طــــــلاق الشـــــــــــغـار

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم إخواني وأحبائي وأنتن أيضا أيتها الكريمات الفضليات.
كنت وعدتكم أن أكتب هذا الموضوع (وهو عبارة عن قصة وقعت أحداثها قبل سنوات) ولكني تأخرت بعض الشيء بسبب صعوبة وجدتها في التعبير, فالقصة معقدة قليلا , حاولت تبسيطها وأتمنى أن تتمكنوا من فهمها.
خطب عمي ابنة جارنا إلى ابنه فوافق الجار على الخِطبة .
وأثناء فترة الخطوبة بدا للجار أن يزوج ابنه أيضا , ولم يجد مشروعا أسهل ولا أحسن من أن يخطب ابنة عمي.
ففعل ما رآه حسنا , وتمت الموافقة على الخطوبة أيضا بل تم الزواج للفتاتين.
وبذلك صار عمي وجاري كل منهما آخذ ومعطي وحتى المهر بينهما كان مهرا رمزيا[1] (فما معنى أن أعطيك ثم آخذ منك ما أعطيتك , خاصة وأن المهر في عاداتنا من حق الأب).
وبعد مدة , ولسبب ما , وقع خصام بين ابن عمي وزوجته , حتى وصل الأمر إلى طلاقها .
ذهبتْ إلى بيت أبيها عند صلاة العصر فقال أبوها :"كيف يطلقون ابنتنا ونحن نحتفظ بابنتهم ؟
ابنتنا مطلقة وابنتهم جالسة هنا مرتاحة تأكل وتشرب , لا والله لن يكون ذلك , لن تبيت هنا هذه الليلة" .
وفعلا ما كاد يؤذن المغرب حتى جاءت ابنة عمي مطلقة أيضا.
فطُلِقت الثانية لا لجرم فعلته ولا لإثم اكتسبته وإنما انتقاما من أبيها أو أخيها أو أهلها الذين طلقوا الأولى.

هل ذكّرتكم هذه القصة قصة الكلب المسكين الذي حدثتكم عنه قبل أيام ؟
أما أنا فلا أنسى لا هذه ولا تلك وما زال الكثير الكثير غيرهما .

النقاش :
هل ترى أن ما قام به الجار عمل شنيع وجرم فضيع ؟
أم ترى أن ذلك جائز وتحتج بقول الله عز وجل وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها )
وقوله تعالى : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )؟
أم تذهب إلى أبعد من ذلك وتقول ما يقوله البعض من أن الأمر لا يحتاج حتى للآيات السابقة , فأتزوج متى أشاء وأطلق متى أشاء .هل عندك مانع ؟

تحياتي لكم جميعا وإني في انتظار آرائكم وانتقاداتكم وتصويباتكم في جميع المجالات : من حيث الفكرة , التركيب , التنسيق , الأسئلة المطروحة , المصطلح الجديد الذي استعملته ....الخ
فإني أحوج الناس الى ما تتفضلون به .

أخوكم إسماعيل يحبكم ويتمنى لكم كل خير.
الســــــــــــــــلام عليكم .







[1] ودّا لو لم يكن هناك مهر وإنما: خذ هذه وهات تلك (مقايضة ) غير أن الشرع لا يبيح هذا , وهو ما يسمى في الفقه "نكاح الشغار", ثم إني فرعت عنه " طلاق الشغار" .