن وقال والله إني افرح لفرحتها أكثر منفرحة عيالي الصغار.. سويت نفسي اكتب في الملف حتى مايبين أني متأثرة !وسألت ماعندهاغيرك ؟ قال أنا وحيدها لان الوالد طلقها بعد شهر .قلت اجل رباك أبوك قال لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات . قلت هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك؟ال دكتوره أمي مسكينه طول عمري من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليهاوأرعاها. كتبت الوصفة وشرحت له الدواء...... مسك يد أمه وقال يا الله الحين البقاله... قالت لا نروح مكة ... استغربت قلت لها ليه تبين مكة؟ قالت بركب الطيارة !!! قلت له هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ليه توديها وتضيق على نفسك؟ قال يمكن الفرحة اللي تفرحها لا وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها. خرجوا من العيادةوأقفلت بابها وقلت للممرضة: آي نيد بريك،.. بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لمتكن له أما .. فقط حملت وولدت ، لم تربي ، لم تسهر اليالي لم تمرض لم تُدرس ، لم تتألملألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه... لم ولم ولم.... ومع كل ذلك كل هذا البر تذكرت أمي وقارنت حالي بحاله .... فكرت بأبنائي .... هل سأجد ربع هذا البر؟؟ مسحت دمــــــوعي وأكملت عيادتي وفي القلب غصة...
__________________
وانقضت الأيام
وصرت أُنَادى بأم البراء بين الأنام ربِّ احفظه لي وأقر عيني فيه حافظا لكتابك و إمام |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |