صغار في مباراة مصر والجزائر

[أبو جهاد المصري]

هيمن الصغار على عقل الدولة هذا أدق توصيف لما يحدث في مباراة كرة قدم تحولت إلي معركة حربية ففي لحظة فارقة تراجع فيها العقلاء وتقدم لاعبي كرة القدم ليصبحوا أعضاء في لجنة السياسات بالحزب الوطني وهي اللجنة التي بالفعل شئنا أم أبينا لها يد في كل شئ !

اصطدام قطاران بمصر سبب هذا قتل أكثر من خمسة عشر شخصا وجرح أكثر من ثلاثين هذا الخبر سبب كارثة لحكومة فشلت في كل شئ وأمام الضغط الشعبي تراجعت الحكومة لإول مرة وأقيل وزير النقل والمواصلات ... (في حادثة العبارة قتل الف ومائة تقريبا ولم يتم إقالة هذا الوزير نفسة ولم يقدم للمحاكمة) وفي ظل الصخب الإعلامي جائت مبارة مصر والجزائر كهدية من السماء تلقفتها الحكومات لفاشلة لتحقق بها نصرا وهميا لشعوبها ولتظهر بمظهر المدافع عن الوطن!!!

أسواء أيام المعلق الرياضي شوبير هي فقط من أسبوعين لا أكثر فالكل استمع إلي حديثة مع الصحفية المبتدئة والكلمات البذيئة التي قيلت واعترفت الفتاة امام النيابة العامة بأن المكالمة لها وبهذا سقط شوبير في فخ المنافسين لة ... تلفت شوبير يمينا ويسارا فوجد مبارة الجزائر فتلفقها ليعيد البريق إلي أسمة بعدما تمرغ في الوحل وليظهر بمظهر المدافع الأول عن الوطن!!!

المعلق الرياضي مدحت شلبي الذي يقود عملية التهييج في الإعلام المصري يقبض فقط (ثلاثة ملايين جنيه مصري سنويا) ويجلس داخل مقر القناة ليتحدث عن التاريخ الدموي للجزائريين مع المصريين!! لكن لا مدحت شلبي ولا شوبير سيدفعان ثمن هذا التهريج الاعلامي الساقط والسخيف ولا هذه المتاجرة الرخيصة بل سيدفع الثمن (كالعادة) الشباب من فقراء الشعب ممن طحنتهم قرارات لجنة السياسات الفاشلة وحولتهم إلي جيش من العاطلين

علي الجانب الآخر الصورة هي هي ... هناك ايضا تم تعديل الدستور ليسمح للرئيس بتولي الرئاسة من جديد ... نفس معدلات الفقر والبطالة والاخفاق الحكومي في كل شئ وحكومة لازالت حتي الان تحاول الحصول علي شرعية بعد انقلابها علي ديمقراطية كادت أن تأتي بالاسلاميين فجائت هذه المباراة كفرصة لإظهار حجم الاهتمام والوطنية والدفاع عن الوطن!!

صحيفة الشروق الجزائرية تولت الجانب الإعلامي هناك ... وبنفس الاسلوب تقريبا ... ولإن هناك ضوء أخضر وصحفي وناشر يعرفون انهم في مأمن من المحاكمة !!! سمحت الصحيفة لنفسها بنشر أكذب خبر في صدر صفحتها الأولي فتحدثت عن سقوط تسعة قتلي جزائريين في مصر عقب المباراة!! وللمصادفة لم تذكر الصحيفة أسم واحد من القتلي هذا الكذب الصريح بل الوقح كذبة سفير الجزائر نفسها بالقاهرة!!! ... لكن لا احد قدم الصحفيين للمحاكمة!! ... وبالطبع انطلقت شرارة الغضب فدمر الشباب العاطل عن العمل أو الذي بالكاد يجد قوت يومة مقرات شركات مصرية بالجزائر!

وطالما ان الضوء أخضر ولا محاكمة فلم تتوقف الصحيفة فجائت بمن يتحدث عن هجوم تعرضوا له في أعقاب المباراة بعدما تعمد سائق الحافلة المرور بهم في مناطق شعبية وأي شخص زار القاهرة أو الاستاد بالقاهرة يعرف انة لا مناطق شعبية من الاستاد إلي المطار!!!
صحيفة الشروق قفز توزيعها إلي رقم خرافي فوصل إلى مليون ونصف المليون نسخة وإذا كان هذا الرقم معتاد في دولة مثل مصر بحجم سكانها الذي يبلغ ثمانين مليون لكن هذا الرقم غير معتاد في الجزائر علي الاطلاق ... هكذا إذا حصلت الشروق علي الثلاثة ملايين التي يحصل عليها المعلق الرياضي الشهير!!!

وأخيرا ستنطلق فى السابعة مساء اليوم بتوقيت القاهرة المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر فى العاصمة السودانية الخرطوم لكن الأجواء مرعبة بل مخيفة و ملبدة بدخان الحرائق والاحتقان السياسى والتحريض ... وقطعا لن يسمح الساسة الفاشلون في كل شئ والفاسدون حتي النخاع في كلا البلدين بمرور هذه المباراة بدون أستغلالها بشكل رخيص فهاهي مصر تسير جيش من الطائرات يصل إلي 40 طائرة والجزائر تسمح بأستخراج جواز السفر خلال يوم واحد بل تسلم المشجع الذي يصل للخرطوم التذكرة مجانا هذا غير آلاف ممن تم حملهم جوا مجانا في طائرات (الجيش الجزائري) لا إلي فلسطين ... بل إلي الخرطوم!!

هكذا لإول مرة نجحت الحكومات الفاشلة في كل شئ والفاسدة والتي تفتقر إلي اقل تأييد في البلدين في صرف النظر عن المشكلات الداخلية المعقدة للغاية وتأزم الوضع الداخلي ووو إلي فقط مباراة لكرة القدم!!!

اسرائيل ايضا لم تتأخر ... فرصة جائت إليها دون ان تسعي هي لها ... كالعادة نسي الاغبياء اسرائيل أو بمعني أدق تناسوا أسرائيل ... هاهي مصر تبعد صحفي اسرائيلي يعمل مراسل لبعض الصحف الاسرائيلية كان يلتف بعلم الجزائر ويمضي وقتة في مصر في تغطية الاحداث وشارك في بعض الشغب امام احد الفنادق!!!

نجحت الحكومات الفاشلة هذه المرة نعم ... لكنة نجاح محدود أيضا .... الفاشل فاشل لا يملك النجاح حتي في هذه المهاترات .... فما بين الشعبين أقوي وأعمق ... وهؤلاء الذي تجمعهم صفارة حكم كرة القدم لا قيمة لهم في اي معادلة سياسية فسرعان ما يهربون من الميدان هذا إذا عرفوا اصلا ان هناك ميدان!!!!
أما العقلاء فهؤلاء يعرفون ان هناك ميدان وان هناك دستور تم تعديلة ليناسب الوريث وان هناك لجنة سياسات ووو ... العقلاء لا طاقة لهذه الحكومات الفاشلة عليهم!