الرد على ( من ينفي وجود الله )

[الفراشة المتألقة]

ربما عندما قرأت العنوان ، تبادر إلى ذهنك في الوهلة الأولى ( أنا مؤمن بأن الله موجود ، إذن ما دخلي في هذا الموضوع )؟

أقول :
كلنا كمسلمين مؤمنين بتوحيد الألوهية و توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات
ولكن
في زمننا الحالي ، نعيش فيما يسمى بالجاهلية المعاصرة ، أصبحنا نخاف على أنفسنا وعلى ضعاف الإيمان من المسلمين أن يتأثروا بأمور صغيرة ، يظنوا أنها تافهة ، ولكنها ومع الزمن تشكك المسلم في دينه.


فرغبت بطرح وكتابة هذا الموضوع لتحصينك ، وإعطائك جرعة تقويك ، كي تتنبه ، فلا تأخذك الأفكار كما أخذت غيرك ومع التوسع أخرجتهم من الملة - والعياذ بالله - ، وتكون لك القدرة على الإجابة والإقناع لو تعرضت لهذا السؤال - بإذن الله -.


أذكر لك مثال لحادثة رويت لي من شخص ثقة ، يقول:
معنا شاب في الجامعة ، لم يترك شخص إلا وطرح عليه 3 أسئلة ، ولم يستطع أحد منا الرد عليه ، ومنا من أخذته الأفكار هنا وهناك.
لم يترك هذا الطالب لا صديق له ولا أستاذ ولا دكتور إلا وطرح هذه الأسئلة ، إلى أن جاء أحد الدكاترة ، كنا معتمدين على الله ثم عليه في الرد على هذا الشاب ، وكان الحوار التالي:

الطالب: قد سألت قبلك كل الأساتذة والطلاب ولم يجبني أحد ، فهل تجد في نفسك القدرة يا دكتور؟
الدكتور: أعتمد على الله في أن يعينني على الإجابة.
الطالب : هي سؤالين اثنين فقط
الدكتور: هاتيها
الطالب:
- كيف تؤمن بوجود الله وأنت لم تره ولم تشعر به بشيء محسوس ملموس ؟
- كيف أصدق بوجود شيء اسمه القضاء والقدر؟
- كيف نصدق بأن الشيطان خلق من نار وسيعذب في النار الي خُلق هو منها ؟
فصفعه الدكتور على خده صفعة قوية.
فقال له الطالب: ما بالك صفعتني يا دكتور ، نريد أن نتحاور ، هل غضبت من أسئلتي؟
الدكتور: لا لم أغضب ، ولكنها الإجابة على أسئلتك .
الطالب: لم أفهم !!
الدكتور: هل تألمت من قوة الصفعة ؟
الطالب: بالطبع ، نعم.
الدكتور : كيف لي أن أصدق بأنك تألمت ؟ أنا لم أشاهد ولم أحس بالألم الذي تقول عنه الآن ، وهذا هو الجواب على السؤال الأول .
سكت الطالب .
الدكتور: هل رأيت في منامك ليلة البارحة أنني صفعتك ؟
الطالب: لا
الدكتور: هذا هو القضاء والقدر ، كل أمر يحدث لك في يومك ، سواء خير أو شر ، أنت لا تعلم عنه ولا عن وقت حدوثه هو من القضاء والقدر .
الدكتور: أليست يدي من طين ، و وجهك من طين ؟
الطالب:بلى.
الدكتور: إذن كيف شعرت بالألم ؟ وهذا هو الجواب على السؤال الثالث.

الشاهد من القصة : ما يجب أن يكون عليه المسلمين من قوة في الإقناع ، ومدى انحطاط عقلية أبناء اليوم وللأسف الشديد.

===============================

من خصائص الجاهلية المعاصرة التي نعيشها اليوم ، أنها حكمت العقل في قضية الألوهية - بقصد أو بدون قصد - ، فأدى ذلك إلى نفي وجود الله أو التشكيك في وجوده والعياذ بالله.

