الشيخ .."الفضائي".... الراعي الرسمي للمشجع المصري؟؟

[ابو هاله]

منذ عامين تقريباً وهذه الظاهرة تزداد وتتفحل في الشارع المصري حيث لم يجد المصريون شيئاً ينسيهم الفقر المدقع ومرارة العيش وأزمة المواصلات لم يجدوا شيئا ينسيهم الذل في أقسام البوليس والرشاوى في المصالح الحكومية لم يجدوا ما ينسيهم ظلم الدولة وفرضها للضرائب المستمرة والتفنن في مص دم الشعب بوحشية وبدون رحمة لم يجد هؤلاء البسطاء ما ينسيهم أن هناك من بني جلدتهم من يمشي علي نفس تراب هذه الأرض وينفق مئات المليارات كل يوم في اللهو والترف وهو يتضورون جوعاً لم يجدوا ما ينسيهم الفساد في كافة مناحي الحياة سوى في كرة القدم.





لقد أصبح التفاف الشعب المصري حول كرة القدم ظاهرة عجيبة فلم يعد هناك كبيراً ولا صغيراً غنياً أو فقيراً إلا ويشاهد المنتخب المصري لكرة القدم فنجد قلوبهم في أرجل هؤلاء الشباب يجدون في مشاهدة الكرة متعة عجيبة بل أصبحوا ينتظرون يوم الماتش بفارغ الصبر ..اخوتي لقد أضحى كل أمل المواطن المصري أن يرى الماتش علي القنوات المفتوحة بل لقد حدثت ثورة عارمة عندما أعلنت قناة الجزيرة الرياضية أنها لن تبث الماتشات علي القنوات المفتوحة حتى أثنوها عن قرارها هذه الثورة لم تأتي من فراغ إنما أتت من إدمان تام لهذه الكرة الملعونة وكأنها تجري في الدم.





لا أتوقع أن تعلق الشعب المصري بالكرة إلي هذا الحد هو شيء عادي عابر بل أعتقد أنه كان مدبراً من قبل الدولة...فبعد أن فقدت الدولة مصداقيتها وأصبحت الحكومة تلعن ليل نهار على ألسن المصريين أيقنت الدولة أنه لا سبيل إلي إعادة هيبتها المفقودة والثقة الضائعة فيها إلا عن طريق هذه الكرة ...فأنفقوا عليها ببذخ شديد وأقيمت القنوات الفضائية الرياضية المتخصصة وارتفعت أثمان اللاعبين وكثر الرعاة الذين ينفقون ببذخ ومما يدعم هذا الاتجاه بشدة أن هذه الأموال لم ولن تبذل إلا لكرة القدم فقط ...أما باقي الرياضات فلا!!!فإذا كانت الدولة داعمة للرياضة ككل لسعت لانتشال باقي الرياضات من الوحل بعد أن كادت جميع الرياضات الأخرى في مصر أن تنقرض ....ومن ثم تغير اسم المواطن المصري إلي المشجع المصري فتوددت جميع السلع والمنتجات للمشجع المصري فوجدنا المياه الغازية الخاصة بالمشجع المصري والشاي الخاص به والزيت ......الخ حتى أصبحت مصر كلها تحت أمر المشجع المصري!!!






بدأت بالفعل الدولة تجني ثمار هذه الحملة الكروية الضخمة حيث شاهدنا في ماتش مصر والجزائر الأخير التفاف الشعب المصري حول الأستاذ علاء مبارك والأستاذ جمال مبارك بشدة وأصبحوا هم مثالاً للثورة المصرية لرفض الظلم"بالطبع ظلم الإخوة الجزائريين" حتى لقد طل علينا السيد علاء وهو يسب رئيس الإتحاد الجزائري لكرة القدم ليس هذا إلا لسبب واحد ألا وهو نيل رضا الشعب المصري.






ما أعجب منه أخوتي أنه مع انتشار القنوات الفضائية الرياضية المتخصصة انتشرت وفي نفس التوقيت القنوات الفضائية الدينية ولكن هذه القنوات الدينية لم تفلح في جذب المشجع المصري كما نجحت هذه القنوات الرياضية



وأنا أتساءل الآن :

1_أين دور القنوات الدينية في مقاومة الورم الرياضي الخبيث؟
2_لماذا لم يفلح مشايخ الفضائيات في جذب المشجع المصري؟

أم أن الشيخ الفضائي قد أصبح هو الراعي الرسمي للمشجع المصري؟؟؟؟