عطشــان حنان ربنا

[زهــــــرة الإخوان]

{وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا }(مريم/13 )

انظر الي العذوبة

ستشعر أن هذه الآية كلها تفيض بالعذوبة والرقة {وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً }(مريم/ 13 , 14 , 15 )

المعنى جميل جدا مستفيض بمعاني جميلة جدا

لا يوجد في القرآن كله صفة الحنان إلا هنا لماذا سيدنا يحيى ؟

** أول صفة إمتاز بها يحيى عليه السلام أنه كان عبدا مرضيا

بناءا على دعوة نبي الله زكريا

و دعاء الأنبياء مستجاب

{ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } (مريم/ 6 )

هو راض عن الله

لذلك اختصه الله بهذا الحنان

هذه أول نقطة عملية

أنت تحتاج جرعة الحنان

تحتاج ان يرتوي قلبك

إذا ارض عنه ربا يرضاك له عبدا

هو كان عبد رضي ولذلك اختص بالحنان
ذاق طعم الإيمان

رضي بالله ربا

هل تحبه ؟ راض بحكمه ؟ وراض بشرعه ؟ راض عنه ؟ أو راض عن نفسك؟

إذا كنت العبد المرضي إذا كنت العبد الراضي فستكون هذا العبد الرضي الذي يرضي الله عنه لأنه دائما صفاته أسبق من صفاتك { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } (المائدة/54 )

من الذي أحب أولا ؟

المفتاح هنا إياك أن يكون في قلبك تجاهه أي شيىء من معاني التسخط

وإلا لن تأخذ جرعة الحنان فتعيش في الأرض معذب قلبك منقبض عطشان حنان ربك

إذن أول معنى { وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً }( مريم/ 6 )

** ثانيا بماذا أمر ربنا سيدنا يحي ؟

{ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ }( مريم/12 )

أنت هل تأخذ الكتاب بقوة ؟

أنت هل عندك علو همة ؟

أنت هل عندك قوة الإيمان هذه ؟

عندك هذا الثبات

عندك هذا الرسوخ

تأخذ الكتاب بقوة أم أنك ضعيف ذليل أمام شهواتك وملذاتك ومعاصيك وذنوبك

لو أنت هذا العبد الذليل لمعاصيه ستكون ضعيفا جدا فلا تستطيع أن تأخذ هذه الجرعة

جرعة الحنان هذه حتي تأخذها يجب أن تكون فيك هذه الصفة

أن تكون قويا في دين الله تاخذ الأمور على محمل الجد

لما تعزم تعزم عزم أكيد

لما تقرر يكون قرار شجاع ويترتب عليه تطبيق فعلي

تأخذ الكتاب بقوة هل عندك علو همة ؟

هل نظر قلبك إلى السماء ليس إلى سفاسف الدنيا

لا تلتفت إلى دنيا مؤثرة إمرأه أو مال أوجاه أو أو أو

كل هذا يضعفك كل هذا يوهيك

الوهن حب الدنيا وكراهية الموت

{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنكُنتُم مُّؤْمِنِينَ }( آل عمران/139)

متى ؟

{ إن كنتم مؤمنين } (آل عمران/139 )

اذن تكون خير خلق الله في الأرض

لو أنت بهذه القوة

سيدنا يحيى أخذ الكتاب بقوة فاختصه الله بجرعة الحنان { خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } (مريم/ 12 )

الحكم هو العلم والفقه

نأخذ منها

** الدرس الثالث تريد أن تختص بجرعة الحنان

إعرف ربك من بداية معرفتك بالإلتزام { وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً } (مريم/ 12 )

لا تسوف هذه الفترة هي الفترة الذهبية في حياتك هذه الفترة فترة شبابك

هو أخذها صبيا نأخذها نحن شبابا تجاوزا

إذن نتعلم من بداية التزامنا تأخذ الموضوع على محمل الجد

تعرف من هو ربنا لو عرفته ستحن إليه والله لو عرفته ستحبه

والله وقتها سيختصك بجرعة الحنان

هذه رقم ثلاثة عملي حتي نأخذ جرعة الحنان نحتاج أن نتعلم وماذا نتعلم ؟

نتعلم من هو ربنا كيف نتعلمها ؟

ندرس أسماءه وصفاته

نقرأ في القرآن هذه المعاني ونجلس نتحسس بأيدينا معاني صفاته في كل آية

دعونا نقولها هنا واجب عملي أن تخرج من القرآن آيات الحنان

أنا قلت أن لفظ الحنان لم يرد في القرآن إلا في هذه الآية نحن قلنا الحنان شفقه ورحمة و ماذا ؟ وحب

ما الآية التي حين تقرأها تشعر بحب ربنا

تعالوا نتأمل بعض الآيات ونستشعر فيها دفء الحنان

حنان ربك بك

انظر رحمته انظر عطفه انظر حنانه هنا في هذه الآيات {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }(الزمر/53)

هل تفهم أسرفوا على أنفسهم ؟؟

المسألة ليست بسيطة لقد تخطوا الخطوط الحمراء حتى يأسوا من أنفسهم

فقال ماذا ؟

{ لَا تَقْنَطُوا مِنرَّحْمَةِ اللَّهِ }( الزمر/53 )

فصفة الرحمة عنده سبحانه وتعالى أعظم الصفات لذا سمى نفسه بها وسمى نفسه باسمه الرحيم

أرأيتم المعنى ؟

الآية حنانها يقول لا تيأس لك رب رحيم غفور يغفر الذنب ويعف عن كثير

خذوا هذه الآية أيضا

انظروا إلي حنانه يصنع الخير فيقابل بالشر ولا يعاجل بالعقوبة حنان شفقة

يعلم أن هذا عبد جاهل ظالم لنفسه يسئ فلا يعجل له بالعقوبة ويحلم عليه يقول { قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }(الأنعام/63)

فالعبد وهو في هذه الظلمات يكون مرعوبا

يارب خلصني أنا استحق ضرب النعال

أنا كذا يارب

هذه هى نجني واستقيم بعدها

فيقول {قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ }(الأنعام/64)

إقرأها بالحنان

هذا المعنى الرقيق

سوف ينجيك الله مع علمه بأنك سوف تشرك بهذه النعمة بعد ذلك
لكنه يمهلك و يعفو عنك و يحلم بك

ياه على الحنان

خذ هذه حبيبة القلب {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }(الضحى/ 1 , 2 , 3)

حنان ربك بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبكل من في أمته بإذنه سبحانه حين تكون بعيدا وشاردا حين تشعر أن قلبك تاه عن طريق ربك

ثم تشعر في معنى{وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى }( الضحى/ 1, 2 )

الضحى وقت ظهور الشمس أتعرف وقت الضحى ؟

وقت الضحى الذي هو وقت من بعد شروق الشمس إلي الظهر

الشمس تكبروتكبر والنور يزداد ويزداد ويزداد ويزداد حتي يصل إلى أعلى شىء وقت الظهر

فيقسم بالضحى

انظر كيف كنت وأنت ملتزم وأنت تعلو وتعلو وتعلو وتعلو والدنيا مشرقة من حولك

ثم تعمل الذنب وتلتفت فينزل الليل {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى }(الضحى/2 )

فلما ينزل اليل بك وتعيش هذه الظلمات تشعر انها النهاية بعد ما

فعلت كذا وكذا أكيد أغلق علي الباب أكيد لن اعود فيقول ماذا ؟

انظر معي إلي الحنان{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى }(الضحى/3)

لم يتركك ولم يكرهك

أنا يارب عملت ذنوب ومعاصي أنا أستحق كذا وكذا لكن هو يعلم أنك ضعيف ومسكين
فلن يتركك ولن يخذلك
طالما لا زال بقلبك حنين الحب له
ما ودعك وما قلى اتشعرون بجرعة الحنان أم أنك لا تتفق معي في هذه المعاني ؟؟

حسنا إستشعر في هذه الآية الثالثة أنه لا يخذل عباده مهما كانوا

وأنه حتى ولو أظلم علينا الليل أحيانا

فالفجر سيأتي لا محاله

وستأتي اللحظة_ لو قلبك صادق_ التي تعيد فيها ترتيب أوراقك

وترجع إلي طريقه اسمعوا هذه الاية يقول { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(البقرة/143)

لو عندك رصيد لن يضيعك لأنه رؤوف ورحيم

الرأفه والرحمة التي سبق الحديث عنها يعني الحنان فلما كان لك رصيد أنا لن أضيعه

ألله امرك بهذا ؟ نعم إذن لن يضيعنا لن يخذلك سيكون معك وسيهديك ويسددك
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }(البقرة/143)

انظر إلي سابغ الرحمة الرحمة التي وسعت كل شىء

يقول ماذا ؟

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(فاطر/2)

لو اختصك برحمة مهما حدث

مهما كنت في كرب

مهما كنت في غم

مهما كان بلاؤك

مهما كان ضيقك

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا }(فاطر/2)

رحيم ودود رؤوف لو بلغت ذنوبك الجبال

لو كان بلاؤك شديد يقول {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } (الشورى/30 )

أنت فعلت هذا في نفسك{فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ }

السياق الطبيعي للاية نتوقعه هكذا والله عزيز حكيم لا يغالب من يخطئ يعاقب

لكن انظر إلي الحنان { وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }(الشورى/30 )

يارب أنا أذنبت ذنوبا ثقيلة وكثيرة

ويعفو عن كثير مهما كان

يالحنان ربنا

هيا ندعوها ونقولها من تذكرها أول بأول تقول
اللهم حنانيك حنانيك يعني أنزل علينا حنانا بعد حنان

إدعي بها

لأن قلوبنا عطشانه حنان ربنا

حين تشعرإن الدنيا أغلقت أمامك
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }(الشورى/28 )

حين تشعر أنك فعلت اشياء كثيرة جدا جعلتك لا تستطيع التقدم في الطريق لربنا يقول لك {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }( هود/ 90 )

استغفر

لكن يارب أذنبت ذنوب ثقيلة

لا عليك إستغفر { ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }(هود/90 ) ماذا سيحصل ؟

{ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }(هود/90 )ماذا تقصد ؟

سينزل الرحمة لمجرد أنك تبت التوبة النصوح وماذا أيضا ؟

سيحبك سيحبك سينزل عليك الود { إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }(هود/90 )

إستغفار وتوبة

لم يقل في الآية إن ربي غفور تواب أليس إستغفار وتوبة ؟

لكنك لن تستطيع أن تستغفر و تتوب إلا بهاتين الصفتين

وستجني ثمرتهم

يعني أولا سينزل رحمة وسينزل ود وحنان

فتوفق وتجد نفسك تستغفر وتتوب وتبكي وتتضرع

ويكون قلبك مشتاق وتتلهف وبعدهم تجد لو وفقت لهم تجد الرحمة والود