فالمعروف والمُسَلم به أن العقل يؤمن ويصدق بكل ما هو محسوس بالحواس الخمسة ( اللمس ، الذوق ، العين ، الشم ، السمع ) ، وما هو غير محسوس فلا وجود له .
ولكن
لنتذكر أن هناك أمور تفوق القدرة البشرية على تخيلها أو إدراكها ، فنؤمن بها إيمانا حقيقيا من غير تمثيل ولا تكييف ولا تشبه ولا تعطيل ولا تحريف.

ولكن هناك بعض الأوقات تأخذ الأفكار عقل الإنسان ، ويتعمق في تفكيره فيجد نفسه قد طرأت عليه أسئلة ما هي إلا من وساوس الشيطان ، عليه أن يستعيذ بالله من الشيطان ويقوم ليخالط الناس ويتحدث معهم فينسى ما كان يفكر فيه من أمور خطيرة قد تخرجه من دائرة الإسلام بالكلية والعياذ بالله.

فلو جاءك شخص وقال لك ( كيف تصدق على أن الله موجود وأنت لم تره ) كيف نرد عليه؟
7

1- الفطرة تدل على وجود الله.
فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أوينصرانه ، أو يمجسانه " ، فلو ولد الإنسان وكان في الصحراء وحيدا ، لنشأ وهو مؤمن بأن هذه الصحراء وهذه السماء هي من صنع صانع ومن خلق خالق ، ولآمن بالله من دون أن يعلمه أحد.

2- العقل مؤمن بوجود الله.
جاء نفر إلى ابن تيمية - رحمه الله - وسألوه كيف نصدق بأن الله موجود ؟ ، فطلب أن يأتوه بعد يومين ليفكر في إجابة يقنعهم بها.
ومرت 3 أيام ولم يخبرهم بالرد ، فأنكروا عليه ذلك ، فقال لهم:
منذ 3 أيام وأنا أفكر في سفينة شقت عباب البحر بدون قبطان ، و وصلت إلى المرسى وأنزلت المرساه بدون راسي ، و أنزلت البضائع بدون حمّال ، فأوقفوه وقالو ، أي هراء تقول ؟
فقال: السماء وما فيها ، والأرض وما عليها ، ألا تدل على وجود البديع؟

أيضا الأعرابي البسيط صاحب الفطرة السليمة الذي قال :
البعرة تدل على البعير... والقدم يدل على المسير... أسماء ذات أبراج... وأرض ذات أفجاج أما تدل على اللطيف الخبير ".
هذا دليل عقلي على أن لكل فعل فاعل وأن الفعل يتناسب مع فاعله قوة وضعفًا وأثرًا فإذا كانت البعرة في الطريق تدل على البعير والقدم يدل على المسير فماذا تدل تلك الأبراج في السماء والمجرات والكواكب والنجوم ؟ عقلاً: تدل على حكمة بالغة وتدبير عظيم وخالق مبدع.

3- المحسوس يؤمن بوجود الله
هناك سحابة في موسم الحج تشكلت على كلمة الله ، رآها الحجيج وشهدوا بذلك ، أيضا الشجرة التي تشكلة أغصانها على كلمة لا اله الا الله ، والشجرة الراكعة ، عندما قاسوا العلماء أبعادها وجدوا أنها تتجه نحو القبلة وغيرها من أمور حولنا تثبت ذلك.

4- الشواهد موجودة عبر في كتب التأريخ
- في زمن سليمان - عليه السلام - مرة وهو خارج مع قومه يريد أن يسأل الله المطر رآى نملة نائمة على ظهرها ، رافعة أعضاءها للسماء وتقول : يارب انا خلق من خلقك فاسقنا بفضلك ، فقال سليمان عليه السلام :قد كُفيتم بدعاءها.
وشواهد غيرها.

أبعد كل ذلك ننكر نحن بوجود الله ؟


بقلم أختكم
الفراشة المتألقة