الحوار بين المسلمين والنصارى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 777 - عددالزوار : 118038 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 39948 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366353 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-10-2009, 08:58 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي الحوار بين المسلمين والنصارى

الحوار بين المسلمين والنصارى

د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائلُ - سبحانه -: (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران: 19، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، القائلَ: (والذي نفس محمد بيده! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم. أما بعد:
فمنذ قرابة نصف قرن تدور رحى نازلة في فناء المسلمين، ألقتها بين ظهرانيهم الدوائر الكنسية الغربية، الممثلة بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ومجلس الكنائس العالمي، وما يرتبط بهاتين المرجعيتين من معاهد ومراكز. تلك هي نازلة الدعوة إلى (تقارب الأديان).
وقد تسمَّت هذه الدعوة بمسميات متفاوتة عبر العقود المنصرمة:
1- ففي عقد الستينيات، والسبعينيات الميلادية كانت تسمى (التقارب الإسلامي المسيحي).
2- وفي الثمانينيات، لُطِّفت إلى (الحوار الإسلامي المسيحي) دفعاً لتهمة التلفيق بين الأديان.
3- وفي التسعينيات، اتسعت الدائرة في ظل الحديث عن التطبيع مع اليهود، واتفاقيات أوسلو، لتصبح (حوار الديانات الثلاث) أو (الأديان الإبراهيمية).
4- ومع هبوب رياح العولمة، والرغبة في ضم الديانات الوثنية، في مطلع الألفية الثالثة، جرى الحديث عن (حوار الحضارات).
وليس الشأن في (الحوار)! فنحن - المسلمين - أسعد الناس بالحوار، بل نحن أصحاب المبادرة إلى الحوار؛ فقد أمرنا ربنا أن نبادئ أهل الكتاب به، فقال: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران: 64، وأدَّبنا بأدب الحوار، فقال: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون) العنكبوت: 46، وإنما الشأن في أهداف الحوار ومضمونه.
حقيقة (الحوار) عند النصارى:
أطلق المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد في مدينة «روما»، في الفترة الممتدة من 1962م إلى 1965م، عقال الكنيسة الكاثوليكية في نظرتها وتعاملها مع الآخرين المخالفين، من النصارى أتباع الكنائس الأخرى، وغير النصارى من اليهود والمسلمين، بل والوثنيين والعلمانيين.
فبعد ما يقرب من أربع سنوات من المداولات والمجادلات، بل والنزاعات بين التيار المحافظ والتيار التقدمي، تبنت الكنيسة الخيار التقدمي المنفتح على الآخرين، مما يعد «تطويراً لاهوتياً» في هذا المجمع. فبعد أن كانت الكنيسة ترى أنها وحدها تمتلك «الحقيقة المطلقة»، وأنه لا سبيل إلى «الخلاص» إلا عن طريقها، أبدت قرارات المجمع الفاتيكاني الثاني مرونةً وتنازلاً عن هذه المعتقدات العتيدة التي كانت الأساس في القرون السابقة لقرارات الحجب والحرمان.
جاء في أول دساتير المجمع (الكنيسة: دستور عقائدي) فقرة 16: (...بيد أن تدبير الخلاص يشمل أيضاً أولئك الذين يؤمنون بالخالق، وأولهم المسلمون الذين يعلنون أنهم على إيمان إبراهيم، ويعبدون معنا الله الواحد الرحمن الرحيم، الذي يدين الناس في اليوم الآخر)[1].
وفي البيان المتعلق بعلاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية: (.. والكنيسة الكاثوليكية لا تنبذ شيئاً مما هو في هذه الديانات حقٌ ومقدس، وتولي تقديرها باحترامٍ صادق هذه الطرق المسلوكة في العمل والحياة، وهذه القواعد والتعاليم التي وإن اختلفت في أمور كثيرة عما تقول به وتُعلِّمُه، تحمل غير مرة قبساً من شعاع الحقيقة التي تنير جميع الناس. غير أنها تبشر، ويجب أن تبشر بلا انقطاع بالمسيح الذي هو «الصراط والحقيقة والحياة» (يو 14: 6).
من أجل ذلك تحرض أبناءها على الاعتراف بالقيم الروحية والأدبية والاجتماعية والثقافية التي توجد عند أتباع الديانات الأخرى، والمحافظة عليها وإنمائها، وذلك بطريق الحوار والتعاون معهم، بمقتضى الفِطنة والمحبة، مع الشهادة للإيمان والحياة المسيحية).
