|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) )الملك أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها ، وحفرها ، وشقها ، والبناء عليها ، ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك عليها . وأخبر سبحانه أنه جعلها مهاداً ، وفراشاً ، وبساطاً ، وقراراً ، وكفاتاً وأخبر أنه دحاها (أي بسطها ومهدها ) ، وطحاها ( نفس المعنى ) وأخرج منها ماءها ومرعاها ، وثبتها بالجبال ، ونهج فيها الفجاج والطرق ، وأجرى فيها الأنهار والعيون ، وبارك فيها وقدَّر فيها أقواتها. ومن بركتها أنَّ الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها . ومن بركتها أنك تودع فيها الحب فتخرجه لك أضعاف أضعاف ما كان . ومن بركتها أنها تحمل الأذى على ظهرها ، وتخرج من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها ، فتواري كل قبيح وتخرج كل مليح ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد ، وفضلات بدنه ، وتواريها وتضمه وتؤويه وتخرج له طعامه وشرابه ؛ فهي أحمل شيء للأذى وأعوده بالنفع والمقصود : أنه سبحانه جعل لنا الأرض كالجمل الذلول الذي كيفما يُقاد ينقاد وحَسُنَ التعبير بمناكبها عن طرقها وفجاجها لما تقدم من وصفها بكونها ذلولا ؛ فالماشي عليها يطأ على مناكبها وهو أعلى شيئ فيها ؛ ولهذا فُسِّرت المناكب بالجبال كمناكب الإنسان وهي أعاليه قالوا : وذلك تنبيه على أن المشي في سهولها أيسر . وقالت طائفة : بل المناكب الجوانب والنواحي ، ومنه مناكب الإنسان لجوانبه ثم أمرهم أن يأكلوا من رزقه الذي أودعه فيها ؛ فذللها لهم ووطأها ، وفتَّق فيها السُّبُل والطُرق التي يمشون فيها ، وأودعها رزقهم ، فذكر تهيئة المسكن للانتفاع والتقلُّب فيه بالذهاب والمجيء والأكل مما أودع فيه للساكن ثم نبه على أنَّا في هذا المسكن غير مستوطنين ولا مقيمين ، بل دخلناه عابري سبيل ، فلا يحسُن أن نتخذه وطناً ومستقراً ، وإنما دخلناه للتزود منه إلى دار القرار ؛ فهو منزل عبور لا مستقر حبور ، ومعبر وممر لا وطن ومستقر فتضمنت الآية على ربوبيته ، ووحدانيته ، وقدرته ، وحكمته ، ولطفه ، والتذكير بنعمه وإحسانه ، والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطناً ومستقراً ، بل نسرع فيها السير إلى داره وجنته . فسبحان الله كم تضمنت هذه الآية من معرفته ، وتوحيده ، والتذكير بنعمه ، والحث على السير إليه والاستعداد للقائه والقدوم عليه ، وإعلام بأنَّه سبحانه يطوي هذه الدار كأن لم تكن ، وأنه يحيي أهلها بعدما أماتهم وإليه النشور وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم المرجع : الفوائد لابن قيم الجوزية
__________________
![]() يا أقصى والله لن تهون
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |