هذه الطفلة علمتنى..! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200661 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-03-2010, 03:06 PM
الصورة الرمزية زهرة الياسمينا
زهرة الياسمينا زهرة الياسمينا غير متصل
مشرفة ملتقى القصة والعبرة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
مكان الإقامة: alex
الجنس :
المشاركات: 4,147
الدولة : Egypt
افتراضي هذه الطفلة علمتنى..!









هذه الطفلة علمتنى













رفعت طفلتي ذات الثلاث سنوات كفها الصغيرة ومدتها أمامي وعلى وجهها



ابتسامة رجاء يشوبه خوف وقالت : أمي


أعطني بعض اللوز , فأخت كفها ورفعتها إلى فمي بحنان وقبلتها, قالت بدلال : أمي فتحت يدي لتضعي بها اللوز لا


لتقبليها . قلت : يا حبيبتي أقبلها أولا ثم أضع بها ما تردين , وأخذت يدها فقامت معي ، فقد مدت كفها إلي وكرهت


أن أردها صفرا ، ثم قلت لها افتحي كفيك وملأتهما لها باللوز فضحكت بسرور بالغ معبرة عن امتنان عميق جعلني


أشعر بعطف شديد ورغبة زائدة في أن أغمرها بكل ما تشتهيه نفسها ، ومضت سعيدة بما تحسبه كنزها الثمين ، أما


أنا فقد تعلمت درسا من طفلتي الصغيرة ؛ ماذا علينا لو دعونا الله تعالى وله المثل الأعلى بطريقة هذه الطفلة ؛ ترفع


كفها ، تبدي حاجتها ، تبتسم وقلبها يملؤه رجاء بحنان أمها ، وثقة بمكانتها عندها وظن أنها لن تخيب أملها ،


وبعض الخوف من أن يكون طلبها في غير محله أو في غير وقته .


لو أن أحدنا حين يدعو ربه ، يرفع كفيه يبدي حاجته إلى الله وافتقاره إليه يدعوه بهذا الرجاء و بهذا الخوف ويملأ قلبه


بحسن الظن بالله وجميل التوكل عليه فإنه يستوجب بحسن دعائه حنان الله تعالى وحسن إجابته له فالله تعالى لا يضره


ولا ينقص من ملكه أن يعطي عباده كلهم كما في الحديث القدسي إنسهم وجنهم ، أن يعطي كل واحد منهم مسألته ،


ولو أن أحدنا أبدى شكره لله تعالى وامتنانه على عطائه كما فعلت هذه الطفلة لكان أجدر بمزيد عطاء الله تعالى له


وهو عز وجل القائل { لئن شكرتم لأزيدنكم} ، فعندما ضحكت لي ابنتي وشكرتني بلسان ألثغ " سكرا ماما أنا أحبك "


أحسست بضآلة عطائي مقابل شعورها بإنعامي عليها ورغبت أن أعطيها المزيد والله تعالى وله المثل الأعلى يحب


أن يرى أثر نعمته على عبده ويحب الشكور من عباده وقليل ما هم .


وعندما يسيء أحد أبنائي طلب الحاجة فأغضب منه مع حبي له وأمنعه لإساءته أتذكر عظيم حلم الله تعالى على عباده


كيف يرزقهم ويعافيهم ، ومنهم من ينكر وجوده بالكلية ، ومنهم من يتوجه بعبادته إلى غيره سبحانه , ومنهم من يؤمن


به ويتوجه بالرجاء إلى غيره ، ومنهم من يسيء في دعائه أكثر مما يحسن ، ومنهم من لا يكترث للشكر إذا نال ما


تمنى بل يمر كأن لم يدع الله إلى ضر مسه أو نعمة افتقدها بل إن منهم من يستعين بنعم الله تعالى على معصيته ،


فكيف يتسع حلم الله تعالى لكل هؤلاء ؟ !!


لكن طفلتي أشارت ذات مرة إلى أمر بلهفة شديدة ، واتبعت أسلوب التقرب والرجاء وحسن الطلب و مع ذلك فقد منعتها


ثم ألحت وبكت واستعملت كل الفنون لكني أصررت على رفض طلبها. ذلك أنها طلبت مني سكين حادة ! وعقلها الصغير


يصورها لها لعبة جميلة تود أن تقطع بها الأشياء وتعبث بها بل صور لها جهلها بما يمكن أن تؤول إليه الأمور أن هذه


اللعبة الرائعة هي منتهى أملها ومحط حلمها...وبالنسبة لي فقد حسمت الأمر وأبعدت السكين عن يدها بالرغم من تشبثها


بي وتفننها في استدرار عطفي والحصول على موافقتي ، لكن إشفاقي عليها كأم يجعلني لا أتركها وأحزانها بل


حاولت استرضاءها وغمرها بحنان الأمومة ثم حاولت أن أصرف نظرها عن لعبتها الغالية بلفت انتباهها إلى لعبها الأخرى


وبيان نواحي جمالها ووعدتها بهدية ثمينة أحضرتها لها فيما بعد تعويضا عما تظنه خيرا كبيرا فاتها ، فسعدت بها


أيما سعادة ومضت تلهو بها ، وهذا درس آخر تعلمته من هذه الطفلة ؛ كم من مرة دعوت الله تعالى أن يحقق لي رغبة


ما ثم حمدته تعالى على عدم تحقيقها ، أطلبها بإلحاح وهي بالنسبة لي كالسكين بالنسبة لطفلتي ، فقد سبق في


علم الله أنها لن تعود علي إلا بشر ، وقد قال تعالى {وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم } لكن الله تعالى لا يترك


سائله بل يعطيه شيئا أفضل مما طلبه شعر بذلك أم لم يشعر ، وقد يعلم بعد ذلك حكمة تأخير إجابته وقد لا يعلم ، لكن


ثقته بربه وحسن ظنه به يجعلانه يشكره سواء أسرع في إجابته أو أخرها اطمئنانا إلى خيرية خيرة الله تعالى له ، إذ


لا يضره سبحانه وتعالى ولا ينقص من ملكه أن يستجيب لكل ما ندعوه به ممالا نعلم مآله ءإلى خير نرتجيه أم إلى شر


نتقيه ، لكن لطفه تعالى بعباده هو السبب في منعه إياهم بعض ما يلحون في طلبه ، فله الحمد على ما قدر وله الحمد


على ما منع وله الشكر على ما أعطى وله تعالى وحده الثناء الحسن .


وبعد ، أفلا يحق لي أن أقول : أن هذه الطفلة علمتني ؟! فلقد علمتني ..... الكثير !











يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بأن عفوك أعظم

أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو المسيء المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم أني مسلم










بك أستجير ومن يجير سواكا *** فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى *** ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب *** مالها من غافر إلا كا





عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) .

وقال صلى الله عليه وسلم "لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله" او كما قال صلى الله عليه وسلم


__________________








رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.58 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.80%)]