اضاءات على الطريق ... لاتنسوا الفضل بينكم

[سامي الحمداني]

لاتنسوا الفضل بينكم

احببت ان اضع بين يدي اخواني في المنتدى

والزائرين الكرام بعضا من الاخلاقيات التي تمثل

بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

واصحابه الطيبين الطاهرين لتكون دليل عمل في

حياتنا جميعا في زمن تكاد تندرفيه مثل هذه

الاخلاقيات العظيمه الا ما رحم ربي وساحاول

بعون الله ان اواصل الكتابه في هذا المجال راجيا

ان ينفع الله بها اخواني المسلمين في حياتهم

اليوميه وعلاقاتهم مع بعضهم البعض ومع

غيرهم من غير المسلمين لتكون اضاءات على الطريق

روي ان جبير بن مطعم دخل على سعد بن ابي

وقاص (رضي الله عنهما) فعرض عليه سعد بنتا

له فتزوحها ثم طلقها قبل ان يدخل بها مرسلا

اليها بصداقها كاملا غير منقوص . فسئل: لم

تزوجتها وانت غير محتاج اليها فقال (كرهت ان

ارد صاحب رسول الله فتزوجتها) فسئل : (فلم

بعثت اليها بصداقها كاملا وانت لم تبن بها قال

(فاين الفضل؟ ) ثم تلى الايه الشريفه(ولا تنسوا الفضل بينكم)

وليس يعرف الناس في باب معرفة الفضل لاهله

بمجازاتهم عليه مثلا أولا مما صنعه رسول الله

صلى الله عليه وسلم مع وفد الحبشه فقد كان

يقوم على خدمتهم بنفسه . فلما قال له الصحابه

(نحن نكفيك ذلك يارسول الله) قال لهم معلما

ومؤدبا وقدو ة للمؤمنين (انهم كانوا لاصحابنا

مكرمين , واني احب ان اكافئهم) يعني بذلك

تكريم النجاشي للمهاجرين من صحابه الى

الحبشه , فرارا بدينهم من اذى المشركين .

فاعتبر النبي ذلك فضلا من الحبشه النصرانيه

على اصحابه هؤلاء , فقام بنفسه على خدمة

وفدهم , تكريما لهم او تكريما للحبشه فيهم .

وكان ذلك خير مثل لمعرفة الفضل لذوي الفضل .

وكما عرف – صلوات الله عليه- الفضل لنصارى

الحبشه فجازاهم عليه, بتكريم وفدها او

بتكريمها في وفدها , عرف الفضل لعلقمه ابن

علانه , مشركا مقيما عند قيصر

فقد قال الرسول الكريم للشاعر حسان بن ثابت

حين هجاه حسان ببعض الابيات(ياحسان , لاتعد تنشدني هذه القصيده بعد مجلسك هذا )

فقال :يارسول الله, تنهاني عن رجل مشرك مقيم

عند قيصر ؟ فقال صلى الله عليه وسلم( ياحسان

اشكر الناس للناس اشكرهم لله تعالى , وان

قيصر سال ابا سفيان ابن حرب عني فشمت

مني , فلما سال علقمه هذا عني احسن القول)

ويروي الثقات من اهل السير ان النبي قال

للمجاهدين من اصحابه في معركة بدر بعد ان

انتصر المسلمون ومضو ياسرون المهزومين من

راى منكم ابا البختري بن هشام فلا يقتله) .

وانما نهى عن قتله لانه كان اكف الناس عن

رسول الله وهو بمكه , فكان لا يؤذيه ولا يبلغه

عنه شيء يكرهه . وكان من االلذين قاموا في

نقض الصحيفه الظالمه التي كتبتها قريش على

بني هاشم وبني المطلب , تحرض الناس على

مقاطعتهم ومحاصرتهم في الشعب الذي لاذو به ,بحيث لايباع لهم ولا يبتاع منهم .

على تلك السنه الكريمه مضى المسلمون في

عرفان الفضل لاهله , بل لقد بالغو في ذلك

فعرفو الفضل للحيوان الاعجم فاكرموه غاية الاكرام وجازوه احسن الجزاء.

ففي عاصمة بني اميه (دمشق) ميدان كان يعرف

(بوقف المرجه)وهي ارض زراعيه ولعله لايزال

يحمل هذا الاسم حتى يومنا هذا , اوقفوها

للخيول التي تقاتل في سبيل الله حتى اذا شاخت

وعجزت عن الكر والفر تركوها في المرجه

ترعى حيث تشاء , لايتعرض لها احد باذى حتى

تفارق الحياة بالموت الطبيعي , دون ان يفعل بها

مايفعله غير المسلمين بالخيول حين تشيخ فيقتلوها رميا بالرصاص .

وكذلك يبدو ان معرفة الفضل لاهل الفضل

كمعرفة السوء لاهل السوء , ومجازات اولئك

وهؤلاء على ذلك , انما هو مروءه ودين .