وبعد هذا الانفتاح العام على الآخرين، والاعتراف بما لديهم من قيمٍ ومثل في سابقة ليس لها نظير في الخطاب الكنسي، يتوجه البيان إلى خصوصية المسلمين بهذه الدعوة فيتابع قائلاً: (وتنظر الكنيسة أيضاً بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله، الواحد الحي القيوم، الرحمن، القدير، الذي خلق السماء والأرض، وكلم الناس إنهم يسعون بكل نفوسهم إلى التسليم بأحكام الله، وإن خفيت مقاصده! كما سلم لله إبراهيم الذي يفخر الدين الإسلامي بالانتساب إليه، وإنهم على كونهم لا يعترفون بيسوع إلهاً، يكرمونه نبياً، ويكرمون أمه العذراء مريم، مبتهلين إليها أحياناً بإيمان! ثم إنهم ينتظرون يوم الدين الذي يجازي الله فيه جميع الناس بعد ما يبعثون أحياء. من أجل هذا يقدرون الحياة الأدبية، ويعبدون الله بالصلاة والصدقة والصوم خصوصاً.
ولئن كان قد وقع، في غضون الزمن، كثير من المنازعات والعداوات بين المسيحيين والمسلمين، فإن المجمع يحرضهم جميعاً على نسيان الماضي، والعمل باجتهاد صادق في سبيل التفاهم فيما بينهم، وأن يحموا ويعززوا كلهم معاً، من أجل جميع الناس، العدالة الاجتماعية، والقيم الروحية، والسلام والحرية)[2].
إن هذه الفقرات من دساتير المجمع الفاتيكاني الثاني وبياناته، لتمثل موقفاً عقدياً جديداً، تبني عليه طريقة عمل جديدة أيضاً. وهي تمثل أساساً متيناً لمشروع الحوار والتقارب بين الكنيسة والأديان الأخرى، وقاعدة انطلاق عريضة استند عليها الناشطون من دعاة التقارب والحوار منذ ذلك الحين. ولكنه في الوقت نفسه أثار معضلة كبيرة؛ معضلة العلاقة بين الحوار والبشارة، ومحاولة التوفيق بينهما.
وفي فترة البابا يوحنا بولس الثاني كثر الحديث عن قضية الحوار، والعلاقة بين الحوار والبشارة، واستضاف «الفاتيكان» العديد من اللقاءات الدينية المنوعة، وشارك في الكثير من مؤتمرات التقارب والحوار، وأصدر الوثائق والإرشادات المتعلقة بقضية الحوار والبشارة، وأكد البابا بنفسه على تبني الحوار مع الأديان عموماً، والإسلام خصوصاً، انطلاقاً من مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني، ولكنه وضع الحوار في إطار المهمة الأساسية للكنيسة، وهي التبشير. فمع عناية البابا بالحوار واستمراره، كقوله في رسالة الفادي: (المؤمنون جميعهم، والجماعات المسيحية كلها، مدعوون إلى ممارسة الحوار... إن الحوار هو الطريق إلى الملكوت)[3] إلا إنه في خطابه الموجه إلى أعضاء الجمعية العمومية للمجلس البابوي للحوار بين الأديان المنعقد عام 1978م يجعله قسيماً توأماً للتبشير، فيقول: (.. كما أن الحوار بين الأديان هو مادة من مواد رسالة الكنيسة، فإن إعلان عمل الله الخلاصي في سيدنا يسوع المسيح هو أيضاً مادة أخرى... وإنه من غير الجائز أن يختار الواحد، ويتجاهل الآخر، أو يطرح)[4]
ولعل سر احتفاء البابا يوحنا بولس الثاني بالحوار، هو أنه يرى فيه معبراً ثقافياً ينفذ التبشير من خلاله إلى أعماق الحضارات الأخرى، بعد تأنيسه بالحوار، وذلك ما اصطلح الكنسيون على تسميته بالغرس الثقافي للمسيحية المستنبت في تربة ثقافات أخرى. يقول البابا في الإرشاد الرسولي المعنون بـ«تبليغ التعليم الديني»: (إن رسالة البشارة متضمنة في الثقافة الإنجيلية التي لا يجب أن تنفصل عنها. إنها تنتقل عبر حوار رسولي متضمن بالضرورة في حوار ثقافي بعينه. إن قوة الإنجيل قادرة على التغيير والتجديد، لذلك لا يجب أن يتغير الإنجيل أو يتأثر عند اتصاله بالثقافات، وعندئذٍ فإن التعليم الديني سيتأصل في مختلف الثقافات، ويضفي كمال المسيح على قيمها الشرعية)[5].
وفي هذا القدر تفسير وبيان لطبيعة «الحوار» الذي ينشده راعي الكنيسة الكاثوليكية، إنه الحوار المتدسس الذي لا يعني في الحقيقة معنى التبادل، والاستعداد للتغيير، والتجرد، والمجازفة، من طرفي الحوار كما كانت الكنيسة تدعي ذلك عقب المجمع الفاتيكاني الثاني، ولكنه الحوار الذي يشترط مسبقاً أنه: (لا يجب أن يتغير الإنجيل أو يتأثر عند اتصاله بالثقافات).
إن الحوار في نظر البابا عملية نفسية يخضع لها المحاور الآخر، فيتعرض لحالة اهتزاز قيم، وزلزلة ثوابت تنتج


رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 89.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 87.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]